لماذا هل بي عيب جعل هذا كله يحدث لي؟ أم أنها عقوبة؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، لا أعرف من أين أبدأ ولا أين أنتهي؟ ولا أعرف هل لدى مشكلة أم هذا عقاب من الله أم أنه ابتلاء قدره ربى لي .....
ربما يكون ما بداخلي لا يعني شيئا ولا يؤثر بغيري ولكنه يكاد يقتلني ..وآخر ما توصلت إليه أني داخلة -أفضفض- لأناس أحسبهم على خير إن شاء الله ولا أزكي على الله أحدا...
أحببت موقعكم كثيرا فلقد عاش معي كثيرا من المشاكل حقا لم أكن أشارك ولكنه عاشها معي من خلال مشاكل الآخرين فكان يحلها لهم ولي معهم...جزاكم الله خيرا
أما بعد...
فمشكلتي أو قصتي أو سموها كما يحلو لكم من اسم.... فأنا أريد من يخفف عني ويطمئنني أو فقط يسمعني
فى البداية تعرفت على شاب من الإنترنت وكالعادة كما هو جرى العرف أحببته دون أن أشعر أو بدا لي أنى أحبه وبعد سنة من المراسلة الأخوية دون التفوه بكلمة إعجاب ولكن فقط التلميح والمراسلة شهريا أو أسبوعيا أي بشكل متفرق جاءتني دعوته فى رسالة بريدية على حضور حفل خطوبته ومطالبتي بالدعاء له...آآآآآآآآآه من ذاك العذاب الذي رأيته آآآآآآآآه من ألمي الذي تعايشت معه طيلة شهور ونومي بحبوب مهدئة وأقراص منومة ودعوت له بالسعادة وعفوت اتباعا بالمقولة أعفو فيعفو الله عنك...
واحتسبتها عقوبة من الله جراء معصية تحدثي معه والاختلاط دون ضرورة تحكم ذلك...حمدت الله واستعدت قوتي من جديد... واجتزت الحواجز التي كنت أمر بها من بينها إني كنت لا أطيق النظر لشاشة الكمبيوتر لأنها تذكرني بكل ما حدث ولكن اجتزت وعدت كما كنت...
وبعدها تقابلت مع أحد الشباب فى الجامعة كنت فى أول عام لي بالجامعة وكان هو فى الجامعة لتسلم شهادة تخرجه وحينها كنت كارهة كل الشباب وكما هو الحال والوضع أغض بصري أو بشكل عام (فى حالي) جاءني هو وانصب على بكلمات من أشعاره تعجبت لأنها أول مرة ومنها كل هذا؟ هاجمت رده ودفعته وهذا لا يصح وحرام وأنا محترمة وملتزمة وأغرب عنى وكل هذا ذكرته ...أقسم لي أنه يريد الزواج وإن لم أصدقه أعطيه هاتف والدي ليطلبني منه ...صدقته بسذاجتي وعفويتي أعطيته هاتف والدي ولا أعرف لما أعطيته هاتفي مع هاتف والدي؟؟ حقا لا أعرف هل هذا غباء أم تخلف أم بله؟؟
ربما لأني كنت فى حاجة لمن يملأ فراغ قد حلّ بي أو لمن يعيد كرامتي التي افتقدها مع من سبقه....المهم صارحت أهلي بما حدث وقالوا لي تصرفك سليم وإن كان جادا سيتصل بوالدك وإن لم يكن ف (أديكى سكتيه) بعدها اتصل بي وبدأ الإعجاب المقنّع.. فكنت اصطنع ضحكتي وأتظاهر بالإعجاب... وسألته متى ستأتي لتتقدم لي؟؟ قال حينما يتسلم عمله... وكنت أصارح أهلي بكل ما يجرى وهم بين الموافقة والمعارضة حينا يصدقونه وحينا يكذبونه.... حتى طالبني بالمقابلة مرة أخرى... وافقت... وبعدها انقطع عني تماما وشعرت وعلمت بتهربه منى.... لا أعرف لماذا ألم يرني من قبل؟؟ ماذا حدث.؟؟
وبرغم أني كنت أتظاهر بالإعجاب واصطنع الابتسامة والضحك... إلا أن هذا أعددته جرحا كبيرا فوق ما مضى وحينها فتحت الملف كله وتذكرت ما كنت نسيته أضفته على الجديد وأصبحت متعبة جدا غامضة عبوسة كئيبة حزينة كل ما أستطيع أن أقوم به هو البكاء والتضرع إلى الله.... وكما حدث سابقا فقت مما كنت فيه واستعدت قوتي واجتازت كل العوائق...وصرت كما كنت وعدت من جدي... تلك الإنسان العصيبة قليلا والعفوية والمبتسمة غالبا والنشيطة جدا التي تخرج وتأتي وتتسابق فى كل الأعمال...
