بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم، الحب..
ومشاعر الحب التي عشتها منذ نعومة أظافري في مدرستي الابتدائية في تلك المدينة الهادئة مع تلك الزميلة. وعرفت أمي وأختاي اللتان تكبراني بتلك المشاعر. وتركت المدينة وكبرت وما زالت تلك المشاعر والرغبة في الارتباط. وبدأت الجامعة. بحثت عنها وكلمتها وملأت كل جوانحي وكانت الخطوبة التي لم تستمر لأكثر من شهرين وذلك لفرق الطباع.
وقبل ذلك بعامين رأيت زميلة لي في الكلية تشبه زميلة الطفولة ورأيت فيها من الأخلاق ما يدعو للارتباط به.. وترجم لي عقلي المريض أنني إن فشلت علاقتي بزميلة الطفولة فهذه هي وجهتي.. وحدث ما خيله عقلي المريض.. وهنا قلت لنفسي لا تحزن.. وتقدم لخطبة زميلة الكلية.. وقد وجدت منها قبولاً.. ولكنها قالت إنه لا استعداد لديها حتى تنهي الدراسة.
وانتهت الدراسة وتقدمت مرة أخرى.. ولم يأتني الرد.. فبحثت وعلمت أن آخر قد سبق وأنها تفكر.. وبعد أيام قلائل فاز بها.. ولكني لم أتوقف.. فقبل عدة أشهر رأيت زميلة بالكلية تصغرني.. وتقدمت.... وبعد مقابلتين مع والدها.. كان الرفض المهذب بحجة الدراسة..
تخرجت.. والزواج يشغل كل خاطري وبدأت رحلة البحث التقليدي.. رأيت واحدة ولم تعجبني.. وأخرى رفضتها من الوهلة الأولى.. وأخيراً.. رأيت مرشحة أخيرة.. لم أرفضها ولم تكن كما أتمنى.. فأعدت المقابلة وبعد تفكير أيام رفضت.. وفي تلك الآونة كنت أتحدث مع ذوو الخبرة واستشيرهم.. فرأيت من خلال كلامهم انا قراري لم يكن صائب.... فرجعت فيه.. ولم يكن رفضي قد وصل العروس.. وتمت الخطبة بهدوء وسلام.. بتفهم الأهل وتواضع المطالب.. وخلافات لا تذكر بيني وبين خطيبتي.. ولكني مع نفسي كنت عندما أزورها مرة تعجبني ومرة أخرى لا تعجبني.. أنا هنا أتكلم عن الشكل الظاهري.. ومشاعري تجاهها طبيعية.... لا تحمل ذلك الدفء ولا الشوق.. بل كنت أسافر إلى بلدتها دون أن يخفق قلبي في الطريق لأنني على موعد لرؤيتها.. أما عن الشكل فقد منيت نفسي بأنه بعد العقد واكتمال الصورة الجميلة.. ستنتهي مسألة الشكل.. وهذا ما قالته لي بعض الناصحات
وتم العقد بهدوء ودون خلاف.. ونادتني أمها لأدخل إليها في زينتها.... وكلي آمال في تلك الصورة الرائعة التي تمنيتها.. وكانت الصدمة.. لم تعجبني.. وقد ساهم في ذلك أنها ذهبت (لكوافير سيدات) لا تحسن الزينة.. وصار مفعول المكياج أسوأ من غيره.. بل أنها أجمل بدونه..
عشت أسبوعاً من الهم والحزن والتمثيل حتى لا أنقل لها ما يختلج في صدري.. وأحسست أن الدنيا اسودت.. وأن الزواج ما هو إلا نقمة.. وأنني سأظل تعيساً.. إلى الأبد.. وأنه لا هنائة لي.. وكيف أهنأ وزوجتي ليست كما تمنيت.. وكل الحلول ستؤدي حتماً إلى التعاسة.. فالاستمرار سيجعلني غير مشبع.. والانفصال.. فيه ظلم وربما أندم على مفارقة خلقها الطيب وروحها المخلصة وحبها الشديد لي.. والزواج من أخرى.. يعني مشاكل أخرى إلى مشاكل سابقة..
