السلام عليكم،،،
حتى لا أطيل عليكم كثيراً، مشكلتي تتلخص في علاقتي مع خطيبتي (معقودٌ علينا) التي أحبها حباً شديداً، والتي اخترتها على اعتقاد تام أنها الزوجة الصالحة، ولازال هذا الاعتقاد موجوداً حتى الآن... ولكن حصلت مؤخراً بعض الأحداث التي سأوجزها دون التفاصيل الكثيرة...
بدأت هذه الأحداث منذ شهرين، حيث شعرت أنها (أي خطيبتي) تغيرت قليلاً من حيث تعاملها معي، فشعرت ببعض الجفاء منها، وقد صارحتها (كعادتي) بهذا الشعور، فأجابت أنها في فترة امتحانات وضغط وأنه يتوجب علي أن أتفهم ذلك الأمر، وكذلك فعلت، ولكن بدأت تساورني بعض الشكوك من حيث تصرفاتها، فقد كثرت مكالماتها الهاتفية، وعندما صارحتها بالأمر غضبت مني واتهمتني أنني أريد تقييد حريتها... المهم أنني لم أقتنع كثيراً لأن قلبي كان يحدثني بغير ذلك، وكان قلبي يغلي من الداخل بسبب هذا الأمر، حتى قررت بدون تفكير أن أتبعها عندما ذهبت إلى الجامعة لأراقبها، وكذلك فعلت... لم أجد شيئاً غير مألوف، لكن المشكلة أنها قد رأتني وهنا حدث الإشكال، ربما لديها الحق بأن تغضب مني وأنا أتفهم ذلك، ولولا تدخل الأهل لكانت صارت أمور قد لا تحمد عقباها، وقد اعتذرت لها عن صنعتي تلك... لكن ذلك لم يرحني، فمازالت معاملتها لي بعيدة عن المودة، ولازالت تلك المكالمات الهاتفية مستمرة....
إلى أن جاء ذلك اليوم الذي اكتشفت فيه (بدون الخوض في التفاصيل) أن أحد الأرقام المخزنة لدى هاتفها باسم إحدى صديقاتها إنما هو لشاب!!!! وقد صدمت لهذا الأمر، ومع هذا بقيت متأنياً حتى لا أقع بنفس الخطأ مرتين، فتحريت عن صاحب الرقم وعرفت اسمه بالكامل، وبقيت محتفظاً بذلك حتى صُدمت بمفاجأة أخرى وهي أن خطيبتي تحتفظ بصورة شاب لديها في جهاز الكمبيوتر.... عندها لم أتمالك نفسي وقررت أن أصارحها بالموضوع، فما كان منها إلا أن تغضب مجدداً وتتهمني بأنني لا أثق بها وبأني أريد تقييد حريتها، وتعذرت بأعذار غريبة عن رقم الهاتف وعن الصورة وقالت أنها لخطيب صديقتها، وأن الرقم لصديقتها التي باعته مؤخراً... لم أقتنع بهذا الكلام فطلبت منها أن تحلف لي أنها صادقة فحلفت... عندها اعتذرت لها مجدداً لعدم ثقتي بها، وطلبت منها أن تصارحني دائماً بما يحدث معها حتى لا يحدث ما حدث مجدداً وتصالحنا، ولكن.
ولكن وللأسف الشديد اكتشفت (وبدون خوض التفاصيل مجدداً) أنها فعلاً كانت تكلم شاباً على الشات وأنه صاحب الرقم الذي تحريت عنه، وأن بريده الإلكتروني موجود لديها... عندها صارحتها بالأمر مجدداً واعترفت بالأمر هذه المرة!!!
قالت لي أنه مجرد شاب التقته على الشات، وأنه بإمكانه مساعدتها في إيجاد وظيفة بعد التخرج.... وغيرها من التفاصيل التي تبين أن لا علاقة جدية معه وإنما مجرد علاقة عمل.... وأنها كذبت علي لأنها كانت تخشى أن لا أتفهمها وأن أتهمها بأمور أخرى أو أن أغار عليها وغير ذلك من الأمور....
المهم أنني صدقتها مجدداً وأعتقد فعلاً أنها الحقيقة هذه المرة، ولكن، ما ذا يجب أن يكون موقفي الآن؟؟؟ لقد سامحتها وطلبت منها بعض الأمور وتصارحنا بكل شيء، وفهمت منها أنني كنت أضغط عليها بالفترة الأخيرة بأمر الحجاب (حيث أنها غير متحجبة ولكني كنت أعلم قبل الخطبة أنها تنوي ارتداء الحجاب قريباً لكن ذلك لم يحدث للآن) وتصارحنا بأمور أخرى لا يوجد مجال لذكرها الآن، وقد عادت علاقتنا الآن مثل سابقها وأفضل بحمد الله، واتفقنا مجدداً أن نتصارح بجميع الأمور مهما تتطلب الأمر!!! ولكن...
