زيادة الوزن ومشكلة لاحد لها هي تعم الجميع
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله بكم على هذا الموقع وجعله في ميزان حسناتكم بأذنه تعالى.
مشكلتي ليست بالجنسية أو عاطفية وإنما قد تكون أهم من ذلك بكثير لأنها تشترك بالجانب النفسي للبشر.
أعاني من كبر متوسط في المؤخرة مع أني ضعيف الجسم متوسط الطول، أخبرني أحد الأصدقاء بأن قد يكون السبب من البطاطس التي يتناولها الأجانب بكثرة وقطعت أنها!
فهل أخبرتموني ماذا يجب أن أفعل على علم بأنني أمارس الرياضة يومياً ولكن بلا فائدة ولا أتناول الدهنيات بكثرة
أرشدوني بارك الله لي ولكم
5/13/2005
رد المستشار
لست أدري أنا بالطبع مدى واقعيتك وأنت ترى كبر مؤخرتك، فمن الممكن ألا يكونَ ذلك صحيحا لأن هناك من يتوهمون تشوها معينا في أجسادهم ويكونُ مُتَوَهَّمًا بالكامل، أو مُبَالَغًا في تصوره من قبلهم مع أنه عادي ومألوف باعتبار أن الناس ليسوا طبعة واحدة! واقرأ في ذلك:
إضطراب التشوه الوسواسى: وسواس التشوه
الأخ العزيز "عبد العزيز"، لكل واحد من بني آدم نقطة محددة لوزن جسده وصورة محددة أيضا لكيفية توزع الدهون في جسده، وهناك من المادة الوراثية ومن الهرمونات ما يتحكم أيضًا في توزع الدهون في الجسد، وعادة نجد مع صاحب الجسد النحيل (أو الضعيف كما وصفته) أعضاء نحيلة أيضا وحجم مؤخرة متناسب مع ذلك، وطبعا الكلام هنا عن الذكور، ولكن من الممكن أيضًا أن نجد ذكورا عندهم شيء من عدم التناسق بين حجم منطقة الحوض وبين الجسد بوجه عام، لكن ذلك كثيرا ما يكونُ شاغلا لصاحبه أكثر مما هو ملفت للآخرين، وأودُ أيضًا الاستفسار عن جعلك عنوان إفادتك زيادة الوزن ثم إقرارك بأنك ضعيف البنية أو كما تقول: (أعاني من كبر متوسط في المؤخرة مع أني ضعيف الجسم متوسط الطول)، أحسب أن احتمال كون اهتمامك بالأمر مبالغا فيه، والله أعلم.
ثم أراك تفجر قضية أخرى هي قضية البطاطس، وكي لا أحتار معك فإنني أقول أن البطاطس التي هي طبيعية كما خلقها الله لا تضم في مكوناتها هرمونات أنثوية مثلا، وإنما تتكون من نشويات وأملاح ومعادن ولو أكلت بقشرتها مسلوقة في الماء وشرب الإنسان الماء فإن حبة البطاطس متوسطة الحجم تساوي وجبة غذائية كاملة ويمكن عمليا أن يعيش الإنسان على البطاطس إذا تناولها بالكيفية المذكورة يعني "تسلقها بقشرتها وتأكلها وتشرب ماءها"، وهكذا كانت البطاطس تقريبا حتى أواخر السبعينات من القرن الماضي.
إلا أنني بعيدا عما أشرت إليه من قبل في مقال الجوع والشهية ومعاملُ الشبع، لا أستطيع أن أثق في بطاطس هذه الأيام لأن كثيرا من المواد والتقنيات غير المأمونة أدخل في صناعة الغذاء على مستوى عالمي، وأهم شيء طبعا هو الوصول إلى سلالة من البطاطس أكثر إنتاجا وأكبر حجما، وأكثر قدرة على الإشعار بالجوع كلما أكلت، بالظبط كما أصبح معروفا في صناعة إنتاج الدجاج، ودون التورط في تفاصيل أعرف أن هناك من هم أقدر مني على الحديث عنها، على أي حال حاولْ قدر إمكانك أن تجعل غذاءك طبيعيا أو أقرب ما يكون إلى الطبيعي، لكنني لا أستطيع كرجل علم طبعا أن أقبل بمسئولية البطاطس عن زيادة حجم الأرداف!، دون ن تكونَ هناك دراسة علمية للموضوع.
أما ماذا يجب أن تفعل فيما عدا الرياضة التي تمارسها بالفعل؟ فما أطلبه أنا لن يزيد على اتباع ما جاء في برنامجنا : جدد علاقتك بأكلك وجسدك، ولكن دعني أتساءل عن تلك الرياضة التي تقصدها وتقول أنها بلا فائدة؟ إن الرياضة بوجه عام مفيدة، ولكن الرياضة التي تدخلها في حياتك أفضل من الرياضة في الصالات الرياضية، وأضيف لك نقطة في منتهى الأهمية في حالتك وتتعلق بطريقة استعمالك لجسدك، ملخصها أن تحاول قدر إمكانك تقليص استخدامك لمعطيات التكنولوجيا التي توهن الجسد بوجه عام، فأنا أحسب أن اخشوشان أسلوب حياتك سيكونُ له أثر جيد على إحساسك بتناسق جسدك وعلى حقيقة تناسقه، فالحياة الناعمة السهلة مع الأغذية السهلة الطرية، يمكنُ أن تتسبب في تدعيم المشكلة.
وكي نكون معقولين أقول لك مثلا كلما استطعت المشي بدلا من استخدام سيارة فافعل وكلما استطعت الصعود دون استخدام المصعد الكهربائي فافعل، وعلى هذا المنوال حاول أن تغير شكل وأسلوب معيشتك، وإن لم تجد في كل ذلك ما يحل المشكلة في علاقتك بجسدك فإنك تحتاج إلى علاج معرفي سلوكي نسأل الله أن ييسر لك من يقدمه لك
وتابعنا دائما في مجانين وخاصة قسم البدانة والنحافة.