الوساوس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أكتب لكم وأتمنى قراءة كلماتي بدقة لأني تعبت كثيرا من قراءة المقالات ولا أعرف الحل المناسب لي، سأقوم بطرح مشكلتي من البداية والتي تتلخص في الوسواس القهري
من وأنا صغيرة كنت حريصة جدا في الدين والعبادات أستمتع بالعبادة والصلاة وقراءة القرآن، وأنا في المرحلة الابتدائية من عمر ٩ سنوات قد بدأ عندي وسواس الشتم والدعاء على الآخرين في سري بدون أي سبب وكنت أحزن كثيراً لذلك (بالطبع في هذه الفترة لم أكن أعلم أن هذا اسمه وسواس قهري عندما كبرت وقرأت عنه كثيراً اكتشفت أنه قد بدأ عندي باكراً ولم يكن أهلي يعلموا بهذا المرض وأنا كنت لا أقول أي شيء لأني لا أعلم سبب ما بي) بسبب تلك الأفكار في عقلي كنت أحزن لدرجة أن يصيبني حمي وارتفاع في درجة الحرارة بسبب ذلك الحزن والخوف.
كبرت قليلا في المرحلة الإعدادية والثانوية تراجع الوسواس قليلا ولكن أصبت بداء العادة السرية (وأيضا لم أكن أعلم أن هذه اسمها أو أنها حرام أو مضرة أو أي شيء) عندما اكتشفت صدفة اسمها وأنها حرام تُبت إلي الله وتوقفت بشكل تدريجي حتى تعافيت منها تماما الحمد لله من ٦ أو ٧ سنوات تقريباً، خلال فترة معرفتي بهذه العادة والتوقف عنها بدأ يظهر الوسواس القهري مرة أخرى ولكن بأشكال مختلفة في كل ما يمكن تخليه في العبادات في الطهارة والوضوء والصلاة.
جدير بالذكر أني من الطلاب المتفوقين الحمد لله وأحرص دائما على أن تكون علاماتي كاملة، في آخر سنة من الكلية بدأت أذهب لطبيب نفساني (حتى تلك الفترة لم أذهب لأي طبيب ولكن مع زيادة الأعراض وعدم قدرتي على التحمل بحثت في جوجل واكتشفت أنه مرض اسمه الوسواس القهري) وبالفعل أعطاني أدوية كثيراً ولكن كان ضررها كبير علي حيث أنها أصابتني بسلس بول فتوقفت عن الذهاب للطبيب بعد تحسن الوسواس قليلا ولكن بعدها بفترة ظهر مرة أخرى واضطررت للذهاب مرة أخرى لنفس الطبيب حيث يوجد قلة في الدكاترة المتخصصة في بلدي وأعطاني نفس العلاج بالرغم من أني قولت له أنه أصابني بسلس بول ولكن قال لي (أنتِ بتتخيلي وهذا غير حقيقي) ولكن كان ذلك حقيقي ولكن هو لم يصدقني .. أخذت الدواء مرة أخرى وحدث ما حدث في المرة الأولي ورجع سلس البول مرة أخرى، عند التوقف عن الدواء كان سلس البول يتوقف.
ذهبت لطبيب آخر وصف لي دواء واحد أصابني باهتزازات شديدة وخوف وبكاء عند سماع فقط صوت الأذان ووقت دخول الصلاة.. توقفت عن العلاج وذهبت لشيخ قرأ الرقية الشرعية ولكن أيضا لم يحدث أي شيء جديد في حالتي.
حاولت التأقلم مع الوسواس والتجاهل حيث وجدت أن لا علاج لحالتي .. كنت أنجح مرة وأفشل مرات (أحاول مع عدة وسواس، وسواس الطهارة والصلاة والوضوء والنية والصيام) .. حتى بدأ وسواس جديد في الظهور وكان أصعب وسواس قد مر علي وهو وسواس المني وتخيل صور سيئة جدا.. كنت تظهر تلك الصور في أي وقت كصورة أو مشهد في عقلي ثم تختفي وتتركني في وهم هل نزل المني هل أحتاج إلي الاغتسال.. قضيت فترة كنت أغتسل ٣ مرات باليوم.. كنت أخاف أن أخرج من المنزل حتى لا أري أحد فأتخيل أي صورة سيئة كانت تأتيني في الصلاة.. أذكر مرة كنت أضع السماعات في أذني أستمع لسورة البقرة ثم نمت استيقظت بسبب صورة ظهرت لي .. أقول ذلك لأني كنت أقرأ على المواقع أستمع إلى القرآن وأصلي حتى تختفي تلك الوسواس والصور.. كانت تظهر وأنا أصلي وأقرأ القرآن أو أسمعه كانت تأتي وأنا نايمة فتوقظني
قضيت فترة تعذبت بمعنى الكلمة لا أستطيع النوم ولا الاستيقاظ لا أستطيع الخروج .. أغتسل فقط.. أصلا لا أستطيع التفريق بين المني وغيره ولكن في أغلب الوقت لا أجد شيئا.. بعد ازدياد هذا الوسواس الجديد ذهبت لمعالج نفساني عدة جلسات ولكن لم يحدث التغيير المطلوب، ورجعت مرة أخرى للتأقلم مع الوسواس كنت أضرب يدي أو أغلق عيني بشدة حتى يتوقف تفكيري أحيانا أنجح وأحيانا أفشل ... مرات كنت أتمنى فقط أن يتوقف عقلي عن التفكير أريد أن أنام مثل باقي الناس دون أن توفظني الأحلام المزعجة، (أحيانا كنت أحزن لأني استيقظت وسأقوم بإعادة اليوم والروتين اليومي الذي يفرضه علي الوسواس)
إلى أن ظهر أكبر وسواس في حياتي وهو وسواس وجود الله... عندما أقول لا إله إلا الله محمد رسول الله أشعر بها ولكن بعد ذلك أشعر بفراغ بداخلي ... دعوت كثيرا وبسبب الأحداث الكثيرة التي ذكرتها قلبي أصبح فارغ مشتت.. تابعت مع دكتور جديد أعطاني دواء سبب لي تلملم الساقين والنوم الشديد أغلب الوقت ولكن مع ذلك الدواء شعرت أني أحب الله كثيراً.. الوسواس قل كثيرا أحببت الحياة بعد فترة طويلة من حزني .. كان الألم الجسدي بالنسبة لي أقل كثيرا من الألم النفسي الذي شعرت به سنوات.. تحدثت مع الطبيب وغير لي الدواء لأن تلملم الساقين وصل إلي الحد الذي لا أستطيع أن أجلس بسببه .. وبالفعل قل كثيراً التلملم ولكن كانت فاعلية الدواء أقل فظهر الوسواس بشكل أوضح والدواء الجديد سبب لي النسيان الكثير فاضطررت إلي أن أوقفه.
وللأسف رجعت مرة أخرى لما أنا عليه .. ولكن هذه المرة أشعر أني انهزمت حقا لا أقدر على شيء عندما قرأت فتوي أن من كان يمارس العادة السرية عليه صيام وصلاة كل ما فاته أو أن يحسب الأيام التي قام بها بهذه العادة (قمت بطلب فتوي من موقع الإفتاء ووضحت له أني مصابة بالوسواس القهري) وبالطبع ذلك من سنوات لا أتذكر عدد الأيام والمفترض أن أقضي ٦ سنوات كاملة صيام وصلاة.. كيف ذلك وأنا أصلي الفرض الحالي فقط بصعوبة شديدة قد يصل أخذ وقت في الاستنجاء والنية ثم الوضوء الكثير ونية الصلاة ثم الصلاة نفسها .. كيف أقوم بإعادة الصيام والصلاة السابقة لسنوات؟!! أنا لم أكن أعلم بحكمها وكنت أجهلها من البداية.
حالياً أنا أشعر أن الوسواس قد انتصر علي، أشعر باستحالة أن أحاول ثانية.. حالياً لا أعلم هل ما يدور في عقلي هل هي وساوس كفرية حقا أم ليست وساوس بسبب ما مررت به خلال سنوات.. تعذبت كثيراً ودعوت كثيراً ولكن أشعر أني أغرق الآن ولا أستطيع النجاة.. سؤالي الآن هل أنا الآن مسلمة؟؟ هل أقوم بعباداتي علي الرغم من شعوري بأن قلبي خالي من الإيمان؟؟ رغم اشتداد الوسواس في كل الفترات السابقة لم أتوقف عن الصلاة وكنت أستمر بها وأعيد حتى وأنا أبكي!!
أشعر أني أصبحت بعيدة جدا .. أصبحت لا تؤثر في الفيديوهات الدينية التي كانت توقظ قلبي سابقا وتجعلني أسارع إلى الطاعات .. أصبحت لا أريد أي شئ من الحياة غير أن يمر اليوم فقط .. كانت الصلاة وقراءة القرآن أفعلهم بسعادة الآن تغير كل شيء .. أصبحت إنسانة بداخلي فارغ أقضي اليوم وأتمنى أن ينتهي فقط.
