بسم الله الرحمن الرحيم،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحاول سرد قصتي باختصار مع بيان النقاط المهمة فالجواب الكافي والدواء الشافي يحتاج للشرح والتوضيح.
أنا شاب "مغترب حاليا" ومقدم على الزواج وقد أردت لنفسي زوجة تكون ذات دين كما أوصى معلمنا الأكبر رسول الله عليه الصلاة والسلام وقد اتبعت في بحثي عن الزوجة على الطريقة التقليدية المعروفة وهي التعرف على الفتاة وأهلها عن طريق الأقارب والأصدقاء ومن ثم السؤال عن الفتاة وأسرتها في المجتمع المحيط بهم، وقد قدر الله سبحانه وتعالى أن أتعرف على فتاة جامعية من أسرة ظهر عليهم المحافظة على دين الله عز وجل.
تمت كتابة عقد الزواج بدون عقبات أو شروط على أن يكون الزواج في العام التالي وأنا أسكن في بيت الأسرة لمدة ثلاثة أشهر بعد الزواج ومن ثم أسافر مع عروستي إلى الخارج وكانت الموافقة.
وفي يوم سفري قمت بكتابة بعض الأبيات الشعرية وأعطيتها لخطيبتي لقراءتها وعندما وجدت صعوبة في القراءة قالت لي أنها نسيت أن تخبرني بأنها تلبس نظارات طبية للقراءة مع أنني أهديتها بعض الكتب من قبل لقراءتها، فصدقتها حين ذاك لأنني كنت أحاول بناء الثقة بيننا لأنها أساس الحياة الزوجية، (وكنت قد سألتها من قبل إن كانت تعاني من أي أمر صحي مزمن أو أي شيء قد لا أراه قبل الزواج فقالت بعدم وجود أي مرض وإن كل شيء على ما يرام).
سافرت وكانت العلاقة مع الفتاة وأهلها جيدة جدا "عبر الاتصالات الهاتفية وقد كونت جسرا" من الثقة والطمأنينة والمودة مع الفتاة، بعد بضعة أشهر وفي إحدى المكالمات الهاتفية سألتني إذا كانت حين تقدمت لها قالت لي أن بها أمرا "صحيا" أو إعاقة خفيفة فهل كنت أوافق على الارتباط بها، فأجبتها بأنني لا أستطيع الحكم على أمر لم يحدث وأنني أنظر للإنسان بإنسانيته في آخر الأمر، فقالت أنه تبين لها في الوقت الحاضر أنها تعاني انحرافا" في فقرات العمود الفقري وأنها ذهبت إلى الطبيب وأن العلاج يحتاج إلى ما يقارب العام وبعدها يكون الشفاء بإذن الله وطلبت مني إبقاء الأمر" سرا" بيننا وعدم إطلاع أحد عليه فقلت لها أن الأمر بيد الله تعالى والحمد لله على كل شيء وطمأنتها من ناحيتي وقلت لها أن المرض ليس عيبا" وأنه ليس سرا" وبالفعل لم أطلع أحدا على الأمر في حينه.
بعد ذلك وكلما اقترب موعد عودتي من السفر بدأت الفتاة تظهر حسن نيتها في طلب بعض الأمور ثم ما لبثت تلك الآراء حتى أصبحت شروطا" لا بد من تنفيذها ومن هذه الأمور أن نسكن لوحدنا بعيدا" عن بيت أهلي، كانت أسرتي تعلم بما يجري وطلبت منهم إعطائي المجال وأن يجعلوني الطرف المفاوض فلم يتدخلوا مع أن الفتاة وأمها أشعرن أهلي بأنني موافق على ما يطلبن حقا".
وفي إحدى المكالمات تحدثت إلي خطيبتي بطريقة لا ترضي الله تعالى ولا رسوله عليه الصلاة والسلام وحاولت أن تملي علي شروطها لاعتقادها أنني وكما يقولون(غرقان لشوشتي) ولن أرفض لحبيبتي طلبا" ولم تعلم مع كل ما حاولت أن أنصحها وأعلمها أنني أعلم ما هو الحب الحقيقي، قلت لها أن تفكر جيدا" فيما تقول وبالطريقة الخاطئة في النقاش وطرح الأمور وعندما رأيت أن كلامي لا يجدي نفعا"قلت لها أن ننهي المكالمة وأن تتصل بي بعد أن تخرج بقرار سواء في أسلوب النقاش أو في الشروط وأنني لن أتصل حتى أسمع منها وانتهت المكالمة على ذلك.
