جزاكم الله خيراً على ما تقدمون من جهد رائع وخدمة للمسلمين.. عندي مشكلة أصبحت تؤرقني في الفترة الأخيرة وأرجو أن توفقوا في إرشادي ونصحي.
أنا شاب ملتزم والحمد لله وأعمل في إحدى الدول العربية منذ حوالي السنة تقريباً. قبل السفر كنت أبحث عن زوجة.. درست عدة خيارات وبالطريقة التقليدية، رشحت لي والدتي فتاة من أسرة طيبة، قمنا بزيارتهم وارتحت مبدئيًّا لهذه الفتاة، جميلة ومؤدبة وملتزمة وبنت عائلة محترمة وتصغرني بسبع سنين.
تمت الموافقة من الطرفين ولكن لم نستطع أن نتم الخطبة لأنني كنت على عجلة من أمري، يعني جلست معها ثلاث أو أربع مرات قبل السفر، وتم ما يعرف بقراءة الفاتحة ثم سافرت.
بعد السفر بدأ التردد في نفسي، فقلت طبيعي لأنني لم أعتد عليها بعد ولم أرها بما يكفي. بعد حوالي ستة أشهر أخذت إجازة ورجعت إلى بلدي وتمت الخطبة على أن يتم الزواج بعد أن تنهي دراستها بعد سنتين تقريباً، مكثت عشرين يوماً كنت أزورها خلالها باستمرار وأحسست فيها بتحسن ملحوظ لجهة التردد في نفسي، وللعلم، كانت شهوتي تتحرك بشكل قوي (طبعاً هي كانت بكامل حجابها) وكنت أجاهد نفسي لأمنعها من التجاوز.
مشكلتي أنني سافرت بعد ذلك، وأصبحت أقتصر على الاتصال الهاتفي الذي أصبح في الفترة الأخيرة بالنسبة لي روتينيا جدًّا ومملاًّ ولا يخرج عن الكلام العادي الذي أقوله عند الاتصال بأي شخص آخر، وأحياناً أحاول تصنع العواطف والشوق علماً أنني أتصل لرفع العتب وهذا ما يؤرقني.
ومما يزيد ألمي أن الكثير من أصحابي قد خطبوا في هذه الفترة وسافروا أيضاً، وبرغم ذلك أراه يطير من الفرح إذا كلم مخطوبته على الهاتف ولا يصبر أن يكلمها كل يوم بل أكثر من مرة في اليوم رغم أني سبقتهم في الخطبة.
قال لي أحد أصحابي إن هذه العواطف هي أمر مهم جدًّا وهي أحلى أيام العمر وإذا لم تتوفر فلا يجب الإقدام وإتمام الزواج وأن موضوع الارتياح والرضى العقلي والشهوة الجنسية غير كاف ولا يلبث أن يزول بعد الزواج.
لقد أصبح هذا الأمر يضغط على أعصابي ولا أدع التفكير فيه، وقررت أخذ إجازة قريباً عسى أن يتحسن الحال.
هل من الممكن أن يتحسن الحال مع الوقت؟ البنت جيدة ولا عيب فيها وهي متعلقة بي، ربما كما يقال "البعيد عن العين بعيد عن القلب"، وربما هي خجولة زيادة عن اللزوم ولا تجيد حيل بنات هذه الأيام، وربما العيب فيّ أنا، لست أدري. هل من خطوات عملية لإحياء هذه العواطف التي يتكلمون عنها؟ أشيروا علي جزاكم الله خيراً.
25/3/2024
رد المستشار
يا أخي الكريم..
إنك قد أرسلت الإجابة في نهاية السؤال.. هناك فعلا ثلاثة أسباب لما يحدث.. السبب الأول أن البعيد عن العين بعيد عن القلب.
السبب الثاني هو خجلها العالي الذي يمنعها من تجاوز الحدود الشرعية بين الخطيبين. والسبب الثالث هو طبيعتك حيث إنك ربما لا تستغرق بسهولة في الرومانسية والمشاعر..
وإذا كنت تسأل عن خطوات عملية لإحياء العواطف التي يتكلمون عنها فإن الوسيلة العملية هي الزواج فهو الذي سيعطيكما الفرصة لتغذية مشاعركما بالإحسان والعشرة الطيبة أولا، وبالصبر على العيوب وتتبع كل منكما لما يرضى الآخر، واجتهاد كل منكما أن يسعد الآخر وكذلك بأن تكون لكما أوقات مقدسة للغزل والحديث والسكن والحب وألا تستحق المسؤوليات والواجبات كل ما ينبت بينكما من مشاعر وليدة وأحاسيس عذبة.. ولكن الآن وقبل الزواج لا مانع من بعض المنشطات مثل الحوار الصوتي عبر الإنترنت وتبادل الحديث في موضوعات إنسانية وجدانية حول ما يحب كل منكما وما يكره وأن يفتح كل منكما قلبه للآخر، ولكن طبعا دون إفراط أو مبالغة حتى لا نقع في محذور.
أخي الكريم ليس هناك مبرر للقلق بل إني أحب أن أقول لك إن التهاب المشاعر قبل الزواج ليس مؤشرا على الإطلاق لنجاحه واستمراره فالمشاعر الملتهبة تخفت بعد شهور، ويحل محلها المشاعر الهادئة التي صنعها التواصل والتراحم وحسن العشرة، وأخيرا بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير..