أنا فتاة في الخامسة والعشرين من عمرى، مشكلتي مشكلة أخجل من أن أذكرها لأنها تتعلق بأخلاقي، وقد ترددت كثيرا كي أرسلها إليكم لأنى أخشى أن يقال عني شاذة وأشعر بالرعب عندما تتردد على مسامعي هذه الكلمة، فما بالك إذا وصفت بها... لكنى ضغطت على نفسي كي أرسل هذه المشكلة، لأني أشعر بأنني لست شاذة وهذا هو ما يمرر حياتي.. هل أنا شاذة أم لا؟؟
سيدي الطبيب جاءت صديقة لي لتزورني، وقد مكثت عندي أربعة أشهر، وقد أحببتها حبا شديدا جدا وتعلقت بها (تعلق مرضى، لأن صادف وجودها في بيتي يوم زواج أختي الوحيدة)، فعندما تزوجت أختي الوحيدة كان من المفترض أن أحزن لفترة طويلة لأن ليس لي سواها، ولكن عندما أقامت عندي صديقتي نسيت الدنيا بما فيها.. في البداية كان حبي لها حبا أخويا عاديا لا يتعدى الجلوس معا والسهر حتى الفجر والمزاح واللعب وكان سريري ملتصق بسريرها، أي كنا ننام تقريبا ملتصقتين، وعندما كنا نجلس بمفردنا نجلس (متشاركي الأيدي) أو أضع رأسي على كتفها، وأحيانا كنا نتعانق، ولكن كل هذا كان (عادي) ولم أشعر بأي رغبة شاذة.. ولكن يبدو أنها إنسانة غير سوية، وكذلك أنا.
رد المستشار
صديقتي
أولا لست شاذة ... ربما ما حدث هو تطور للإحساس بالقرب والراحة مع شيء من الفضول.
لماذا تقولين أنه كان من المفترض أن تحزني لمدة طويلة بسبب زواج أختك؟ من فرض هذا ولماذا يجب أن يكون؟ أليس من الممكن أن تفرحي بسبب زواجها بدلا من تضخيم مسألة افتقادك لها؟
كثرة التلامس المريح مع أي شخص مع الضحك واللعب تولد علاقة عاطفية ووجدانية وأيضا إدمان جسدي بسبب هرمون الأوكسيتوسين... ألا تلاحظين أن افتقادك لصديقتك غطى على افتقادك لأختك ولو قليلا؟
يبدو أنك تشعرين بالأمان والاطمئنان من خلال اللمس.. هذا شيء طبيعي.. اللمس أحد طرق التعبير والتواصل مثل السمع والبصر... سواء كانت صديقتك وخطيبك اللمس والقرب الجسدي عامل مشترك في تعلقك بهما... إضافة إلى هذا لديك احتياج للإحساس بأنك محبوبة... ربما أردت اللمس والقرب الجسدي من أمك في الطفولة المبكرة ولكن لم تحصلي عليه بالقدر الذي كنت تريدينه... هذه هي أسباب ما فعلتيه ولا يجعل منك مذنبة لبقية حياتك إلا إذا استمر الربط الأعمى بين الإحساس بالأمان والقيمة بوجود علاقة ما.
إحساس الأمان والقيمة لا يمكن أن يأتي من خارجك ومن الآخرين.. يجب أن ينبع من داخلك وسوف يجذب إليك الآخرين، الصالح منهم والطالح وعليك اختيار من تسمحي له بالقرب منك بحكمة.. القرب العاطفي والجسدي.
انفصالك عن خطيبك في اعتقادي كان اختيارا حكيما... القرب الجسدي والجنس يجب أن يكون برغبة الطرفين وفي ظل حب حقيقي متبادل.
لن تفعلي ما تندمين عليه ويشعرك باحتقارك لنفسك إذا ما أعطيت نفسك العناية والتقدير والاحترام والمودة التي تبحثين عنها في الآخرين.. لا أحد يستطيع إعطاءك هذه المشاعر إن لم تكن موجودة أصلا بداخلك.
اعلمي أن التوبة وعدم الرجوع إلى ما تستنكرين يمحوان ما سبق.. أليس من الحكمة أن تحافظي على علاقة صحية داعمة مع نفسك؟
أنصحك بمراجعة معالج نفساني لمناقشة كيفيات تحقيق هذا إذا ما تعذر عليك الأمر.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب