وسواس قهري
السلام عليكم د رفيف الصباغ أتمنى مساعدتي وشكرا جزيلا مشكلتي كالتالي
أنا عندي وسواس قهري من وأنا صغيرة وتطور كتير في موضوع العبادات علما أني آخذ دواء زولفت عيار ٥٠ منذ ست سنوات.. أنا لدي عدة وساوس كانت أبسط من ذلك لكنها زادت مع الوقت عندي وسواس النجاسة والطهارة لازم أتأكد من طهارتي دائما بشكل مبالغ فيه وكثيرا ما أبدل ملابسي تقريبا عند كل صلاة وأنا عندي إمساك وقولون عصبي وأمكث في الحمام فترة طويلة وأحيانا عفوا أدخل بعض الماء حتى أستطيع الإخراج فلذلك يجب أن أغتسل كثيرا بعد الانتهاء من قضاء حاجتي وأركز على كل جزء في جسمي وهذا مرهق ويأخذ معي من ساعة لساعة ونصف
وأيضا بالنسبة لحمام الطهارة يجب أن أوصل الماء لجميع الجسم وأنا لا أستطيع التأكد أن الماء وصل لجميع أعضاء جسمي فأبالغ جدا بالغسل وأجلس أنظف أظافر يداي وقدماي فترة طويلة حتى أتأكد من نظافتهما تماما قبل البدء بالاستحمام ولدي مشكلة في أذني اليمين والأصل ممنوع أن يصل الماء لها لكن عند الغسل لا أستطيع أن أمنع نفسي من غسلها أغسلها كثيرا وحتى الأذن الأخرى لا أعرف أن أوصل الماء للثنيات وأجلس أغسلها فترة طويلة جداا.. ولدي وسواس في الوضوء هل غسلت الأعضاء جيدا أم لا كل عضو أجلس فترة أغسله خصوصا وجهي أخذ وقت طويل في الوضوء وعند كل وضوء أيضا أنظف أظافري قبل البدء
وأنا لدي قولون وغازات لا أستطيع الوضوء إلا إن دخلت الحمام وأجلس في الحمام تقريبا نصف ساعة قبل كل وضوء وأشد على نفسي حتى تخرج الغازات وأحيانا لا أتمالكها ولدي وسواس في الغازات وأتوتر كثيرا عند كل وضوء ولا أستطيع الوضوء وأنا أشعر بالغازات وأقول لنفسي كيف سأتوضأ وأنا أشعر أن هناك غازات يجب أن أدخل الحمام قبل الوضوء وأكون نويت أنني لن أطيل المكوث لكن الوقت يمشي وإذ بي أجلس مدة نصف ساعة وأنا سمعت فتوى أنني أستطيع الوضوء بدون دخول الحمام وأن إزالة النجاسة سنة للموسوس
كيف أتعامل مع وضعي حتى أنني إذا أكلت أو شربت شيء ما وخصوصا القهوة أقول أنا جلبت لنفسي الغازات لا يجوز أن أتوضأ قبل إخراج الغازات ومن التوتر أيضا أشعر أن البول لا ينقطع فأنا أدخل في حالة صعبة عند الوضوء.. ولدي وسواس النية قبل الوضوء وقبل الصلاة أحيانا أجلس ربع ساعة قبل البدء بالصلاة لا أعلم كيف أبدأ وكل مرة يستعرضني شيء في النية حتى أنني أصبحت مثل الآلة لا أستطيع أحيانا التحكم في نفسي
ولدي طفلة رضيعة حتى عند غيار البامبرز أعاني من وسواس النجاسة والطهارة فما الحل لا أدري!!
أتمنى أن أذهب لصلاة التراويح لا أستطيع بسبب الوضوء والغازات والوساوس
30/3/2024
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته أختي الغالية وأهلًا وسهلًا بك على موقعك
حسنًا فعلت إذ حاولت العلاج عند طبيب، فحالتك يستحيل أن تكفيها النصائح والإرشادات، لكنك قلت عن الدواء: (منذ ست سنين) أنا فهمت أنك أخذته حينها ثم انقطعت، كذلك لم تذكري خضوعك لأي علاج سلوكي... وهذا طبعًا لا يكفي لعلاج وسواس كوسواسك.
دائمًا نقول: الموسوس غير مكلف في موضوع وسواسه. فلا أنت مكلفة بالتطهير، ولا بإيصال الماء إلى جميع الجسد في الغسل، ولا بالنية التي هي حاصلة عندك شئت أم أبيت، فلا أحد يتحرك لغير غاية، والله يعلم تلك الغاية حتى إن لم تشعري بحصولها واكتمالها.
ويحرم الإضرار بالصحة بسبب المبالغة في الغسل ويكفي الشك بوصول الماء إلى الجسد حتى يصح الغسل، فأخبريني الآن: أي العملين أفضل عند الله تعالى؟ المبالغة والوسوسة أم تركها؟ تعب ومشقة، محصلتها مخالفة شرعية، ولولا أن أفعال الموسوس قهرية، والمقهور لا يؤاخذ، لكنت جمعت حملًا كبيرًا من السيئات بسبب إضرارك بأذنك
ثم: من قال أن دخول الحمام شرط لصحة الوضوء؟! ومن قال إن الغازات لا تخرج إلا بدخول الحمام؟؟ تستطيعين الوضوء دون دخول الحمام، ويصح دون التأكد من وصول الماء إلى جميع أعضاء الوضوء، نعم يصح...!!! إذا كان غير الموسوس لا يجب عليه التأكد 100% من وصول الماء إلى أعضائه، وإنما يكفيه غلبة الظن، فكيف بالموسوس؟ الموسوس يكفيه الشك أي 50% إذا قال: يا ترى هل وصل الماء أم لم يصل؟ .. وصل.. لا لم يصل... حينها يصح وضوؤه ويصح غسله!! هذا مذكور في كتب الفقه وليس من بنات أفكاري.
ثم إن وصل بك حال خروج الغازات إلى تعذر ضبط النفس، وإلى خروجها أو إخراجها عمدًا (وفي الحقيقة قهرًا) أثناء الوضوء أو الصلاة، صح وضوؤك حتى لو خرجت الريح... الأمر إذا ضاق اتسع، والمشقة تجلب التيسير.
أما أن تمتنعي عن الطعام، وتلومي نفسك إذا خرجت الريح باعتبارك تسببت بها بعد بالأكل والشرب، فهذا إبداع من أروع إبداعات الموسوسين!! من أين أتيت بهذا الشرع الذي تلزمين به نفسك؟!!! إذا كان الصائم يفطر إذا أضر الصوم بصحته، فهل برأيك يجوز لك أن تضري بصحتك وتمتنعي عن الطعام لأجل إبقاء وضوئك؟!!
أخيرًا: أرثي لحال شريك الموسوسة، وأطفالها، ولعل شريك الموسوس أو الموسوسة له مخرج ولا خوف على شخصيته، وإن كانت علاقتهما الزوجية دائمًا في خطر...، أما الأطفال فمساكين، سيتعلمون الوسوسة والحياة الشاقة بالإجبار، بغض النظر عن الاستعداد الوراثي الذي سيؤهلهم لتقبل ما تعلموه والإبداع فيه.
ما هو الحل يا ترى؟! الله أعلم!
يا أختي إن لم تذهبي للعلاج لأجل نفسك، ولم تتجاهلي الوسوسة لترتاحي، فتعالجي وتجاهلي لأجل أطفالك... الجناية النفسية تدمر إنسانًا، فلا تكوني سببًا في ذلك أرجوك
راجعي الطبيب في أسرع وقت، وليكن ممن يعالج بالعلاج السلوكي المعرفي وليس فقط بالأدوية
عافاك الله
التعليق: أختي حافظي على ورد الصباح والمساء وقبل النوم أوراد عقب الصلوات المفروضة، لن يأخذ من وقتك شيء، وأعلمي بأن الوساوس إما تكون من الشيطان وإما تكون إضطرابات في الأمعاء، وأحيانا تكون من كلا الأمرين، فنصيحتي عليك أولاً: التوجه بالأوراد الشرعية قبل النوم و أذكار الصباح وأذكار المساء و أذكار عقب الصلاة المفروضة "أنظري كتاب حصن المسلم للشيخ سعيد بن وهف القحطاني"، وتواظبي على 7 تمرات على الريق، ثم بعد نصف ساعة، تأخذي مشروب الشاي الزنجبيل أو الينسون والكمون أو النعناع أو الزنجبيل بكميات قليلة و تواظبي عليه مثلاً: ملعقة صغيرة جداً بحجم ظفر الإصبع الصغير خنصر، لمدة إسبوع مثلاً، راجعي أخصائي التغذية للطب البديل، سوف ينزول عنك هذه الوساوس القهرية بإذن الله، صديقني، لكن إستمري على هذا الجدول يومياً، لأن الجسم يحتاج إلى عناية يومياً، وتقوية المناعة يومياً،ويحتاج الروح إلى ذكر الله يومياً، وإن لم تفعلي يمرض الجسم والروح.