بارك الله فيكم وفي أعماركم وفي أبدانكم وفي أموالكم وفي أولادكم، أنا موظف عمري 33 سنة وزوجتي موظفة 28 سنة، رزقنا بولد عن طريق عملية قيصرية عمره الآن 20 شهرا، بعد ولادته بـ 3 أشهر أجريت لأمه عملية لالتواء الأمعاء، ومنذ ولادة الطفل وزوجتي تأخذ حبوب منع الحمل. مشكلتي مع زوجتي هي أنه عند ظهور مشكل بيننا تبدأ في الصراخ والشتم والسب، كأن تقول لي "يا كلب أو يا زبالة أو يا عائلة الزبالة أو لست رجلا" وغيرها كثير، وهي تصرخ (أعز الله قدركم).
ردود فعلي كانت متنوعة، فمرة، وكان ذلك في البداية، كنت أرد لها شتائمها كي تحس بما أحس وترتدع، ومرات كنت أخرج وأتركها في البيت، ومرات كنت أدعها تهدأ وأكلمها وأعظها. مرات كنت أهجرها في المضجع، حتى أنها في مرة من المرات رفعت يدها علي، وتركت آثار أظافرها على رقبتي، فضربتها على ساعدها كي تهدأ، وكل ذلك أمام الولد.
حاولت معها الوعظ، ومرة من المرات عاهدتني على ألا تكرر ذلك ولكن لا فائدة، حاولنا الرقية الشرعية بتلاوة آيات من القرآن ربما يهدأ بالها وعظها الإمام ولكن بلا طائل.. قصدنا طبيبا أجرى علينا الحجامة ومرة كلمت والدتها في الموضوع فلم تعنّي في الموضوع، في مرة من المرات بعد غضبها خرجت من البيت وذهبت إلى بيت والديها وأنا آمرها أن تعود، وبعد أيام جاء والدها فأخبرته بكل أمرها، وكيف تصرخ وتشتم، ولكن لا شيء تغير.
مرة كنا نسير بالسيارة وحاولت إلقاء نفسها من السيارة، ولما هدأت ألقت اللوم علي لأني لم أوقف السيارة. وبعد كل ذلك هي لا تعتذر، كأن تقول لي "أنت جبتو لروحك"، وكأني بها تقول أني أستحق لقب "الزبالة" أحاول أن أوفر لها الراحة في كل شيء، أجرت بيتا لأنها لم تتأقلم في بيت أهلي وبعض الحساسية مع أختي وذلك في عدم وجود مخرج من نفق التأجير، مصروف البيت في يدها (عاقبتها مرة بسحب المصروف من يدها ثم أرجعته لها)، أشاورها في اختيار البيت المؤجر، في اختيار السيارة وحتى في اختيار ملابسي، نخرج معا لشراء كل شيء وأي شيء، نخرج على الأقل مرة في الشهر للعشاء في مطعم وإلى الملاهي، وهي ليست حبيسة البيت لأنها مدرسة.
بقي لي في الموضوع أربعة أمور:
- أن نذهب إلى طبيبة نسائية عسى أن يكون السبب في حبوب منع الحمل وفي التغير الهرموني.
- أن نذهب إلى طبيب نفساني إذا قبلت بذلك لإيجاد سبب وحل للوضع، ربما أثرت العمليتان الجراحيتان على نفسيتها.
- إذا لم ينفع ذلك، أن ألجأ إلى الحكمين من العائلتين مع رفضها هي وأهلها لإشاعة القصة.
- إذا لم ينفع ذلك أتركها لمدة طويلة في بيت أهلها ثلاثة أشهر مثلا وكأنها طالق. وآخر الدواء الكي.
سؤالي من فضلكم هو:
هل علي أن أحتمل ذلك طول حياتي إذا لم يتغير شيء؟ أم بعد مدة معينة وبعد توفير كل الحلول يمكن لي أن أبدأ حياة جديدة؟
هل الشتم والتجريح شيء ممكن التعود عليه والتأقلم معه؟ أم ذلك من الدواعي لإنهاء الزواج (بعد توفير كل أسباب النجاح)؟ هل الحلول الأربعة الباقية صحيحة وترتيبها صحيح؟ وهل هناك أي سبب كاف يجعل من حقها أن تشتمني؟.
أرجو توجيها أثابكم الله. أخاف الظلم، وأريد أن أقيم عليها الحجة أمام الله أولا يوم القيامة، وأمام ولدي ثانيا إذا كبر وسألني لم فرقت الشمل، وأمام نفسي ثالثا ولا أحس بتأنيب الضمير بقية حياتي، وأمامها رابعا.
