أنا شاب أبلغ من العمر 30 عامًا، ولكن كنت طبيعيًّا من حيث الميل إلى النساء بنسبة 100% إلى أن وصل عمري 22 أو 23 تعرفت حين ذاك على صبي عمره 12 عامًا تعلق بي جدًّا، وكان الأمر طبيعيًّا جدًّا إلى أن نزغ الشيطان في يوم من الأيام، وبدأت أفكر وأميل له جنسيًّا، وشغل التفكير بالي، ولكن كنت لا أستطيع أن أصارحه.
ومر الوقت وأنا ما زلت في تفكيري لأكثر من عام إلى أن تطورت العلاقة إلى مقدمات اللواط، وبمرور الوقت إلى حد الإنزال أكثر من مرة، ولكن خلال هذا الفترة كنت أعيش في صراع مع نفسي كاد أن يهلكني، وللعلم خلال هذه الفترة كنت أتوب إلى الله بعد كل معصية، ودعوت الله كثيرًا أن يعافني من هذا المرض، وكدت أن أفقد عقلي، فدعوت الله أن يبعدني عن البلد الذي أعيش فيه واستجاب الله الدعاء وسافرت إلى إحدى دول الخليج.
ولكن خلال هذه الفترة أحسست بفقدان الميل الجنسي تجاه النساء، فالآن أريد الزواج كأحد الحلول، ولكن أجد نفسي لا أميل إلى النساء إلا في بعض الأحيان، فأخاف أن أتزوج وأظلمها معي، وأخاف ألا أتزوج عندما أرجع إلى بلدي أعود إلى هذا الذنب، وللعلم إني لا أشتهي أحد إلا هذا الشخص.
أفيدوني بالله عليكم؛ لأني كدت أن أفقد عقلي بالله عليكم.. أرجو الرد عليّ مباشرة، ولا تحيلوني إلى إجابات أخرى.
ملحوظة: الآن نفسي أن أستقر وأتزوج ويكون لي أسرة، ولكن دائمًا أخاف أن أظلم من أتزوجها؛ لأني في أوقات كثيرة لا أشعر بميل إلى النساء، وعلمًا بأن الشخص الذي استمرت علاقتي به حوالي 6 سنوات ما زلت إذا سمعت صوته واسمه يحدث لي ميل له، مع أني أجاهد نفسي بكل ما أملك، والله أنا نادم كل الندم على ما حدث، ولكن بالله عليكم ماذا أفعل؟.. أرجو الإفادة في أسرع وقت ممكن، وجزاكم الله عني وعن المسلمين خيرًا.
20/9/2024
رد المستشار
أهلاً ومرحبًا بك على صفحتنا، الحقيقة أن المشكلات التي ترد إلينا كمستشارين على الإنترنت تختلف نوعًا ما عن المشكلات التي أقابلها في العيادة النفسية؛ إذ يبدو أن هناك قدرًا من الخجل أو التحفظ يقلل من ورود مشكلات المثلية إلى العيادة، وإن كان ذلك لا يعني أن المثليين لا يطلبون العلاج النفسي.
إذا تحدثنا عن مشكلتك بوجه عام سنجد أن الميول المثلية عادة ما ترجع إلى الطفولة المبكرة والصدمات التي يمكن أن يكون الإنسان قد واجهها في تلك الفترة من حياته، وهناك دراسات علمية أمريكية توصلت إلى أن هناك نسبة قد تصل إلى 50% من الذين تم التحرش بهم في الطفولة أصبحوا مثليين في الرشد، وبرغم أنه لا توجد دراسات مماثلة عربية فإنها تعتبر مؤشرات لتأثير الطفولة علينا.