3/5/2024
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "سارة"، وأهلًا وسهلًا بك على موقعك
بعد رحلتك مع الأطباء وأدويتهم، ومع المعالجين النفسيين، ليس لي تعليق إلا على سؤاليك الأخيرين:
أولهما: إعادة الصيام والصلاة بسبب ممارسة العادة السرية. فساد الصوم ووجوب الغسل لا نقول بهما إلا إذا تحققت من نزول المني عند فعلك للعادة السرية. وباعتبار أن قليلًا من النساء من ينزل منهن المني عند الاستمناء، فنحن لا نستطيع ترجيح فساد صومك أو لزوم اغتسالك بسبب ممارستك للعادة، أضيفي أنك أصبحت موسوسة في نزول المني، وهذا يجعل الاعتماد على ملاحظتك لعادتك في هذه الأمور غير ممكن، ولا يعتمد عليه في بناء الأحكام.
لا يجب عليك إعادة الصوم إلا في اليوم الذي فعلت فيه العادة وتحققت من الإنزال 100%. وهذا لا يمكن معرفته
ولا يجب عليك الاغتسال إلا إذا أنزلت فعلًا، ولم تغتسلي بعد ذلك... وهذا لا يمكن معرفته أيضًا، وعلى هذه الحال لا يمكن إعطاؤك حكمًا بوجوب الإعادة، إلا من باب الاحتياط، والموسوس ممنوع من الأخذ بالأحوط، مندوب إلى الأخذ بالرخص والأخف.
ثانيهما: سؤالك هل أنت مسلمة؟ أنا التي أريد أن أسألك: هل يصبح الإنسان مؤمنًا بحبة دواء، ويصبح كافرًا بتركها؟ لو كان الأمر كذلك، لكانت مهمة الأنبياء توزيع الأدوية وما أسهلها من مهمة!!!
الكافر لا يشعر بالإيمان حتى لو تناول صيدلية بحالها، وأنت تحسنت على أخذ الدواء وشعرت بالإيمان، معناها أن المشكلة عصبية نفسية، وليست إيمانية في القلب؛ والإيمان الذي نطالب به، مكانه قلب الإنسان وروحه، وليس ناقلاته العصبية التي تعالج بالأدوية! الدواء ضبط الناقلات العصبية عندك، فشعرت بالإيمان الموجود في قلبك، فلما أوقفته اضطربت الناقلات مرة أخرى، وأحدثت تشويشًا في التفكير، فلم تعودي تستطيعين الشعور بإيمانك.
أنت مسلمة مؤمنة، وكل ما في الأمر أن علة عصبية تجعلك عاجزة عن الشعور بهذا!!! وأجرك مضاعف إذ تثابرين على العبادات دون وجود حظ للنفس من اللذة والسعادة الحاصلة بسببها، وهذا دليل الإخلاص بإذن الله، تصلين امتثالًا لأمر الله سبحانه فقط، لا لشيء آخر حتى لو كان لذة القرب منه!
ابقي قوية، ولا تيأسي من نفسك ولا من الحياة
أعانك الله ووفقك
ويضيف د. وائل أبو هندي، الابنة الفاضلة "سارة" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، ليست لدي غضافة بعد ما تفضلت به د. رفيف الصباغ إلا أن أشير إلى أن أدوية علاج الوسواس القهري ليس من بينها أي عقَّار تشمل آثاره الجانبية حدوث سلس بول، على العكس أحدها وهو عقَّار الكلوميبرامين يمكن أن يسبب احتباسا في البول كاثر جانبي، لكن ما حدث معك يا ابنتي هو ما يحدث مع أغلب الموسوسين في الاستنجاء والوضوء إما الوسوسة بالريح حتى يصل إلى توهم أن لديه سلس ريح أو يوسوس بنزول نقطة بول بعد الاستنجاء أو أثناء/بعد الوضوء حتى يصل إلى حد توهم أن لديه سلس بول، وعندنا نماذج كثيرة على مجانين تجدين ارتباطاتهم أدناه، أغلبهم مثلك ممن يمثلون عرْض وسواس الذنب التعمق القهري و.ذ.ت.ق.
اقرئي على مجانين:
وسواس الاستنجاء: لا سلس بول ولا ماء متطاير!
سلس الإرجاز وسلس البول وسواس قهري!
وساوس الصلاة: سلس الريح المتقطع! وسواس!