المشاركة الأولى:
المطلوب حلول عملية لمشكلات واقعية عندما نغض الطرف عنها نصبح أقسى على أهلنا من أعدائنا الصهاينة فيرددون مع الشاعر "يا جيرة الحي جرح الخصم يكفينا". إذا لم تهب الأمة كلها لتقديم دعم حقيقي مدروس ويغطي جوانب المعاناة ويتعامل مع المشكلات، فيصبح دور الفلسطيني هو مجرد المواجهة -وهي كثير- بينما يطمئن على بيته وعياله، أو دراسته وأسرته... إلخ، إذا لم نفعل ذلك فلنكف عن الصراخ الأجوف، وزخرفة القول عن الجهاد والمجاهدين؛ لأن للجهاد -فقها- يتضمن شروط من يريد أن يكون غازيًا، ويتضمن دورًا مهما وأساسيا لمن يخلفه في أهله وشئونه وتجهيزه، والشعارات والكلمات الجوفاء لا تطعم جائعًا، ولا تعالج مريضا.
أنا من فلسطين وأعتقد أني من نفس جامعة هذا الشاب. وأنا أحب أن أقدم مناشدة لـ"موقع مجانين" أو لأي جهة لها علاقة بجمع الأموال لدعمنا داخل فلسطين أن تدعم طلاب الجامعات الفلسطينية؛ لأنه بصراحة أكثر من 95% من طلاب الجامعات يجمعون مصاريف دراستهم من الديون!!.
أنا أعتبر من الطبقة الغنية في فلسطين، لكن بسبب الوضع الراهن والذي لا يخفى على أحد الأمور تكفي بالكاد معي.. فتصوروا وضع باقي الطلاب!! "أعتقد أنه لا أحد قادر على أن يحسدهم عليه!".
وبحب أقول إن هذا الطالب حالته ليست استثنائية ولا نادرة، هذا حال معظم الطلاب عندنا.. أنا والحمد الله ما عندي مشاكل مالية أو عائلية تقريبا.. لكن رغما عني لما أراه كل يوم وأشاهده في الشارع أصاب بحالة اكتئاب لا أستطيع بعدها المذاكرة!! أو حتى بالأمل بالغد.. رغما عنك تجد الإحباط يتسلل إلى قلبك... رغما عنك تجد نفسك غير قادر على الدراسة.. تجد نفسك في صراع دائم مع نفسك حول ما كنت تتمنى تحقيقه لأجل دينك وأرضك ومدى ما حققت منه وتفكر في سبب هذا العجز.. ويأتي الجواب مرا!
كل يوم الوضع يسوء عما سبقه كل يوم عائلة جديدة تنتقل لتعيش تحت خط الفقر، تتحول من عائلة موسرة إلى عائلة تعيش على المساعدات!! إلى متى سيستمر هذا؟ هل سيستمر الوضع على ما هو عليه حتى يتحول كل الشعب الفلسطيني إلى شعب يستجدي وينتظر المساعدات من هذا وذاك؟! لا يوجد شيء يمنحك الأمل بالغد سوى إيماننا بالله وقوله تعالى: "فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا" ... وكون وجودنا هنا في أرض الرباط بحد ذاته جهادا!
أتمنى ألا تهملوا رسالتي هذه، وأن تقوموا بشيء ملموس لأجل هؤلاء الطلبة، خاصة طلبة جامعتنا، خاصة أن الفترة الأخيرة تم منع الدعم عنها لكونها تخرج إرهابيين!! "جامعة بوليتكنيك فلسطين".
آسف كون أفكاري غير منسابة، لكنني أعتقد أنها تعبر عن التشتت الذي أحياه ونحياه!
تحياتي.
4/2/2024
المشاركة الثانية:
بسم الله الرحمن الرحيم، أستاذي الدكتور أحمد، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
ردا على سؤال الأخ من فلسطين الذي بعنوان " بدائيون لم نزل: ثمن الصمود الفلسطيني".
