هل تنتج الصدمات حبًا جديدًا؟
أنا فتاة في الرابعة والعشرين من عمري، أعمل موظفة بإحدى الشركات.. حاصلة على مؤهل جامعي، وعلى قدر معقول من الجمال.. ومش هينفع أوصف نفسي، أو أتكلم عن صفاتي.. أنا إنسانة بسيطة، وبحب كل اللي حواليا لدرجة إن حبي للناس بيوقعني في مشاكل كتير، بتعاطف مع اللي بحس بيه، وإحساسي بالناس عالي قوي.. والعكس صحيح.
لن أتحدث كثيرا عن الماضي، ولكنه يتلخص في موضوع خطبة فاشل ناتج عن قصة حب منذ الصغر حتى سن الـ20، ولكن بطل القصة تخلى عني لضغوط أهله عشان كانوا عايزينه لهم وحدهم، ولأنه كان بيحبني أوي، ووالدته من النوع الأناني، وكان وحيدها.. طبعا كانت الصدمة قوية، وكانت أول صدمة وكسرت جوايا حاجات كتير، أنا نسيت أقولكم إني تركيبتي النفسية معقدة.. هي مش بالظبط، بس أقصد إني حالتي النفسية لو مرتاحة وكويسة ببقى إنسانة هايلة باكل كويس، بضحك، بلعب، بشتغل، بتنطط زي الفراشة، وشي منور، ابتسامتي مبتفارقنيش.. والعكس صحيح لو حالتي النفسية وحشة، أو في حاجة مضايقاني صوتي حزين، نظرتي حزينة، عيوني كلها دموع، نفسي تقيل، ومؤخرا أحس بعصرة في قلبي، وانهيار فظيع بمووت.. المهم دي التجربة الأولى.
أما التجربة الثانية فمقدرش أسميها حب.. هو كان شاب ظروفه خاصة، وصعبة كان مرتبط وارتباطه فشل، وكان حاسس إنه وحيد وكنا أصدقاء، وحسيت إنه ابتدى يقرب لي وإنه محتاج لي عشان يكمل دراسته ومستقبله، وفكرت بعقل شوية، وخصوصا إنه كان عنده الإمكانيات المادية اللي متخليش الموضوع يفشل وأتصدم.. وقفت جنبه وفاتحت أهلي بظروفه، وأنا كنت تخرجت واشتغلت، وهو بيعيد وكان فاضل له سنة، لكن للأسف، اختفت الإمكانيات فجأة، ومقدرش حتى يجيب الشقة، ولا حتى يحجز شقة بمبلغ بسيط، ولا حتى نجح وكدب عليا وكان بيعيد سنة ثالثة، وفهمني إنه في رابعة، ومكتشفتش ده غير لما سقط تاني.. وساعتها كان الموضوع كله سقط من نظري.
خلال الوقت اللي كنت مرتبطة بيه كان في زميل لي من أول ما اشتغلت، وحسيت بحبه لي بس أنا كنت مرتبطة وكنت بحاول أتعامل معه بشكل طبيعي ومن غير ما أجرحه.. وبصراحة كان إنسان هايل جدا.. محترم.. أخلاق.. مركز اجتماعي.. 28 سنة، بس اللي سمعته وكنت فاكراه هزار إنه متجوز وعنده طفلتين، وكانت مفاجأة، وبعدين قلت لنفسي وأنا مالي.. كانت علاقتنا كويسة والظروف اضطرتني إني أحكي له على ارتباطي، وهو حاول يساعدني كتير إني أعثر على شقة، وكنت حاسة إنه بيتألم من جواه، وزي ما سمعني حكى لي ظروف جوازه اللي كانت بعد صدمة عاطفية قوية قرر بعدها إنه لازم يتجوز إنسانة تكون فيها صفات الزوجة الصالحة، وفعلا حصل وحاول يحبها للأسف بدأ يحس إنه في بينهما فجوة مش عارف يعديها، ومن أول يوم جواز وهو حاسس إنه ضايع ومش لاقي نفسه وهي حاسة إنه مش ليها.
المهم بعدما فشل ارتباطي، حاول هو يقرب لي، وصددته بكل قوتي، وهاجمته وأهنته وجرحته، وربنا العالم إن شخصيته قوية جدا، واستحمل مني كتيير.. في النهاية، أنا اقتنعت بوجهة نظره.. هيتجوز هيتجوز، وإنه مش قادر يعيش من غيري، وطوال ما أعامله كويس يكون إنسان هايل في شغله وبيته، والعكس صحيح.. هو يحتاج لحاجات كتير أنا معرفهاش، لأنه إنسان محترم ومينفعش يجرح في مراته، مبيتكلمش معايا في خصوصياتهم، مش من النوع اللي يحقق اللي هو عايزه على حساب التجريح، بالعكس هو بيشكر في مراته جدا جدا، بس هو مش عارف يعيش لدرجة إنه مبينمش، ومش عايز يغضب ربنا، ومن حقه يتجوز.
