الخيال المرضي والتوتر
السلام عليكم ورحمة الله مشكلتي طويلة لكن أرجوكم بقرائتها كلها حتى تتمكنوا من معرفة سببها علما أنني لا أريد حل لمشكلة الرهاب الاجتماعي أريد حل لمشكلتي الأخرى أريد معرفة ماهي الأسباب التي تجعلني هكذا أريد فهم نفسي
سأبدا بكتابة مشكلتي التي تتعبني جدا وتجعل عقلي لايهدأ أبداً ودائما أشعر بتوتر كبير أولاً أنا أعاني من رهاب اجتماعي شديد جداً لكن ليست هذه المشكلة التي كتبت هذه الرسالة من أجلها لكن حتى تفهموا أكثر عني وتعرفوا سبب مشكلتي التي أتيت من أجلها سأتكلم عني أولا الرهاب الاجتماعي الذي أعاني منه شديد جدا حتى أنني لم أكمل دراستي ولم أكون أي صداقات في حياتي وحتى عائلتي أخجل منهم وهذا يجعلني أتعذب كثيرا وطوال الوقت أشعر بالخجل خجل غير عادي حتى حين أحد يكلمني لا أستطيع أن أضع عيني بعينه أخجل من نفسي طوال الوقت أنا حين كنت طفلة عمري ثلاث سنوات أو أربع سنوات تعرضت للاغتصاب من أحد الاشخاص وكان موقف صادم وأنا لا أدري إن كان هذا هو سبب المشكلة أم لا علما أن عائلتي كلهم غير اجتماعيين لكن ليس مثلي فهم لايخجلون الخجل الشديد الذي لدي لكن هم غير اجتماعيين أصلا
وأحيانا أشعر أن الذي لدي ربما يكون وراثي لكن هم لا يخجلون مثلي وليس بقدر خجلي فحالتي متقدمة جدا علما أن والدي وأنا صغيرة دائما ما ينتقدنا ويقلل من قيمتنا وكذلك تعرضت للكثير من الاستهزاء وأنا صغيرة بسبب نطقي فأعتقد أن جميع هذه الأمور كانت سبب بإصابتي بهذا الخجل الشديد علما أن أنا حساسة بما يخص انتقادات الناس ورأيهم لاتنصحوني بالذهاب للطبيب النفساني لأنني من المستحيل أن أذهب فأنا لا أستطيع الكلام وأخجل من الناس فكيف يمكنني الذهاب طبعا مستحيل أنا لا أخرج من المنزل أو حتى الكلام وإذا جلست مع عائلتي أشعر بالضيق لأني حين يتكلمون عن موضوع ما لايمكنني أن أبدي رأيي أو أتكلم أنا تمر أيام دون أن أقول كلمة هذا في البيت أما في الخارج لا أستطيع الكلام أبدا أخجل بشدة آسفة على الإطالة
أما الآن المشكلة الأخرى التي أتعبتني كثيرا منذ سنوات طويلة قمت بتحميل الفيسبوك وتعرفت على أشخاص أنا فتاة وأعرف أنني مخطئة تماما حين تعرفت على أشخاص بالفيسبوك ولكن والله كنت أعاني بشدة من الفراغ والوحدة وكذلك اكتئاب وأشياء أخرى وحتى عائلتي كانوا للأسف لايهتمون بحالتي فأنا حتى الأشياء الأساسية لم تكن متوفرة لدي بالرغم أن حالتهم المادية جيدة لكن أشياء أساسية لا يشترونها لي لأنني أخجل أن أطلبهم وهم لا يأتي في بالهم لذلك كنت أعاني بشدة من هذا الواقع المر فلذلك هؤلاء الأشخاص بالفيسبوك حين أتحدث معهم أشعر بالراحة وأشعر أن قلبهم طيب ورحيم أكثر من الأشخاص المحيطين بي وهكذا علما أن الأشخاص بالفيسبوك الذين تعرفت عليهم كانوا يعرفون بعضهم ويقربون لبعض لكن أنا شعرت بالخطأ هذا وشعرت بالخجل من نفسي مرة أخرى أنني فتاة وأتحدث معهم وأشكي همومي وكنت أشعر أنهم ينظرون لي كفتاه غير جيدة ولكن أنا والله نيتي كانت حسنة فهم الذي تعرفوا علي في البداية وليس أنا وكنت أقولهم أنه الخطأ منكم فأنتم ترسلون لي رسائل خاصة مما جعلني أرد للأسف ولكن رغم كل ذلك الالم والوحدة قررت أن أحاول تركهم مهما كان
حاولت وحاولت حذفت جميع مواقع التواصل الاجتماعي وأصبحت لا أتحدث مع أحد نهائيا أصلا مستحيل أن أتحدث مع أحد بعد ذلك فأنا أصبحت أعرف الخطأ هذا لكن المشكلة الكبيرة ولا أبالغ إن قلت أنها كبيرة وهي أنني أعاني من مايسمى بأحلام اليقظة لا أعرف إن كانت هذه التسمية صحيحة لمشكلتي أم لا فأنا دائما أسمع أغاني وأتخيل وأثناء الخيال أتحمس كثيرا وأصبح أمشي وأتخيل وأنا أسمع أغاني فأتخيل أشياء غبية مثلا أتخيل أنني نزلت منشور رائع وشاهدوه أصدقاء الفيسبوك أو مثلا أتخيل أنني قلت رأيي حول موضوع