جميلة لكن: في المرآة ترى شيطان!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا: أحب أشكركم مرة أخرى على هذا الموقع الأكثر من رائع.
ثانيا: أحب أعطي رأيي لصاحبة هذه المشكلة لأني أنا نفسي مررت في فترة من حياتي بهذه المشكلة ولكن الحمد لله تخطيتها ولم تعد في حياتي
أختي العزيزة أعرف أنه في بعض الأحيان يحدث للإنسان أن يقع في مشكلة ما أو يتصرف تصرف ما يندم عليه أشد الندم ويجعله يرى نفسه قبيحا من الداخل ويرى أن هذا القبح الداخلي جعله قبيحا من الخارج إلى درجة أنه لا يحب النظر لنفسه في المرآة.
وهذا حدث معي ولكن مع اختلاف أني والحمد لله لست فائقة الجمال ولكني عادية ولكن كنت أرى أحيانا أنني جميلة لأني أرى أني داخلي جميل وهذا والله ليس تكبر أو تعالي ولكني كنت فعلا أرى ذلك، وأحيانا أخرى أقدم على عمل شيء يجعلني أتقزز من النظر لنفسي في المرآة
ولكنى تغلبت على ذلك بأني أصبحت كلما نظرت في المرآة أقول الحمد لله وأخرجها فعلا من قلبي أي أشعر بها فعلا أنه لله الحمد على كل شيء أقول الحمد لله أن الله جعلني أرى نفسي قبيحة لأني فعلت هذا العمل القبيح حتى أشعر بسوء ما عملت ولا أعود إليه مرة أخرى. أو الحمد لله أني أرى نفسي قبيحة حتى لا أكون إنسانة مغرورة تتعالى على الخلق بجمالها.
ووالله يا أختي مرة تلو الأخرى زال مني هذا الشعور وأصبحت أرى نفسي جميلة وأيضا أحمد الله على هذه النعمة وأقول اللهم أحسن خلقي (بضم الخاء) كما أحسنت خلقي (بفتح الخاء) والحمد لله على كل شيء.
أرجو أن تتقبلي كلامي وتحاولي أن تطبقيه وصدقيني والله لن تندمي بل بالعكس وإذا تحسنت أرجو منك الدعاء لأختك في الله بالهداية لأن الدعاء بظهر الغيب مستجاب إن شاء الله
ويا رب يفرج كربك وتحل مشكلتك. آمين
ولكم مني كل الشكر والتقدير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
2/5/2005
رد المستشار
الأخت العزيزة أهلا وسهلا بك وشكرا جزيلا على ثقتك ومشاركتك، وأول تعليقنا على مشاركتك هو أن نسأل الله لك نفس سؤالك له سبحانه بحسن الخُلُقِ كما أحسنَ خَلقك جل وعلا، ومثله لكل أصدقاء مجانين.
أتمنى أن تستطيع صاحبة المشكلة الاستفادة من نصيحتك تلك، وإن كنت أراك فهمت من إفادتها الموجودة على الموقع أن الحدث المحوري الذي حدث في حياتها وتغيرت نظرتها لنفسها من بعده كان حدثا أخطأت هي فيه وأصبح ما تعاني هي منه الآن من رؤية نفسها شيطانا رغم جمالها هو تعبير رمزي عن شعورها بالذنب، وهذا افهم هو الفهم الأقرب والأكثر منطقية خاصة وهي تتهرب تماما من ذكر السبب أو الحدث المحوري الحقيقي المشار إليه في إفادتها خوفا من نشره على الإنترنت.
هكذا كنت توقعتُ أنا كما توقعت أنت، بلف وتخيلت أنها ربما تعرضت لشكلٍ من أشكال التحرش الجنسي كرهت إثره جسدها وجمالها باعتباره كان دافع الجاني للتحرش بها، إلا أن كل ذلك لم يكن صحيحا، فقد تابعت صاحبة المشكلة معي وأبت أن ننشر متابعتها وكنا قد وعدناها بذلك، ولكنني عرفت أن معاناتها الآن لا يمكن تبريرها بصورة منطقية أو لا مرضية في إطار حقيقة ما حدث واعتبرته هي حدثا محوريا قلب نظرتها لنفسها وللأخريات، فهناك ولا شك أسباب أخرى لديها، لكنني لم أجد من بينها شعورا بالذنب لديها فالحقيقة أنها لم تقع في خطأ أو إثم وإنما المشكلة أصلا في أفكار الناس بوجه عام وبشكل أخص في المحيطين بها.
إذن أعود إلى قصتك أنت يا صاحبة المشاركة القيمة، لأشيد صادقا بالطريقة التي اتبعتها في تطهير نفسك من ذلك الشعور السيئ، فتح الله عليك، فما فعلته هو علاج معرفي سلوكي مستمد كله من عقيدة المسلمة، فديننا اهتم بالجوهر (الباطن أو الداخل)، وقدمه كمعيارٍ لتقييم الناس على العارض (الظاهر أو الخارج)، فجمالنا الداخلي أهم بكثير من جمالنا الخارجي ولكن على المسلم أن يجعل الجمال الداخلي هدفا لا يجوز أن يفرط فيه من أجل الجمال الخارجي، ورغم ذلك فإن الإسلام لم يغفل أهمية جمال الصورة/القالب ولكنه ذكر دائما بأهمية المكنون/القلب، وتذكري معي حديث سيد الخلق صلى الله عليه وسلم: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "إن الله لا ينظرُ إلى أجسادكم ولا إلى صوركم، ولكن ينظرُ إلى قلوبكم" صدق رسول الله عليه الصلاةُ والسلام، أخرجه مسلم في صحيحه، وهذا ما كنت تطبقيه كما يفهم من قولك: (لكن كنت أرى أحيانا أنني جميلة لأني أرى أني داخلي جميل)، فتح لله عليك.
كذلك ما أروعك وأنت تبينين كيف يعالج المسلم عدم رضاه عن خارجه بالحمد فتقولين: (أصبحت كلما نظرت في المرآة أقول الحمد لله وأخرجها فعلا من قلبي،أي أشعر بها فعلا أنه لله الحمد على كل شيء،أقول:الحمد لله أن الله جعلني أرى نفسي قبيحة لأني فعلت هذا العمل القبيح حتى أشعر بسوء ما عملت ولا أعود إليه مرة أخرى،أو الحمد لله أني أرى نفسي قبيحة حتى لا أكون إنسانة مغرورة تتعالى على الخلق بجمالها)، فهذا هو العلاج بالحمد، وما أنسب قول ابن عطاء السكندري هنا وهو يقول في حكمه: (لناس يمدحونك بما يظنون فيك، فكن ذامًّا لنفسك لما تعلم منها)، فكيف يصبح الخارج الظاهر مقدما على الداخل الباطن في تفكير المسلمة السليمة الدين، هذا سؤال مفتوح لكل أصدقاء مجانين فليشاركونا، واسألي الله جمال القلب والقالب، ولا تنسينا من الدعاء.