أنا كمان لقيت فيه كل اللي بتمناه وعارفة ظروفه، وعارفة إنه مش هيكون كله لي، بس أنا ما صدقت لقيته، ونفسي أقف جنبه يبني نفسه ومستقبله ويحافظ على بيته.. والله العظيم أنا أحبه ومبفكرش غير في إنه يكون سعيد كمان في بيته مش بس معايا.. أنا كمان محتاجة له جدا وهموت.. راضية بأي حاجة منه، وهو مش ظالم وإنسان بجد.. بس نيجي لرفض الأهل، وكلام الناس، وإنت معيوبة عشان تتجوزي واحد متجوز.. وهكذا، أنا مش عايزة أخسر أهلي، ولا هقدر أتخلى عنه، ومش عارفة أعمل إيه، دي حياتي والناس بتلعب بي الكورة، ومش هاممهم أنا بحس بإيه.. أين الحل؟؟؟!
المهم، إن أهلي عرفوا وثاروا علي، وكانوا عايزني أسيب الشركة، لكن هو احتوى الموقف، لما تكلموا معه لأن ظروفه المادية ماتسمحش، وقال لهم إنه هيبعد عني خالص لحد ما يجمعنا النصيب لو لينا مع بعض نصيب، وفعلا لم يرضى إني أتبهدل، وساب هو الشركة، ومن ساعتها كل فين وفين لما يكلمني.. قاتل نفسه علشان نفسه يعمل حاجة، بس إحنا الاتنين تعبانين من البعد، وإنه ممكن يكون غدر بي بالشكل ده، بس أعدت التفكير تاني من جديد عشان أتفادى المشاكل، بس خايفة بدل ما أصلح أؤذي.. خايفة أضيعه من نفسه وبيته.. خايفة أضيعه، وأضيع نفسي، وبقول مش يمكن ربنا له حكمة من كده، مش عارفة.. وبصراحة أنا تقدم لي ناس، ومش لاقية نفسي مع حد.. بمووووووت.
تعبت ودخلت المستشفى ومش في حالة اتزان بالمرة، ولا في البيت ولا في الشغل، مش عارفة أنا بهد ولا ببني، .. نفسي أساعده.. أقف جنبه.. أحافظ عليه وعلى بيته.. وهو محتاج لي أوووووي.. نفسي في رضا ربنا علي وتوفيقه قبل أي حاجة، هو وحده اللي عارف النصيب والخير فين.
10/04/2024
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع.
ما يثير الفضول في استشارتك هو أنك لا تبحثين على حل لأزمتك وثانياً نهاية الرسالة تشير إلى دخولك المستشفى. الصراحة هي أن ما تتحدثين عنه هو أزمة عاطفية شخصية ونزاع مع الأهل حول عدم موافقتهم على ارتباطك برجل متزوج. لا أظن أن هناك في الرسالة ما يفسر سبب دخولك المستشفى ولا شك أن الطبيب النفساني توصل إلى تشخيص اضطراب نفسي جسيم يتطلب العلاج في مصحة نفسانية. بالطبع هناك احتمال آخر وهو دخولك مستشفى عام لسبب آخر.
الإنسان لا يستطيع دوماً السيطرة على عواطفه ويشعر بالانجذاب والحب نحو إنسان آخر. هذه هي المرحلة الأولية وبعدها يحصل توازن بين استعمال الدماغ العاطفي والدماغ المعرفي للوصول إلى قرار. يمكن كذلك تصوير ذلك بأن الشعور بالحب والإلهام يحصل مع فعالية الجزء الأيمن من الدماغ ولكن بعد وهلة يستعمل الإنسان النصف الأيسر من الدماغ لتقييم علاقته مع الإنسان الآخر في الحاضر والتوجه نحو المستقبل. لا أحد يشك في حبك لهذا الرجل ولا يستطيع أحد كذلك التعليق على حبه لك. لكن في نفس الوقت هو رجل متزوج ولا ينكر رضاه من زوجته ومسؤول عن طفلين، وزواجك منه قد يشفي غليل العواطف في البداية ولكن هناك تحديات عدة تواجهك عاجلاً أم آجلاً.
هناك أبعاد عدك لروايتك وربما هناك مبالغة في مثالية من تحبين وعدم القدرة على العيش بعيداً عنه. لكن في نفس الوقت لا يمكن إنكار ميولك العاطفية وإخلاصك لمن تحببن. في نهاية الأمر عليك باستعمال دماغك المعرفي وربما إسدال الستارة على علاقة حب لم تنتهي بالنجاح الآن وقد تفشل في المستقبل حتى إذا حصل ارتباط شرعي بين الطرفين.
وفقك الله.