قبل أن أسرد عليكم مشكلتي أحب أن أبعث باقة من الورود والتهاني لكل العاملين في هذا الموقع.. وجزاكم الله عنا خير الجزاء.
أما مشكلتي يا سيدتي فهي يمكن أن تعتبروها ليست مشكلة، ولكنها تؤرق حياتي جدا، فأنا آنسة أبلغ من العمر 22 سنة، الكل يعرف عني الأدب والأخلاق والالتزام على قدر واف من الجمال والتدين أما مشكلتي فتتلخص في أنني وأنا في السنة الأولى من الجامعة كان يوجد كثير من زملائي من صرح لي بإعجابه بي، ولكني رفضت أن أتعرف على أي واحد، وكنت أضع حدودا لكلامي معهم إلى أن شاء القدر وتعرفت بشاب أكبر مني بـ 5 سنين، وسيم جدا انجذبت له لطريقة كلامه وهيئته وكلام زملائه عنه وعن تفوقه، وفى يوم فوجئت به يصرح بإعجابه بي.
في الأول رفضت، ثم تدرجت علاقتي به حتى أحببته حب جنون بمعنى الكلمة، وعرض علي التقدم لأهلي، ولكني رفضت لأن أهلي لن يقبلوا أن أرتبط وأنا في سنة أولى جامعة، وكان هو يمر بظروف عائلية صعبة فكان أبوه مهددا بالسجن بسبب شيكات وديون.
وأقسم لكي يا سيدتي أنني لم أكن أعرف في أول الأمر، ولكنه اعترف لي فيما بعد في أول تعلقي به، ورفضت أن أتركه وتمسكت به وقلت له لن تتقدم لي إلا لما تنهوا كل ديونكم؛ لأن ليس بالمعقول تتجوز وأنتم مديونون وبالفعل استنظرته ووقفت بجانبه وتحملت كثيرا من معارضة أمي للموضوع ومشاحناتي مع أخواتي لأني ذات عائلة محترمة وعريقة وتوفي والدي فجأة وأصبت بصدمة كبيرة جدا لأني كنت متعلقة بأبي ولم تتم السنة وتوفيت أمي، وكانت صدمتي أكبر وصاعقتي شديدة، ولكن الحمد لله صبرت وتحملت وكنت دائما أقول لنفسي الحمد لله أن ربنا هيعوضني بحبيبي، ولكن حبيبي كان رغم تعلقه بي شديد العصبية متقلبا، أي مشكلة بسيطة تكون جبلا.
اليوم يقول إنه يحبني وغدا يقول لي معنتيش (لا تعاودي) تتصلي بي، وذلك إذا حدثت مشاحنة بيني وبينه، وبعد كدا يصالحني وأصفو له، وقفت معه بكل تشجيعي، لم أحملة قرشا واحدا في علاقتنا، كنت أرفض أن يقابلني حتى لا يعزمني على حاجة، وهو أولى بهذا القرش لكي يسدد ديون والده حتى تيلفوناتي كنت أنا اللي باتصل، وكان يعلم هذا جيدا، في الأول وغضب ولكن بعد كدا كان عاديا جدا، وبالعكس كان هو اللي بيطلب.
أصبح كل حياتي وتعلقت به أكثر وأكثر بعد وفاة أعز ما لدي وزاد تعلقي به بعد سفر أخواتي، وقعدت وحيدة في بيتنا، وجاء الوقت الحمد لله الذي سوف يتقدم لي بعد سداد ديون والده، فرحت فرحا لا يوصف ولكن لم يكن معه المهر ولا الشبكة ولكنه كان معتمدا على إخواته ووظيفته ذات المرتب المحدود وتقدم لأهلي وطلب أهلي السؤال عنه فلم يجدوا به عيبا إلا سمعة والده وسمعة والدته التي لم تزد إلا أنها شديدة وطبعا رفضوا أهلي، وتحايلت عليهم ولم يوافقوا، وزدت أمراضا وصحتي كانت في النازل إلى أن وافقوا أن يتقدم ويعرض إمكانياته، وكانت لي مفاجأة جعلتني أرقص من فرحي.
