السلام عليكم
مشكلتي: أن زوجي كثير الانشغال عني أثناء وجوده بالمنزل خصوصًا بتصفح الإنترنت،
علمًا بأني أحاول جاهدة تفريغ نفسي من جميع المشاغل من أجله،
ولكن وجدت أن الإنترنت أصبح ضَرَّة لي،
ساعدوني مشكورين؟
19/6/2024
رد المستشار
الأخت الكريمة، أهلاً بك، وشكرًا على سؤالك. صدقت في تعبيرك عن الإنترنت بأنه يشبه "الضرة"، أو الزوجة الثانية، وفي الغرب يسمون الزوجات اللائي أصيب أزواجهن بإدمان الإنترنت اسمًا آخر؛ لأن تعدد الزوجات ممنوع قانونًا هناك، يسمون هؤلاء النساء "أرامل الإنترنت"، وكأنهن قد فقدن أزواجهن، وهم على قيد الحياة؛ لأنهم يقضون أغلب أوقاتهم أمام الشبكة.
ومرض إدمان الإنترنت هو مرض حديث، أعراضه تتمثل في: الوقت الطويل الذي يقضيه المدمن أمام جهاز الكمبيوتر، والاضطراب الذي يطرأ على حياته الأسرية والاجتماعية، والحزن الشديد الذي يصيبه إن امتنع عن الدخول للشبكة أو حالت بينه وبين ذلك أية ظروف، وربما تأثرت أعماله ودراسته، أو تجارته أيضًا، ولكن حتى إن كان زوجك مندفعًا للإنترنت، ومهما كان جمال "ضرتك" أو إفادتها وإمتاعها لزوجك فهي ليست دمًا ولحمًا فهي مجرد وسيلة اتصال ونقل للمعلومات، وشتان بين هذا وتدفق المشاعر ونقل المعلومات، وشتان بين هذا وتدفق المشاعر ودفء التواصل الإنساني الحي.
أنا أقترح عليكِ ألا تصدمي زوجك، وألا تنكري عليه هوايته الجديدة، ولكن استخدمي ذكاءك، وتعلمي التعامل مع هذه "الضرة" بالاشتراك معه في اهتماماته، وتوجيه استخدام الشبكة فيما يفيدكما ويمتعكما من أبواب المعارف المتنوعة.
ومن ناحية أخرى، احرصي على ألا يطغى هذا على الواجبات الأسرية والاجتماعية، والنزهات والأنشطة الترفيهية خارج المنزل.
بشيء من التنظيم والترتيب تتحول الإنترنت إلى نعمة لا نقمة، وصديقة نافعة، وجليسة صالحة، بدلاً من ضرة مزعجة، وبالله التوفيق، وفي انتظار النتائج.
اقرئي أيضًا:
النت شبحٌ في بيتي، أذهب حب زوجي!
أربع ساعات يوميا قراءة على النت هل تضر؟!
زوجي والجنس على النت!
سجناء الإنترنت: الحب أم التوحد؟
وسقطت في شراك العنكبوت: أختي مدمنة إنترنت!