السلام عليكم
دكتورة رفيف الصباغ أنا لدي وسواس قهري من حوالي 8 سنوات، كل وسواس لدي أصله الخوف من الكفر والخلود في النار. الوسواس المسيطر علي حاليا هو وسواس انتشار النجاسة، ولكي أختصر لك الموضوع أنا قرأت كثيرا ولكن الذي يأتي معي بنتيجة هو عندما أعرف حكم شرعي يريح بالي. فأنا قرأت أن الموسوس ليس عليه حرج وأنه يسقط عنه التكليف في موضوع وسواسه. وقرأت أيضا بأنه يأخذ بسنية إزالة النجاسة.
ولكن المشكلة الآن، أنا سآخذ بحكم سنية إزالة النجاسة، وبالتالي ستنتشر النجاسة (وهنا أنا أقصد أنها ستنتشر فعلا وليس وسوسة دون شرح تفاصيل النجاسات الكثيرة لأنكم تعرفونها جيدا) فالمشكلة الآن أنني سوف:
1- أمسك المصحف ويدي بها نجاسة
2- أو أذهب للمسجد وأنا متلطخ بالنجاسة
3- أو أذكر الله وفمي به نجاسة
4- أو أطفالي بعد ما يقرؤا المصحف يضعوه في مكان به نجاسة
أريد أن أؤكد أن هذه الأماكن بها نجاسة حقيقة وليس متوهمة لأني سآخذ بحكم سنية إزالة النجاسة ولن أطهرها
المشكلة الآن لو فعلت أي من هذه الأعمال الأربعة وغيرها يعني مثلا لو مسكت المصحف ويدي بها نجاسة وأنا أعلم أن يدي بها نجاسة، حسب أراء العلماء هذا كفر مخرج من الملة، أم أنه بالنسبة لي فليس علي حرج أيضا في هذه الأمور؟
أنا أسأل لأني سمعت عالما أفتى بسقوط التكليف عن الموسوس في الأمر الذي أصابه فيه الوسواس، وتطرق إلى هذه النقطة أنه إذا شق عليه التطهر فلا يجب عليه حتى لو تلطخت ملابسه بالنجاسة، وقال أيضاً أنه في هذه الحالة يصلي في البيت ولا يذهب للمسجد لكي لا يلوث المسجد، فلما سمعت هذا زاد وسواسي في موضوع ذهابي للمسجد ومسكي للمصحف وخلافه كما ذكرت
أرجوكم رجاء شديد أن تجيبوني على هذه النقطة تحديدا
ولكم جزيل الشكر.
9/1/2024
رد المستشار
الأخ المتصفح الفاضل "محمد شوقي" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك وإن شاء الله متابعتك لخدمة الاستشارات بالموقع.
ما قرأته صحيح ويجب عليك الأخذ بالسنية دون أن تشغل بالك لا بغيرك ولا بانتشار تلك النجاسة، وسأرد على تساؤلاك واحدة بواحدة ففي حال طبقت سنية إزالة النجاسة لأنك مريض وسواس قهري، وسنرد عليك في ضوء تحذيرك (أؤكد أن هذه الأماكن بها نجاسة حقيقة وليس متوهمة لأني سآخذ بحكم سنية إزالة النجاسة ولن أطهرها) ما الذي سيترتب على:
1- أمسك المصحف ويدي بها نجاسة، لا شيء لأنك غير مكلف ولا تتنجس ولا تنجس
2- أو أذهب للمسجد وأنا متلطخ بالنجاسة، أيضًا لا شيء لأنك غير مكلف ولا تتنجس ولا تنجس
3- أو أذكر الله وفمي به نجاسة! أما هذه فمعذرة لا أفهمها كيف تكون النجاسة في فمك؟ إما إذا كنت تشعر بطعم النجاسة في فمك أحيانا فهذا من الخدع الحسية للوسواس ويشير إلى شدة الحالة، ويشي سؤالك أيضًا بشكل من أشكال التفكير السحري الخرافي هو اندماج أو انصهار الشيء بالفكرة، فكأن الذكر سيتنجس ولا حول ولا قوة إلا بالله... وفي كل الأحوال أيضًا لا شيء يترتب على ذلك.
4- أو أطفالي بعد ما يقرؤا المصحف يضعوه في مكان به نجاسة... أطفالك إذا رأوا أو شموا علامة نجاسة فلن يضعوا المصحف إلا بعد تطهير المكان، وأما إن لم يروا أو يشموا أي علامة، فهذا معناه أن النجاسة التي تنقلها أنت لا تخص أحدا غيرك... في الفقه يا "محمد شوقي" هناك افتراض مبدئي هو أن الأصل في الأشياء هو الطهارة، ولا نجاسة إلا بعلامة تفرض نفسها، وبالتالي ما لم تفرض علامة النجاسة نفسها على المسلم فإن كل شيء يكون طاهرا بالنسبة له.
اقرأ على مجانين:
وسواس النجاسة: سنية الإزالة رخصة دائمة!
وسواس الصلاة: سنية إزالة النجاسة لكل الجسد! م16
وسواس النجاسة: الوسوسة تسقط التكليف!
وأخيرا ما دام لديك وسواس قهري من حوالي 8 سنوات فإن عليك أن تسعى في طريق علاجه، وهذا لا يكون بالتواصل النصي مع المواقع الإليكترونية، ولا بأن تتعامل فقط مع المشكلة التي يخدعك الوسواس كل مرة بأنها مشكلتك الحقيقية وإنما يجب أن تعالج الاضطراب النفساني الذي بدأ بالخوف من الكفر وهو الآن في انتشار النجاسة، المشكلة ليست في الكفر ولا في النجاسة، والعلاج عند الطبيب النفساني.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.