وقبل أن أكمل أحب أن أعرفك يا سيدتي أننى عند موافقتي لظروف حبيبي قلت له إنه سيواجه مشاكل أمامهم وعرفته بكل شيء، وهو وافق وتقدم وعرض إمكانياته التي كانت تعتمد على التسويف، وفي الآخر قال له عمي (عندما تكون يا بني عندك ولو أبسط شيء شقة في بيتكم ابقى تعالى وهي حرة تستناك أو لأ) طبعا أنا كنت هاستناه.
ولكن تأتيني الصاعقة من حبيبي، ويقول لي إنتى في طريق وأنا في طريق ولو أهلك موفقوش على طلباتي يبقى كل واحد في حاله، فجننت وزاد جنوني وأنا لا أرى مشكلة لأنه أصلا هيبني، فلما المشكلة وذهبت لأهلي لكي يقللوا من طلباتهم، وبالفعل وافقوا على جميع طلباته، ولكن صمموا أن يجعلوا شبكتي مثل كل الناس، وكانوا بيوافقوا وهم بداخلهم أسى وحزن من ناحيتي لأنهم كانوا متوقعين أكبر من كدا، ولكن الحبيب المزعوم رفض وقال هذه إمكانياتي وأنتم طماعون صعقت لهذه الكلمة وأنا من واعدته أني هابيع شبكتي له بعد الفرح لكي نسدد ديوننا، ولكنه ثار وثار حتى أنني لم أجد بداخلي حجة لهذه الإثارة المزعومة واتصلت بوالدته لكي أتكلم معها مع العلم بأنها قالت لي إن شبكتك مش هتقل عن أي حد وإذا بها تثور على ثورة ابنها وتقول اللي عايزة تعيش بتعيش وإنتى اللي في إيدك إن أهلك يوافقوا على كل طلباتنا ودي إمكانياتنا وصفعتني بصدمة لم أتخيلها عندما قالت ألف واحدة تتمنى ابني وإحنا رايحين نخطب واحدة تانية لو يا بنتي موافقتوش لغاية بكرة.
وقولتلها ربنا يتمم له بخير كدا خلاص قفلت السماعة، وأنا في حالة من الذهول والحرقة وبعدها أصبت بانهيار، ولكني قد تعودت على المصائب ودخلت وصليت ركعتين لله وصبرت نفسي ولكن جرحي ينزف بداخلي وذهب من كان حبيبي ليخطب وجاءتني الصدمة عندما عرفت أنه عرض على أهلها كل ما طلبه أهلي وجاءت من قالت لي إنه طاير بها كأنه لم يحبك أو عرفك من قبل.
تحسرت بداخلي جدا وبكيت بحرقة شديدة جدا واتصل بي لكي يعرفني يوم خطبته، وكانت المفاجئة إن شبكتها أكبر مما طلب أهلي تمنيت له حياة سعيدة وأنا أتمزق بداخلي لأني أول مرة في حياتي أتعشم في أحد خيرا مثله وتكون الطعنة منه وتقربت من ربنا أكثر وحفظت القرآن وأنا الآن على مشارف أن أتمه وأكثرت من الصوم والحمد لله، وبعد ذلك تقدم لي شاب على خلق متدين ولكنه ليس بهندام وشياكة الأول وافقت علية وكانت جوازة والسلام وافقت علية وأنا لم أره فمعلوماتي عنه من الناس وشكله من الصور وافقت وأنا لم أتخيل أن تكون طريقة زواجي هكذا فهو يعمل بدولة عربية وتمت الفاتحة وكل علاقاتي معه عن طريق الإنترنت.
