في البداية أود أن أشكر كل من ساهم في إنجاح هذا الموقع الرائع، ومزيدا من العطاء.. في الحقيقة لدي مشكلة وترددت كثيرا قبل إرسالها لعدة مواقع أخرى.. ولكن عندما دخلت وتصفحت موقع "مجانين.كوم" قررت إرسالها لكم، وأتمنى أن أجد الجواب الشافي.
أود أولا أن أطرح سؤالا: لماذا دائما يوضع اللوم على الفتاة وهي التي تتحمل النتائج دون الشاب؟ ودائما يقال إنها المخطئة، وإنها غير السوية والعيب كل العيب فيها، بل حتى إن لم تكن مخطئة يضعون اللوم عليها.. وهي التي تجني ثمار الخطيئة حتى لو لم تكن السبب، طبعا هذه نظرة المجتمع للفتيات.
لماذا الفتاة؟ لماذا المجتمع لا يرحم و لا يغفر للفتاة ويغفر دائما بل يأتي بالمبررات والأعذار للشاب عند وقوعه في الأخطاء؟؟ وهذا أيضا حكم المجتمع.
لا أعرف لماذا قلت هذا الكلام.. ولكن أرجو أن تعذروني، كما أرجو أن تتسع صدوركم للاستماع لقصتي.
أنا فتاة أبلغ من العمر ثلاثا وعشرين سنة، من عائلة بسيطة وملتزمة ومحافظة على العادات والتقاليد، نشأت في أسرتي على تعاليم الإسلام، وأبي وأمي دائما يوجهانني إلى التقيد بهذه التعاليم، والحمد الله.
قصتي بدأت مند حوالي سبع عشرة سنة أو أقل، ولكني لم أدركها في ذلك الوقت، فلقد كان عمري خمس أو ست سنوات، لا أذكر تماما كم مضى من عمري حينها.. عندما كنت في ذلك العمر أذكر أن ابن عمتي كان يناديني ويدخلني معه في غرفته، وكان يتحرش بي جنسيا، وحدث ذلك مرتين على ما أذكر، وتستمر المدة في المرة الواحدة خمس دقائق تقريبا، لا أذكر الوقت تماما، ولكن أذكر بعض المواقف التي ما زالت محفورة في ذاكرتي والتي تتعبني عندما أذكرها، فأنا لا أستطيع نسيانها.
لا أعرف لماذا لم أرفض؟ لماذا لم أصرخ؟ كم كانت سلبيتي في ذلك الوقت تؤلمني وتقتلني، (أعلم بأني صغيرة ولا أفهم، ولكن لماذا حدث معي هذا؟؟) هل سيسامحني الله؟ في ذلك الوقت كنت أدرس في الصف الأول تقريبا، ومرت الأيام والسنون وكبرت، وكانت أحيانا تأتيني بعض اللقطات من الموقف، ولكن لم ألتفت لأني بصراحة لم أفهم ما حدث معي، كنت أشعر بأن ما حدث معي غير صحيح وأن فيه شيئا غير مقبول وخاطئ، ولكن وبكل صراحة لم أعرف يوما بأن الفتاة يوجد عندها ما يعرف بغشاء البكارة، وأنه ينفتح بمجرد ممارسة مثل هذا الأمر.
دخلت الجامعة، وكنت متفوقة في دراستي كثيرا، وأقسم بالله العظيم أنني لم أعرف شابا في حياتي، ولم أقم بأي علاقة مع أي شخص حتى عن طريق الهاتف أو الإنترنت، طاعة لله سبحانه وتعالى وللوالدين الذين وضعوا في وفي أخواتي كل ثقتهم، فأنا والله عفيفة.. عفيفة، ولا أقبل ولم أقتنع يوما بما تقوم به بعض الفتيات - سامحهن الله - في الكليات والجامعات من علاقات لا يرضاها الإسلام، فلماذا يحدث معي هذا؟ هل هو امتحان من الله سبحانه وتعالى؟ أم ماذا؟؟
وكان لدي أخت تكبرني بسنة، وهى أيضا متفوقة في دراستها، دخلت كلية الطب ونجحت فيها بتفوق في السنة الأولى، وفي السنة الثانية خلال دراستها تعرضوا لمثل هذه الأشياء (الأعضاء والبكارة وغيرها في دراستهم) وحتى قبل ذلك الوقت لم نكن نعرف شيئا، ولم نفهم إلا عند دراستها للموضوع، قد يرد في أنفسكم، وما دخل أختها بالموضوع.. ولكن للأسف الطامة الكبرى أن ما حدث لي حدث لأختي هي الأخرى، فأنا بصراحة ليست لدى الشجاعة بأن أخبر أي شخص بالموضوع.
أنتم تعلمون ما قد يحصل عندما تتعرض الفتاة لمثل هذا الموقف، قد لا يكون لها ذنب ولكن دائما المجتمع لا يرحم، ولكن أختي عندما فهمت وعلمت أخبرت أمي بالموضوع، وأنا بعدها ومن شدة خوفي أنا الأخرى قلت لها.
ومرت علينا أيام لا نحسد عليها من الخوف والألم والحالة النفسية المتدهورة والسيئة جدا... ولكن أمي كانت تهون علينا الموضوع، وتقول لنا: لا تخفن وإن شاء الله لم يحدث شيء، وكانت تقول لنا هذا الأمر ليس سهلا (فتح غشاء البكارة أو فقدان الفتاة عذريتها) طبعا كانت أمي تهون علينا كثيرا، ولكن الحل هو التأكد.. فكيف؟
في الحقيقة كنت أنا أشد قوة من أختي.. وأكثر تحملا، لا أقصد أنني لم أهتم، لكن كنت أكثر صلابة على الأقل أمام أمي الحبيبة، التي كلما رأتنا في حالة سيئة تمرض، فلا أكذب عليكم .. إنه أمر كبير جدا وحمل ثقيل جدا.
أختي مند ذلك الوقت، وحالتها النفسية سيئة جدا، وفي كل وقت تفكر وتبكي، وتراجعت كثيرا في دراستها بعدما كانت متفوقة، حتى أصبحت تذهب إلى طبيب نفساني، أما أنا فتأثرت في داخلي كثيرا، وأصبحت قلقة ولكن لم أتراجع في دراستي ولم أجعل هذا الأمر يقضي علي، وكنت دائما أقول لنفسي ماذا لو فقدت عذريتك (يا بنت شنو تستفيدي لو أهملت دراستك)، وبصراحة تفوقت جدا وتخرجت في الكلية السنة الماضية بتفوق وحصلت على الترتيب الأول، وأنا الآن أعمل ولقد تحصلت أيضا على إيفاد للدراسة بالخارج على حساب الدولة بسب تفوقي.
وكنت دائما أدعو الله سبحانه وتعالى أن أكون عذراء، حتى إنني كنت أدعو الله بألا أتفوق مقابل أن أكون عذراء أنا وأختي، ولكن تفوقت والحمد الله على كل حال.
أما أختي ما زالت تدرس وهي الآن في السنة الأخيرة من الدراسة، ولقد بدأ الخطاب يأتون لها كثيرا، وهي تتحجج بالدراسة مع وجود المشكلة، أمي تقول لها أكملي دراستك وإن شاء الله خير، ومع إلحاح أختي قالت لها أمي إنها سوف تأخذها إلى طبيبة نساء للتأكد من ذلك.
أما أنا بصراحة غير لحوحة مثل أختي، وأنا لا أريد أن أثقل على أمي، فكيف سيتقبل أبي الموضوع إذا علم.. فأنا أيضا بصراحة قلقة جدا ولا أعرف ماذا أفعل ولا أملك الشجاعة للذهاب إلى طبيبة النساء للكشف (لأني أرى أن كشف العورة حرام والله أعلم) ولا أرغب في ذلك، علما بأني أذكر عندما حدث معي الأمر كان بسرعة ولم أشعر بألم و لم يسقط مني دم، كما أنني لا أذكر هل دخل عضوه إلى المهبل أم لا.. بصراحة لا أذكر.
أرجو مساعدتي هل يمكن للفتاة فقد عذريتها بسهولة، وماذا عن الطفلة الصغيرة التي لم تتعد السنوات السبع هل حقا إنه من السهل جدا فتح غشائها ويحدث ذلك من غير ألم أو دم؟
أفيدوني جزاكم الله خيرا.. أرجو أن تسامحوني على الإطالة.. وأرجو أن تكون صدوركم واسعة لقراءة كل هذه القصة.. هل يمكن أن أعرف نفسي بنفسي من خلال النظر إلى المرآة؟ وكيف يكون ذلك؟ هل أستطيع الزواج من غير فحص؟ ما رأيكم؟
كما أرجو منكم مرة أخرى أن تعذروني.. ولكن من خلال قصتي رأيتم كم تكون الفتاة مظلومة حتى في ذنب لم تقترفه.. فأنا لا أقصد الفتاة البالغة والعاقلة، فهي مسئولة عن تصرفاتها، ولكن الطفلة الصغيرة التي لم تعرف من الدنيا شيئا، هل يتقبل المجتمع ما حدث لها؟ هل يقبل أي شاب أن يرتبط بأي فتاة فقدت عذريتها في صغرها؟ ماذا علي أن أفعل؟
أرجو مساعدتي.. كما أتمني أن يكون جوابكم مريحا، وأن أكون بكامل عذريتي أنا وأختي.. ولا تنسوني في دعواتكم لله سبحانه وتعالى، فأفضل ما يقدمه المرء لأخيه المسلم الدعاء له.