بما ينفع الندم.. لا شيء.. بل زاد عقلي في التفكير.. وقلت لنفسي لقد أخطأت حين سمعت كلام الناس عن أن الشكل ليس كل شيء وأنه يكفي القبول.. وأخبرني عقلي بأنه يجب علي أن أردت الزواج مرة أخرى.. أن أتزوج من أمرأة متبرجة.. حتى أستطيع أن أرى جمالها الكامل إن كان سيعجبني أم لا..
مر الوقت.. وعلمت زوجتي بما يختلج بصدري.. وهي حزينة لذلك.. وهي تشعر مثلي تماماً بأن آمالها قد تحطمت.. ومع ذلك نحن نستمر.. لعل الحب الذي ملأ قلبها أن يملأ قلبي.. فتنتهي مسألة تلك الصور.. وأرى منها ما كان لا يعجبني.. يعجبني وتتمناه نفسي.. فهل يحدث ذلك.. وكيف؟
أود أن أذكر أيضاً أنني أقضي معها الكثير من الوقت هذه الأيام.. وعندما أكلمها هاتفياً أرتاح للكلام معها ونضحك ونتسامر وغير ذلك.. وعندما أزورها وأن نخرج سوياً.. تتشابك الأيدي ونمشي ونجلس متجاورين.. ولا أخفيكم.. عندما أراها للوهلة الأولى .. لا يسعدني ذلك.. ولكن بعد أن نتلامس تلامساً حسياً.. وأشعر منها بما تتوق إليه النفس.. أكون سعيداً للغاية.. وتقول لي نفسي.. إن هذه السعادة لأن نفسك نالت ما ألح عليها منذ زمن..
وأنه بعد الزواج وتلبية تلك الحاجات بصورة كاملة.. لن يبقى إلا رؤية الوهلة الأولى.. والتي لا تسعدك..
فهل هذه صحيح؟
16/11/2024
رد المستشار
ولدي العزيز أنت ضحية نفسك التي لا ترى إلا جانبا واحدا فقط فحين أحببت أحببت فقط دون التأكد من الطباع وحين قررت أن تتزوج قررت فقط دون أن تنظر لباقي وعوامل نجاح الزواج حتى في زواجك أسرت نفسك داخل زنزانة الشكل والتي لم تتحدث طوال مشكلتك إلا عنها ألم تجد فيها أي شيء يجعلك تحمل لها حبك اللهم إلا التلامس!!
فلديك مبالغة وخلل في عدة مفاهيم تحتاج لتقويم ولن يقومها إلا أنت حين تفكر فيما تفعل وكفاك اجترارا لأفكار وراء أفكار كلها تصب في جانب واحد ولا تؤلمها معك أكثر من ذلك فهي ليست مثلك فهي اختارت أن تكمل معك وأحبتك
أعطي نفسك فرصة أن ترى فيها أمورا أخرى جديرة بالاهتمام ولكن إذا وجدت في نفسك عدم القدرة تماما فأرى أنك تحتاج لاستشارة طبيب نفساني أولا وسيكون ألم طلاقك لها ولك اليوم أفضل من غد حين يكون هناك بيت ومسؤولية وأبناء
واقرأ أيضا:
الجمال والزواج: أحاديث قبل الارتباط
من أجل زواج سعيد.. الجمال شرط!!
الجمال والزواج! هل يشترط الأول؟
التي تسُرُّه إذا نظر! مَن وبمَ؟
الجمال الحقيقي ليس في الفاترينات
الجمال ألوان يراها القلب والعينان!
التردد بعد الخطبة: وسواس العروس الأفضل !
عدم القبول إذا استمر بعد الخطبة