ولكن، أتساءل من جديد، ما ذا يجب أن يكون موقفي الآن؟؟؟؟ كيف أثق بها مجدداً؟؟ ليس لأنها كانت تكلم شاباً دون علمي فقط، وإنما لأنها حلفت كذباً عندما صارحتها بالأمر؟؟؟ ما هو موقفي من الناحية الشرعية؟؟ كما أفهمتكم مسبقاً أني أحبها وهي تحبني، ولكن هل يكفي الحب وحده؟؟ وما موقف الشرع من مكالمتها لشباب على الشات حتى لو كان ذلك بنية صادقة؟؟ وما موقف الشرع من حثي لها على الحجاب؟؟ وما هو الأسلوب الأمثل لذلك حتى لا أعرضها لضغط؟؟ هي ملتزمة بالصلاة والصيام وقراءة القرآن ولديها النية بالحجاب ولكنها (حسب قولها) لا تستطيع احتماله بسبب حرارة الجو في البلد الذي نعيش فيه!!! ماذا يمكن لي أن أقول لها؟؟ أنا على يقين أننا سنعيش بإذن الله في جو ملؤه الحب والسعادة والإيمان، ولكني أريد مساعدتكم في كيفية تعاملي معها الآن خصوصاً بعد الأحداث الأخيرة!
وعذراً على الإطالة
رد المستشار
ولدي الكريم أحيانا يقودنا القلب إلى الألم... ليس أحيانا بل غالبا
بدأت كلماتك بتوضيح أنك عقدت قرانك على هذه الخطيبة.. فهي لم تعد خطيبة يا ولدى بل زوجة... وهناك فارق كبير بين الاثنتين... فواحدة – الخطيبة – تتحسس التعامل معها لعلها تصلح لك زوجة.. والأخرى تستطيع أن تطلب منه أن تفعل هذا ولا تفعل ذاك من منطلق حقك الشرعي كزوج.
فليس هناك تقييد للحرية.. بل هي واجبات وحقوق، فهل تخيفك خطيبتك بهذه الكلمة فتتراجع عن مطالبك المعقولة خوفا من اتهامك بالرجعية والتحجر؟؟؟ إنك لم تطلب منها سوى تخفيف المكالمات الهاتفية، وعدم التعامل مع الرجال!!!! فأين التقييد؟؟؟؟
أخطأت يا ولدي حين تبعتها وكأنها متهمة تحت المراقبة... ولكن أعتقد أن اعتذارك كاف لمسح آثار هذا الخطأ غير المقصود والذي ينم عن الحب.
ومازلت أبحث يا ولدي عم يبعث في نفسك كل هذا الأمل واليقين كما تقول بالحرف الواحد: أنا على يقين أننا سنعيش بإذن الله في جو ملؤه الحب والسعادة والإيمان...فالتعامل معها كما يظهر يجب أن يتم بشروطها وإلا تثور وتغضب.... قادرة على التأليف والكذب والثورة بالباطل وهذا نص قولك: (فما كان منها إلا أن تغضب مجدداً وتتهمني بأنني لا أثق بها وبأني أريد تقييد حريتها، وتعذرت بأعذار غريبة عن رقم الهاتف وعن الصورة وقالت أنها لخطيب صديقتها، وأن الرقم لصديقتها التي باعته مؤخراً... لم أقتنع بهذا الكلام فطلبت منها أن تحلف لي أنها صادقة فحلفت) فهي تقسم كاذبة...وأنت تصدق أنها ما تفعل ذلك إلا خوفا منك أو رجاء عدم إغضابك....
ثم يتضح كذبها البواح وإصرارها وتصميمها على المضي في هذه العلاقة الغريبة عبر الشات وما عليك إلا القبول وإلا فأنت جامد الفكر متأخر.
وماله الحجاب يا سيدي وحرارة الجو؟؟؟؟؟ ألا يعيش في الحر سواها؟؟؟ أليس من حولكم أي محجبات؟؟ أفهم أن ترفض الحجاب إلى أن يقوى إيمانها وتقدر على نفسها ورغباتها..أم بسبب الحرارة!!!!
أعتقد يا ولدي أنك بحاجة أن تجلس إليها بصراحة ووضوح، أنا أشك تماما في حبها لك وقناعتها بالارتباط بك.... وأعتقد أنها تعتمد اعتماد كليا على حبك لها وعدم قدرتك على الاستغناء عنها
اجلسا سويا يا ولدي وليشهد هذا المجلس أب أو أخ أو من ترضون من الشهود الحكماء ..ولتضع النقاط على الحروف فيما يختص برفضك للعلاقات العابرة على الشات مهما يكن الهدف منها فهي ليست حلالا طيبا وعليها محاذير كثيرة.
في رفضك للمكالمات الهاتفية الكثيرة المجهولة المصدر بالنسبة إليك على الأقل في رغبتك أن تلتزم بالحجاب، كان ينبغي أن تكون هذه الجلسة قبل عقد القران ولكن قدر الله وما شاء فعل .والحمد لله أنكما لم تتزوجا بعد..
فإن الزواج في الأساس فطرة إنسانية تؤدى لمصلحة اجتماعية كما إن من غاياته السكن والمودة والرحمة.
ولك عليها أن تطيعك ولا تخرج إلا بإذنك و لها عليك أن تكرمها وان تحسن إليها وتبقى كل هذه الحقوق والواجبات في ظل التعامل بالفضل (.... وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)(البقرة: من الآية237).
فتوقف قليلا يا ولدي... ورتب أمورك مرة أخرى