أرجو ألا تبخلوا علي شاكرة لكم حسن الإصغاء.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
16/6/2024
رد المستشار
عزيزتي "مياده" أقدر جيدا ما تشعرين به من إحباط دفعك لما تتصورينه من أن المجتمع منح الشاب شهادة جواز للفاحشة دون أي حساب، وأقام في ذات الوقت كشف حساب قاس، واتهاما مسبقا ولعنات للفتاة التي وقعت في الفاحشة، أو فقدت عذريتها لسبب ما خارج عن إرادتها وهى طفلة، وأخشى أن يكون كلامك هذا تأثرا بما تروج له الداعيات لحقوق المرأة بأن تخطئ وتفعل ما تشاء حتى لا يكون المجتمع ذكوريا يمنح الحق كله الرجل دون المرأة.
ونحن يا حبيبتي لا نملك أبدا أن نقسم شرع الله تبعا لأهوائنا، فشرع الله واحد يسري على الرجل مثلما يسري على البنت، فالله وضع حد الزنا، سواء كان للرجل أو الأنثى مائة جلدة (لغير المحصن)، ولم يقل للأنثى مائة وعشرين، حتى ولو كانت هي من ترتدي ثيابًا فاضحة، وتخطو وتتحرك بشكل مثير، ولو وقف الشاب يصرخ طوال يومه أنها هي التي أغوته، وأوقعت به في الفخ، وبرغم ذلك ذكر الله الزانية قبل الزاني في كتابه ليلوم الفتاة التي خضعت للغواية وفرطت وتهاونت برغم أن الله منحها الكثير ليكون مفتاح العفة بيدها، اقرئي مقال: مفتاح العفة بيد من؟.
وإن كان المجتمع ظالما - كما تقولين - في أنه يحمل الفتاة وحدها المسؤولية، فرب الكون عادل ولا يترك أحدا يعيش بجرمه - إن لم يتب ويقلع عن معصيته- بدون عقاب، وكم من شباب فعل الفاحشة واستهزأ بحرمة الله ووجد وذاق بنفسه عاقبة جرمه، وعرف أنها بذنبه، وكذلك كم من فتاة انتهكت حرمات الله، وظنت أن ستره لها غفلة وإهمال فاستهانت بلطفه وستره، وأمنت مكره، ولا يأمن مكره إلا القوم الخاسرون، فأفاقت على كشف الستر.
يا بنيتي... إننا ننسى دائما أن لهذا الكون إلها عادلا لا يظلم ولا يغفل ولا ينام.. والعفة ليست قاصرة على الفتاة دون الشاب، فقد يكون الشاب أكثر عفة من البنت، بل يردها ويمنعها أحيانا من أن تقع في الفاحشة... لذلك أرجو أن يطمئن قلبك للطف الله ولا تتأثري بتناقضات المجتمع.
أما عن مشكلتك فأنت مثل فتيات كثيرة تعرضن للتحرش في صغرهن، وكما قلنا قبل ذلك إن التحرش بطفلة غالبا ما يكون من خلال المداعبة الخارجية فقط، لصعوبة الدخول ولضيق المكان... لذلك لا أرى مطلقا أي مبرر لكل هذا الخوف لديك، أنت وأختك.
وإن كنت تريدين مزيدا من الاطمئنان فلا مانع من زيارة الطبيبة للكشف، فليس عيبا أن تذهب الفتاة للكشف قبل أن تتزوج، كما يظن البعض، فهي معرضة للمرض التناسلي والالتهابات وعدم انتظام الدورة الشهرية، وهذا كله يتطلب زيارة الطبيبة بدلا من الجلوس في ظلام المخاوف... والحمد لله أن أصبح لدى الأمهات بعض الوعي، وأصبحن يأتين بصحبة بناتهن للعيادة للاطمئنان عليهن.
أرجو أن تتخلصي من تلك المخاوف وتستمتعي بحياتك بدلا من أن تلعني المجتمع والماضي، أما عن سؤالك هل يقبل شاب أن يرتبط بفتاة فقدت غشاءها في الصغر، فأظن أن الشاب العاقل الذي يبحث عن أم لأولاده لديه أشياء أخرى هامة يبحث عنها، كسمعة الفتاة وأهلها وصديقاتها وأخلاقها وحيائها وقربها من الله، كل تلك الشهادات التي تعلن عن العفة.
إن فقد الغشاء في محاولة التحرش بالصغيرة لا يعني مطلقا أنها لم تعد عذراء، فالعذراء هي التي لم يطأها رجل ولم تتعرض لمعاشرة جنسية، وهي تكون كذلك إن تمسكت بالفضيلة واحتفظت بعفتها.
حفظ الله شبابنا وبناتنا من كل سوء ووفقك لما فيه الخير.
واقرئي أيضًا:
فاقدة لعذريتي! كيف؟ وأين الدليل؟
ثقافة غشاء البكارة: كله تمام يا باشا!
العذرية ليست غشاء!
هوس العذرية وحيرة مستشار!