ربما من كثرة ما قرأت على رابط استشارات مجانين أصبحت أنظر للأمور بشكل مختلف، منذ أن تعرفت على موقعكم وأنا في السنة الأولى من الجامعة إلى الآن (وأنا في آخر فصل الآن والحمد لله) وأنا أحاول أن أستفيد قدر الإمكان من الموقع في شتى مجالات حياتي.
أريد أن أعتبرها مشكلة، أو استشارة، أو مجرد فضفضة، أو أخذ نصيحة، أو أي شيء تريد أن تعتبره.
المهم أنا نشأت وتربيت في الخليج طيلة حياتي، وننزل فقط في الصيف إلى الأردن.. متفوقة وملتزمة في دراستي ولي طموحات كبيرة أتمنى من الله أن يساعدني في تحقيقها.. أنا جامعية وأطمح إلى أن أكمل تعليمي العالي وأن أعمل في الجامعة كأستاذة.. وأريد أن أنجح على المستوى الأسري والزواجي والمهني والاجتماعي.
من المقالات التي في الموقع استفدت أن الإنسان يجب أن يضع هدفا له في الحياة على كل المستويات، لذلك أحد المستويات كان الزواج، أصبحت واعية لنقطة مهمة وهي أن الزواج يجب أن يقام على جناحين من العقل والعاطفة باتزان لكي ينجح، لذلك على مر الأربع السنوات كنت حريصة على أن أضع أهدافي وفلسفتي من الزواج وصفات الرجل الذي أريد أن أرتبط به.. كنت أقرأ المشكلات التي يواجهها الناس وكل يوم أدعو الله أن يجنبني المشاكل أو أن يهبني القدرة على حلها بذكاء ومهارة لكي أحظى بزواج ناجح.. كنت أطبع المشكلات وأحللها وآخذ رؤوس أقلام وأكتب إلى أن كونت دفترا يلخص أفكاري ومبادئي من الزواج.
الآن تقدم لي الكثير من الشبان وكنت أرفض لأني لا أجد توافقا مع ما أريد من الأهداف العامة وما يريدون، على سبيل المثال يتقدم شاب في الثلاثين من عمره وقد جمع من المال ما يكفي لفتح منزل، يريد زوجة شابة جميلة وتتقن الطبخ وتربية الأولاد فقط.. كنت دائما أتساءل هل هذه هي مهنة الزوجة على مر العصور والأزمان.. فقد كنت أرفض ذلك قطعيا فالمرأة إنسانة قبل كل شيء من حقها أن تحلم وتكبر وتنجز.. أريد شابا ابني حياتي معه ويبني حياته معي، لا تظن أني أقول كلاما رومانسيا لأن هذا حقيقة ما أشعر به، أريد شابا يقبل بي كصديقة وشريكة حياة وحبيبة وأما ورفيقة درب، يحترم كياني كإنسانة لها أولويات وأحلام وطموح وأهداف، نبني معا البيت نتشارك سويا في المال والإنفاق ولا نتحاسب كالغرباء، أعتني به ويعتني بي.
وكنت من خلال موقعكم بعد التجارب حريصة أن أبقي الموضوع في دائرة العقل فقط والتعارف.. الآن تعرفت على شاب على موقع عبر الإنترنت هذا الشاب وجدت به المواصفات الأساسية التي أريد ويريدها أهلي فهو من نفس بلدي ومتعلم ويعمل وغيرها الكثير.. فأعطيته فرصة.. ومرت الأيام كنا نتناقش في المفاهيم العامة والأساسية والجوهرية إلى أن وصلنا إلى مرحلة عالية من التفاهم، وكنت في الصيف سأسافر إلى بلدي فرأيته هناك بصحبة أحد من أهلي وأحسست بانجذاب نحوه، ومر الصيف وتقدم لأهلي ولكني آثرت الانتظار في اتخاذ القرار إلى أن أتخرج وأتأكد من الموضوع برمته.
هو شاب يكبرني بثلاث أعوام، عاش وتربى في بلده.. هو مهندس وفي بداية حياته، متزن وواعٍ وعاقل ويحبني ومعجب بأفكاري ومبادئي وحابب أن نطبقها معا، طبعا هو قال لي إن هذه الأفكار لم تكن بباله قبلي، ولكن عندما طرحتها أعجب بها وبي كثيرا وقال على سبيل المثال أن أكمل تعليمي العالي، فقال إنه لم يكن يفكر أن زوجته تريد ذلك ولكنها فكرة جميلة ومفيدة لكلينا وأنا سأدعمك لتحققي حلمك.
ولأني أدري أنه ربما عندما أكون عنده ربما يقول لي إن الأوضاع لا تسمح فأوجدت فكرة أنه وبما أنني في نهاية الفصل، وسأتخرج إن شاء الله وبما أن والدي يريد أن أكمل ولا يمانع أن ينفق على تعليمي طالما أنا لازلت تحت مسؤوليته.. فقلت ألتحق بالماجستير وأنا عند أهلي لمدة سنة ونصف ثم أتزوجه ويبقى الدكتوراه أي الثلث الأخير من الطريق فيكون أسهل الموضوع وأكثر مرونة، فقال يخطبني وينتظرني إلى ما بعد سنة ونصف ويكون قد استطاع جمع مال وتحسين وضعه (مع العلم أن وضعه جيد) فيكون باستطاعتنا السفر.
