و.ذ.ت.ق أخاف ألا يقبل التزامي! م5
البول والاستنجاء
السلام عليكم، أنا أحاول قدر المستطاع أن أتجاهل في كثير من الأمور التي تخص الطهارة مثل الماء المنفصل عن الشطاف أثناء الاستنجاء أقول لا تعلمين هل هو طاهر أو لا رغم أن الإنترنت كله يقول الماء المنفصل عن النجاسة نجس.
وأحاول ألا أغسل يدي بعد مسك الأشياء الجافة، وكذلك صرت لا أغسل نصفي السفلي بعد الاستنجاء
ولكن تبقى مشكلة رذاذ البول الذي غالبا ما يرتد على فخذي، أحاول أن أرشه بالماء وأنا على المقعد وبعض الأحيان يمر الأمر على خير، ولكن أحيانا أخرى ألاحظ أن المقعد قد تبقى عليه ماء أثر غسل الفخذ وهنا أنا لا أعلم هل هو مختلط به البول الذي أردت إزالته أم لا؟
وطبعا يكون الماء وصل إلى هناك لأني أرفع فخذي قليلا عن المقعد لأرش الماء حتى الحواف.
الآن أريد نصيحة سهلة لهذه المعضلة.
أعلم قد تقولون اتبعي رخصة المالكية في أمر النجاسة، ولكني حقا أريد إقناعا بدون هذه الرخصة
6/9/2024
رد المستشار
الابنة المتابعة الفاضلة "ميسم" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك ومتابعتك خدمة الاستشارات بالموقع.
اعتبار الماء المنفصل عن الشطاف أثناء الاستنجاء طاهرا -وهو بالفعل أمامك طاهر-، وعدم غسل يديك بعد مسك الأشياء الجافة، عدم غسل نصفك السفلي بعد الاستنجاء، كلها تغييرات تشكرين عليها بشرط ألا تحيط به احتياطات تأمين لا تنتبهين إليها أو تقومين بها لطمأنة نفسك، هذه إن شاء الله خطوة في طريق التعافي!
أما مقولة (أن الإنترنت كله يقول الماء المنفصل عن النجاسة نجس) فهي مقولة غير صحيحة، فمسألة حكم الماء المنفصل عن النجاسة فيها آراء مختلفة ومن قال بنجاسة الماء المنفصل عن النجاسة إنما قصد أثناء إزالتها أي حين يلاقي الماء عين النجاسة وليس أثرها بعد إزالتها، وأوجه الآراء هي أنه لا يحكم بنجاسة هذا الماء إلا إذا تغير أي إلا إذا كانت النجاسة كثيرة بحيث تغير الماء، فلا أدري إن كنت تعجلت حين استنتجت إجماعا على نجاسة الماء المنفصل عن النجاسة، أم أنك تبحثين عن الأحوط كما يفعل الموسوس بينما المندوب له أن يتحرى الأيسر لا الأحوط!
أما المشكلة المعضلة التي تريدين لها نصيحة سهلة فحقيقة الأمر أنه لا توجد مشكلة من الأساس، سبب ذلك أن الرذاذ الذي تخافينه هو من اليسير الذي يعفى عنه (بالنسبة لصحيح العقل وليس الموسوس)، وحتى لو لم يكن كذلك فهو أصلا يعد من أثر النجاسة فكيف تعتبرينه عينا إذا لاقاه الماء تنجس؟! الرذاذ يا "ميسم" لا ينجس الماء لأنه لا يمكن أن يغيره، والطريقة التي تتبعينها والتي تتضمن رفع فخذيك قليلا عن المقعد لترشي الماء حتى الحواف، كافية لإظهار تعمقك وتنطعك الشديدين في التطهر، لا يفعل أصحاء العقل ذلك ولا يفكرون بهذه الطريقة، فمن المكروه للصحيح أن يتعمق في تحريه للنجاسة بالشكل الذي تصفين، فما بالك بالموسوس الذي يتنجس الهواء برأيه إذا طار عبره رذاذ النجاسة.
بالتالي فإن مراجعة ما أرسلت لنا من استشارات ومتابعات بما يظهر شدة الحالة، إضافة إلى فرط تخوفك وتحاشيك للنجاسة الذي بلغ مبلغا عظيما، كل هذا يسقط عنك التكليف بسببه في أمور النجاسة والطهارة كلها، بحيث يمكن أن نقول لك لا علاقة لك بما تجدينه في أي مرجع فقهي تحت عنوان أحكام الطهارة أو النجاسة وذلك على كل المذاهب ولا حاجة للأخذ بحكم السنية في المالكية في مثل حالتك.
أخيرا أكرر أولا ما قالته لك د. رفيف الصباغ: (تحتاجين إلى وقفة صادقة مع نفسك وسؤالها: هل تريد العلاج أم لا؟ إذا كانت تريد فوطني نفسك على ألم قد يكون كالكيّ بالنار، هل أنت مستعدة؟) وثانيا ما قلته أنا سابقا (أنصحك بالبحث الجاد عن معالج سلوكي معرفي مختص بعلاج الوسواس القهري خاصة التعمقي أو الديني).
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.
ويتبع>>>: و.ذ.ت.ق أخاف ألا يقبل التزامي! م7