مضت الأيام وما من متصل وأنا أفكر في كل ما يجري وأعجب له، أنها مصيبة أن يعلم والد الفتاة بما يجري ولا يتصل بنفسه ومصيبة أكبر إن لم يكن يعلم، وبعد شهر من الانقطاع يذهب والدها وأخوه الأكبر إمام المسجد في بلدتهم إلى بيت أسرتي ليقصوا عليهم قصة مختلفة وكذبة لم أدر حينها إذا كانت مفتعلة من الفتاة وأمها أم من الأسرة كلها، وكان جواب أهلي لا يعلمون سوى أننا على خلاف.
فقمت بمحادثة عمها وبدا لي ميول أهلها نحو تصديقهم لها في ما قالت، حينها أيقنت أن الأسرة والعم شركاء فيما يجري وقلت لحضرة الإمام عمها بكل احترام أن السكن كان واضحا" وأنه لم يكن شرطا" قبل العقد لأنني أنوي السفر بعد مدة قصيرة فأجاب فضيلته أن البيت لا يحتاج إلى شرط، أدركت أنه شريك في المؤامرة لأنه رأى أسرة تهتز من القواعد لتنهار ولم يحرك ساكنا"، وانتهت المكالمة على أن نتحدث فيما جرى حين عودتي من السفر وكانت هذه رغبته أيضا"، عندها وبعد أن تبين لي ضلوع الفتاة وأهلها في الكذب والمراوغة في فن الكلام ولكي أستطيع الاستمرار في ما يمليه علي ضميري في عملي وواجباتي اليومية فقد كاد التفكير أن يضر بي قررت أن لا أرهق نفسي بالتفكير في الأمر وأن لا أجادل أحدا" في الموضوع وفي البحث عن الحقيقة وأن أترك الأمر لصاحب الأمر كله وأن أترك القضية لترفع في محكمة العدل الإلهي يوم القيامة وقلت لنفسي بأنني سأقوم بفسخ العقد حال عودتي من السفر ولن أطالب ببيان الظلم والكذب.
ولكن بعد مرور أيام قليلة يذهب أهل الفتاة إلى أحد وجهاء أقربائي ويطلبون منه فسخ عقد الزواج بدون أن يرجعوا لي أو حتى إلى والدي (مع أن علاقتهم بأهلي كانت جيدة بشهادتهم)، وعندها عدت لتفكير (وإذا بالبصيرة ترى ما لا يرى بالبصر) وقد كان التحليل كما يلي:
(يكون الاتفاق والعقد للزواج بدون شرط وبسهولة وسرعة(وهو أساسا"ما يمليه علينا ديننا الحنيف) مع إخفاء قصة المرض أو أي شيء قد يشكل عائقا" ومن ثم بعد الاطمئنان على تحسن العلاقة تقوم الفتاة بجس نبض ثم إخباري بما تعاني من مرض وأنه قد تبين لاحقا"مع التأكيد علي بالحفاظ على عدم ذكر الأمر أمام الأهل ثم تكون هناك الشروط مع التصريح بأنني أوافق على مطالب حبيبتي بكل صدر رحب مهما كانت والتي تتضمن عدم السكن مع الأهل حتى لا يشعر أحد بوجود أي شيء غير طبيعي في العلاقة وإذا تبين أمر يزعجني فلن أستطيع أن أتفوه بكلمة لا مع الأهل ولا النسب لسبب بسيط هو أنني كنت على علم تام بالأمر قبل الزواج (بالله عليكم أيستطيع شيطان الجن أن يرسم ويخطط لجريمة بهذه البشاعة) وفي حال فشلت الخطة في اصطيادي فأنا أحمل المسؤولية أمام أهلي والمجتمع وذلك ببساطة لأنني وعدت بأشياء وأشياء وقد عدت في ما وعدت وهذا تفسير الذهاب إلى ذلك الرجل وذلك لينشروا ما عندهم)))).
