بين نار الرغبة ونار الضمير
السلام عليكم، أنا سيدة متزوجة منذ 5 سنوات وأعمل، زوجي رجل طيب حنون يحبني، أنا أول امرأة في حياته، يعرف حدود الله والحمد الله، ولي منه ثلاثة أبناء أكبرهم 3 سنوات، انشغلت في بداية زواجي بالحمل والولادة؛ لأنني أنجبت أولادي على التوالي دون راحة بينهم.
مشكلتي مع زوجي أنه لا يستطيع أن يعفني؛ أي بمعنى أنه لا يوصلني إلى رغبتي في الجماع، معه لا أشعر أنني امرأة كاملة، بل ناقصة، لا أشعر بأنوثتي، مع أنني جميلة وأعرف معنى تزين المرأة لزوجها، وأنني لست مقصرة في هذا الأمر نهائيًا.
زوجي كل مفهومه في المعاشرة الزوجية -وعفوا على صراحتي- هي فقط دخول وخروج العضو بدون الانتباه إلى رغبتي وما أحتاجه منه؛ لدرجة أنه لا يعرف إذا كنت قد وصلت إلى المرحلة النهائية معه أم لا؛ لدرجة أن في بعض الأوقات يسألني لما يراه مني من برود فأجيب نعم، طبعًا وأنا معه في الجماع أمثل عليه أنني منسجمة معه، مع أن بداخلي نار تحرقني وأشعر بالاختناق، تحدثت معه في هذا الموضوع، قال لي بأنه طبيعي، ولا يشكو من شيء، ربما الخطأ في أنا، وأنه بكامل صحته، وبدليل أن لديه ثلاثة أبناء.. يعتقد أنه كامل الرجولة بدليل أن لديه أبناء مني!! تحدثت معه عن التوافق الجنسي، قال لي: "لا يوجد شيء اسمه ثقافة جنسية.. هذه ابتداعات.. الإنترنت خرب عقلك وتفكيرك، وهذا شيطان أدخلته أنا على البيت"؛ ربما لتربيته الريفية فليس لديه أي استعداد في معرفة كيفية المعاشرة الصحيحة الجنسية، صعقت من رده، ففضلت الصمت والبكاء.
طبعا ستسألين: لماذا لم أتحدث معه في البداية؟ أعتقد أن خجلي منعني، وأيضا خوفي أن أجرح كرامته كرجل، وكما تعلمين فالرجل الشرقي في هذه المواضيع يعتبر الخوض فيها خطرًا كبيرًا، وربما لأنني انشغلت بالحمل والولادة طيلة السنوات الثلاث الأولى من زواجنا. هذا هو نتاج التربية والعادات والتقاليد في بيئتنا العربية: ممنوع الاقتراب.. ممنوع الحديث.
أشعر بأن أحدًا ما سلب حقي ولا أستطيع أن آخذه، بدأت أملّ من دور التمثيل الذي أقوم به يوميًا، لا أنكر أني أكن له مشاعر الحب لكن مع كل انتهاء جماع بيننا أكرهه، أتمنى لو أدفعه بكل قوتي وأصرخ بوجهه وأقول: "حرمتني من حقي أن أكون أنثى.. أكرهك"... تراكمات وتراكمات، فقدت أنوثتي وحقي كزوجة من العفاف، حتى الكلام الحلو الذي تتمناه كل امرأة من زوجها فقدته، ناهيك عن أن مفهومه عن الحب هو أن يلبي طلباتك، قليل الكلام معي عن الحب، طلبت منه، أخبرته أن كلام الحب يجب أن يكون بيننا حتى لا نمل من بعضنا، قال لي: "أنا لا أعرف أن أقول كلام حب، ويكفي أن أثبت لك حبي".. يعني لا كلام ولا فعل!!.
والمصيبة الكبرى أن زميلي في العمل أعلن حبه لي مع أنه متزوج، وقال لي: إنه من أول يوم رآني شعر بقربه لي، وشعر بحبه، ولم يصارحني إلا هذه الأيام فقط خوفًا من أن أرده، لا أخفيك أنني في البداية شعرت بالتقرب منه؛ ربما لأنني محرومة من هذا الشيء في زوجي؛ فهو يسمعني أحلى الكلام، يشعرني بأنني امرأة ولكني أرفض فكرة أن أكون خائنة لزوجي لكن أقول لنفسي: هو من دفعني لهذا.. هو السبب، أحاول أن أبتعد عن هذا الشخص ولا أكلمه لكن بمجرد رؤيتي له وهو ينظر إلي أشعر بحنانه يتدفق إلي، أشعر بجسدي كله يرتجف، ربي ماذا أفعل؟ أخون ربي وأخون زوجي وأولادي؟!.
أنا الآن في صراع كبير بين زوجي وبيتي وأولادي، وهذا الشخص الذي على استعداد أن يتزوجني في أي لحظة؛ لأنني -كما يقول- حبه الحقيقي في هذه الدنيا.فكر جديًا في ترك العمل وأستقيل لكن ماذا سأقول لزوجي؟ لماذا أريد أن أترك العمل؟ مع العلم أنني أمضيت في هذا العمل ما يقارب 8 سنوات، وزوجي يعلم أني أحب عملي جدًا، كيف أقنعه بتركي للعمل بدون سبب؟ وكثيرًا طلبت من زميلي أن يتركني وشأني لكنه يأبى ذلك، ولا أخفيك بدأت الأيام تقربنا من بعض أكثر وأكثر، فيا ويلي من هذه القرب!.
لا أرغب في طلب الطلاق؛ لأن لدي منه ثلاثة أبناء، أفكر فيهم كيف سيعيشون بدون أب، وأعلم مدى تعلقهم بوالدهم، ومدى حب زوجي لهم، ولا أخفيك أخشى على زوجي من الصدمة إن طلبت منه الطلاق لكن صدقيني لا أريد الطلاق من أجل أن أتزوج غيره لا، ولكن أريد أن أعيش مع أولادي وأنا إنسانة طبيعة غير محطمة نفسيًا. وأخشى أن أبقى هكذا ويأتي بي اليوم لأنفجر فيه وأطلب منه الطلاق أو أخونه، مع أني أكره هذه الكلمة؛ لأنني سأعصي رب العباد أولا قبل زوجي، وكما تعلمين المغريات في زمننا كثيرة.
هل أنا مخطئة في تصوري للمشكلة؟ هل أنا أكبرها أم لا؟ أصبحت في حيرة من أمري، كل يوم بكاء من زوجي، ومن هذا الشخص الدخيل على حياتي، أصبحت لا أستطيع العيش هكذا؛ لدرجة أني تمنيت أن يرحمني الله برحمته، ويتوفاني إليه؛ لأني لا أجد أي حل لهذه المشكلة.
هل أصبر على ما ابتليت به ولي الثواب عند خالقي، أشعر أنني خائنة لزوجي؛ لأني أظهر أمامه الحب، وبداخلي لا أطيقه، مع أنني دائما أدعو له في صلاتي أن يغفر الله له لظلمه لي. وكيف لي أن أبعد هذا الحبيب الذي بدأ قلبي يتعلق به شيئا فشيئا؟ كيف أبعده عني؟ طلبت منه كثيرًا أن يتركني لبيتي وأولادي لكنه لا يريد، قال لي: "أينما تكونين سأكون أمامك".. ماذا أفعل به؟
بالله عليك قولي لي: ماذا أفعل؟ وأرجو أن تقرئي رسالتي هذه، وربما فقدت بعض الأشياء، أتمنى أن تقرئيها أنت من بين السطور..