فأنا في أول علاقتي به كنت نافرة وكانت خطوبة وخلاص ولكن بعد ذلك غمرني بحبه وعطفه وشهامته التي لمستها في مواقف كثيرة وصارحته بجرحي ولم يرد علي إلا بكلمة واحدة ماضيك أنت حرة فيه، لكن من يوم محطيت دبلتي أنت مسؤولة أمامي، وتقربت له فوجدته أكثر مما أتمنى من كرم ورجولة مواقف ليس معي فقط، ولكن مع ناس تانية وحنان وحب وكلام الناس عنه وشفافيته، ولكن ما يؤرقني يا سيدي وما يجعلني حزينة أن جرحي ما زال بداخلي وصورة من كان حبيبي بداخلي وأتذكره كثيرا مع أنه تزوج، فأنا في حيرة وضياع لأني أحس أني أخون خطيبي حتى لو تذكرت هذا الشخص مع نفسي.
أنا دائمة التأنيب لنفسي بسبب ذلك ولكني لم أستطيع أن أنساه وأنسى جرحي الكبير، وبماذا فضل عني واحدة لم تتحمل ولن تتحمل طباعه المتقلبة وظروفه أحب أن أوضح لك أن جرحي لم يدمل حتى الآن مع مرور سنتين..
أرجو أن تجدوا لي حلا، كيف أتخلص من شبح الحب الأول لأني أشعر بخيانة بداخلي من ناحية خطيبي وبمن ارتضيت أن يكون زوجي..
أرجوكم ساعدوني.
19/9/2024
رد المستشار
أتوقف كثيرا عند قوله تعالى: "وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ" (البقرة : 216) لأقول لنفسي: إنه حقا لأمر شاق على النفس أن تتقبل شيئا أتوقف كثيرا عند قوله تعالى: "وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ" (البقرة : 216) لأقول لنفسي: إنه حقا لأمر شاق على النفس أن تتقبل شيئا (تكرهه) لأن فيه الخير لها.. ولكني أتوقف أكثر وأكثر عند قوله سبحانه: "وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ" لأقول لنفسي: إن هذا لهو الأمر الأشد عذابا ومشقة!! أن (يحب) الإنسان ويمتلئ قلبه تعلقا وشوقا ثم يكتشف أن هذا الحب كان (شرا) له!! فإنه عندئذٍ يبذل جهدا نفسيا خارقا لينتزع هذا (الحب) من قلبه، ويطرد هذا (الشر) من حياته!! وكلمة السر في نجاح هذه الجراحة المؤلمة: الاقتناع والرضا.
(الاقتناع) بأن ما حدث كان في صالحك، وأن هذا الحب كان "شرا" فعلا، وأن حياتك كانت ستصبح جحيما مع هذا الشاب ومع أهله الذين لا يقدرونك.. و (الرضا) بحياتك الجديدة مع رجل آخر أكثر جدية وتحملا للمسؤولية، يحبك ويقدرك، ويسعى من أجل زواج ناجح معك.
عندما تدربين نفسك على "القناعة والرضا" سيتطهر قلبك من هذا الحب، وتنسحب معه بالتدريج كل الذكريات والمشاهد.. ولا تبقى إلا الدروس التي تعلمناها من أخطائنا.. على ألا تبالغ الفتاة في آمالها تجاه الشاب الذي تميل إليه إلا بعد أن يقدم لها أدلة "عملية" على حسن نيته، فلا يكتفي بالكلام المعسول ثم يهرب ساعة الجد.. وألا تنجرف الفتاة وراء إعجابها بشخص من "ظاهره"، وإنما عليها أن تعلم أن المواقف والأحداث هي التي ستكشف بواطن النفوس.
هذا فيما يخص الماضي.. أما المستقبل - وهو الأهم - فهو يستحق منك في الحقيقة جهدا وتركيزا لتحقيق السكن والمودة والرحمة في حياتك المقبلة.
فهذا الشاب الذي ترتبطين به الآن - وهو زوج المستقبل بإذن الله - قد أصبح كل ما تبقى لك بعد الله سبحانه وتعالى وبعد وفاة الأب والأم وانشغال الإخوة والأخوات.. لذلك فإن هذه العلاقة تستحق بذل الجهد للحفاظ عليها وتنميتها وإنجاحها.