أنا من المتابعين للموقع منذ نشأته ومتابع الاستشارات والردود، لكن هذه المشكلة أوقفتني وجعلت الدموع تسيل من مقلتي؛ لأنني كنت أعيش نفس الشعور والواقع الذي يعيشه الأخ مع بعض الاختلاف البسيط... نشترك في الوطن والوضع الاجتماعي والتخصص وأجزم الجامعة أيضا، لكن الفارق أنني تخرجت في السنة الأولى للانتفاضة بتخصص هندسة الكمبيوتر، وعملت معيدا وتعينت بالجامعة، والناظر لحالي ووضعي من أهلنا لا يقولون إلا يا حظه لأنني تخرجت وتفوقت وعملت وهذا ما يطمح له الكثير.
عشت أنا والله فترة عملي وهي سنة واحدة كانت من الأسوأ في حياتي كل يوم اجتياح واعتقال ومداهمات ووضع اقتصادي تعيس.. تخرج من البيت ولا تعرف هل ترجع أم لا؟! الإيمان قوي لله الفضل والمنة والروح بيد الرحمن، لكن حياة مختلفة عن تصور كل البشر، لا يعلم كيف نعيش إلا من عاش مثلنا.
مرت علي فترة كنت أرى الشهداء فيها.. كأنك في زيارة لفرح يقولون: صاحبك فلان استُشهد اليوم! تقول: معقول.. لنذهب لنأخذ بخاطر الأهل.. وهكذا مضى أحباب وإخوة لي منهم مَنْ تربيت معه بالمسجد ومن كان صاحبا وصديقا وهكذا الأحباب يمضون.
أصبحت والله العظيم كالمخنوق.. لا أصف لك الشعور وأنت ترى اليتامى والأرامل والمساكين وشعور الشباب المحبط والأرض التي تسلب والهدم اليومي والأراضي التي تسلب... ولا شيء جديد!!
أنا من بعد ما كنت متفوقا في دراستي لم أعد أعرف كيف أحضر للمواد لأدرسها، وضعي النفسي أصبح في منتهى السوء، ومشاكل اجتماعية وصحية وعائلية لا حصر لها... لك أن تتخيل أن تعيش في مساحة 3 كيلومترات هذه كل مقاطعة عندنا وترى نفس الوجوه ونفس الأشخاص ومن شأن ذلك توليد المشاكل والعاهات.
إلى أن فكرت جديا بتكميل دراستي.. والله يا دكتور أحمد ليس للدراسة -ولكن عزمي ومن أول ما خرجت من فلسطين قبل سنتين وكل أمري لله ونيتي لله- ولكن كان تفكيري هو خروج من واقع أعيش به ولك أن تسميه هروبا، وكنت أتوقع السجن وأنا مسافر لأعتقل فقلت الاعتقال أم القعود هكذا في مثل هذا الوضع السيئ... هكذا وصل بي الحال يا دكتور أحمد.
تعلمت على حسابي والحمد لله وفقت وأنهيت الماجستير بسنة واحدة فقط لله الفضل والمنة، والآن عندما حان موعد الرجوع شيء بداخلي انقبض... لا لا أريد العودة، أهلي أحبائي أصحابي أصدقائي همي الأكبر في بلدي، لكن عندما أتذكر ما كان وضعي النفسي هناك أعود وأقول لن أرجع اليوم ونؤجل أيضا لأسبوع.
والآن لله الفضل أكمل الدكتوراة وحصلت على منحة دراسية من الجامعة التي أنا بها الآن لتفوقي بالماجستير، والآن كلي شوق للقيا الأهل والأحباب والأصحاب... والله العظيم لا ألقى غير تراب بلادي أجمل ولا أحلى، وكم أتمنى الرجوع، لكن الوضع النفسي ووضع البلد عندنا يزداد سوءا على سوء. ولك أن تتخيل أنني أودع ستة من أصدقائي المقربين شهداء -نحسبهم كذلك- ناهيك عن الذي تعرف بالوجه الجاري والبعيد.
وأنا أختم وأقول:
إن ردك على الرسالة هو الصواب بعينه وضعت يدك على الجرح -كما نقول-؛ لأننا -الشعب الفلسطيني من الداخل- نريد علاجا نفسيا لما نراه وما يحصل لنا بشكل يومي ولا نريد أكلا ولا شربا، وإن كان ضروريا، لكن هل من الممكن أن يسمعنا أحد يا دكتور.
أسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد،
وبرضا الرحمن تفوز وبالجنة تجزى.