النقطة الثانية التي تحدثت عنها في رسالتك هي نقطة عدم ميلك إلى النساء، فأجدك تقول إنك كنت تميل إلى النساء بنسبة 100%، فكيف تغير حالك؟
لا يا سيدي؛ لأنك لم تتزوج أو تخطب حتى تحكم على نفسك أنك لا تميل إلى النساء، جدّد ثقتك في نفسك وفي ميولك، أنت إنسان متعلم تعليمًا جامعيًّا وناجح في عملك، فالأشخاص الذين لديهم ميول مثلية تظهر عليهم هذه الميول مبكرًا ربما من فترة المراهقة، ولكنك كنت تميل إلى النساء بالفعل والجديد بالنسبة لك هو مجرد أفكار حول العلاقة المثلية وتلاها "أفعال قهرية" وهي التقرب من ذلك الشاب بالفعل.. هذه الأفكار والأفعال يمكن التخلص منها بإذن الله تعالى.
نقطة هامة تساعد على التشخيص وهي أنني أجدك في رسالتك لا تذكر أي شيء عن فترة الطفولة، وهل تعرضت لمشكلات تتعلق بنوع من التحرش الجنسي أم لا.. فإن لم يكن حدث فيها تحرش فأنت ولا شك لا تعاني من اضطراب الميول المثلية، والأمر ما هو إلا مجرد أفكار وسواسية تأتي على بالك، فبداية المشكلة كانت أفكار، حيث تقول: "وبدأت أفكر وأميل له جنسيًّا، وشغل التفكير بالي، ولكن كنت لا أستطيع أن أصارحه، ومر الوقت وأنا ما زلت في تفكيري لأكثر من عام"... إن كانت المشكلة كذلك فالحل هو علاج هذه الوساوس، وهناك طرق كثيرة للعلاج من هذه الأفكار، ومنها:
1 - خطط لمزيد من الأنشطة: قد تكون الظروف من حولك بها غربة وعزلة، حاول أن تجعل الحياة أكثر إمتاعًا.
2 - كافئ الإنتاج والانتباه: تجاهل هذه الأفكار بمعنى ألا تلوم نفسك عليها، وكافئ السلوك المعاكس وهو الانتباه والاهتمام بأشياء أخرى.
3 - اطلب العلاج النفساني: فترة من الإرشاد النفساني يمكن أن تساعدك بإذن الله سبحانه، كما أن مقدار من الدواء لتقليل الأفكار يمكن أن يكون فعالاً.
4 - لا تستسلم لأفكارك بحيث تشغل ذهنك وقتًا أطول من اللازم، قد يحتاج الأمر إلى قدر من الجهد في البداية، ولكن سيصبح أكثر سهولة مع الدواء والإرشاد النفسي.
إذا عادت الأفكار فلا تدعها تسترسل في عقلك قدر استطاعتك، واستبدل الفكرة بفكرة أخرى مقبولة تصور منظرًا طبيعيًّا.. تخيل مثلاً جمال الشاطئ أو الشروق أو غير ذلك من الأشياء التي تحبها.
أقول لك مرة أخرى إن مراجعة طبيب نفساني ستساعدك كثيرًا في التخلص من المشكلة ويقلل من أحزانك ومخاوفك.
وأخيرًا.. بالنسبة لفكرة إحالة صاحب المشكلة إلى حلول سابقة فإنه يُعَدّ أحد سياسات الصفحة، ذلك أن معظم المشكلات التي تصلنا ليست الأولى من نوعها، وقد سبق لنا الإجابة عليها، وبالتالي فإن الرجوع إليها أمر مفيد، ولا يعني هذا ألا نقدم أي حل لصاحب المشكلة، بل بالعكس يكون الرجوع إلى حل لمشكلة هو إثراء للحل الجديد فبدلاً من التكرار، يكون الحل الجديد إضافة لسابقه، خاصة أن بعض المشكلات لا تظهر على الصفحة بعد فترة فيكون الإحالة إليها بمثابة إعادة نشر لها كي يستفيد الجميع.
وأدعوك إلى قراءة الارتباطات التالية:
المثلية أو الشذوذ الجنسي علاج الآسف للشذوذ: ع.س.م(1-2).
مثلي لكن مثلي لا يكون مثليا! الآسف للشذوذ!
المثلية أو الشذوذ الجنسي هل من علاج؟ نعم!
وتابعنا بأخبارك.
ويتبع >>>>>>>: أميل لجنسي.. هل الزواج حل؟ م