حياتي تحولت إلى جحيم لا يطاق، لم أعد أحب الدخول إلى البيت، كنت أتخيل كل شيء (المشاكل العادية بين الزوجين) إلا شتمها لي ورفعها يدها علي، مع العلم أني من المطالعين للاستشارات على موقعكم منذ أربع سنوات أي قبل زواجي، كنت دائما أحاول معها الحوار البناء (الطريقة، الشروط،...)، كل ذلك الكلام أصبحت أراه نظريا لأنها أصبحت ترى ذلك ضعفا مني،
فتحت لكم صدري، وعفوا على الإطالة وفرج الله بكم كروب المسلمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
16/7/2024
رد المستشار
أخي العزيز... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
زوجتك -كما وصفتها- سريعة الاستثارة، وهي حين تستثار تصرخ وتسب وأحيانا تضرب، وهذا يعكس حالة من التوتر الشديدة، كما يعكس ميولا عدوانية أحيانا تخرج في صورة عدوان لفظي وأحيانا أخرى في صورة عدوان جسدي، ولسنا ندري.. أهذا شيء جديد عليها أم أنها هكذا منذ عرفتها؟ وإن لم تكن كذلك من قبل... فما الذي غيرها؟ وما هي ملابسات التغيير؟
لقد فهمت من رسالتك أنها تغيرت بعد الولادة، وربما بعد العملية الجراحية، والولادة من المفترض أنها حدث فسيولوجي طبيعي، وحتى اضطرابات ما بعد الولادة لا تستمر كل هذه الفترة، ولا تأخذ هذا الشكل، وليس من المعتاد أن يتبع العمليات الجراحية تغير ممتد في السلوك بهذا الشكل، إذن هناك شيء في الزوجة يحتاج للاستكشاف والمعالجة، وقد يكون هذا الشيء خلل في رؤيتها لك كزوج وفي علاقتها بك، وخاصة أنها تستخدم كلمات تقصد بها الإهانة والتجريح لك، وقد يكون اضطرابا نفسيا لديها مثل اضطرابات القلق أو الاضطرابات الوجدانية أو اضطراب ضعف السيطرة على النزعات.
ولهذا أقترح البدء بزيارة طبيب نفسي متخصص يقوم بدراسة الحالة وتقييمها من الناحية الطبية النفسية، فإذا كان ثمة اضطراب نفسي نبدأ بالعلاج دون تأخير، وإن وجد الطبيب خللا في العلاقة بينكما فربما تحتاجان لما يسمى بالعلاج الزواجي، وإذا كانت حبوب منع الحمل لها دور في ذلك فسيحيلكما إلى طبيبة النساء والتوليد لتغيير الحبوب بوسيلة أخرى (وإن كنت شخصيا أستبعد هذا الاحتمال).
أما عن كون هذا السلوك طبيعي أم لا، فهو بالتأكيد غير طبيعي، فالمفترض أن البيت يقوم على ثلاثة أركان هي (السكن والمودة والرحمة)، وفي الظروف التي شرحتها نجد أن هذه الأركان مضطربة أيما اضطراب، إضافة إلى ذلك فإن أفعال الزوجة وأقوالها تتنافى مع الاحترام الواجب للزوج وتهز صورته أمام الابن وأمام الأهل، ولهذا تداعيات سلبية كثيرة، فإذا ثبت وجود عوامل مرضية فمن حق هذه الزوجة عليك (على الرغم من كل ما فعلته) أن تهتم بعلاجها حتى تشفى من مرضها، أما إن ثبت أن ذلك بسبب عدم التوافق الشخصي بينكما، فمن الواجب أن نسمع منها ما هي الأسباب وراء هذا الاضطراب في التوافق، فقد تكون لك بعض السلوكيات أو التصرفات تجعلها في حالة استفزاز مستمر يؤدي إلى هذا السلوك العدواني.
ومن المفيد دخول طرف ثالث بينكما لضبط وتيرة الحياة الزوجية ولحل الصراعات الموجودة، وأنا أرى أن الطبيب النفسي هنا أفضل طرف ثالث بينكما؛ لأنه سيجمع بين الرؤية الطبية والرؤية النفسية والاجتماعية، ويبدأ التوجيه الصحيح من عنده.
وحين تنتفي الأسباب، أو يتضح أن هذه هي طباع الزوجة، أو أنها تنظر إليك نظرة خالية من التقدير والاحترام، فإن ذلك حتما يستدعي مراجعة الحياة الزوجية بكاملها، وقد يستدعي الأمر دخول حكمين (من أهلها ومن أهلك) لإصلاح ذات البين، وإن لم ينصلح فلا مانع من الابتعاد عنها لفترة من الزمن على أمل أن تراجع نفسها، وتعود إلى رشدها، وهذه كلها خطوات لا بد أن تسبق التفكير في الطلاق، حتى لا يحدث ندم بعد ذلك، فنحن في هذه الظروف نستنفد كل الوسائل والطرق التي يمكن أن تساعد في تحسين الأمور.
نسأل الله لك الصبر ولها الهداية ولكما التوفيق والصلاح.
واقرأ أيضًا:
زوجة عصبية على البنتين!
عصبية الزوجة تجعل الجميل نحيلا!!
عصبية وتهجر الفراش ولا تسمع الكلام!
العنف في الحياة الزوجية!
ويتبع>>>>>: صراخ وسب وضرب.. الحياة في بيت مفخخ م. مستشار