4/2/2024
المشاركة الثالثة:
السلام عليكم أرجو إيصال هذه الرسالة إلى الأخ صاحب المشكلة ، أخي العزيز الذي أثار في نفسي ما أثار بطرحه لمشكلته التي لم تكن يوما خاصة بك وحدك وإليك المثال.
أخي الكريم، لقد ضحكت كثيرا وأنا أقرأ قصتك، ولكنه ضحك الألم ضحك يمزق القلب، وما كان ذاك الضحك إلا لأن تجربتك هي تجربتي بكل ما تحمل الكلمة من معنى؛ فقد مررت بتجربتك هذه وبكامل تفاصيلها إلا أنني لم أصل إلى الحد الذي أتمنى فيه أن أموت ولله الحمد.
أخي أدعوك أن تبقي دائما وأبدا في رأسك هذه العبارة:
"إن الله لن يضيعني"، وأعمل كل ما باستطاعتك عمله من أجل التركيز على الدراسة ولا تستسلم للواقع المر.
أخي، لقد حدث معي نفس ما حدث معك، ولكني بدلا من أدرس الهندسة درست الصيدلة، وقد حصلت فيها على معدل غاية في السوء مقارنة بمستواي قبل دخولي الجامعة، ولكني والحمد لله لم أيأس، وظل حبي للتعلم يدفعني حتى حصلت على منحة دراسية وحصلت على الماجستير وبتفوق ولله الحمد والمنة، وها أنا الآن ولله الحمد أبحث عن جامعة أو مركز بحثي ليتبناني للدكتوراة.
أخي، لا تجزع ولا تيئس، الديون ليست عيبا، وسيأتي يوم تستطيع فيه ردها جميعا إن شاء الله، المهم أن تنتقي الناس الذين تستدين منهم، وكذلك أخي يجب ألا تخطئ نفس خطئي وهو أن تركن ولا تهتم بتحصيل درجات عالية؛ فهذا يؤثر عليك مستقبلا، ويؤثر على فرص حصولك على منح دراسية، وهذا يؤثر عليك نفسيا في المستقبل.
أيضا أخي يجب ألا يكون لك أي شاغل هذه الأيام إلا دراستك وتحصيل درجات عالية والرسوم تتدبر، ووالله أخوك لا يعرف كيف دبرها المولى سبحانه؛ فمرة دين ومرة إعفاء وهكذا، ولا تيئس ولا تنتظر من أحد مساعدة، فما عند الله خير وأبقى، ودائما افعل كل ما بوسعك، واترك ما تبقى على الله، و"إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا".
المهم أنت ذاكِر جيدا، واهتم بدروسك وإبداعاتك، ولا ضير أن تراسل المؤسسات والجمعيات وأن تعرض مشكلتك على أهل الخير، فربما أحدهم يقوم بدفع الرسوم والمستلزمات الدراسية، وهذا يحدث كثيرا.
أخي، أعلم حالات كهذه كثيرة جدا، وكما قلت لك فإن تجربتك هي تجربتي وبأدق التفاصيل، ونحن كما ترى ولله الحمد نأمل من الله تعالى هذه الأيام أن ييسر لنا أمورنا في الدكتوراة، وأعلم عن أناس آخرين كان لهم نفس المشكلة ولكنهم استسلموا وانهزموا، فللأسف منهم من أصبح سائق تاكسي على الخط، ومنهم من جاء له "وش" في عقله، وأصبح يتكلم ولا يدري ما يقول -عافانا الله وإياكم- وهذه الحالات التي أتكلم عنها رأيتها بأم عيني وعايشتها، وهم من الأوائل في مدرستي، وقس على ذلك كل شبر في فلسطين.
أخي، أعود وأكرر لا تستسلم لا تستسلم لا تستسلم، واعلم أنك في ابتلاء واختبار من الله سبحانه وتعالى، ودائما ثق بالله سبحانه وتعالى وبأنه لن يضيعك.
أخوك المحب دون أن يراك.
4/2/2024
رد المستشار
من أهم الدواعي لخاطري بالتنحي عن إجابة أسئلتكم أنني لم أستطع منع نفسي عن التأخير في: الاستجابة لبعضها.. أحيانا بسبب الانشغال الدائم، ولكن غالبًا بسبب أنني أحيانًا أفقد الثقة في الحروف والكلمات!!
