الوسواس القهري في الطلاق- أرجو أن تنقذني من العذاب
السلام عليكم، قصتي طويلة بعض الشيء أرجو أن تتحملوني.
أنا شاب عقدت قراني منذ 10 أشهر، وأحب زوجتي حبا كثيرا لا أستطيع وصفه ولا يمكنني أن أعيش دونها، قصتي بدأت قبل أسبوع من كتب الكتاب، حيث أردت أن أتفقه بقواعد الطلاق في الإسلام ولم أدخل في تفاصيله كلها كي أتجبنه أو أتجنب لفظه، وكل يوم في كل صباح كانت تأتيني فكرة خوفا من أتلفظه بعد عقد القران، وكنت أتجاهلها وأحكي لنفسي أن ربنا سيفرجها بعد كتب الكتاب ونسيت الموضوع ولم تكن ملحة وما كنت أناقشها أبدا، بعد ساعتين من كتب الكتاب (عقد القران)، عندما كنت جالسا في غرفتي وحدي أدعو الله وأذكره، فجأة دون سابق إنذار أو أي سبب أتت فكرة داخل مخي وهي "أنت طا..."، علما أني لا أريد الطلاق أبدااااا وأحب زوجتي كثيرا،
الفكرة كانت في مخي، شعرت بتوتر بجسمي وكما أتذكر أني بلحظتها دخلت أسأل على الإنترنت حيث تبين أن أي أنه لا يقع طلا... بحديث نفس، لأنها كانت فكرة داخلية ولم أتلفظ، في الصباح التالي دخلت لأقرأ أكثر عن الموضوع (عن حديث النفس أنه لا يقع) وكان عندي فضول لأقرأ عن هذه الفتاوي، وهل القرار والمشاهدة للمشايخ، فتحت على فيديو يحكي أن الشك بالطلا... لا يوقعه، من بعد ما شاهدته دخلت بالشك إذا تحرك لساني أم لا (علما أني كنت على يقين أنه حديث نفس) ومن وقتها وكلمات الطلا... لا تغادر ذهني.
حيث إني أشك في كل حركة في لساني، عند شرب المياه، عند التدخين، عند الاستحمام، في كل زمان ومكان إذا تحرك لساني أم لم يتحرك. في أول 3 أشهر من هذا الوسواس كنت أعض على لساني 24 في اليوم خوفا أن يتحرك بالألفاظ، وهذا كان عذاب جسدي شديد حيث لساني أصبح مؤلم جدا جدا جدا، فأردت أن أغير هذه العادة إلى فتح فمي فتحة كبيرة وتثبيت اللسان في أسفل الفم كي لا يتحرك، وقعدت على هذه الحالة شهرين.
أصبح فكي يؤلمني جدا، فالآن الحمد لله وبفضله أغلق فمي دائما وأتأكد من تثبيت اللسان بالداخل، دون العض أو الفتح، ينتابني الشكوك وحديث النفس طول الوقت في كل زمان ومكان، علما أن من أول يوم بعد كتب الكتاب وأنا أدخل أبحث عن فتاوي، أرسلت لدائرة الإفتاء وقالوا لا شيء عليك، قرأت مئات الفتاوي مرارا وتكرارا، سمعت لجميع الشيوخ على الإنترنت، وأدخلت حالي بمآزق دينية حيث اختلفت الفتاوى:
أولا) حديث النفس لا أحاسب عليه
ثانيا) اليقين لا يزول بالشك.
والاختلاف أتى بالورع (وهذا وترني أيام وأيام) حيث قال الشافعي الورع التزام الط...، وقال ابن عثيمين الورع بقاء النكاح
وأدخلت نفسي في فتاوي هل تحريك اللسان دون صوت يقع به شيء؟ واختلف العلماء، ثم أدخلت نفسي في مأزق الترجيح بين الفتاوي.. صراع داخلي كبير حيث إني أخشى الله أن أكون بأي حرام أو يوم القيامة يتبين أني بحرام؟ المهم آخر 8 أشهر وإلى الآن كنت أحس بواجب أن أذكر الله لا إراديا، "بقول يا رحمان يا عزيز"، عندما يشتد وسواس الط... داخل مخي أشعر برغبة شديدة بالذكر حتى وأنا بالحمام أو أستحم، أو حتى بين لقمات الطعام لازم أن أتكلم مع أي شخص أو أذكر كي لا يتحرك لساني بألفاظ الط...
وخلال الـ 10 أشهر تأتيني رغبة شديدة بأن أناقش الموضوع مع أخي وأقول له ما حصل معي في كل موقف كي أطمئن وما أنسى ما حدث، فأتكلم معه يوميا عشرات المرات، أو أرسل له رسالة نصية، وأيضا رغبة شديدة بأن أدون الموقف الذي حصل على جوالي notes، أقول لأخي أو أدون ما حصل وكيف أنهي كل موقف صغير مثلا "لمسة وحدة للسان" أو مثلا "بلع للريق" أو مثلا "كلامي مع الناس مثلا عندما أقول اسم طارق، اسم شخص، أدون وأقول لأخي قلت طارق وليس تلك الكلمة" في كل كلمة فيها حرف ط يجب أن أؤكد، والعذاب أنه بالعربي وبالإنجليزي أعاني من هذه المشكلة. ط أو D والكنايات باب آخر من الجحيم، حيث أني أتجنب أي كناية مثل كلمة bye أو أرقام مثلا 1،2،3 أو أي أي شيء ممكن أن يكون كناية.
