أخو صديقتي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. لن أطيل عليكم بوصفي لمدى روعة موقعكم..سأحاول للدخول في صلب الموضوع
إنني أستشيركم اليوم في مشكله لأخ صديقة لي نحن مقربتان من بعض جدا جدا أقرب إلى أختين من أي شيء آخر.. ولقد لجأت لكم بها لثقتي بكم وبآرائكم ولعجزيي عن الكف في التفكير فيها..
أرجو حذف كل مابين القوسين
لي صديقة من عائلة ملتزمة جدا. فأبواها صارمان لأقصى الحدود.. ولهما ولدان توأم.. كلاهما يطيعان أبويهما طاعة أشبه بالعمياء
تخرجا من كليات تعتبر عليا(............)
تزوجا في منتصف العشرينات كلاهما في نفس الوقت تقريبا.. تم زواجهما بطريقة تقليدية جدا. فهما الاثنان ملتحيان وتزوجا منتقبتان..
الأول خريج(......) أنجب من أول عام للزواج بينما الآخر لم ينجب... ومرت الأعوام.. تقريبا 6 أعوام أو أكثر ولم يحدث حمل للآخر..
ومنذ 5 أشهر تقريبا قامت زوجته بإجراء الفحوصات اللازمة ولم تجد بها شيئا واتضح أنه هو السبب ولكن ما به يمكن علاجه بسهوله..
وكانت زوجته مثالا للزوجة الصالحة المتفانية لخدمة زوجها وبيتها.. وهذا بشهادة حماتها!!
فطلبت الزوجة من زوجها أن يحاول العلاج فهي تتمنى أن يكون لها طفل وكل يوم يأتي عليها تشعر أنه ليس في العمر بقية للإنجاب..
فثار زوجها وتشاجر معها شجار شديد.. لعدة أيام ثم أرسلها لأهلها... وفي هذه الأيام.. أمه التي هي حماتها كانت تبكي كثيرا فإنها تحب زوجة ابنها كأنها ابنتها وأكثر وعندما حدثت ولدها وأن ما يفعله خطأ وأن الله لا يرضى عن هذا ثار في وجهها وأهانها...
ثم استطاعوا بعد عدة أيام أن يصلحوا الموقف.. ولكن ليس بصورة كاملة حيث عادت الزوجة لبيتها ولكنه مصر على أنه لن يُعالج أبدا بحجة أن هذا قضاء الله وهو راض به !!..
حاولوا إقناعه أن المرض لابد وأن نطلب العلاج منه، والاستسلام له هو اليأس من رحمة الله.. وكيف له بذلك الكلام عن الاستسلام وهو (.......)!!!
المهم أنه كل فترة تقريبا كل 10 أيام يفتعل مع زوجته خناقة كبيرة جدا... ولا يهدأ حتى يرسلها لبيت أهلها ويقول عنها كلام ليس جيد...
وكانت آخر مرة هي الكبرى.. منذ أسبوعين أو أكثر تقريبا.. نزلا ليتنزها.. فرأت افتتاح محل جديد فقالت لزوجها انظر.. إنه محل جديد قد فتح في شارعنا.. شيء عادي ولكن عندما عاد إلى البيت ضربها وقال لها إنك امرأة سافلة ولم تتربي لأنك تنظرين على الناس في الشارع..!!..
دهشت ولم ترد حيث أنها المرة الأولى لإهانتها بهذه الطريقة وسرعة الأحداث لم تمكنها من نطق أي حرف للدفاع.. فأمسك بها وظل يخنقها حتى كادت تلفظ أنفاسها بين يديه..
ولا أدري ما كان دافعه ليتركها لأنه ذهب إلى المطبخ لإحضار سكين حتى يقتلها به... وأنقذتها عناية الرحمن من بين يديه...
فسحبها وقرر أن يرسلها لأهلها ولكنه وجد إطار سيارته فارغا فأعادها إلى شقته وذهب لإصلاحه وجلس 6 أو 7 ساعات خارج المنزل وهم لا يعلمون أين هو..حتى الساعات الأولى من صباح اليوم...ولم تذهب لأي مكان ...
حينها كان قد اتصل على أهل زوجته وقال أفظع الكلام عنها وكل هذا لأنها أخبرته أن محل كشري قد فتح بجانبهم!!
بالطبع أعلم أنه ليس ذلك هو السبب ولكنه رجل شرقي فوق كل شيء وأعياه أن يكون هو المعيب.. فضغطت نفسيته.. وبدل من حل الموقف... عاند مع نفسه والجميع وكأنه لا يريد الإثبات لنفسه أن به شيء... لا أدري ما تحليل الموقف بالضبط ولكن هذه المرة كانت كفيلة بتدمير أعصاب أمه ودخلت على إثرها المستشفى...
لأنها لم تعلم والده بالأمر لأنه لو علم سيحدث مالا تحمد عقباه..
وطبعا لكبر سن والدته فهي مازالت تمتلك بعض الأفكار القديمة نوعا.. ونسبت تلك الأشياء للعفاريت!!
بالطبع ليس بهذه الطريقة ولكنه تريد أن تذهب به لشيوخ وما إلى ذلك... ولكني أقنعت صديقتي أنه قبل أن يعالج جسمانيا لابد من أن يعالج نفسيا..
ولكنه يأبى أي نوع من أنواع العلاج...
وبالطبع إنها ردة الفعل المتوقعة...
ولكنهم يعيشون على أعصابهم..وكل يوم يمر دون أية تطورات يحمدون الله من قلبهم..
فما هو الحل في رأيكم..؟؟ هل أصبح مستحيل أن تتعايش مع موقفها هذا..؟؟..إذا لم يطلب العلاج النفسي الجسماني؟؟
وما حله هو؟؟ جزاكم الله كل خير وأعانكم على عملكم الجليل..
27/5/2005
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله
الأخت الفاضلة:
شكرا لك أولا على اهتمامك بهذه المشكلة، وأريد بداية أن أقول:
إنه يجب علينا ألا نصور دنيا الملتزمين على أن لهم دنيا غير دنيا الناس، فهم بشر وليسوا ملائكة، فمنهم من يكون خطؤوه كبير، ومنهم من هو حسن الأخلاق، وذلك لأننا نفهم الالتزام خطأ، ونطلق على بعض الناس هذا الوصف دون بعض بمقاييس خاطئ، ويمكن الرجوع إلى مقال :"هل أنت ملتزم"
أما بخصوص المشكلة:
فإني أدعو الله تعالى أن يصبر هذه الزوجة الصالحة على هذا الزوج المريض، الذي ما رعى الله تعالى في زوجته، ونظر إلى نفسه، وحاول أن يظهر العيب في زوجته، ونسى أن هذا ابتلاء من الله تعالى له، كان واجبا عليه أن يصبر، فالإنجاب من نعم الله تعالى على خلقه، وهو يهبه لمن يشاء، ويحرمه من يشاء، كما قال تعالى: "يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما"، وأنا أسطر هنا اعتراضي على ما يشاء في العلم أن الرجل هو المسئول عن عملية الإنجاب، وليست المرأة، لأن هذا –حسب فهمي–يناقض منطوق الآية، فالقرآن نسب عملية الإنجاب عليه، فلا الرجل مسئول عنها، ولا المرأة مسئولة عنها، ولو فهم هذا الطبيب البشري كلام الله تعالى، وعرف التزامه بحق ما كان هذا موقفه ..
إن المرأة أحرص على زوجها من الرجل على زوجته، ويوم ألا يجد الرجل الراحة مع زوجته، فإما أن يطلقها، أو يتزوجها عليها، غير المرأة هي أحرص الزوجين على الحياة الزوجية.
وطلب المرأة أن يكون له ولد هذا مطلب طبيعي جدا، ولو كانت هي المبتلاة لما كان هذا موقفه، إن هذا القهر الرجالي للنساء أمر مرفوض شرعا، وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على حسن معاملة المرأة حين قال: "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهله" ..
وأنا أقول لأخي الطبيب:
اتق الله تعالى في معاملتك لزوجتك، واعلم أنك موقوف أمام الله، مسؤول عن كل ما تفعله، فماذا أنت قائل لله؟ وما هذا التصرف الذي ينطق بضعف الإيمان، وقلة الخبرة في الحياة، وعدم فهم الدور المنوط بك كمسئول عن أسرة، لك فيها رعية تحاسب عليها أمام الله؟
وفكر جيدا في أثر هذا التصرف السيئ منك لزوجتك ما قد يترتب عليه في نفسها، وإن لم يكن الزوج هو الحنون على زوجته، فمن تذهب إليه؟ إن كثيرا من البلاء في العلاقات الجنسية يحدث بسبب هذا، زوجة لا ترعى زوجها، فيجد الزوج الحنان مع غيرها، وزوج لا يرعى زوجته، فتجد الحنان مع غيره، وإن كان الشرع أباح للرجل أن يتزوج بأخرى، فماذا تفعل المرأة المسكينة...
أيها الطبيب الملتزم!ّ إن الشرع يأمرك بالتداوي، وإن شفاء الله تعالى لك قريب، وكل ما أنت فيه من هم سيزول قريبا، فلا تعش في هم ونكد، ولا تظهر ذلك لأهلك، واصنع كما صنع الصالحون ممن حرموا الولد، كانوا يتوجهون إلى الله بالدعاء، كما فعل زكريا عليه السلام "قال رب إني وهن العظم مني واشتغل الرأس شيبا فهب لي من لدنك وليا"، الجأ إلى الله، وارفع يدك إلى الله، وتوجه بقلبك إلى الله، وإن الإيمان الصادق ليظهر وقت الشدائد..
وأقول للأخت الفاضلة :
اصبري، فإن مع الصبر الفرج، وإن الله تعالى جاعل لك فرجا ومخرجا، وراعي رجولته كرجل شرقي، فتلك مواريث بالية في مجتمعنا، لا ترعى حسا ولا عرفا، وكما أخبر ربنا: "إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب"..
غير أنك إن رأيت بعد فترة من الزمن أن هذا الحال لا تستطيعين الصبر عليه، وأنك قد تضارين في دينك، فلك الحق في طلب الطلاق، لا لأجل الولد فحسب، ولكن لسوء العشرة، غير أن هذا أرجو أن يكون إذا أغلقت الأبواب، وانظري لمحاسن زوجك، فلا تدري لو طلبت لطلاق بمن ستتزوجين، فإصلاح ما فسد خير، فالحياة ليست تجارب، لكن لو ثبت أن هذا سيضر دينك ونفسك، وأنه سيستمر، فالطلاق مشروع لإزالة الضرر عن الزوج أو الزوجة.