ما وشاهدوه أصدقاء الفيسبوك أو أتخيل أنني كتبت كلام يخص موضوع ما وأتخيل أنهم شاهدوه وهكذا خيالاتي حتى مثلا مررت بموقف مضحك أو شيء آخر أتخيل أنني قلت هذا الموقف وشاهدوا كلامي أحيانا لأنني من بلد وهم من بلد آخر دائما أتمنى أن يعرفوا أشياء عنا أو ثقافتنا وهكذا طبعا لا تظنوا أنه شيء عادي وطبيعي لا مستحيل فأنا أشعر بتوتر كبير دائما متوترة ودائما أمشي حين أجلس أشعر بتوتر ودائما لا أستطيع البقاء في غرفة واحدة كل شوي أذهب لغرفة أخرى طبعا أنا أريدكم أن تركزوا على هذه المشكلة وليس الرهاب الاجتماعي طبعا هذه المشكلة التي ربما تسمى أحلام اليقظة
المشكلة أنني لا أحب شيء أكره الأفلام أكره المسلسلات أكره المسرحيات أكره قراءة الكتب أكره الرسم لا أحب الألعاب فحين أقرأ كتاب خمس دقايق أشعر بأنني لا أستطيع إكماله فأذهب أمشي وأسمع حاولت معالجة ذلك حذفت جميع مواقع التواصل الاجتماعي قطعت سماع الموسيقى والأغاني تماما حاولت الانعزال أكثر عن الناس بالرغم أنني أصلا منعزلة لكن أنعزل عن عائلتي كذلك فلم أجد حل لمشكلتي ما زلت أشعر أنني هكذا أفكر بأصدقاء الفيسبوك لا أعلم ماذا أريد منهم
والمشكلة أن عائلتي بالرغم أنني أحبهم جدا إلا أنني لا أحب حتى أتكلم معهم بسبب أنهم مختلفين جدا عني وعن أفكاري فأنا دائما أراقب أصدقاء الفيسبوك وأهتم لهم بالرغم من أن أقسم بالله نيتي صافية جدا فأنا فقط أهتم لهم هكذا وحتى الكلام أصبحت لا أرسل لهم شيء أبدا لكن نيتي اتجاههم صافيه جدا لكن لا أعرف لماذا كل هذا الاهتمام بأشخاص حتى لم ألتقي بهم في الواقع ويهمني رأيهم حتى إن يوجد لدي منشورات قديمة لم تعجبني ودائما أخجل منها وأخجل أنهم شاهدوها طبعا أعرف أن اهتمامي بهم غريب لكن هذا اللي صار في السابق قبل أعرفهم كنت هكذا دائما أتخيل فحين كنت طفلة مثلا أتخيل أن والدي طرح سؤال صعب وأنا جاوبته وأعجبوا بي عائلتي أو قلت شيء رائع وهكذا فالخيال هذا موجود لدي من طفولتي
هذه قصتي وهذه مشاكلي أشعر بغصة كبيرة في قلبي وألم
أشعر أنني ضائعة وحين أكبر أكثر أشعر أنني سأتعذب أكثر
22/3/2024
رد المستشار
شكراً على مراسلتك.
كل ما تتحدثين عنه في استشارتك يمكن حصره في إطار اضطراب القلق الاجتماعي سواء كان ذلك تحفظك من المواقع الاجتماعية٬ انعزالك عن المجتمع٬ تفاعلك مع العائلة٬ أحلام اليقظة ٬مشكلة النطق وغير ذلك. في نفس الوقت استعمال مصطلح اضطراب القلق الاجتماعي بحد ذاته لا يساعد علاجياً وتطبيب ما تعانين منه له أبعاده السلبية ولذلك من الأفضل استعمال مصطلح الشعور المزمن بالخجل المفرط. لا شك أن بيئتك العائلية وصدمات الطفولة لم تساعد في عملية النماء العاطفي. طالما ما يكون الاستبداد العائلي في الطفولة عاملا قويا في تغيير شخصية الطفل ودفعه نحو الشعور المزمن بالخجل٬ والإنسان الخجول لا يقوى على النطق بكلمة كلا ويكون معرضاً للاستغلال.
الخجل هو الخوف والشعور بالانزعاج من الآخرين٬ ويصاحبه شعور مزعج بالوعي الذاتي . الخوف تدريجيا يعيق الإنسان اجتماعياً ومهنيا ويمنعه من تكوين علاقات صحية وصداقات. هذا ما حدث معك مع استعمال المواقع الاجتماعية . كثيراً ما تولد حلقة مفرغة ومنهكة حيث يشعر الإنسان بالخجل من موقف ما وبعد ذلك يشعر بالخجل من الخجل نفسه. مع اعتزال الآخرين لا يجد الإنسان أمامه سوى أحلام اليقظة.
في البداية عليك الأول الإيمان بنفسك والتصميم على التغيير. عليك بتنظيم إيقاعك اليومي من نوم وطعام وممارسة تمارين رياضية يوميا والعناية بنفسك. هناك العديد من تمارين الاسترخاء يمكن ممارستها عبر الإنترنت وعليك بذلك يومياً. يجب أن يكون هناك جدول أسبوعي لفعاليات خارج البيت تساعد على اللقاء ببقية البشر وتجاوز الخجل تدريجياً. مراجعة معالج نفساني تساعد الكثير.
وفقك الله.