بين أيديكم هنا مثال عملي على ما أقول:
مشاركات وصلتني على الشأن الفلسطيني الذي كنت قد تعرضت له في إجابة سابقة فأكرمني الإخوة وتفضلت أخوات بالمشاركة والتعقيب، وتجمد القلب، وعجز القلم لفترة لأن الأحبة هناك ينزفون دمًا طاهرًا، ويدفعون ثمنًا غاليًا لعزة هذه الأمة وكرامتها، ولا خبرة لي، ولا طاقة عندي، ولا رغبة، بلعب دور المواساة اللفظية، فغيري كثيرون يقومون بها، ولست شاعرًا يكتب المعلقات في البكاء على الأطلال، أو تمجيد الأبطال رغم أنها أغراض حقيقية ودوافع واردة لإنشاد الشعر في هذا الزمان، وبيني وبين أحبتي سور وراء سور، وأنا لا مارد، ولا عصفور كما تقول الأغنية - حسنًا... ليس لدي سوى عقلي سأجتهد به معكم في البحث عن مخرج، وقلمي أحاول التواصل بحبره الذي ينساب على الورق، ومعذرة لمن أتأخر عنهم، علم الله أنكم جميعًا في القلب.
أحب أولاً أن أنقل لأحبة القلب من أهلنا في فلسطين أن الدم لا يصبح ماءً، ولا يذهب سدى، وكان من أسباب انشغالي عنكم بالفترة الماضية أنني سافرت لحضور منتدى دافوس ثم عدت لأسافر بعدها إلى بيروت لحضور منتدى حواري بين الأوربيين وممثلين عن العالم العربي والإسلامي، ثم انتظمت في دورة حول طب نفس الأطفال والمراهقين، ثم طرت إلى المغرب لمنتدى حواري أيضًا ضم على العرب والأوربيين بعض الأمريكيين، والقاسم المشترك الأوحد في هذه الملتقيات جميعًا -على اختلافها نوعيًا- كان هو فلسطين وقضية فلسطين، وهي قضيتنا جميعًا في كل منتدى، ونحن نقول للدنيا كلها إنه لن يحدث في العالم لا استقرار ولا أمان ولا سلام إلا بالعدل والإنصاف، وعودة الحقوق لأصحابها، وأن خطيئة الانحياز للباطل -في أوضح صورة له، وهي دولة إسرائيل- لن تغفرها بلايين الدولارات في هيئة معونات، ولا تمحوها من ذاكرتنا محاصرتنا بالدبابات أو ضربنا بالطائرات في العراق وأفغانستان، فستظل لنا ذاكرة وسيظل لنا حقنا، وسنحصل عليه طال الزمان أو قصر، "وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون...".
وثانيًا:
إن ساحة مواجهتنا للباطل ممتدة بطول الأرض وعرضها، وعمق الزمان والأشياء، وتنوع الأنشطة والظروف، ومن حسن إدارة المعركة أن نخوضها في كل الميادين، ونجاهد بكل الوسائل، وألا نقتصر على وسيلة واحدة، وألا نعتقد أن الوجود الصهيوني سينتهي بين ليلة وضحاها، أو أنه سيزول بطلقة مدفع هنا، أو تفجير هناك، فالمعركة فيها قتال والتحام، وفيها تشبيك وبناء، وفيها إعلام ومعلومات، وفيها بحث علمي ونهضة معرفية، وفيها إصلاح لأحوالنا فرديًّا وجماعيًّا، سياسيًّا واقتصاديًّا، واجتماعيًّا، وثقافيًّا.
وعلى خلفية هذا أقول:
أرجو أن تتضافر الجهود من أجل دعم حقيقي لأهلنا في فلسطين معنويًّا وماديًّا، ولا أعني بالدعم المادي أن نجمع أموالا ثم نرسلها، ولا أدري كيف يتم توزيعها، وبواسطة من؟! وتذهب لمن، ولأي هدف؟! هل للإعاشة أم للدراسة أم للعلاج؟!!