هو يريد الهجرة وأنا أريد الهجرة من زمان، كنت أريد أن أرتبط بأحد مهاجر أو لديه الرغبة بالهجرة للدراسة والعمل لفترة من الوقت ونعود، فكان هو مخطط ويريد الهجرة وقال لي إنه إذا هاجر فسيكون بإمكاني أنا وأنت أن نكمل التعليم هناك، وهو يريد أن يكمل فقط الماجستير ليتطور في العمل وليس في باله أن يكون دكتورا بالجامعة لذلك لا يريد الدكتوراه وبينما أنا أريد أن أصبح دكتورة في الجامعة فهو يرى ضرورة الدكتوراه. ولم ألحظ من تصرفاته أو كلامه أنه سوف ينظر للموضوع من منطلق المنزلة أو أنه كيف أنا دكتورة وهو ماجستير.. فهل تظن أنه سيؤثر في المستقبل؟؟ أو أنه طالما كلانا يرى الموضوع بعقلانية وأنها مجرد مهنة وحلم وعمل وليست مجرد مكانة اجتماعية أو مستوى مختلف.
تناقشنا في مواضيع كثيرة، كنظرته للمرأة، والقوامة والعمل والتوجهات السياسية والعلاقات الاجتماعية وتربية الأولاد، .. والكثير الكثير، والحمد لله متفقين وإن اختلفنا نوجد طريقا مشتركا أو إما أن يقنعني أو أن أقنعه، هدفنا ألا نختلق الآراء الجميلة لنعجب بعضنا، وإنما حرصنا أن نعرف أكثر لنكون عائلة متفاهمة متزنة يملؤها العقل والعاطفة.
على المستوى العاطفي هو حنون وطويل بال مثل بابا، ومقدر لفكرة أني آخر العنقود وأهلي "مدلعيني شوي" (أنا صحيح مدللة ولكني والحمد لله مسؤولة ومتزنة ومتفوقة في دراستي وملتزمة لكن أعتبر أن بابا عندما دللني فإنه أتقن دلالي والحمد لله) لا يغضب بسرعة فقد جربته في مواضيع كثيرة واستفززته ولكن كل مرة كان هادئا ويحل الموضوع بطريقة جدا متفردة وجميلة.. هو يحبني كثيـرا.. ولكن عندما تسأل عني إن كنت أحبه أم لا.. أجيبك قائلة إنني لا أعرف ربما أحبه ولكن أريد أن أستخدم عقلي حتى لا تطغى عاطفتي، أو أنني لا أعرف معنى الحب؟ ولكني أرتاح بالحديث معه وأشتاق له كثيرا.. أو ربما أنا أحبه كثيرا ولكني أخفي مشاعري.
سؤالي الآخر: هو عاش في دولة تختلف عن الخليج كليا، عاش في الضفة الغربية والمعروف أن الوضع مختلف هنالك كليا، وعلما أن أهله هناك (أنا عندي تصريح للدخول هناك ودخلت 3 مرات في حياتي عندما كنت صغيرة أي أنني بدون خلفية عن الحياة إلا من ماما التي تربت هناك وعاشت) .. وأنا مواليد الخليج فهل ستكون هناك مشكلة؟ أو أنه طالما أننا واعيين للاختلاف ونحاول أن نوجد طريقا يجمعنا ونأخذ الأفضل من كل مكان؟ علما أنه الآن يعمل في الخليج وعقده لمدة 4 سنوات ونريد الهجرة بعد ذلك؟ وأيضا هل العمر مشكلة أم لا؟
الكل يردد ويقول كلما كان الفرق أكبر كان أحسن فالمرأة تكبر بسرعة وتهرم والرجل يبقى شابا.. وأنا أقول عاجلا أم آجلا كلانا سيكبر وطالما أننا نحب بعضنا فكلانا سيرى الآخر بأحسن صورة.. وكذلك الشاب الكبير يكون مستقرا ويريد الزواج للزواج فقط وأنا أريد أن أعيش الحياة ونغامر ونتعلم معا ونكبر معا ونرسم الأحلام سويا، لذلك أفضله من نفس جيلي وأظن أن 3 سنوات ليست سيئة.. لكن ما هو رأيكم؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا آسفة للإطالة.
10/05/2024
رد المستشار
صديقتي
أرى في كلامك ووصفك بداية جيدة وأسس سليمة لصنع علاقة ناجحة طالما حافظتما على التفاهم الهادئ والمودة بينكما.
السن ليس بمشكلة على الإطلاق وفروق السن لا تعني بالضرورة شيء سيئ أو جيد.
خطتك للحصول على الماجستير قبل الزواج هي خط جيدة وسوف تعطيك المزيد من الوقت والتفاصيل لدراسة العلاقة وتطويرها قبل الزواج ولاختبار أو فهم مشاعرك، المهم أن يكون قرار الزواج متزنا وواعيا ومبنيا على العقل والعاطفة معا استنادا إلى حقائق فعلية وليس تأويلات أو افتراضات.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب