ما الحل عندما يصل الوسواس لدرجة اليقين؟
كما هو العنوان أنا تم تشخيصي من أكثر من طبيب أنني مصاب بوسواس قهري أصل فيه لليقين الجازم وفي حقيقة الأمر هو وسواس وللأسف وساوسي كفرية، مثلاً أتيقن أني أبتسم سخرية من الدين أو يتغير وجهي نفوراً من الدين وعندما أنظر للمرأة لا أجد شيئاً، وعندما أواجه هذه الوساوس يبدأ ما أسميه flooding للأفكار بحيث تتدفق عدة أفكار في الثانية الواحدة فلا أعلم ما هي الفكرة التي تأتي وأتيقن بعدها أني كفرت بحيث أستطيع الحلف على ذلك فالأمر أشبه بشخص يمسكه مثلاً أربعة من أولاده فيشد أحدهم وجهه والآخر ذراعه والآخر ساقه وهكذا فلا أستطيع التعامل مع كل فكرة لأدحضها، وهناك أفكار حتى الآن أنا متيقن منها ولكن أشعر أن الوسواس متسلط عليها فيها بشكل أو آخر
مثلاً عندما أكفر نفسي ثم أريد التوبة فعند النطق بالتوبة أسرع في التلفظ بالتوبة والشهادتين لأنني أخشى أن تصيبني وسوسة أخرى وهنا أفكر وأقول أنني سميتها وسوسة وقد أكون بنيت عليها عملاً وهو الإسراع في التوبة وما أتوب منه اعتبرته كفر يقيني أي أنني الآن وقعتُ في شك في كفري أي أنني خالفت القاعدة الفقهية "من لم يكفر الكافر أو شك في كفره فهو كافر" إذاً فقد كفرتُ مرة أخرى وأظل هكذا حتى أمل وأيأس لأنني كلما نطقت بالتوبة تأتيني نفس الفكرة أن كفري الذي أتوب منه هو وساوس وبالتالي شككتُ في كفري وبالتالي كفرتُ مرة أخرى وهكذا في دائرة مغلقة والمخرج الوحيد عندما أتوب بعض الأوقات وذهني منشغل فلا تأتيني هذه الفكرة ، ولم أعد أعرف ماذا أفعل حتى أدخل الإسلام مرة أخرى ، والشيء الوحيد الذي يكسر يقيني بالكفر عندما يأتيني شعور أنه مستحيل أن يكون التوبة والدخول للإسلام بهذه الصعوبة وإن لم يأتيني هذا الشعور فأظل على يقيني بالكفر مهما طال الوقت الذي أستغرقه للتوبة .
وأيضاً عندي مراقبة شديدة لذاتي ولما حولي ولكل حركة وسكنة لتنفسي وحركة فمي وجسدي ومن حولي سواء سماعي للقرآن أو لأصوات الناس أو لأصوات المصلين أو لأصوات السيارات والموسيقى التي يشغلونها أو حتى شكل التراب في الشوارع والخطوط في سجادة الصلاة الذي أتخيل أنه على شكل لفظ الجلالة وكل شيء أربطه بالكفر أياً كان فلو أردتُ التنفس فتأتيني الفكرة سأتنفس حتى لو كفرت أو عندي رضاً بالكفر أو لا آبه لو وقعت في الكفر فأظل كاتماً لأنفاسي في صلاة الجماعة حتى أكاد أختنق، وإذا رأيت الخيوط في سجادة الصلاة أو التعاريج المعتادة في سجادة الصلاة فأراها على شكل لفظ الجلالة ولو حركت عيني عنها أي حركة أو تحرك أي جزء من جسدي فيكون نفوراً يقينياً وكفراً، وعند التكبير أحاول الإخلاص لله فتأتيني الفكرة سأكبر حتى لو صرفتُ العبادة لغير الله أو حتى لو كفرت وغيرها من الأفكار المشابهة.
وللأسف استمر بي هذا الحال حتى وصلتُ لدرجة أنني أسمع أي شيء يتعلق بالدين أو بالله فتهيج أعصابي وأغير وجهي من النفور مما أنا فيه وأكاد أصرخ ولم أعد أعرف ماذا أفعل فأنا بجانب الوسواس مصاب بثنائي القطب ultra ultra rapid cycling فأتقلب في اليوم الواحد عدة مرات ولا أستطيع تناول أي مضاد للصرع أو للذهان أو حتى الليثيوم لمشاكل صحية خاصة بي لأنني مصاب بمشاكل في القلب والكليتين ولا أتحمل مطلقاً أي مضادات للكولين أو الهستامين أو السيروتونين كما أن عندي ما أسماه طبيبي very sensitive لأدوية الذهان فعندما كنت أتعالج بمضادات الذهان تكفيني جرعة واحد مجم فقط من أبليفاي لتثبيت المزاج وإذا وصلت الجرعة لواحد وربع لا أتحملها مطلقاً ولو ضغطت على نفسي واستعملت جرعات حتى 2 مجم لا أستطيع التحرك والمشي حتى أقلل الجرعة مرة أخرى، وحتى مضادات الذهان التي أتحملها مثل رياجيلا لا أستطيع أخذه لأنني عندي نقص شديد في ب12 ومهدد بتلف الأعصاب بسبب نقصه وكل مضادات الذهان بلا استثناء تنقص عندي ب12 بشكل رهيب
وبسبب حالة كليتي المتردية لا أستطيع تناول فيتامين ب12 للتعويض فيلزمني إما أن أتناول مضاد للذهان بجرعة صغيرة جداً أو أتركها بالكلية لذا يأست من الأدوية وأحاول اتباع نظام غذائي صارم يخفف من حدة التقلبات فقط ولذلك لا أستطيع تناول أي دواء لعلاج الوسواس لأنها تدخلني في الهوس فوراً بعد أقل من ساعة من تناول أي جرعة من الدواء ، حتى أنني تناولت واحد مجم فقط من سبرام بعد أن أذبت القرص في الماء حتى أستطيع الوصول لهذه الجرعة الصغيرة ولم يمضي نصف ساعة إلا ودخلت في هوس استمر قرابة أربع وعشرين ساعة أو أكثر ثم انتهى بفضل الله . فما الحل في حالتي لأن الطبيبة التي أتعالج عندها الآن أشارت علي بالجلسات الكهربائية ؟ ولكن بحسب قراءتي فأنا أعلم أن الجلسات الكهربائية ليست مرخصة للوساوس ولا حتى فعاليتها ثابتة فيها ولها آثار جانبية طويلة المدى على الذاكرة والتركيز في نسبة لا بأس بها من الحالات
فهل هناك مخرج ديني في حالتي أستطيع العمل به بدلاً من الجلسات الكهربائية لأنني دائماً أسمع أن الموسوس يعرض عن شكوكه كلها حتى يحصل له اليقين الجازم فيلزمه العمل به ولكن في حالتي دائماً يحصل اليقين الجازم فأتيقن أنني أرتكب أفعالاً كفرية كل عدة ثواني وأستطيع الحلف على ذلك فماذا أفعل؟
26/3/2024
رد المستشار
المتصفح الفاضل "محمد" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك وإن شاء الله متابعتك خدمة الاستشارات بالموقع.
بداية كونك لا تستطيع تناول الليثيوم لا يعني أن الثناقطبي لديك غير قابل للعلاج، وكونك لا تستطيع تناول عقاقير علاج الوسواس القهري م.ا.س.ا لا يعني كذلك أن وسواسك غير قابل للعلاج، لكنك تحتاج مختصا بالع.س.م لحالات الوسواس القهري... وأنت لم تعطنا ما يفيد بانتظامك مع طبيب أو معالج نفساني.
أعلق بعد ذلك على بعض عباراتك التي تشير بوضوح إلى عدم فهمك الكامل لأغلب ما تقرأ وعدم فهمك الكامل لأعراض الوسواس القهري فمثلا قولك (مصاب بوسواس قهري أصل فيه لليقين الجازم) خطأ مفاهيمي لأن مريض الوسواس القهري لا يكاد يصل إلى يقينٍ بأي من دواخله في موضوع وسواسه فلا أدري كيف يكون لديك يقين جازم؟! الحقيقة أن الوسواس يلقي عليك تهمة أنك كفرت وأنك تيقنت تيقنا جازما وأنت تصدقه وتعجز عن نفي ادعائه بسبب نقيصة عمه الدواخل، ولا معنى حقيقة لقولك (أتيقن بعدها أني كفرت بحيث أستطيع الحلف على ذلك) إلا أنك تصدق الوسواس لأنه يوسوس واثقا من عجزك عن نفي ما يدعي لأنك متعثر الصلة بدواخلك.