ولم تعد جهود الهيئات الرسمية أو الشعبية كافية أو قادرة على القيام بهذه المهمة تحت الحصار القانوني، والتضييق على تدفق الأموال بحجة محاربة الإرهاب، وتجفيف منافعه الاقتصادية!!!
والحل في رأيي أن نعود للأصل فنتصل بإخواننا وأهلنا في الداخل الفلسطينيين مباشرة، ودون منظمات، ولدينا الهاتف والإنترنت، وربما أساليب أخرى مباشرة، والتفكير مشروع، والإبداع مطلوب للبحث في تطوير هذه الأساليب وغيرها.
ولقد أحسن أخي الذي يدرس الدكتوراة بالخارج حين وضع عنوانه في نهاية رسالته، وسأقوم بتوصيله بالأخ صاحب السؤال الأصلي دون أدنى مسؤولية مني عن صحة المعلومات عن الطرفين، فأنا لا أعرف هذا الأخ أو ذاك.
وأفكر في أن نضع ركنًا للتعارف ضمن موقع مجانين، وهي خدمة بسيطة جدًّا تتضمن وضع معلومات مبدئية عن بعض الإخوة والأخوات من فلسطين يرغبون في التواصل مع غيرهم، وربما مع بعضهم، على أن يكون هذا الاتصال على مسؤولية أطرافه، فنحن لا نعرف أحدًا، فقط سنضع المعلومات والعناوين راجين أن تكون هذه فرصة لكسر الحصار بالمعنى الواسع الأشمل من مجرد المواساة والدعم المعنوي على أهمية هذه وذاك طبعًا.
لنبدأ بالاتصال، ولنر ماذا يمكن أن ينشأ ويبدأ بين الناس بعضهم بعضًا، وسيعرف كل من يتفق على شيء من مساعدة أو منحة دراسة أو حتى اتفاق زواج... سيعرف كيف ينجزه، والله الموفق.
كما نفكر في "موقع مجانين" وربما "مجانين" أن ننشر معلومات وبرامج للدعم النفسي قابلة للتدرب عليها لتنفيذها في المدارس والبيوت والمنتديات، وأحسب أن هناك مهمة مبدئية بسيطة، ولعلها مفيدة، وهي ترويج ونشر الدعاية عن الموقعين بين أهلنا في فلسطين، وأستدرك قبل أن أترك هذه النقطة فأقول:
إن هاتين المهمتين ليستا في انتظارنا حتى نقوم بهما فهناك على الإنترنت فعلاً مواد خاصة بالدعم النفسي للأشخاص الذين يعيشون في ظروف الحصار تحت ضغط نفسي هائل مثل إخواننا وأخواتنا في فلسطين، وهناك عشرات المواقع ومجموعات الاهتمام التي يمكن من خلالها توثيق الصلات بيننا وبينهم، وتبادل المعلومات والمنافع، والحصول على فرص دراسة وعمل وزواج أيضًا.. شريطة أن ندرك دائمًا طبيعة أداة الإنترنت فنستخدمها كما ينبغي.
إن لنا حقوقًا نحن الأحرص على التوصل إليها، ولنا أعراضًا وأموالاً وسندافع عنها أحياءً أو أمواتًا، فمن مات دون عرضه فهو شهيد، ومن مات دون ماله فهو شهيد، ولن نترك أهلنا ينزفون دون إسعاف فهذا هو عين ما تريده إسرائيل، ولن نستسلم لليأس أو للحصار على الشعب الفلسطيني أو حركاته المجاهدة، إنما ينبغي أن نخترق هذا الحصار بأشكال الدعم المعنوي والعون النفسي، وجسور التواصل فوق الجدار العازل، ومن خلال ثقوب فيه... وكفانا دعمًا بالصراخ.
أرجوكم إنها معركة الكل.. إنها موجة جديدة، وجولة جديدة عبد الانحسار النسبي لموجة التظاهر ومقاطعة السلع، إنها أيادينا التي يمكن أن تمتد عبر الأثير لتصافح الأيدي العزيزة علينا وسط الأهوال، وفي انتظار مقترحاتكم لتطوير ما طرحته هنا أو اقتراح المزيد ، والله ينصرنا لا رب سواه
ويتبع>>>>>>>: دعم الصمود الفلسطيني: معركة الإنسانية مشاركتان