وسواس الكفرية: لا تقاوم! فقط تجاهل!
تابع
بداية أريد أن أشكركم على الرد الذي أراحني كثيرا، فيما يخص سؤالي تم تشخيص مرضي من قبل طبيبين للأمراض العقلية أني مصابة بالوسواس القهري استمريت مع أحدهما فقط لأنه كان يمارس العلاج السلوكي ووصف لي الدواء، عندما أخذت الدواء تحسنت كثيرا لكن بعد ذلك أصبحت أخجل من شرائه كما إنه زاد وزني كثيرا وبدأت أفكر في مستقبلي لو أتزوج مثلا إن استمريت في أخذه فتوقفت -للأسف- عن أخذه دون استشارة الطبيب بعد سنة وأشهر.
الآن عندي حوالي 8 أشهر لم أتناول الدواء، أشعر بأن الوساوس عادت لكن تغير شكلها، كانت تأتيني وساوس شتم للدين والذات الإلهية لكن الآن أصبحت تأتيني وساوس إنه أنا لو أتتني وساوس معينة في فترة مرضي لكنت كفرت لا محال لذا أنا الآن في حكم الكافر، سأشرح بالتفصيل ما حدث معي.
تكررت معي بداية مرضي جملة إني أريد الكفر وشتم الدين وكنت أرد لا لا إلى غاية أن قلت لكنك تريدين هذا بالفعل المهم أنا فورا استغفرت وبعدها بحثت عن العلاج، لكن الفكرة التي تأتيني الآن أنه لو لم أكن أعلم أن الله يقبل التوبة وقتها لكنت قلت أشياء سيئة في حق الخالق وقتها بحكم أني كفرت وأني كنت في ظروف قاهرة وكنت سأفعل هذا حتما وتأتيني فكرة إنه لو أتتك فكرة أنك ستموتين في اللحظة التي تفوهت بها قبل أن يكفيك الوقت لتفهمي ما حدث معك وتعرفي أن الله يقبل التوبة وتقولي بعدها إنك ذاهبة للنار فكنت ستتفوهين بشتم للدين قبل وفاتك لأنك مت على الكفر رغم أنك كنت صالحة، مع أن هذه الفكرة لم تأتني وقتها أبدا،
أنا صحيح كنت أمر بظروف قاهرة جدا وكنت أستنجد بالخالق ليتوقف الوسواس حزنت أن الله لم يستجب لي وقتها لأن وساوس الشتم أتتني بعد حوالي 4 أشهر تعب كنت متوهمة فيها أني شتمت الخالق مع أنه لا يوجد دليل على هذا لكن أنا اقتنعت لأني عندما طلبت من الله أن يطمئنني أني لم أقل شيئا عنه لم يحدث هذا عشت أشهر أتعذب فيها أحاول أن أتذكر هل حدث هذا حقا مع أنه في داخلي كنت أدري أنه لو فعلت لكنت تذكرت لكن قلت طالما أن ربي لم يطمئنني يعني أنا فعلت حقا، أنا الآن أدرك جيدا أنه مرض وابتلاء والحمد لله لكن فكرة إنه لو أتتني وساوس معينة لكنت كفرت ترعبني.
هكذا الآن أصبحت تأتيني أفكار غريبة غير منطقية، ولكن أحس أني فعلا كنت سأرتكب شيئا فظيعا كهذا وأقتنع مع أني تقربت من الله كثيرا لكن بعد هذه الأفكار أحسست أني بعيدة جدا عن الله وأني وكأني في حكم الكافرة، هذه مجرد فكرة من أفكار كثيرة تأتيني هذه الفترة كلها تحاول أن تثبت لي أني كافرة.
لا أدري إن كنت أشبه الحالات التي تصلكم أنا أحس أني مختلفة عنهم وأني كافرة حقا، أصبح عندي، ضعف في الشخصية لأني أحس أن الناس لهم الحق في التقرب من الله أما أنا فلا، أعتذر جدا عن الإزعاج وأسأل الله أن يرزقكم الجنة
15/4/2024
رد المستشار
الابنة المتابعة الفاضلة "مريم" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك ومتابعتك خدمة الاستشارات بالموقع.
(تأتيني وساوس إنه أنا لو أتتني وساوس معينة في فترة مرضي لكنت كفرت لا محال لذا أنا الآن في حكم الكافر) طيب الطب والفقه يقولان: إن الموسوس بالكفر لا يكفر أبدا ولو ظن أن أراد وحتى لو نطق الكفر متعمدا لا يكفر، لأن الوسوسة تسقط التكليف فلا كفر يمكن أن يقع من موسوس بالكفر.
لعل جزءًا مهما من مبررات الرخصة للموسوس هو فهم الحالة التي يكون فيها الموسوس بالكفر وهو يحاول التيقن من مشاعره الإيمانية فيفشل لأن تفتيشه في دواخله يوقعه في فخ الشك فلا يتيقن من شعور أو معلومة تخص الإيمان أو الكفر بينما الوسواس يبقى متهما إياه بالكفر بربطه بأي شيء (فعل أو قول) بل وأحيانا باختلاق ذاكرة لما لم يحدث! في الواقع هذه الحالة تجعل صاحبنا أميل لتصديق أنه كَفَرَ والعياذ بالله من تصديق أنه على إيمانه ما يزال! ومرضى الوسواس أميل لتصديق المعلومات الكاذبة عن دواخلهم من تصديق دواخلهم، كما شرحنا من قبل في استشارة: ط.ب.ح.د الموسوس والتفتيش في الدواخل
وتقولين أيضًا (هذه مجرد فكرة من أفكار كثيرة تأتيني هذه الفترة كلها تحاول أن تثبت لي أني كافرة) يعني ما شاء الله أنت واعية أنه الوسواس يحاول أن يثبت لك أنك كافرة من خلال ما يطرح على وعيك من أفكار، أليس واجبا عليك إذن وقد اطمأننت على ثبات إيمانك وعلى امتلاكك الحصانة ضد الكفر أن تحسني تجاهل الوساوس الكفرية لأنه هكذا يكون علاج وسواس الكفرية بالتجاهل وليس بمحاولة رد الكفر أو التبرؤ منه، ولا يصح أن يتبعه استغفار ولا توبة ولا طقوس دخول في الملة لأنه لا خروج بوسواس من الملة.
(فكرة إنه لو أتتني وساوس معينة لكنت كفرت ترعبني) يا "مريم" من فضلك الوسوسة بالكفر لا تُكفر وحديث النفس بالكفر لا يُكفر إلا إن وافقه العمل، فمن أي شيء يكون الرعب؟ أنت على حالتك الإيمانية كما كانت قبل الوسواس بغض النظر عن مشاعرك أنت وأفكارك أو وساوسك. فواقعيا لا معنى لكل مخاوفك ولا معنى لتقييمك إيمانك بأنه كان سيضيع لو كان كذا قد حصل!
أخيرا لا لست مختلفة ولو ظننت!، مثلك مثل الأخريات من الذنب خائفات وعلى صدق الإيمان وإخلاصه حريصات، ثم يحتال عليهن الوسواس بأفكار وأفكار، فيدرن في فلك التفتيش أو التكرار.
النصيحة أن تبدئي بتناول الأدوية وداومي على جلسات العلاج السلوكي المعرفي وأكثري من القراءة على صفحتنا، ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.
ويتبع>>>: وسواس الكفرية: لا تقاوم! فقط تجاهل! م1