ووصفك لما (أسميه flooding للأفكار) أضحكني حتى آلمتني زوايا فمي! لأنك تحسب أن عليك عند المواجهة بالتعرض للأفكار الكفرية أن تضحدها فكرة ففكرة! (فلا أستطيع التعامل مع كل فكرة لأدحضها) ... في حين أن ألف باء التعرض ومنع الاستجابة هي أنك تعرض نفسك للمثير (وهو هنا الأفكار الكفرية) دون أن تستجيب بطريقتك المعتادة ولا بأي طريقة إلا التجاهل... فما مدى فهمك للتعرض التدريجي ناهيك عن الغمر أو flooding كما تسميه؟!
ولا أدري كذلك ماذا تقصد بـ (شعور أنه مستحيل أن يكون التوبة والدخول للإسلام بهذه الصعوبة) هذا ليس شعورا وإنما فكرة ربطتها أنت ربما بشعور معين وأنت للأسف لا تستطيع استدعائه كل مرة بسبب عمه الدواخل أيضًا فتظن أنه لم يأتك (وإن لم يأتني هذا الشعور فأظل على يقيني بالكفر مهما طال الوقت الذي أستغرقه للتوبة) هكذا أفكارك وسلوكك بينما الحقيقة والفقه أنك لا كفر لك ولا ذنب ولا عليك شيء يستوجب التوب لأن الوسوسة تسقط التكليف فلا كفر ولا ذنب.
وأما قولك (عندي مراقبة شديدة لذاتي ولما حولي ولكل حركة وسكنة لتنفسي وحركة فمي وجسدي .... وكل شيء أربطه بالكفر) فإنه تطبيق عملي للوسوسة بأنك قد تكفر في أي وقت ثم اللجوء لأفعال التحاشي القهرية 24×7 والتي لا تزيدك إلا خوفا وارتباكا ولا تزيد مشاعرك إلا التباسا واختلالا بينما المؤمن الصحيح لا يكفر جهلا ولا عفويا ولا بالصدفة ولابد من وعي كامل بالكفر وعقد نية ثم فعل كفر، فلا حاجة إذن للتحاشي بأي درجة وهذا لصحيح العقل، وأما أنت فلا تكفر لأنك لا تستطيع عقد نية الكفر من الأساس، حتى لو قلت لنا أنك أردت الكفر واستعذبته لأن الموسوس بالكفر لا يكفر ولو ظن أن أراد! ولأنه في حالة وسواس الكفرية: حتى النطق بالكفر ليس كفرا!
كذلك نرجو أن توقف مهزلة الخروج الدخول في الملة
واقرأ أيضًا:
وسواس الكفرية: الخروج الدخول في الملة! م
وسواس الغسل: الخروج الدخول في الملة!
ط.ب.ح.د الموسوس والتفتيش في الدواخل
لا أتوقع أن تفيدك جلسات التخليج الكهربي إلا إذا كنت في اكتئاب جسيم يستدعي استخدامها، لكن عليّ للأمانة أن أقول أن عبارتك (ولها آثار جانبية طويلة المدى على الذاكرة والتركيز في نسبة لا بأس بها من الحالات) هي افتراء كاذب فالآثار الجانبية على الذاكرة والتركيز لا تتعدى 8-12 أسبوعا في الغالبية العظمى من الحالات التي تحدث لها أصلا آثار جانبية فالأصل أن إجراء جلسة تخليج كهربي تحت التخدير وباسط العضلات إجراء آمن بل أأمن على الحياة من خلع الضرس، واقرأ ما كتبه د. سداد عن التخليج الكهربائي والصحة النفسية
أظن المخرج الديني الذي تسأل عنه واضح وبسيط أعرض عن كل أفعالك التي تستهدف بها التحاشي أو التكفير عن أو الاستغفار أو التوبة من الكفر أو الردة أو الشرك... إلخ يعني خالف القاعدة الفقهية "من لم يكفر الكافر أو شك في كفره فهو كافر" مطمئنا إلى امتلاكك الحصانة ضد الكفر وهي قاعدة تخص صحيح العقل وليس الموسوس.
هذا ما يمكننا تقديمه لك ونرجو أن تتمكن من مناجزة الموقف جيدا، فإن لم تستطع فعليك بالتواصل مع معالج سلوكي معرفي متمرس ليفصل لك ما قلناه ويدربك على تجاهل الوساوس وإلغاء جميع القهور.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.