سؤال يحتاج إلى إجابة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب عمري 21 سنة ولدي الكثير من العلاقات الاجتماعية الناجحة، فأستطيع بسهولة أن أعمل علاقات مع الآخرين من بني جنسي خاصة في ميدان العمل كالمدرسة والجامعة.. وعادة ما تبدأ العلاقة عادية بالتعرف الخفيف ثم تقوى شيئا فشيئا حسب شخصيتي وشخصية الطرف المقابل .. كما هو معروف، أما الجنس الناعم فنحن لا نراهم أبدا هنا في السعودية
المشكلة هنا هي: أني في بعض الأحيان أجد نفسي مشدودا نحو شخص آخر بشدة فأحبه بشكل غير المعهود
وعادة ما تكون ردة الفعل سلبية إذ أن الطرف المقابل لا يتقبل كل هذا، كما أنه أجد البعض أحيانا يُشَدُّ لي بشكل قوي جدا فلا أتحمله وأهرب من الارتباط به
السؤال هنا هو: ما هذه العلاقات الغريبة ولم تحصل وهل هذا هو (الحب)
فان كان هو الحب -وأنا أظنه كذلك- فلم يحصل بيني وبين بني جنسي
وهل حصوله بيني وبين بني جنسي هو سبب نفورنا منه أم ماذا
أقصد هل الحب يخص بين الرجل والمرأة أم يمكن للشخص أن يحب بني جنسه
ولماذا ينفر البعض منه أحيانا
أرجو إفادتي فلقد أتعبني هذا الموضوع، ولا يفرق لدي أن تعرضوا مشكلتي في الموقع أم لا فقط أرجو الإجابة
وشكرا
2/5/2005
رد المستشار
السلام عليكم
أهلا بك على موقعنا أعجبني سؤالك هل الحب محصور بين الرجال والنساء؟؟ والجواب البديهي أن لا بالطبع ولكن بعد التمعن يخطر ببالي ما نوع الحب الذي تقصده؟؟؟؟؟ نعم فالحب أنواع عديدة، منها ما هو جيد وبلغة أهل الشريعة مندوب ومنها ما هو سيء ومرفوض، وذلك حسب محتوى الحب فهل تعلقك بأصدقائك له محتوى جنسي؟؟؟ أي هل تفكر بهم بطريقة جنسية وتتبع مواضع الجمال فيهم وهكذا؟؟؟
إن كان هذا الحال فنعم فهذا الحب خاطئ ومقدمة لكبيرة وعليك تجنبه بكل ما استطعت من قوة وإرادة، وتعلق الذكور بالذكور لا يعود لغياب ما تسميه بالجنس الناعم، ذلك أن غياب التعامل المباشر معه في حياتك اليومية لا يغيبه تماما فأنت تراه في الشوارع والأسواق وإن من بعيد وتراه على التلفاز وباقي وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، فهو ما يمكن أن نسميه القريب البعيد، فهو ليس بعيدا لدرجة لا تسمح لك بتطوير الميول الجنسية الطبيعية.
لا أرغب في النظر لسؤالك على أنه ذا محتوى جنسي فأنت لم تصرح وأنا سأتجنب الشك وأحسن الظن!!ما استطعت.
أراك تخلط بين الميول الاجتماعية والميول الجنسية فمن الطبيعي أن تكون لديك رغبات، أما اتجاه هذه الرغبات بين الطبيعي والشاذ فأنت مسئول عنه بالدرجة الأولى والأخيرة وأقرأ ما كتب على الموقع بكثرة حول هذا الموضوع، ولكن هناك اهتمامات وميول اجتماعية بين الناس بعيدا عن الحاجات الجنسية كما تعرف، ويبدو من كلامك أنك إنسان اجتماعي تسعد بالتعرف على الآخرين وبالحديث معهم ولكنك قد لا تتقن فن الحفاظ على هذه الصداقات سواء كنت المبادر فيها أو هدفها.
