اخاف ان تنحرف فطرتي
السلام عليكم ورحمة الله، أعتذر منكم مقدماً لما سأتطرق له من ذكر لأمور مخلة، وذلك لمحاولة شرح ما أعاني منه، وإيصال المعلومة كاملة حتى تساعدوني في مشكلتي.
معكم أخوكم عبدالرحمن البالغ من العمر 26 سنة، أعاني من إدمان المواد الإباحية منذ أن كان عمري 12 سنة، فكانت بدايتي مع متابعة الصور الخليعة للنساء وتطور الأمر سنة بعد سنة لكن لم أقع في العادة السرية بعد، وأنا في عمر ال18 بدأت أشعر بالملل وعدم الاستمتاع كما في السابق، وكنت مبتلى بالفراغ والملل، بدأت بتكثيف البحث ووجدت نوع من أنواع الإباحية قد ابتليت بها نفسي، ووقعت بالعادة السرية حينها، وإلى هذا اليوم وأنا أعاني منه،
مع الأسف وقعت في مواد اللواط والعياذ بالله، المواد عبارة عن متحولين يجامعون الرجال، الموضوع أشبه بنساء لكن بعضو تناسلي ذكري يجامعون ويهينون الرجال، كنت وكأني وجدت ما كنت أبحث للانتشاء من أجله، ووقعت في العادة السرية من لحظتها واستمريت عليها إلى هذا اليوم،
لا أخفيكم ففي بداية الأمر كان ضميري يأنبني بشدة وذلك لمهانة الأمر لي كرجل، لكن مع الأسف مع استمراري بدأت وكأني تقبلت الأمر بل وأصبحت أستمتع به، بدون أي تأنيب ضمير، حاولت عدة مرات على تركها، لكن لا يطول الأمر وأعود أسوء من قبل، لكني لم أقنط أبداً من التوبة وأعود مرات وأتوب مرات، أما الآن فأنا أقسمت على نفسي بأن لا أعود، والآن قد مر شهر دون اللجوء للعادة السرية وأعتبرها أطول مدة قد ابتعدت فيها، لكني أصبحت أعاني من توارد الأفكار الإباحية القذرة في رأسي لدرجة أن أصبت بالهم وتشتت الذهن، المشكلة ليست هنا، بل المشكلة في خوفي بأن فطرتي قد انحرفت وأني لن أستمتع حتى ولو بعلاقة زوجية طبيعية.
كل ما أرجوه منكم هو مساعدتي في هذا الأمر وهل الاستمرار في الإقلاع عن هذا المجال المنحط قد يساعدني في علاجي، أتمنى إفادتي.
وشكرًا جزيلًا لكم.
22/6/2024
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع.
الإنسان بطبيعته يميل إلى اكتساب العادات المختلفة ويتم تثبيتها في دوائر دماغية مختلفة ويمارسها الإنسان بين الحين والآخر ليحصل على بعض الارتياح النفساني. كذلك الأمر مع المواقع الإباحية المختلفة فالفضول وحب خوض التجارب المختلفة يدفع الإنسان إلى سد احتياجاته الجنسية والشعور بالمتعة ومع مرور الوقت يشعر الإنسان بأن المتعة التي يحصل عليها غير كافية وتصبح زيارة المواقع مجرد عادة ويبدأ بتجربة مواقع جديدة والدخول في حلقة مفرغة.
ما حدث معك يحدث مع غالبية البشر الذين يكتسبون عادة زيارة المواقع الإباحية ويشعرون بعد فترة زمنية بأن المتعة التي يحصلون عليها لا خير فيها ويضاف إلى ذلك الشعور بتدني الذات والذنب. لكن تخلي الإنسان عن ممارسة عادة ما ليس بالأمر اليسير وقد يعود إليها بين الحين والآخر عند الشعور بالضيق وعدم الارتياح. هذا هو مفهوم العادة عند البشر ولا يوجد أمامه سوى:
اولاً: الإقلاع عن ممارسة عادة قديمة.
ثانيا: اكتساب عادة جديدة مثل التواصل مع الآخرين، العمل، الارتباط بشريكة حياته وغير ذلك.
ثالثا: الانتباه إلى احتمال العودة إلى ممارسة العادة القديمة مع ضغوط الحياة وتجنب ذلك.
رغم أن ما تم التطرق أعلاه يتم الإشارة إليه هذه الأيام بمصطلح إدمان، ولكن الأدق هو مجرد عادة سيئة يكتسبها الإنسان وهو قادر على التخلص منها. هذه المواقع لم ولن تلبّي احتياجاتك الجنسية وما فعلته هو عين الصواب ولا تحتاج إلى علاج نفساني.
وفقك الله.
التعليق: شكرًا جزيلًا على تعاونك د. سداد .
وأسأل من الله ان يجعل عملكم هذا خالصًا لوجهه وأن تكون شفاعة لكم يوم القيامة.
الحمدالله لا زلت مستمراً على الابتعاد من ممارسة هذه العادة، ولا زلت أقاوم وساوس الشيطان، ونسأل من الله الثبات والعافية.
أكثر ما ساعدني حقيقة بأني اختليت بنفسي وبدأت أتحدث بصوت عالي وأفكر كيف لي أن أستطيع أن أتعافى من هذا الابتلاء، ثم تذكرت عن وساوس قد تغلبت عليها في الماضي، ألا وهي وسواس الوضوء والصلاة، وتغلبت عليها بالتجاهل والتغاضي عنها، وهذا ما تذكرته وبدأت أطبقه على الوساوس التي تراودني، في مسألة شكي بكوني شاذ وإلى آخره من التراهات التي يراودني بها الشيطان، فالتجاهل والاستعاذة من الشيطان قد ساعدني جدًا في الاستمرارية.
أكرر وأعيد شكرا جزيلا لكم ولمحاولاتكم في إصلاح وتحسين حياة الناس.