وسواس شركية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، المرجو أن تجيبوني وترشدوني جزاكم الله خيرا.. كنت بخير سعيدة ومرتاحة في حياتي وفي ديني أحب الله ورسوله.. المشكلة منذ 3 أشهر قلت كلمة محرمة وندمت عليها ثم تبت لكن بعد ذلك ومن بعد أصبحت خائفة من أي شيء قلته أو فعلته أن أقع في الاستهزاء بالدين
ومن بعد تطور الأمر إلى أن تأتيني أفكار مشينة رغما عني على الله والرسول عليه الصلاة والسلام وعلى الدين كنت أحاول ما أمكن ألا أفكر في ذلك لكن أي شيء أقرأه أو أسمعه عن الدين على الدين نفسي تقول كلاما سيئا حتى أصبحت تأتيني أفكار شركية خطيرة جدا مفادها الصلاة لغير الله والصوم لغير الله
أصبحت خائفة جدا، قبل الوسواس كنت في مراهقتي أشاهد الأفلام وأفلام هندية وبعد ذلك تبت الحمد لله لكن أصبح الوسواس يربط لي تلك المشاهد الشركية ونفسي تقول أسماء أصنام وخيالات رغما عني وتسب الله وأخاف الآن تكون صلاتي وصيامي لغير الله.. أحيانا أبعدها وأحيانا أشعر أنه أنا من يستجلبها لنفسي خاصة كأن الوسواس يطلب مني أن أعيدها.
أرجوكم أجيبوني وأرشدوني لا أعرف كيف أتوب ولا كيف أتخلص من هذه الأفكار ولا أعرف كيف أحصل الإخلاص في قلبي!!!!
أصبحت جسدا بلا روح وأكره نفسي كرها شديدا
8/6/2024
رد المستشار
الابنة المتصفحة الفاضلة "فاطمة" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك وإن شاء الله متابعتك صفحة الاستشارات بالموقع.
دعينا نصف ما حدث معك خطوة خطوة، فبداية تقولين (قلت كلمة محرمة وندمت عليها ثم تبت) يحدث هذا مع كثيرين كثيرين بلا عدد من عباد الله المؤمنين وينتهي الأمر وينسى... لكن وقع الأمر عليك كان ثقيلا ولم ينتهِ فهو بالنسبة لك ليس ذنبا تستغفرين فيغفره الله كما يحدث مع غير المهيئين للوسوسة، ولذلك تقولين (من بعد أصبحت خائفة من أي شيء قلته أو فعلته أن أقع في الاستهزاء بالدين)، وهذه الحالة = تأهب وخوف وانتباه مفرط وتحيز إدراكي واستمرارها لأيام -وليس 3 شهور- يؤدي إلى إنهاك معرفي وشك في الكلمات وفي النية وفي الذاكرة، وهكذا تتقلبين من خوف إلى خوف ومن شك في أنك كفرت (الاستهزاء أو السب) أو أشركت (الصلاة لغير الله والصوم لغير الله، أسماء أصنام وخيالات) إلى شك آخر... إذن هي حالة مرضية واضحة.
هذه الحالة المرضية تسقط عنك التكليف يعني تصبح كل الأحكام والفتاوى المتعلقة بالكفر أو الشرك لا تنطبق عليك والمطلوب منك إن أردت التعافي بإذن الله أن تتصرفي كما يلي:
التوقف تماما عن مراقبة الأقوال والأفعال اليومية المعتادة بغرض تحاشي الكفر أو الشرك
الامتناع تماما عن محاولات تذكر الأقوال والأفعال التي حدثت في الماضي
ممارسة الحياة بما فيها العبادات بشكل طبيعي دون خوف من حدوث أي وساوس كفرية أو شركية بما في ذلك قراءة القرآن متابعة برامج دينية... إلخ.
الاستجابة لحدوث الوساوس أيا كانت بالتجاهل التام مع التركيز على النشاط الحالي الهادف (أي أن الذي كنت تفعلين قبل الوسواس تستمرين فيه عندما يأتي الوسواس وتكملينه رغم الوسواس) وكأنك تقولين للوسواس لا أثر لك عليّ.
وأما قولك (أحيانا أبعدها وأحيانا أشعر أنه أنا من يستجلبها لنفسي خاصة كأن الوسواس يطلب مني أن أعيدها..) فالرد عليه هو أنه لا يوجد في الحقيقة أي تحريم لما يسمى باستجلاب أو استدعاء الوساوس! وليس هناك شيء اسمه استجلاب الوساوس وإنما هناك التجاهل والقيام بما يجب القيام به حتى وإن ربطه الوسواس بالكفر، أو زاد معدل ورود الوساوس الكفرية عند القيام بما ربطه الوسواس بالكفر، وفي العلاج السلوكي المعرفي يطلب من المريض القيام بكل ما من شأنه أن يزيد من حدة وشدة الوسواس بما في ذلك وسواس الكفرية ... فإذا كان هذا هو استجلاب الوسواس فإنه واجب علاجي وليس حراما!
اقرئي على مجانين:
وسواس الكفرية: استهزاء لا ليس استهزاء!
وسواس الكفرية: الاستهزاء ليس بالدين فابتسم!
وسواس الكفرية: وهم استجلاب الوساوس! م
وسواس الكفرية: استجلاب الوسواس حرام أم حلال؟
وسواس الكفرية: استدعاء الوسواس حرام أم حلال؟ م
إن لم تستطيعي أن تلزمي بما نصحتك به، فيجب أن تعلمي أن الوسواس القهري مرض يستلزم زيارة الطبيب أولا وأخيرا للحصول على التشخيص وبدء خطة العلاج، سواء استشرت موقعا إليكترونيا أو لم تفعلي.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.