السلام عليكم ورحمة الله.
شكرا على الموقع الرائع. مشكلتي بدأت معي من صغري. كان والدي دائما على خلاف مع أمي و كانا يتشاجران أمامنا و تتعالى أصواتهم و كانت غالبا تنتهي بضرب أبي لأمي ضربا مبرحا سبب لها الكثير من الكدمات والتشويهات الجسدية والنفسية.
عرفت بعدها بفترة (حوالي السنة) أن السبب هو الخيانة. وأن أبي يزور بنات الهوى ويشرب الخمر. استمرت الحال لسنين طويلة. في الفترة التي عرفت بها بالموضوع بدأ أخي يتحرش بي جنسيا. وقد مارس الجنس معي دون إرادتي لفترة طويلة (حوالي الثلاث سنين) إلا أنه لم ينجح في أي مرة بالدخول بي.
وبدأت بعدها أمارس العادة السرية لسنوات حتى توقفت عنها نهائيا يوم خطبت.
أنا الآن متزوجة من خمس شهور تقريبا أوضاعنا مستقرة أنا وزوجي وأحبه ويحبني من كل قلبه فقد تزوجنا عن حب.
المشكلة تكمن في الماضي. أنا حاولت تناسيه مرارا ولكن تأتي أمور وأعود أتذكر ما حل بي.
أخاف أن يضربني زوجي مع أنه لم يفعل.
أحاول أن أتعامل معه بخشونة أحيانا كي لا يفكر أن يضربني يوما مثلما فعل أبي بأمي الضعيفة.
أبكي من أقل الأشياء ودمعتي في طرف عيني.
أتحسس بسرعة من كل الأمور حولي.
أحب الناس جميعا وأحب مساعدتهم بكل ما أستطيع، ولكن من يساعدني أنا؟
المشكلة الأخرى هي أني عند ممارسة الجنس مع زوجي لا أصل للنشوة إلا عن طريق الاحتكاك بالبظر، حتى أني لا أحس بأي نشوة عند تقبيل زوجي لي مع أنه يقبل كل أجزاء جسدي ويلمسني بلطف.
أحاول أحيانا أن أركز لكي أحس بما يفعله زوجي لكن لا فائدة.
إن احتجتم أي معلومات إضافية أنا جاهزة لإعطائها.
رد المستشار
الابنة الكريمة: رسالتك تثير قضية في غاية الأهمية، فهل يدرك الآباء منا خطورة ما يصنعونه بأبنائهم وفلذات أكبادهم؟ وهل يدفعنا هذا للتخفيف من حجم الضغوط النفسية التي نمارسها على أبنائنا؟
وأما بالنسبة لك أنت وبالنسبة لمشكلتك الحالية فدعيني أوجه لك سؤالا محوريا وهو: مما لا شك فيه أن خبرات الحياة المؤلمة قد تستمر مع الإنسان لفترات طويلة فهي تظهر بتداعياتها من أعماق النفس لتفسد على الإنسان حاضره ومستقبله، فإلى متى سيتحمل زوجك خشونتك في التعامل معه؟!!!
وهل من الحكمة والتعقل أن نسمح للماضي أن يفسد علينا لحظتنا الحالية بما تحويه من جمال وسعادة؟!!! وهل يكون من الأفضل لنا على الدوام أن نستخلص من جمال اللحظة الحالية ترياقا وبلسما يعادل آلام الماضي ويخفف من تأثيرها؟!!!!.
والسؤال الآن هو كيف يمكنك صناعة هذا الترياق؟
بداية الأمر تكمن في الاستعانة بزوجك... صارحيه بمخاوفك ووضحي له أن تعاملك معه أحيانا بخشونة ناتج عن خوفك من أن يتعامل معك هو بقسوة كما كان والدك يتعامل مع والدتك... مع تجنب ذكر ما يسئ لوالدك من خيانة وشرب للخمر.
اطلبي منه أن يتحملك واسأليه دوما أن يعاملك برفق ولطف، وفي المقابل احرصي أنت على أن تكوني له كما يحب، واجتهدي في أن تضبطي نفسك بحيث تقللي من خشونتك في التعامل معه قدر المستطاع.
أما بالنسبة لتساؤلك عن علاقتكما الجنسية وكونك لا تشعرين بأي متعة عندما يقبلك زوجك، فمشكلتك تكمن في أنك مع ممارستك للعادة السرية لفترات طويلة قد اعتدت الوصول للنشوة بطريقة معينة، وباقي أجزاء جسدك تحتاج أن تتدرب على تذوق إحساس اللذة والمتعة، وهذا التدريب يحتاج للوقت والصبر مع التركيز...
والحمد لله أن معك زوجا متفهما ورقيقا يحب إسعادك... فجربي التدريبات التي ذكرتها من قبل على مجانين في مشكلة "في بدايات الزواج...تدريبات التوافق الجنسي"، مع التركيز الشديد على استقبال أحاسيس الجسد.
ابنتي الرقيقة: أسأل الله سبحانه أن يعينك على حالك وأن يخفف عنك ما تعانينه من آلام، ولكن إذا لم تلاحظي تحسنا في حالتك فقد تكونين بحاجة لمعاونة أخصائي نفسي ليعينك على التغلب على الآثار النفسية لخبرات الماضي المؤلمة وخصوصا خبرة التحرش.. فلا تترددي في طلب العون، وتابعينا بالتطورات.