وبعدها حينما تعودت على الإنترنت من جديد تعرفت على شاب بكل خطأ ولكنه قدرا فقط رسالة وصلتني ومفروضا تصل لصاحبه وكان بها إهانات رددت عليها بعصبية واعتذر وأضافني على الماسنجر قبلت الإضافة لإكمال ردي على الإهانة ولكن سولت لي نفسي واتبعت خطوات الشيطان وتعرفت عليه وحقا هو أول من يستطع أن ينسيني كل ما مضى وتحدثت معه وكل لحظة أعدها من أسعد لحظات حياتي لالتزامه لعفويته وطيبته وهدوءه وعقلانيته...
أفقت إلى نفسي فى ظل تلك السعادة وتذكرت العقوبة التي تنتظرني ولحقت بي من قبل وطالبته بكل حزن وألم لا أظهره أن أمتنع عن التحدث معه لأنه حرام... عارضني وقال لي صارحي أهلك وأنا أحببتك فعلا ولا عدت أستطيع فقط أن أتخيل أن غيرك ستكون زوجتي... ابتسمت بسخرية وكأني أقول هناك من سبقك بتلك الكلمات العذبة الخادعة... وتركته وأصررت على موقفي... وبعد فترة كبيرة جدا تتراوح بين السبع شهور وجدت رسالة منه يذكرني بوعده لي بأنه سيتقدم حين انتهاؤه من ادخار المبلغ الذي يؤهله لذلك وهذا بعد حوالي ثمان شهور حيث يجنى ربح مشروع خاص.... فرحت كثيرا وأضفته على الماسنجر جديدا لأقول له وأنا بانتظارك واتبعت خطوات اللعين مرة أخرى وحدثته مرتين وطلبت منه أن يتقدم قبل الموعد، وأن أهلي سيوافقون ووعدني بذلك ثم تخلى عن وعده باعتبار أنه ينتظر ذلك الميعاد الذي حدده.... وكان يبقى من المدة المحددة ثلاث شهور وبعدها اتصلت به بعد معرفة أهلي بذلك عن طريق المصارحة وروايتي لكل الظروف ومدى التزامه واحترامه وأخلاقه ... ولكن اليوم وما أسوأ ما حدث اليوم.... عقدت النية أن أحدثه مرة أخيرة أقول له فيها أنى أعده بالانتظار حتى نهاية الثلاث شهور المتبقية وأنى سأنقطع عن التحدث خلالهم حتى نطبق أن من ترك شيئا لله عوضه الله بخير منه...فنترك تلك المحادثات التي لا تعد دقائق حتى تدوم علاقتنا ...وتلك النية انعقدت من شهر وكل مرة أتوجه بها الى الهاتف أستخير الله وتارة أجده به عطل وتارة مغلق وتارة ناسيه بالمنزل وآخر مرة اليوم حينما علمت أنه قد باع الهاتف الجوال لأحد أصدقائه....
