غياب الفراشات!!
مساء الخير عليكم
تعجبني ردود المستشارين في هذا الموقع، وعمري ما فكرت أرسل مشكلة لكن هذه المرة أنا في حاجة فعلا للمشورة، هذه ثاني خطوبة لي في خلال ثلاث سنين مثلا نفس الأحاسيس غير المفهومة معرفش يعني إيه قبول ولا هو ذا الشخص أو لا، إزاي أعرف أصلا مفيش راحة دماغ ولا فراشات في قلبي مفيش غير أفكار كتير ومقارنات كثير بين أي اثنين مخطوبين حولي وبيني أنا وخطيبي.
حاسة إني لوحدي ودماغي مش سيباني ومبنمش كويس ودايما بحلم أحلام وحشة روحت لثيرابست قالتلي مفكيش حاجة وهو بس مش مناسب، رغم أنه فيه كل حاجة عايزاه إلا حاجات بسيطة خالص
بس ما عدا ذلك مبحبش حد يعرف إني مخطوبة ولا بحب ألبس الدبلة ونفسي مكنش موجودة أصلا أي مشكلة بينا بحس روحي بتطلع وأنا طبعي خلقي واسع وبقعد أطبطب وأحايل وهو طبعه بيزعل بسرعة وعصبي شوية،
أنا معرفش أنا بكتب إيه وليه والله أنا دماغي بتاكلني كل دقيقة والله نفسي أفرح وهل لو فسخت تاني عمري هحب ولا أتحب ولا أقابل حد مناسب
وأنا من أرياف والفسخ دا من سمعة البنت وحاجة طين (لامؤاخذة فلاحة)
2/1/2025
رد المستشار
الابنة الكريمة"roosha" حفظها الله، السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد،،،
من الواضح أنكِ تعانين من ضغط نفسي كبير بسبب هذه الخطبة، وربما أيضًا بسبب التجربة السابقة. اسمحي لي أن أساعدكِ على تفكيك مشاعركِ وفهمها بشكل أوضح:
بداية، هل مشاعركِ طبيعية؟
نعم، من الطبيعي جدًا ألا تشعري بالسعادة المطلقة أو بـ"الفراشات في القلب" كما يُقال، فالخطوبة ليست مجرد مشاعر، بل هي مرحلة تقييم واختبار للعلاقة. لكن السؤال الأهم: هل هذه المشاعر ناتجة عن طبيعتكِ التحليلية وكثرة تفكيركِ؟ أم أنها إشارة حقيقية إلى عدم الارتياح؟
إذا كنتِ بطبعكِ كثيرة التفكير و تميلين إلى القلق، فقد يكون هذا أمرًا شخصيًا لا علاقة له بخطيبكِ.
أما إذا كنتِ تشعرين بعدم الراحة والضغط النفسي فقط بسبب هذه العلاقة، فهذه علامة تستحق التوقف عندها.
ثانيا: ذكرتي في رسالتك أن "هو يمتلك كل الصفات التي أريدها، إلا بعض الأمور البسيطة" والسؤال هنا؛ ما هي هذه الأمور "البسيطة"؟
أحيانًا، التفاصيل التي نعتبرها بسيطة قد تكون جوهرية في العلاقة. هل هي أشياء يمكنكِ التعايش معها بسهولة؟ أم أنها أشياء تؤثر على سعادتكِ وراحتكِ النفسية؟
ثالثا : فيما يتعلق بعدم رغبتك في إظهار الخطوبة أو ارتداء الدبلة
هذه نقطة مهمة جدًا، لأن المشاعر الصادقة غالبًا ما تظهر في سلوكياتنا دون أن نشعر. اسألي نفسكِ:
هل أنا أخفي الأمر خوفًا من أن أفسخ الخطوبة مرة أخرى؟
أم أنني غير مقتنعة تمامًا بهذه العلاقة من الأساس وأشعر بعدم الراحة تجاهها؟
رابعا: خوفك من المستقبل وفسخ الخطبة مرة أخرى؛ أتفهم - يا ابنتي- تمامًا أن المجتمع في الأرياف قد ينظر إلى فسخ الخطبة بصورة سلبية، لكن الزواج قرار مصيري، ومن الأفضل فسخ الخطوبة الآن بدلاً من الاستمرار في علاقة غير مريحة ثم مواجهة مشكلات أكبر بعد الزواج. لا تجعلي خوفكِ من كلام الناس يُجبركِ على الاستمرار في علاقة لا تشعرين فيها بالراحة.
خامسا: الفرق في الطباع بينكِ وبين خطيبكِ:
أنتِ تميلين إلى التسامح والاحتواء، بينما هو عصبي ويغضب بسرعة. في العلاقات الصحية، يجب أن يكون هناك توازن بين الطرفين، وليس طرفٌ دائمًا ما يهدّئ الآخر ويحتويه بينما لا يجد هو بدوره من يحتويه. هذا قد يُشعركِ مع الوقت بالإرهاق العاطفي.
و السؤال الآن: كيف تتخذين القرار الصحيح؟
1. تخيّلي حياتكِ معه بعد خمس سنوات: هل تشعرين بأنكِ ستكونين سعيدة ومستقرة؟ أم أنكِ تتخيلين المزيد من الضغوط والمشكلات؟
2. استمعي إلى مشاعركِ بصدق: إذا كنتِ غير مرتاحة الآن، فمن غير المرجح أن تتحسن الأمور بعد الزواج.
3. استشيري شخصًا تثقين به: قد يساعدكِ ذلك في رؤية الأمور من زاوية أخرى.
4. لا تجعلي الخوف من المستقبل هو دافعكِ للاستمرار: لأن الزواج يجب أن يكون مبنيًا على القناعة والراحة، وليس على الخوف من الوحدة أو كلام المجتمع.
أنتِ لا تزالين شابة، ولديكِ فرص عديدة للارتباط بالشخص المناسب. لا تجعلي الضغوط الخارجية أو الداخلية تجبركِ على الاستمرار في علاقة لا تشعرين فيها بالراحة. خذي وقتكِ في التفكير، وأحسني الاستخارة، وثقي بأن الله سيختار لكِ الخير أينما كان.
وبالله التوفيق،،،