مشكلتي هي أني لا أرغب في الجنس بسبب زوجي لأنه لا يبادلني القبلات إلا في الجماع فقط ولا يتلفظ بكلمات الحب فأشعر دائما أنى لا أرغب في الجماع هذا ولكم جزيل الشكر
31/5/2005
رد المستشار
الأخت الكريمة: كنا نتناقش في الاجتماع التطويري لفريق المستشارين منذ حوالي أسبوعين عن مشكلة "الزواج الثاني.. البحث عن شجرة الخلد" والتي ظهرت قبل ذلك على مشاكل وحلول، وعند مناقشة هذه المشكلة تعجبنا من أن الزوجات عندنا فقدن مهارة الاجتذاب العاطفي للزوج، دار نقاشنا عن كيفية وإمكانية تعليم المرأة وتدريبها على فنون تطويع قلب الرجل، وبالأمس أخبرتني إحدى زميلاتي أن عدة بيوت من بيوت أقاربها على وشك الانهيار بعد سنوات من زواج كان يبدو مستقرا، وعندما حاولت صديقتي أن تتعرف على مسببات المشاكل اكتشفت الجهل الفادح للزوجات، حيث أنهن لا يدركن أن المرأة تستمتع بالعلاقة الجنسية مثل الرجل، وبالتالي فإن الجماع يعتبر عبئا كريها على نفوسهن، وعندما أدركن بعد سنوات من الزواج أن المرأة تستمتع بالممارسة الجنسية مثلما يستمتع الرجل تحرجن أن يطلبن من أزواجهن أن يبذلن جهدا في إشباعهن.
والحقيقة أن رسالتك تثير تساؤلات تدور في ذهني دوما، ومن هذه التساؤلات ما يلي: ما هو السر أو ما هي مسببات فصل الممارسة الجنسية عن التعبير العاطفي رغم أن الرسول صلى الله عليه وسلم أكد على أهمية ألا يقع الزوج على زوجته كما يقع البعير ووجه الأنظار لأهمية التعبير العاطفي عندما قال: عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم: " لا يقع أحدكم على أهله كما تقع البهيمة، وليكن بينهما رسول: القبلة والكلام " أخرجه الديلمي في فردوس الآثار.
ثم لماذا تؤدى هذه العلاقة بهذه الميكانيكية والرتابة التي تفقدها جمالها وتحولها إلى مسخ مشوه لا علاقة له بشكل العلاقة التي ارتضاها الله لنا لتكون عبادة نثاب ونؤجر عليها ولتكون أساسا لتوطيد أركان مؤسسة الأسرة ودعمها بالسكن والمودة؟!!! متى يفهم الرجال احتياجات المرأة؟؟!!! ومتى تفهم النساء احتياجات الرجل؟!!! ومتى يتعلم كل من الطرفين أن يطلب من الآخر ما يسعده؟!!! أسئلة كثيرة تبحث عن إجابة حتى نعيد لبيوتنا الدفء والحميمية المفقودتين.
أختي الكريمة: أعود إلى أسئلتك المختصرة والتي وإن كانت تعكس وتعبر عن حالتك رغم أنك أغفلت الكثير من التفاصيل المهمة، المهم أنه على قدر ما هو متاح من معلومات يتضح أنك لا تريدين أن تتم المعاشرة بينك وبين زوجك لأنه لا يقبلك ولا يبادلك كلمات الحب، فهل عجزت أنت أن تكوني البادئة وأن تقدمي له ما يمتعكما من القبلات واللمسات؟ وهل عجزت أنت أن تغدقي عليه من كلمات الحب في هذه اللحظات لتذيبي بدفئها الجليد المتراكم على جدران حياتكما؟ ولماذا لا تتعلمي استخدام كل مهارات الأنثى حتى تتحول هذه اللحظات إلي رحلة في بحور الحب والسعادة والمتعة؟ وباختصار لماذا لا تتعلمي وتبذلي كل جهدك في تحويل لحظات الممارسة الجنسية إلى لحظات تبادل للحب والعواطف؟ هل يملك زوجك حينها إلا أن يرد التحية بأفضل منها؟!! ثم لنفترض أنك لم تجدي منه الاستجابة الكاملة فلماذا لا تعبرين له عما تريدين وعما يسعدك؟!!! وأقرئي معه وله مقال:
"الهمسة والنظرة واللمسة.. لغة حوار بين الأزواج"
"هل تلعن الملائكة الرجال أيضا؟!".
أختنا الكريمة: زمام الأمور ما زال بيدك وأنت حتى الآن من تستطيعين أن تقودي أمور حياتكما؛ فابذلي ما في وسعك حتى لا يتحول زوجك عنك إلى أخرى تقدم له ما يحتاجه من إشباع جسدي وعاطفي، مع دعواتنا أن يوفقك الله سبحانه مساعيك وأن يجمع بينك وبين زوجك على الخير، وتابعينا بالتطورات.