سؤال هام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أستاذة رفيف أنا مصابة بوسواس قهري شديد في جميع أمور الحياة لكن الوسواس اللي زاد علي هو وسواس النجاسات لأني مو قادرة أجلس أو أمسك أو حتى أسوي أي شيء تعبت جداً وشفت استشارة في موقعكم الرائع عن سنية إزالة النجاسة لكن شفت كمان استشارة البنت اللي تسأل عن الجوارب وأنه لازم تكون طاهرة من النجاسة عشان تمسح عليها
أنا صراحة ما يهمني أمر المسح كثير في سؤالي هل لو توضيت ثم لبست جوارب نجسة ومتأكدة من نجاستها فهل يجوز أصلي بها + نفس الشيء ينطبق على الخمار والعمامة والباروكة لأن ألبسها بسبب مرض
فهل يجوز أن أتوضأ وأرتديهم وأصلي بهم؟
خصوصاً أنه أنا أتوضأ في البيت وألبس الجوارب والباروكة أو حتى الحجاب وأصلي بهم خارج البيت
20/4/2024
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "سارة" وأهلًا وسهلًا بك على موقعك مجانين
بغض النظر عن سنية إزالة النجاسة، فإن النجاسة إذا انتشرت في كل مكان، ولا يمكن إزالتها لانتشارها بعد كل مرة يقوم الإنسان فيها بالتطهير، يعفى عنها في هذه الحالة للمشقة ولتعذر تجنبها. يعني بالمختصر، اعتبري النجاسة غير موجودة من أصلها وتصرفي بشكل طبيعي في كل شيء. فإن لم تقتنعي، فابقي على حكم سنية إزالة النجاسة، والمؤدى العملي واحد، غير أنك في الحالة الأولى ستنسين وجود النجاسة كلها من أصلها، ولن تحاولي لا التطهير، ولا التفكير بالعمل بحكم سنية الإزالة، وهذا هو المطلوب بالنسبة للموسوس.
قد تقولين: ما هذا التناقض؟ مرة أنصح باتباع سنية إزالة النجاسة، ومرة أقول: لا تمسحي على جوربين نجسين، ومرة أقول النجاسة كلها معفو عنها كأنها غير موجودة!!!
والجواب: عندما يكون الموسوس يرى أن كل ما حوله نجسًا، ولا يمكن تطهيره، ويصبح يتجنب كل الأشياء، ومنهم من يصل إلى حبس نفسه على كرسي واحد... هذا نقول له: إن النجاسة انتشرت في كل مكان، ووجودها كعدمه بالنسبة لك، حتى لا تقع في الحرج والمشقة.
ومن كان وسواسه أقل من ذلك، قلنا له –مثلًا- تجاهل لأنك تتوهم النجاسة، فإن لم تستطع، فعلى الأقل طبق حكم سنية إزالة النجاسة وتصرف براحة. وهكذا.
إذن لكل حالة حكمها.
وأما المسح على الباروكة فأرى أن تسألي عالمًا حنبليًا عندكم، فللأسف المذهب الوحيد الذي لم أجد له عالمًا أرجع إليه، هو المذهب الحنبلي...، والمشكلة أن الباروكة مختلف في حكم لبسها، ولم يجزها سوى الحنفية إن كانت من شعر غير الآدمي، والشافعية للمتزوجة إن كانت من شعر غير الآدمي كذلك.... أما المالكية والحنابلة فتشددوا في ذلك.
وباجتماع حكم ارتداء الباروكة، وحكم المسح على الخمار والحجاب الذي لم يجزه إلا الحنابلة، يكون جوابي: لا أدري!! لكن أظن أن إدخال اليد تحت الباروكة ليس فيه صعوبة، وليس في خلعها مشقة، فلمَ السؤال ووجع الرأس؟!
تحتاجين إلى طبيب يا ابنتي، ولا يكفيك سؤالنا، إن أردت أن تتخلصي من وسواسك وتعيشي بأمان
عافاك الله