أولا نشكركم على هذا الجهد، وجزاكم الله خيرا، أنا آسف لأن مشكلتي طويلة. أنا شاب في أواخر العشرينيات، والحمد الله ملتزم، وأخاف الله، سافرت خارج بلدي منذ عامين، وللأسف مع أني في بلد عربي ولكن فيه إغراءات كثيرة جدا كما هو الحال في الغرب، بدأت أبحث عن عروس من نفس بلدي وملتزمة، وعلى شرط أن تكون موجودة في نفس البلد، وكان الموضوع صعبا عن طريق المعارف والأقارب، وبالصدفة ظهر أمامي على الإنترنت موقع للزواج، سجلت اسمي وبياناتي، وراسلت فتيات من نفس جنسيتي في نفس البلد الذي أنا فيه في الخارج. وكان شرطي أن تكون مقيمة مع أسرتها، والحمد الله عثرت عليها، وبدأنا نتحدث عن طريق النت والإيميل.
وبعد فترة قصيرة جدا كانت هي قد عرفت بياناتي بالكامل، وفوجئت بزيارة والدها لي في عملي، والحمد الله أبدى إعجابه بي، وبعد فترة تقابلت معه لإتمام الحديث، ومعرفة ظروفي، تكلمت معه بكل صراحة، وأخبرته أن أهلي موجودون في بلدي، وأنا هنا بمفردي، وأني أريد الزواج هنا لظروف تمنعني من نزولي لبلدي لمدة سنتين لحين إتمامي سن الـ30 لتجاوز سن التجنيد. تكلم معي بصراحة، وكان شرطه أن يأتي أهلي إلى هنا لإتمام الخطوبة، والزواج بعد سنتين في بلدنا الأصلي في وسط الأهل. كانت أمي تقوم بمناسك الحج، ولإعجابي بالفتاة قررت أن أوافق على شرطه، وجاءت أمي، وتم حفل الخطوبة بحضور والدتي لأن والدي متوفى.
الفتاة ملتزمة، ومتفوقة جدا جدا في الدراسة، وكانت قد تمت دراستها في الهندسة بتقدير امتياز، وبدأت أتردد على المنزل في أوقات محددة في نهاية كل أسبوع، وبدأ الخطأ مني في التقرب منها عن طريق اللمس، ولم أحترم ثقة أهلها بي أو بها، ومع أني أول شعور في حياتها فإنها استجابت، ولمست كل أجزاء جسدها من فوق الملابس، مع العلم أني لم أرَ شعرها حتى الآن. وبدأت أتألم وأنا أعلم أن هذا خطأ؛ لأن فترة الخطوبة طويلة (سنتان). وفي بعض الأحيان كنت أتردد هل تسرعت في اختيار شريكة حياتي؟ هل هي أم غيرها؟ وفي بعض الأحيان أراها جميلة، وفي وجهها القبول والنور، وفي البعض الآخر أريد القيام من أمامها.
مع العلم أن الفتاة بدأت في حفظ القرآن، وتصلي صلاة الاستخارة منذ أن عرفتني حتى الآن. والدها تنازل عن موضوع الزواج في بلدنا بعد أن شاهد أهلي والحمد الله، ولكن يوجد شرط؛ وهو أن تكون شقتي مجهزة بالكامل في بلدنا الأصلي، والحمد أمتلك شقة، فقط تحتاج إلى ترميم شامل. فهل يعقل أن أجهز شقة في بلدنا الأصلي وشقة هنا، مع العلم أني لن أنزل إلا بعد سنتين؟
سؤالي:
هل طريقة تعارفنا صحيحة؟
وما حكاية تقبلي لها في بعض الأحيان وفي البعض الآخر لا؟
ما رأيكم في قصتي بالكامل ونصيحتكم لي؟
وأكرر أسفي لإطالتي عليكم وجزاكم الله خيرا.
13/07/2024
رد المستشار
الابن الكريم "حسام" حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
أهلا وسهلا بك على موقعك ونحن نرحب دائما بأسئلتك واستفساراتك، بداية أود أن أشكرك على صراحتك وثقتك في مشاركتنا قصتك، وسأحاول التركيز على تقديم النصائح بناءً على ما ذكرت:
1 - طريقة التعارف:
لا يوجد مشكلة في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا للبحث عن شريك حياة ما دام ذلك يتم ضمن حدود الشرع والأخلاق، الأهم هو التأكد من التوافق الديني والقيمي والأخلاقي والاجتماعي بين العروسين.
2- مشاعرك المتذبذبة:
من الطبيعي أن تشعر ببعض التذبذب في مشاعرك تجاه خطيبتك ، خاصة إذا كانت فترة الخطوبة طويلة وكنت تشعر ببعض الضغط أوالتردد لإتمام الزواج، صلاة الاستخارة قد تساعدك في توجيه قرارك والاستقرار النفسي.
3- التقرب الجسدي:
يجب أن تتذكر أن فترة الخطوبة هي فترة تعارف وبناء الثقة والاحترام المتبادل، وليس للتقرب الجسدي ، من المهم أن تلتزم بحدود الشرع والأخلاق في تعاملاتك معها ، وتحترم ثقة أهلها فيك ، والأهم أن تتقي الله في علاقتك بها في السر والعلن ، وأن لا تبدأ علاقتك بها بفعل سلوكيات تغضب الله حتى يبارك الله علاقتكما ، ويبارك لكم في زيجتكم ، ويجمع بينكما على خير في صلاح وطاعة لله .
4 - الزواج والشقة:
شرط تجهيز الشقة في بلدكم الأصلي يمكن أن يكون تحديًا ماليًا لك ، ولكن يمكنك التحدث مع والدها حول إمكانية التخفيف من بعض الشروط أو إيجاد حلول وسط، يجب أن تكون الأمور واضحة ومفهومة من البداية لجميع الأطراف ، وتذكر أن التأخر في وضع النقط على الحروف فيما يخص الأمور المادية قد يكون سببا في عدم إتمام الزيجة - لا قدر الله .
5 - النصيحة العامة:
استمر في الدعاء والاستخارة ، واطلب من الله الهداية والتوفيق ، تحدث مع خطيبتك بصراحة عن مشاعرك وتوقعاتك ، وحاول أن تفهم مشاعرها وتوقعاتها أيضًا.
أنصحك أيضا بمحاولة التحدث مع شخص موثوق من أهلك أو أحد الأصدقاء الذين تثق في نصائحهم ، هذا الأمر هام جدا - بجانب الاستخارة - لكي تتمكن من اتخاذ قرارات صائبة في الأمور ، فلا خاب من استخار ولا ندم من استشار .
أخيرًا، تذكر أن الزواج شراكة طويلة الأمد تحتاج إلى التفاهم والاحترام المتبادل، والثقة.
أسأل الله أن يوفقك ويرشدك إلى ما فيه الخير لك ولخطيبتك فهو ولي ذلك والقادر عليه