السلام عليكم..
أما بعد فقد تقدم لخطبتي شاب في الـ35 من عمره، مطلق وله طفلان، وبحكم عدم معرفتي له (فهو موظف جديد) لم أكترث للأمر ورفضته بكل بساطة وبدون أي تردد، إلا أن الأمر بعدها تطور من فضول لمجرد معرفته إلى إعجاب ثم ميول فإدمان على تتبع أخباره، والحاجة إلى الاقتراب منه أكثر فأكثر.. مع العلم بأنه طلبني مرة ثانية ورفضته للأسباب نفسها (رفض والدي القاطع لكونه مطلقًا، والذي ترتب عنه خوف وتردد كبير من جانبي).
مرَّ على هذه الحال حوالي 6 أشهر، ومشاعري نحوه في اضطرام متنامٍ، وحاجتي إليه يوما بعد يوم تزداد (للعلم لم نتبادل الكلام قط فقد طلبني بوساطة من الزميلات وبعدها كلمتني أخته بالهاتف).
لجأت للدعاء لكي يجعل الله لي مخرجا من هذه المعاناة اليومية، فأنا أسيرة فكرة واحدة وهي كيف أتخلص من هذه الحالة من الشتات؛ فأنا مقتنعة تماما بأنه لا يناسبني على كل المستويات (ويدعم رأيي هذا شهادة العاملين معي)، ومن جهة أخرى إحساسي المتعاظم بالميول إليه، والحاجة إليه.
أفيدوني بالجواب الشافي..
وجزاكم الله عني كل خير.
21/8/2024
رد المستشار
تخوضين مع نفسك لعبة خطرة، يخدمها فراغك العاطفي ووجوده أمامك باستمرار، ولكن حذار، فاللعبة كثيرا ما تكون أخطر مما نتصور؛ فالبداية كانت مجرد انشغال وتتبع لأخباره، ولكن تماديك فيها سيجعل ثمنها فادحا في حق نفسك؛ فحين نلهو ونعبث على مقربة من الشاطئ "قد" نتمكن من الرجوع سريعا للبر، ولكن حين نلهو ونعبث في وسط البحر سيختلف الأمر حتما..
لقد تخطيت في تفكيرك تجاهه حدود الشاطئ؛ فحاولي ألا تغرقي في قصة "تعلّق" لن تتويجها بالزواج لأن عقلك يرفضها؛ فتصبح قصتك مثل آلاف القصص التي لم ولن تكتمل، ولا تترك في النفس إلا الهم والحزن الذي نجلبه بأيدينا لأننا كنا نلهو!!.
فهل تطلبين النجاة بحق؟ أم تريدين منا أن نربت على كتفك في خطوة، ثم نتحدث عن الواقع الذي ترفضينه بعقلك وكل من حولك في خطوة ثم تفيقين على واقع يهزك من الداخل؟!
فلتتذكري أن المشاعر لا يمكن تلفيقها، ولا يمكن تزييفها ولا يمكن إيجادها عمدا مع سبق الإصرار والترصد؛ ولست صغيرة لتعذري بنفسك لغياب النضوج ولست كبيرة لتستسلمي لزيجة لا تقتنعين بها.
فإن كنت تحبين نفسك وتشفقين عليها فروّضيها لتهنئي بها وتهنأ بك، ولكي تعيديه للمساحة الحقيقية له ذكري نفسك بتلك الحقائق وانشغلي في أمور تهمك وتأخذ منك التفكير والاهتمام فما أكثرها إذا أردت.تخوضين مع نفسك لعبة خطرة، يخدمها فراغك العاطفي ووجوده أمامك باستمرار، ولكن حذار، فاللعبة كثيرا ما تكون أخطر مما نتصور؛ فالبداية كانت مجرد انشغال وتتبع لأخباره، ولكن تماديك فيها سيجعل ثمنها فادحا في حق نفسك؛ فحين نلهو ونعبث على مقربة من الشاطئ "قد" نتمكن من الرجوع سريعا للبر، ولكن حين نلهو ونعبث في وسط البحر سيختلف الأمر حتما.