لا أعلم هل أعذره أم أنه كمن سبق ويتلاعب بي وباع الجوال الذي اشتراه منذ ثلاث شهور فقط... ليتخلص مني..؟؟ أم أنه عادي باعه مجازى ولكن أليس من المفروض أنه يبلغني بذلك برسالة حتى؟ لا أعلم هل أعذاره طيلة الفترة السابقة هل هي من أركان التسلية الجارية بي... أم أنه صادق ولكن بانتظار ذلك اليوم الذي يحدده لنفسه..... ولكنى أعلم فأكيد أنه كمن سبق كلهم كده!!
يا رب لا اعتراض عما يحدث لي... وإن كانت هذه عقوبة فأسألك الرحمة والمغفرة وإن كان هذا بلاء فارزقني الصبر على البلاء وعظم لي الآجر والجزاء يا أرحم الراحمين
أعرف أنى أطلت عليكم ولكني فعلا متعبة وأبكي دوما على يحدث لي... وحمدا لله...
عجبا لأمر المؤمن أمره كله خيرا إن أصابه خيرا شكر فكان خيرا له وإن أصابه ضرا صبر فكان خيرا له فيما معنى الحديث
27/5/2005
رد المستشار
أهلا بك، وأهلا بفضفضتك على موقعنا، وشرف لنا أن نحوز ثقتك لترسلي لنا بهمومك، وشرف لنا أن نكون قد ساعدناك من قبل ومن حيث لا ندري، فالحمد لله وله الفضل والمنّة.
مشكلتك تتلخص في تكرار وقوعك في شَرَكِ تصديق الوعود التي قد تكون صادقة حينها وقد تكون كاذبة، وليست مهمتنا التحقق من صدقها وكذبها فهذا يدخل في باب النوايا التي لا يملك أحد الحكم عليها إلا الله عز وجل وحده، ولكننا نملك أن نقيّم تصرفاتنا نحن فنعدّلها ونوجهها بناء على تفسيرنا السليم لها..
أنت مثل باقي بنات أمنا حواء ومثل كل أولاد أبينا آدم عليه السلام لديك احتياجاتك العاطفية، ولهذا كنت سهلة الوقوع في تصديق الوعود، ومن قبلها كنت سهلة الوقوع في نسج الأحلام التي تحققين من خلالها ما عجزت عنه وما تتمنين تحقيقه في الواقع، فكان ما كان منك مع الشاب الأول الذي تعرفت عليه على الإنترنت الذي بنيت كل ما بنيته حتى دون وجود مؤشر من كلمة إعجاب أو ما شابه، فصعقت بنبأ خطوبته! بل لقد بنيت حبك له على ما قلت إنه "تلميح" بالإعجاب، وهذا التلميح يحدث بيننا كبشر في معرض تعاملنا الإنساني الطبيعي مع بعضنا، فها أنت قد صرّحت بحبك للموقع وإعجابك به.. إذاً لا يمكن أن نستنتج أن كل إعجاب وعدا بالزواج!
ثم جاء الشاب الآخر: ابن الجامعة، وهذا طبيعي بحكم اختلاطك بالشبان في الجامعة، ولكن ما كان غير طبيعي هو أنك وقعت أسيرة كلماته بدافع من رغباتك وكرامتك التي كانت في اعتبارك أنت "جريحة"، فتمنّعت في البداية مع أنك من داخلك ترغبين في إقامة علاقة معه، ولا أقصد من كلمتي "راغبة في إقامة علاقة معه" أنني أجرّم هذه الرغبة، فهي رغبة طبيعية فأنت بشر، ولكن ما ترتب عليها من أنك كلّمتيه لأشهر رغم عدم وجود رابط شرعي بينكما ولا حتى فاتح اهلك بالموضوع وعدت لنسج الخيالات وتصديقها وتصديق الوعود، هذا هو ما أخطأت به، كان الأجدر بك أن تختبري مدى صدقه والتزامه بما قال حين يأتي ويطلبك بشكل رسمي من أهلك، وعندها يكون الكلام بينكما له غطاؤه الشرعي حتى ولو كان قبل أن تلبسا "الدبل"، فالكلام هنا يندرج تحت التعارف اللي قبل الزواج، وينضبط بضوابطه..
ولكن وبعد أشهر قد يكون هذا الشاب غيّر رأيه ولم يعد يرى أنك الفتاة المناسبة له، فكان أن انسحب بهذه الطريقة.. ثم كانت الحالة الثالثة، نفس الفصول تتكرر، والحديث الشريف يا عزيزتي يقول: "لا يُلدغ المؤمن من جحر مرتين" وطالما أنت تكررين نفس الأسباب فلن تحصدي إلا نفس النتائج..
تريدين نتائج مختلفة في المرة القادمة، إذاً ما عليك إلا تغيير الأسباب التي تتخذينها..
ما عليك الآن إلا أن تعززي صلتك بالله عز وجل وقد بدأت بذلك فعلا حين قلت "إن كانت هذه عقوبة فأسألك الرحمة والمغفرة وإن كان هذا بلاء فارزقني الصبر على البلاء وعظم لي الآخر والجزاء يا أرحم الراحمين"
ثم التفتي لبناء حياتك وشخصيتك ومستقبلك الذي ينتظرك، ولا تبددي قدراتك ووقتك الثمين في هذه التجارب المؤلمة، واسألي الله هذا السؤال "ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرّة أعين واجعلنا للمتقين إماما"
وسيأتي – بإذن الله – ذلك اليوم الذي ترين نفسك فيه وقد أصبحت زوجة لزوج يحبك وتحبينه وتشتركان معا في حياة ملؤها السعادة والبذل والعطاء..
ولكن حتى يأتي ذلك الزوج لا بد أن تكوني مستعدة للحياة السعيدة، وهذا هو دورك ومهمتك الآن..
إذاً فالأمر ليس عقاباً من الله، بل هو حصاد ما نفعله من أخطاء، وهذا من رحمة ربنا بنا، لأننا بهذا الحصاد المر نتنبّه إلى أخطائنا فنغيّر ونعدّل مساراتنا بما يرضي الله عز وجل.
ولتحمي نفسك من الوقوع مرّة أخرى في شرك الأحلام "اللذيذة" وتصديقها أنصحك بما يلي:
1- لا تتكلمي مع الشبان في محيطك إلا بالضرورة القصوى، أي كما نقول: "كلمة ورد غطاها" وبس.
2- لا تستسلمي للفراغ والوحدة أبداً، متى وجدت نفسك "فاضية" فاعلمي أنه أول الطريق الانزلاق ثم الألم، فأشغلي نفسك دائما بالنافع المفيد، حتى لمّا تقعدي على النت، حددي قبل أن تجلسي المهام التي يجب أن تعمليها، واعمليها ثم أغلقي الجهاز وقومي فورا..
3- دعّمي شبكة علاقاتك الاجتماعية وصداقاتك، وطبعا لست بحاجة لأن أنبهك إلى أهمية الصحبة الصالحة في تثبيت الانسان على الطريق القويم وتصحيح مساره إذا أخطأ.. وكلنا يا عزيزتي بحاجة لهذه الصحبة لأننا كلنا نخطئ! وتستطيعين أن تملئي وقتك بالنشاطات المفيدة مع صديقاتك بما تسمح به ظروفك..
4- الدعاء لله ليثبتك ويعينك، وهناك دعاء جميل جدا هو: "اللهم إني أسألك حبك وحب من أحبك وحب عمل يقربني إلى حبك، اللهمّ ما رزقتني مما أحب فاجعله قوّةً لي فيما تحب، وما زويت عني مما أحب فاجعله فراغاً لي فيما تحب".
أعانك الله وثبتك، وتذكري دائما أن البعد عن الضوابط التي شرعها الله عز وجل لنا في التعامل مع من حولنا يوقعنا في مشاكل نحن في غنى عنها..
أرجو أن أكون قد أفدتك فعلا، وبانتظار سماع أخبارك الطيبة إن شاء الله، ولا تنسينا من صالح دعائك.