وأخيرا "ولا أزكي على الله أحدا" أحمد الله لصدق مشاعري وضبطي لنفسي الذي جعل الفتاة غير قادرة على الاستمرار في التمثيل وقد شعرت بذلك مؤخرا" عندما( سمعت فظاظة في الحديث معي) فأقسمت لي أن الله سيرزقني بزوجة لي أفضل منها وأحمده تعالى لقوتي في ضبط مشاعري الذي جعل الفتاة وأهلها يتخبطون وتظهر نواياهم وأعتقد هم لا يعلمون بما كشف الله عز وجل لي من أمرهم وهذا من فضل الله عظمة قدرته.
والآن ما يهمني هو أن تصل الصورة على حقيقتها لذلك الرجل الذي لجأ إليه أهل الفتاة لفسخ العقد ليكون الشاهد بعد الله تعالى قبل أن أوافق على ذلك لعدة أسباب أقلها أن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتان، ولهذا يهمني ويثلج صدري سماع رأي أساتذتي وإخواني في موقع مجانين في ما يلي:
أولا": أن أجلس مع الفتاة والرجل الشاهد وأتحدث إليها وأعرض مسامحتي لها في الدنيا والآخرة وأن لا يعلم أهلها بما قالت إذا هي نطقت بالحق.
ثانيا": إذا رفضت الاعتراف فإنني أملك الأدلة الكثيرة (والتي لم أذكرها هنا لكي لا أطيل أكثر من ذلك) لمواجهتهم بها، وإذا أصروا فليس لهم سوى إدخال الناس بيننا للضغط علي وهذا ليس من مصلحتهم، وأعدكم أنني لا أريد إلا إظهار الحق أمام من يحكمون وأنني أريد الخلاص بالمعروف والستر
11/5/2005
رد المستشار
يقول الإمام الشافعي وهو يتحدث عن آراء علمية ينظر فيها إلى دلائل واضحة بالنسبة له يصل فيها إلى الرأي الصحيح من وجهة نظره... يقول "رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب"..
وفي الأمور الاجتماعية حيث تتشابك الأحداث والمواقف لا يستطيع أن يجزم أحد بصحة موقف بعينه أو يرتب الأحداث بشكل معين ويقول... هذا هو الترتيب الصحيح للأحداث التي يشف المواقف... خاصة وأن الأمور تحتمل وجهات نظر مختلفة هذا معنى هام يجب أن تستوعبه وأن تخوض هذه القضية... خاصة وأنك رتبت الأحداث في ذهنك بصورة أدت إلى نتيجة مؤداها أنك تعرضت لعملية خداع كبرى ولذا فإنك تتصور أنك ستضغط على زوجتك حتى تعترف بالحقيقة والتي هي وجهة نظرك وإلا فإنك ستتركها معلقة حتى يضطر الأهل لطلب تدخل الآخرين وهو أيضًا ما تراه مستبعدًا وليس في مصلحتهم... هذه ليست طريقة من يريد الخلاص بالمعروف والستر كما تقول في نهاية رسالتك... لأن من يريد ذلك فعلاً يسأل نفسه سؤالاً واضحًا ومحددًا دون الدخول في تفاصيل لا داع لها... هل أريد الاستمرار في هذه الزيجة أم لا...؟؟
فإذا كانت الإجابة بلا لأي أسباب هو يراها ويرى أنها مقنعة له.... فليكن التفريق بإحسان دون تجريح أو تعريض بالأعراض أو دخول في النوايا أو حديث عن المؤامرة لأن كل هذا الخوض لا داع له ولن يترتب عليه أي نتيجة...
اذهب إلى هذا الشاهد وأعلمه برغبتك في الطلاق وإنهاء الموضوع دون أي مهاترات أو مجادلات غير مجدية... نحن لا نقول لك قرارًا ولكن نحدد لك طريقة أخذه... لأنه واضح من رسالتك أنك حسمت أمورك واتخذت قرارك بالانفصال ولكنك تسعى لما تتصور أنه إظهار الحقيقة مثل الطلاق ونقول لك إنك إذا كانت غايتك هي إظهار الحقيقة فلا يصلح أن تتخذ قرارًا مسبقًا... بل يستدعي ذلك أن تكون على استعداد للاقتناع بوجهة النظر الأخرى أما وقد اتخذت قرارك فلا تضيع وقتك فيما لا يجدي...