وإن كنت تقصد بحبك لأصدقائك وتعلقك بهم الجانب الإنساني من ألفة ومحبة وود عادي فلا بأس به وهو طبيعي جدا، بل وتجمع كل الدراسات في الصداقة أن الصديق المقرب والحميم يكون من نفس الجنس وقديما كان يطبق هذا على المراهقين ولكنه يصدق على مختلف الأعمار حتى في المجتمعات المتحررة والتي تقبل صداقة الجنسين تكون الروابط أقوى مع فرد من نفس الجنس بين الذكور والإناث، وهكذا طبيعي أن تشعر بالقرب من أصدقائك أولا لأنهم رجال مثلك فهم يفهمون ما تقوله وما تشكوه دون حاجة منك لتبرير نفسك.
ويأتي النفور في مثل هذه الصداقة من محاولة أحد الطرفين الاستحواذ على الآخر وقتل أي مساحة خاصة له فيشعر الطرف الآخر بالاختناق وطبيعي أن يسعى للفاك من هذا الحصار، وينطبق هذا على كل العلاقات الإنسانية فيجب أن نقبل بوجود مساحة خاصة للطرف الآخر مهما كانت درجة شعورنا بالحب والحرص عليه ينبغي أن نترك له فسحة للتنفس.
أما الفتور في العلاقات الإنسانية فيأتي من نضوب المحتوى، أي غياب الهدف ففي أي علاقة بعد الانتهاء من مرحلة التعرف واستكشاف ما يجذبنا في الآخر ينبغي أن يكون هناك هدف مشترك أي اهتمام يجمع بين الأطراف حيث يصبح التركيز على الهدف أكثر من الانشغال بطبيعة العلاقة ودرجة سخونتها أو برودتها، فالصديق الذي تريد الحفاظ علي علاقتك به يجب أن تبحث عن نقاط اهتمام مشتركة بينكم ولاحظ أننا نختار الأصدقاء فمن الطبيعي أن يكون بيننا أمور مشتركة قد تكون القراءة وقد تكون الدعوة وقد يكون الطموح الأكاديمي وغيرها من أمور الدنيا والآخرة، وستبقى العلاقة ما بقيت هذه الاهتمامات المشتركة، وتذكر الحديث الشريف (اللهم صلي على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه) الذي يصف من يظلهم الله يوم لا ظل إلا ظله أن منهم أخوة تحابوا في الله.
تذكر في كل العلاقات الإنسانية بينك ووالديك وزملائك في الدراسة والعمل وحتى زوجتك فإن الاستحواذ وحصار الآخر لا بد أن يدفع الطرف المحاصر للهرب.
لا تقتصر المشاعر الإنسانية فقط على العلاقة بين الجنسين، فالعلاقة بينهما وإن كان لها جانب خاص ومختلف إلا أنها تشترك مع باقي العلاقات الإنسانية في الكثير من حيث أسباب الاستمرار، هل تعرف أن أي حب يكون أحد أبعاده الألفة والاهتمام والقرب والشعور بالراحة مع الطرف الآخر والشعور بالقدرة على التعبير عن النفس والوثوق بالحصول على الدعم والمساندة عند الحاجة من الطرف الآخر وإدراك ميزاته والتعاطف مع نقاط ضعفه والثقة فيه.
هل ترى كيف أن الحب أي نوع من الحب يحوى عناصر متشابهة ولكن يزيد على هذا الحب بين الجنسين وجود الانجذاب الحسي والرغبة في الارتباط، فالرغبة في الارتباط تأتي نتيجة للانجذاب الحسي والرغبة في إشباعه، أو على رأي طلابي عندما أناقش معهم الجملة الشهيرة وانتهى حبهم بالزواج!! بقولهم أن الزواج هو ثمرة الحب، ولا بد من للمحب من الارتباط بمن يحب عندها أشعر بالسعادة لأننا لن ننقرض ما داموا راغبين بالزواج ولن تصبح الفاحشة هي الأساس.