السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد أولا أن أشكركم وأشكر مجهوداتكم الكبيرة جدا التي تبذلونها، جزاكم الله كل الخير وأعانكم على مسؤولياتكم.
أكتب لكم لكي أزيح عن صدري بعض ما يشغلني وأفكر فيه ليلا ونهارا وكذلك لكي تفيدوني ببعض نصائحكم الجميلة، فهي ليست مشكلة بالدرجة الأولى ومنذ ثلاث سنوات، تقدم لي عمي طالبا يدي لابنه الذي يكبرني بعام واحد والذي طالما أحببته وتمنيته لما يحمل من صفات حميدة فهو محبوب جدا في الوسط الأسري وكذلك أيضا هو كنت أشعر دائما بحبه لي
ولكن اسمحوا لي قبل أن أستطرد في الموضوع أن أشرح لكم الوضع العائلي فنحن عائله مترابطة جدا وعمى هذا هو ولي أمرنا في كل شيء بعد وفاة والدي ويتولى كذلك كل شئوننا المادية لأن أمور الأسرة المادية كلها مرتبطة ببعضها
المهم عندما تقدم لي عمي كنا أنا وابنه في السنة الثالثة في الجامعة لذلك لم نتفق على أي شيء بخصوص تفاصيل الزواج على أساس أنه ما زال عامان أمامنا وكذلك لأنه يعتبرني "أنني ابنته"، بعد ذلك تمت الخطوبة وفات العامان بسلام والحمد لله وتخرجنا أنا وخطيبي والحمد لله علاقتنا جيدة جدا ونحب بعضنا ونتمسك ببعض إلى أبعد الحدود.
ولكن المشكلة أن عمى لم يفعل أي شئ بخصوص مشروع الزواج فهو مثلا لم يفكر حتى فى شراء شقة بالرغم من أنه ميسور ماديا ولقد بنى فيلا لنفسه فى هذه الأثناء، و تكلمت أنا مع خطيبي عن تذمر والدتي في هذا بخصوص وضعنا فتكلم مع والده فانتهز عمى فرصة وجود تجمع عائلي وانفرد بوالدتي وأخبرها بأنه لا داعي للقلق والتذمر لأن خطيبي لم يعمل بعد وأنه بمجرد أن يجد عملا و يستقر به لمده ستة شهور سوف يقوم فورا بشراء شقة و تجهيزها، مر بعد ذلك 5 أشهر لم يجد خطيبي فيها عمل بعد ذلك اشتغل في المصنع الذي تمتلكه العائلة بعدها بأيام تمت خطبة أخته الكبرى التي تكبره بعامين وتحدثت إلى خطيبي عن الوضع الجديد فقال لي "إحنا اللي هنتجوز الأول" وفوجئنا بعمى يتفق مع أهل العريس على إتمام الزواج في شهر أكتوبر القادم ويقرر إتمام زواج ابنته قبلنا دون الرجوع إلينا أو إفهامنا وجهة نظره
تضايقت أمي كثيرا من هذا الموقف وتضايقت أنا أيضا وتكلمت مع خطيبي وهاجمته أيضا فقال لي أن أباه أخبره بأنهم أرادوا أن يزوجوا أخته الكبيرة أولا حتى لا يجرح شعورها ولأن "دي هي الأصول" ووعدني بأن الزواج سيتم فور زواج أخته في أول أكتوبر المقبل
أنا قلقة جدا من هذا الموضوع ولا أعرف هل سيستطيع عمى فعلا أن يشترى شقه ويؤسسها من الألف إلى الياء بعد أن استنزف زواج ابنته الكثير جدا من الأموال وأنا لا أستطيع تحمل أي تأجيل أو تأخير مرة أخرى لأن ذلك يعرضنا للفتنه والوقوع في الإثم ولأن أمي متضايقة جدا وبتعمل معي مشاكل أيضا
ملحوظة أخرى هي أنني لا أريد التنازل والرضا بأقل القليل لإتمام الزواج لأن هذا لم يكن مبدأ عمي عندما زوج ابنته والأهم هو أنه كان يستطيع أن يفعل كل شيء في وقت من الأوقات ولم يفعل، فبماذا تنصحونني أن أفعل؟؟؟،
وآسفة جدا على الإطالة
28/5/2005
رد المستشار
إن أخطر عبارة في رسالتك هي عبارة "أنني لا أريد التنازل والرضا.." لأن في اعتقادي أن هذا هو سبب المشكلة أو الأزمة غير الحقيقية التي تعيشيها..
فالعم كبير العائلة والمتولي لأموركم بعد وفاة الوالد لم يألُ جهدًا ولم يقصر في حقكم ويعاملك معاملة ابنته بل ربما أرقى.. لأنه في الظروف العادية لو كنت ابنته الحقيقية لرفض خطبتك قبل ابنته الكبرى خاصة وأن خطوبتك تمت وأنت مازلت طالبة في الكلية أي مازلت صغيرة في السن...
ولكن الرجل لم يوافق على خطوبتك فقط ولكن هو الذي قام بفعل الخطوبة لابنه بنفسه وأيضًا لو أراد لرفض هذه الخطوبة وطلب من الابن أن يصبر قليلا حتى تخطب الابنة الكبرى ولكن الرجل لم يفعل ولو فعل ما لامه أحد فأنتما مازلتما طالبين وطالما أن الأمر مستقر على الخطوبة فلا داع للتعجل..
ولكن الرجل فعلا عاملك معاملة راقية جدًا وخطبك لابنه...
وعندما قلقت والدتك وتذمرت بدون داع.. طمأنها الرجل وأكد التزامه بشراء الشقة وتجهيزها عندما يجد ابنه عملا ويستقر به..
وشاء الله أن تأتي فرصة الزواج للابنة الكبرى وعندها كان الطبيعي أن تسير الأمور في مجراها الأصلي وتزوج قبل الأخ الأصغر وقبل ابنة عمها الأصغر ولم يؤجل الرجل الزواج كثيرًا ووعد به في وقت قريب ولم يتنصل من التزاماته وهو عند ما ينفق على ابنته الكبرى فليس معنى هذا أن يقصر في حقوق الابن الأمور تسير بهدوء وبطبيعة ولكنها النفس الغير راضية التي تتحرك داخلك هي المشكلة..
لا يوجد ما يدعو إلى القلق.. وليكن الرضا والقناعة هما سلوكك الدائم.. لأنك إذا افتقدتهما فلن يرضيك شيئا وستعيش دائمًا في جحيم القلق والتطلع إلى الغير... هذا العم يحتاج الشكر والثناء والتقدير فقد ندر من يفعل فعله في هذا الزمان.. ولو لم يكن هناك تضم قد من الله عليك بها إلا هذا العم لكفاك ولكن نعم الله لا تعدو ولا تحصى ولكن من يري ومن يسمع... وفقك الله وأسعدك.