أنا أرسلت فتاوي إلكترونية عديدة وأفتوني ألا ألتفت، لم أقتنع، ذهبت إلى دار الإفتاء شخصيا وقال لي إنه لا يقع عليك أي شيء وأنه يتحمل مسؤوليتي في رقبته، ومن ثم ذهبت إلى طبيب نفساني في الشهر الرابع تقريبا وقال لي إن معي وسواس قهري شديد وGeneralized anxiety disorder. ووصف لي faverin 100mg وCBT علما أني لم آخذ الدواء منذ أشهر. ولم أذهب لجلسات العلاج.
لست قادرا على أن آخذ بهذه الفتاوي وأخاف أن يكونوا غلط علما لو وصلت لمرحلة إني آخذهم دون خوف سوف أرتاااااااااااااح، الفكرة لا تغادرني فهي مثل ظلي، في النوم وفي اليقظة. أعلم أن أسئلتي ممكن أن تروها سخيفة لكني بعذاب، وأول 5-6 أشهر من القصة رفضت أن آخذ بفتوى أني موسوس، هل أنا موسوس؟ وإذا نعم، هل أنا شديد أم خفيف؟ وهل أول أول أول فكرة بعد كتب الكتاب تعد وسوسة مرضية؟ وهل تعد شديدة ولها رخصة شرعية؟
والله القصة لديها تفاصيل أكثر وأكثر لكن هذا ما قدرت عليه، علما لم أتلفظ بتلك الكلمة أبدا، كلهم شكووووك وحديث نفس، لم أتيقن من شيء.
أعتذر إن كنت كتبت الطل... وليست الكلمة نفسها، حيث كل مرة أكتبها لسؤال يجب أن أتوقف وأستحضر النية إنها فقط للسؤال وليست معنى الطلا...
لم أرد الطلا... بحياتي ولن أريده أبدا.
هل شكوكي أوهام أم حقيقة؟ حيث أشك في كل كلمة أحكيها.
20/4/2024
رد المستشار
الابن المتصفح والزميل الفاضل "بشار" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك وإن شاء الله متابعتك لصفحة الاستشارات بالموقع.
يعني عندما يشمل وصفك لحالتك وساوس وقهور من النوع الفاضح التالي: (ومن وقتها وكلمات الطلا.. لا تغادر ذهني) (حيث إني أشك في كل حركة في لساني، عند ..، عند ....، عند ...، في كل زمان ومكان إذا تحرك لساني أم لم يتحرك) ثم بدأت تلجأ للعض القهري على اللسان (24 في اليوم خوفا أن يتحرك بالألفاظ) ثم غيرت الفعل القهري إلى (فتح فمي فتحة كبيرة وتثبيت اللسان في أسفل الفم كي لا يتحرك) ثم أخيرا (والآن الحمد لله وبفضله أغلق فمي دائما وأتأكد من تثبيت اللسان بالداخل، دون العض أو الفتح) لكن (ينتابني الشكوك وحديث النفس طول الوقت في كل زمان ومكان) ... ثم وصلت إلى التدقيق في الحروف التي تنطقها وتضطر لاستحضار نية أنك لا تقول طالق عندما تقول طارق ... كيف بعد كل هذا تتساءل فهل أنا موسوس وتسأل عن شدة الحالة؟ (هل أنا موسوس؟ وإذا نعم، هل أنا شديد أم خفيف؟) بل اكتملت عليك علامات شدة الحالة بما يوجب عليك أن تأخذ بالرخصة، فالورع في حالة الموسوس بالطلاق هو بقاء النكاح لأن الموسوس بالطلاق ليس أهلا لأن يطلق!
مطلوب منك لعلاج الوسوسة بالطلاق سلوكيا أن تطبق ما قلناه لصاحب استشارة وسواس الطلاق: اكتب طالق علقها في البيت! وهذا يحتاج بالتأكيد إلى مساعدة من متخصص... لكن يمكنك الاطمئنان إلى أنك لا تملك التطليق فلا يقع منك مهما حدث وبالتالي أولا أكمل في نص استشارتك كل كلمة طلا... لتكون طلاق يعني توقف عن التحاشي، وثانيا كف عن مراقبة كلماتك فأنت لن تطلق ساهيا أو بالصدفة وحتى لو فعلت فلا يقع.
خوفك المفرط من الوقوع في الحرام محمود في حدود ألا تؤذي نفسك وأهلك فانتبه وارض بابتلائك بالوسواس القهري وتحرك في طلب العلاج منه، ذلك لأن وسواس الطلاق غالبا يأتي لموسوس سابق في غير الطلاق أو لموسوس حاليا بغير الطلاق، يعني ليس ما يهددك ويمثل خطرا على حياتك العقلية والأسرية هو الهلع الحالي من الطلاق، وإنما هو الاضطراب/ات النفسانية التي نحتاج إلى تشخيصها وبدء علاجها مع الطبيب والمعالج النفساني.
واقرأ أيضًا:
طلاق الموسوس لا يقع!
وسواس الطلاق: صور مكتوب عليها طلاق!
وسواس الطلاق: معاناة وشك!
وسواس الطلاق: الموسوس لا طلاق له!
وسواس الطلاق: الوسوسة إغلاق ولا طلاق في إغلاق!
الموسوس بالطلاق لا طلاق له!
وسواس الطلاق: الشك والوسوسة في القصد والنية!
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.