وسواس ماهيتاب من التحرش حتى الكفرية م7
هل أساعد الوسواس، وهل سيحاسبني الله بسبب ذلك؟
السلام عليكم، كانت تحسنت حالتي بنسبة ٩٥٪ طوال السنة ولكن انتكست مع دخول شهر رمضان، ثم بدأت حالتي تتحسن قليلا جدا منذ أمس مع أنه حدث أكثر من موقف شعرت بسببه أنني كفرت ولكنني قلت أنه وسواس، اليوم كانت نفسيتي متحسنة ومعنوياتي مرتفعة قليلا، ومع ذلك تذكرت موقف معين من مواقف أمس فقلت لنفسي أريد أن أعرف حكم هذا الموقف، سأرسل لموقع الفلاني حتى أعرف حكم ما صدر مني، ثم قلت لماذا؟ أنت تعلمين أن هذا الأمر وسواس، حتى أنك لست قلقة منه، لماذا سترسلين إذن للموقع، فقلت لا بأس سأرسل زيادة تأكيد
ثم وبعد أن أرسلت الفتوى خفت لأنني قلت لنفسي أنت إذن مسؤولة عن الوسواس، لا تريدين أن تساعدي نفسك، تعلمين أن ما حدث وسواسا ومع ذلك استجبت له بإرادتك، لا خوف أجبرك ولا قلق قهرك على إرسال هذه الفتوى، بالعكس.. كنت في حالة نفسية جيدة، لماذا إذن تساعدين الوسواس في التمكن منك، إذن كل ما سيحدث لك من الوسواس أنت محاسبة عليه أمام الله، لأن واضح أن حالك يعجبك هكذا، أصبح الأمر معتاد لديك، وكأنه تسلية، أعلم يا دكتور أنني أخطأت عندما أرسلت الفتوى للموقع، وأنا أعترف لم يكن هناك شيئا يدفعني إلى إرسال الفتوى، لا حزن ولا قلق ولا شك، يمكن فضول أو زيادة تأكد فقط، فهل أنا حقا محاسبة على كل ما سيسببه الوسواس لي لأنني بإرسالي للفتوى سأكون أجاريه وأساعده في التمكين مني؟ وهل أنا الآن أصبحت مسؤولة عن هذا الوسواس؟
هناك شيء آخر، أحيانا عندما أشعر بالارتياح ولا أشعر بالقلق، أشعر أن هناك شيئا غريبا يحدث لي، وكأن شعور الارتياح أصبح مزعجا، وكأنني اعتدت على شعور القلق، وإذا حدث موقف وسواسي لا يستدعي القلق أشعر أنني لابد أن أقلق، مع أنني من داخلي أعلم أن الموقف لا يستدعي القلق، ولكن أجبر نفسي على شعور القلق، وكأنني هكذا سأشعر بالراحة، أصبحت معتادة على القلق ولا أعلم هل هذا أيضا يساعد الوسواس وسيحاسبني الله على أنني أساعد الوسواس وسيحاسبني على أفكار الكفر التي تأتيني؟
مع أنني أحزن بسببها كثيرا
31/3/2024
وأضافت في رسالة أخرى تقول:
هل أساعد الوسواس، وهل سيحاسبني الله بسبب ذلك؟
أقصد في آخر فقرة أنني أعلم جيدا أن الموقف مثلا وسواس ولا يستدعي القلق ومع ذلك أقول لنفسي لا أنا عاوزة أقلق، مع أنني لا أكون متوترة من عدم قلقي،
ولكن أحس مثلما قلت لكم أنني أريد أن أصبح قلقة، وكأنني أصبحت معتادة على هذا الشعور ولا أريده أن يذهب عني
31/3/2024
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "ماهيتاب"، وأهلًا وسهلًا بك على موقعك مرة أخرى
ما حصل معك وسواس، بدلالة (سأرسل زيادة تأكيد) يعني طلب طمأنة. والوسواس لا مؤاخذة عليه، ولا يترتب عليه شيء مهما كانت ظروف حصوله، ومهما كانت محرضاته...، مع قلق... بدون قلق... كله سواء.