لا شك أن الأمر لن يكون سهلا، ولا شك أن عيوب خطيبك لم تظهر بعد، وربما كلما واجتهك أزمة أو عيب "تهربين" إلى الماضي وذكرياته، لذلك فإن نصيحتي لك الآن: لا تلتفتي لهذا الماضي، تخلصي منه تدريجيا بالرضا والقناعة، ثم انتبهي بكل طاقتك إلى المستقبل، أشعري زوجك بحبك، لا تتحدثي معه أو مع نفسك عن الماضي مرة أخرى.
اصنعي معه أسرتك الجديدة، عالمك السعيد، الذي حتى وإن لم يخل من بعض المنغصات لأننا على الأرض ولسنا في الجنة.. فإنه سيحقق لك السكينة والحب بإذن الله (تكرهه) لأن فيه الخير لها.. ولكني أتوقف أكثر وأكثر عند قوله سبحانه: "وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ" لأقول لنفسي: إن هذا لهو الأمر الأشد عذابا ومشقة!! أن (يحب) الإنسان ويمتلئ قلبه تعلقا وشوقا ثم يكتشف أن هذا الحب كان (شرا) له!! فإنه عندئذٍ يبذل جهدا نفسيا خارقا لينتزع هذا (الحب) من قلبه، ويطرد هذا (الشر) من حياته!! وكلمة السر في نجاح هذه الجراحة المؤلمة: الاقتناع والرضا.
(الاقتناع) بأن ما حدث كان في صالحك، وأن هذا الحب كان "شرا" فعلا، وأن حياتك كانت ستصبح جحيما مع هذا الشاب ومع أهله الذين لا يقدرونك.. و (الرضا) بحياتك الجديدة مع رجل آخر أكثر جدية وتحملا للمسؤولية، يحبك ويقدرك، ويسعى من أجل زواج ناجح معك.
عندما تدربين نفسك على "القناعة والرضا" سيتطهر قلبك من هذا الحب، وتنسحب معه بالتدريج كل الذكريات والمشاهد.. ولا تبقى إلا الدروس التي تعلمناها من أخطائنا.. على ألا تبالغ الفتاة في آمالها تجاه الشاب الذي تميل إليه إلا بعد أن يقدم لها أدلة "عملية" على حسن نيته، فلا يكتفي بالكلام المعسول ثم يهرب ساعة الجد.. وألا تنجرف الفتاة وراء إعجابها بشخص من "ظاهره"، وإنما عليها أن تعلم أن المواقف والأحداث هي التي ستكشف بواطن النفوس.
هذا فيما يخص الماضي.. أما المستقبل - وهو الأهم - فهو يستحق منك في الحقيقة جهدا وتركيزا لتحقيق السكن والمودة والرحمة في حياتك المقبلة.
فهذا الشاب الذي ترتبطين به الآن - وهو زوج المستقبل بإذن الله - قد أصبح كل ما تبقى لك بعد الله سبحانه وتعالى وبعد وفاة الأب والأم وانشغال الإخوة والأخوات.. لذلك فإن هذه العلاقة تستحق بذل الجهد للحفاظ عليها وتنميتها وإنجاحها.
لا شك أن الأمر لن يكون سهلا، ولا شك أن عيوب خطيبك لم تظهر بعد، وربما كلما واجتهك أزمة أو عيب "تهربين" إلى الماضي وذكرياته، لذلك فإن نصيحتي لك الآن: لا تلتفتي لهذا الماضي، تخلصي منه تدريجيا بالرضا والقناعة، ثم انتبهي بكل طاقتك إلى المستقبل، أشعري زوجك بحبك، لا تتحدثي معه أو مع نفسك عن الماضي مرة أخرى.
اصنعي معه أسرتك الجديدة، عالمك السعيد، الذي حتى وإن لم يخل من بعض المنغصات لأننا على الأرض ولسنا في الجنة.. فإنه سيحقق لك السكينة والحب بإذن الله.