وأشكرك كثيرًا لصبرك لقراءتها. وآسفة على عدم ترتيب الجمل أو الأفكار لأنني في حالة يرثى لها.
26/07/2024
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع.
لا يمكن القول بأنك تعانين من اضطراب نفساني وطرحك للمشكلة الزوجية التي تعانين منها في غاية الوضوح. المشكلة تكمن في عدم التوافق الجنسي بينك وبين زوجك الفاضل وفعًلا مضت سنوات الزواج الأولى وأنت تقريبا حامل وأم الآن لثلاثة أطفال خلال خمسة أعوام. بعد انتهاء هذه المرحلة الصعبة من الحياة الزوجية يبدأ الانسان الانتباه إلى احتياجاته الناقصة ومنها الجنسية التي يتم تلبيتها.
الزميل الذي تتحدثين عنه ربما لاحظ بصورة أو بأخرى بأنك سيدة لديها احتياجات ناقصة، ولكن هذا الزميل متزوج أولًا وأنت أم لثلاثة أطفال أكبرهم عمره ثلاثة أعوام. لا أظن أن هذا الرجل في المستقبل سيرتبط بك شرعيًا وهو يحاول استغلالك عاطفيًا وجنسيًا بصورة أو بأخرى. لذلك لا يوجد أمامك سوى إغلاق هذا الباب وعدم الدخول في أزمة اجتماعية ومهنية نتيجتها التضحية بسعادة أطفالك. لا تصدقي بأنه مستعد لزواجك في أي لحظة كما يقول وهناك الحاجة أن تنطقي بكلمة كلا إذا حاول استدراجك لعلاقة جنسية فهذه غايته الأولـى والأخيرة..
لا تتركي العمل بسبب هذا الزميل وأنت لا تخونين زوجك. في نفس الوقت هناك الحاجة لتثقيف زوجك جنسيًا وعاطفيًا. في بداية الاستشارة تشيرين إلى حبه لك وأنه رجل طيب وحنون وهذه نقطة البداية. يضاف إلى ذلك هو والد الأطفال، وعليك الآن بالعمل جديًا لإصلاح أمره.
لا تصدقي أولًا أن الرجل الشرقي لا يفهم احتياجات المرأة الجنسية ولكن معظمهم يتجنب الخوض في هذا الأمر مع شريكة حياته ربما بسب خلفيته الثقافية والاجتماعية. هناك الحاجة إلى الصراحة مع الزوج الفاضل بـأنك لا تشعرين بالمتعة ولا تصلين إلى مرحلة الإرجاز وتطلبين منه مساعدتك في هذا الأمر بدون الجنس المهبلي ولا يخفى عمل ذلك على أي رجل في عصرنا هذا. توقفي تمامًا عن التمثيل ولا يوجد حرج في أن تكوني معه في غاية الصراحة حول مساعدتك بالوصول إلى مرحلة الإرجاز. متعة العملية الجنسية للرجل أو المرأة من شقين هما الشعور الشخصي بالمتعة وشعور الشريكة الجنسية بالمتعة، وحين يفهم زوجك بأنك لا تشعرين بالمتعة معه سيتغير تفكيره تدريجيًا.
أما زميل العمل فعليك إسدال الستار على هذه العلاقة بصورة تدريجية.
وفقك الله.واقرئي أيضًا:
أحب شخصا غير زوجي!
إني أحببت غير زوجي
زوجي لا يهتم!
زوجي لا يشبعني جنسيا!
الأسرار بين الزوجين .. كتاب مفتوح أم صندوق مغلق؟
صمت في غير محله
التعليق: بلاش ي مدام تفكري كدا ..
بلاش تنبهيى بحلاوة البدايات.. (عسل كله سم)...
العواقب. خارج حدود خيالك (كارثية).. بلاش تفكيرك (بالنص اللي تحت). يستحوذ عليك. تغرقين في الغلط. مستحيل. التراجع.
صديقك. شيطان. آدمي.