فمثلًا: المالكية يقولون أن الموسوس في الصلاة يبني على الأكثر، إذا شك صلى ركعتين أم ثلاث، يقول صليت ثلاثًا ويكمل. طيب وماذا لو بنى على الأقل؟ هل نقول: إنه عرف الحكم فخالفه، إذن يؤاخذ وتبطل صلاته؟ قالوا: لا..، لو أنه بنى على الأقل وصلى ركعة أخرى، تبقى صلاته صحيحة!
إذن الوسواس لا مؤاخذة عليه، ولا يفسد الإيمان ولا العبادة، مهما كان رد فعل الموسوس؛ ولكنهم قالوا له: تعالج وتجاهل كي تعيش مرتاحًا، ومهما كان مؤدى التجاهل فلن تفسد عبادتك! كيف هذا؟ لا تفكري! رخصة من الله تعالى لترتاحي وطبعًا اجتهاد الفقهاء مستند إلى أدلة أنزلها الله تعالى، ومنسجم مع روح الشريعة بأحكامها كلها، وليس لأجل إشفاقهم على الموسوس!
وأما قلقك عندما ترتاحين، فأنا وأنت سنسأل الدكتور وائل هذا السؤال!! لأننا في سورية أصبحنا نقلق إذا لم نسمع صوت قصف أو انفجارات كل بضعة أيام! ونقلق إذا لم تنقطع الكهرباء واستمرت أكثر من ساعتين! ونقلق عندما ينزل سعر الدولار بالنسبة لليرة!! وكأننا لا نريد أن تنتهي هذه الحال!! هل هو وسواس جماعي؟!! لعله مثل الذي يقلق قبل الامتحان ويزول قلقه عندما يدخل، فانتظار المصيبة أصعب من المصيبة ذاتها...
وفقك الله
ويضيف د. وائل أبو هندي أهلا وسهلا "ماهيتاب" تاب الله عليك من الوسوسة، قبل أن أرد على تساؤلك وتساؤل المستشارة د. رفيف لابد أن أتساءل عن معنى قولك (أجبر نفسي على شعور القلق) فالمشاعر تلقائية لا إرادية لا أحد يستطيع إجبار نفسه على عاطفة معينة تجاه الشيء، ولا نفهم إذن ما تقصدينه بأجبر نفسي على القلق؟ ونظنه إحساسا معينا يعني لك أنك قلقة وهو بالتأكيد ليس عاطفة القلق، لكن قولك بعد ذلك (كأنني هكذا سأشعر بالراحة) يذكرنا بالفعل القهري؟؟ أي أن الوسوسة ما تزال مستمرة بشكل لا تلحظينه بسهولة، وهذه نقطة تحتاج توضيحا منك.
وأما ما سألت عنه من اعتياد القلق، واعتياد التصرف طبقا للعادة على حساب الهدف أي أن أجد نفسي أثناء أو بعد العلاج تلقائيا أستجيب بالفعل القهري، هذا وذاك مما يعيشه الموسوسون، وأما موضوع اعتياد القلق فإن ما تشير له المستشارة -حفظها الله وسورية كلها- وتسميه وسواس جماعي إنما هو في الواقع خوف جماعي متعلم نستطيع جميعا أن نفهمه وأحسب أن فرج الله قريب، أعود إلى اعتياد القلق لأسألك مرة أخرى على معناه وأشك في كونه ذي علاقة بإدراكات ليس صحيحا تماما "إ.ل.ص.ت"، بحيث تفسرينها على أنها علامات قلق وتوتر، وأما المهم فهو ألا حساب على أي شيء من هذا وليس مساعدة منك للوسواس، بل لعله بعضا من ألاعيبه، وأنت تتقدمين بشكل ممتاز في العلاج.ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.