السلام عليكم ورحمة
عزيزتي الفاضلة الدكتورة هالة مصطفى، أو عفوًا من ينوب عنها من طبيبات فقط لا أطباء (درءا لحرجي أكثر من ذلك) تحية طيبة وبعد:
نشكركم شكرا جزيلا على مجهوداتكم الرائعة نحو حل مشاكل أمة المسلمين؛ والتي لولا سهركم وتعبكم ما كان يضيء الأمل في عيون ذوي الأمراض والمشاكل.
عزيزتي:
أنا امرأة حديثة الزواج، متزوجة منذ نحو عام أو أكثر بقليل، ودعيني أتجول بين طيات الصراحة المعفية من الحرج الذي طالما ترددت قبل تسطير هذه الرسالة، فسأظل أنا وغيري "ندور ونلف" حول مشاكلنا دون الجرأة أو الإقدام على حلها.
بصراحة شديدة جدا، أنا امرأة جميلة، وأقولها بقوة: امرأة مثل نساء أهل زمان، فقد حباني الله بنمو جسدي سريع كان يسابق طفولتي، حتى إن البعض كان يعطيني سن طالبة في الجامعة بينما كنت وقتها ما زلت في الإعدادية.
عفوا لهذا "الرغي" لكنني أردت أن أجعل الصورة أكثر وضوحا، فأنا مع كل هذا الجمال في الصورة وفي الجسد، فمشكلتي أنني لا أشعر بالاستمتاع أثناء المعاشرة مع زوجي الذي أحبه ويحبني وما زلنا في أول الطريق بلا أي مشاكل أو منازعات تعكر صفو حياتنا كما نسمع في البيوت الأخرى، وبصراحة شديدة أيضا، فقد نوهت له بأسلوب شبه مشفر أو مغطى؛ أي بنظرية: "كل لبيب بالإشارة يفهم"، وأعتقد أنه قد تلقى الرسالة، لكنه ما زال غير قادر على العطاء الكافي للإشباع المعروف.
وحين لجأت إلى إحدى الصديقات والتي -بصراحة-نوهت لها عن مشكلتي في أضيق الحدود، فلما حاولت -بدافع الفضول-الغوص معي في معرفة التفاصيل تهربت منها، وشعرت بحرج، فأشارت علي بموقعكم الموقر، وخاصة حضرتك، وبالأخص إحدى مقالاتك حول أوضاع المعاشرة، فقرأت لك عما أسميته بوضع الفارس، وأضفت أنه مناسب للنساء، وبشرح حضرتك للوضع، فقد حاولت على فترات تنبيه وتوجيه زوجي أثناء الممارسة لهذا الوضع دون أن أشعره بأنني قرأته من موقعكم الموقر.
مشكلتي أنني كنت قد شعرت بأنني قد وجدت ضالتي الأخيرة بعد أن مارسنا أوضاعا لم أشعر فيها بالمتعة، ولكن للأسف على ما يبدو أننا إما فهمنا الوضع خطأ، أو أن هناك ثمة مشكلة تعترضنا، أم أننا ربما لم نفهم معنى وضع الفارس، أم أنه بالفعل هذا الوضع لا يصلح لنا بهذه الأوصاف وما البديل؟
بصراحة شديدة جدا، لا أخفي عليك يا دكتورة حاجتي الملحة لهذه العلاقة -ليس ذلك معناه الشراهة، وإنما أعتقد أنه حقي الشرعي الذي أحله الله لي- وأشعر أنني لو لم أنلها فحياتي ستبدأ في التحول إلى الجحيم الذي ربما يؤدي إلى الانفصال بعد أن استشعرت بقدوم أعراض اليأس والملل والكراهية لتلك المعاشرة في وقت أنا في حاجة لها؛ حيث إلى الآن لم يحدث حمل، علما بأن الانتصاب لديه طبيعي جدا، ولا أعتقد أن لديه ما يسمى بسرعة القذف، وقد تسأليني عن نفسي أثناء المعاشرة فأشعر أثناء الملاطفة أنني سأصل إلى الذروة ولكن نتيجة الخلل في طريقة الإدخال كما أسلفت فلا أصل، وأشعر بعدها بالعذاب الشديد، علما بأنني ناضجة جدا وكاملة، أي: لم تجر لي عملية ختان في الصغر، وكل شيء لدي طبيعي من حيث حجم الشفرين والبظر، ولم أمارس العادة في حياتي قبل الزواج، لكنني في أحيان قليلة جدا الآن أكون مضطرة عقب المعاشرة وبعد أن أشجعه على مغادرة الحجرة كي أنهي رحلة العذاب التي أقضيها معه.
وأخيرا أكرر أسفي لهذه الصراحة المفتوحة والتي أشعر من خلالها بالضيق وأنا أتكلم بهذه الطريقة، لكنني أعتبرها هي أفضل بكثير من الكبت الذي قد يؤدي إلى الانحراف.
شكرا لك ووفقك الله، وسدد خطاك على طريق عون أمة الإسلام.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
21/1/2025
رد المستشار
عزيزتي:
سعدت برسالتك وخاصة بالاسم الذي اخترته وهو اسم ابنتي الحبيبة حفظك الله وحفظها من كل شر... أشكر لك طلب عرض المشكلة على طبيبة؛ لأن الحياء سمة هذا الدين وجميل أن نراعيه في شتى أمورنا، وأعتذر لك أنني سأقوم بالرد عليك بدلا من أستاذتنا د/ سحر وذلك بسبب انشغالها الشديد، فأرجو أن تجدي عندي ضالتك وأن يوفقني الله في إفادتك.
حبيبتي: إن العلاقة الزوجية فيها من المودة والحب والإفضاء والإفصاح عن المشاعر ورغبات النفس وطلباتها الكثير، مما جعل رب العزة يصفها بأنها ميثاق غليظ ولباس وسكن تأنس به الروح وتسعد به النفس، ولكي يتحقق ذلك المعنى لابد أن يشعر كلا الزوجين بالرضا والإشباع الذي يؤهلهما لخوض مشاكل الحياة وتحمل صعوباتها بنفس قوية وإرادة صلبة، ولذلك ما سألت عنه وطلبتيه هو من حقك تماما وخاصة أنك كما ذكرت بدأت علامات التعب والملل تتسلل لك من ذلك اللقاء الحميم.
عزيزتي: تدخل الزوجة والزوج في تلك العلاقة وفي مخيلة ونفس كل منهما الكثير عنها بعضه صحيح وبعضه مغلوط إلى جانب تجاربه السابقة في تلك العلاقة وأقصد بها العادة السرية، فالفاحشة -والعياذ بالله- تكون بعيدة عن أوساط الشباب المتدين بفضل الله.. والرغبة في المرأة تعتمد أساسا على ما في المخ من أفكار ومعتقدات تتعلق بالجنس والعلاقة الزوجية، وعلى ضوء تلك الأفكار والمعتقدات تستجيب الأعضاء التناسلية وتخرج الرغبة.. وتحدث الإثارة في المرأة.
والوصول للنشوة عن طريقين: الأعصاب الحسية الموجودة في البظر والشفرين، أو الأعصاب الحشوية الموجودة في المهبل وجداره الخلفي خاصة وكلا الإحساسين واحد، وتصل المرأة فيهما لذروة اللذة وتحدث النشوة أحيانا بإثارة كلا المسارين عندما يصاحب الاحتكاك الداخلي الضغط على البظر وتكون النشوة في درجتها القصوى.
والهدف من اللقاء الزوجي هو وصول كلا الزوجين إلى النشوة وإفراغ الرغبة وتكون الإثارة الخارجية في المرأة في بداية الزواج أسرع؛ نظرا للألم الذي يكون مصاحبا للإدخال في المرات الأولى ولضيق المكان وعدم اعتياد مرور شيء داخله، ولذلك تكون لفترة الملاعبة دورها الأساسي في تهييج الزوجة ووصولها للنشوة، وتشمل تلك الملاعبة كل الأماكن التي تثار منها المرأة، مثل: الثديين والحلمة والبطن والأرداف والأوراك والبظر والشفرين والشفاه، وكل امرأة تتميز بمناطق أكثر إثارة من غيرها، وهنا يأتي ذكاء الزوج في استكشاف تلك الأماكن بنفسه وملاعبتها بشكل لطيف قبل الإيلاج، وقد تحدث النشوة غالبا بمجرد الملاعبة الخارجية في بداية الزواج، وهنا لا داعي لأن تنتظر الزوجة وتكبت مشاعرها من أجل الحصول عليها بالإيلاج، وخاصة أنه مع مرور الوقت وقرب الزوجين أكثر وفهمهما لبعضهما البعض تبدأ الأعضاء الداخلية في الاستجابة والوصول للذة من خلالها.
أما عن أفضل الأوضاع؛ فأفضل شيء: هو أن تزيلي الحاجز النفسي بينك وبين زوجك، وتتقربي منه أكثر، وتتفاعلي معه بمنتهى الحب، وتخرجي ما بداخلك من مشاعر وخيالات فأنت بذلك تسعدين زوجك كثيرا.
فالرجل يزداد شوقا عندما يجد معه زوجة متفاعلة دافئة تلاطفه وتبادله التعبير عن الاستمتاع بشتى الصور من الأصوات إلى اللمسات وغيرها، ولقد عبر القرآن الكريم عن العلاقة الزوجية في الجنة بذلك المفهوم الذي ينشده كل رجل يرغب في الاستمتاع بامرأته؛ فقد ورد في سورة الواقعة في وصف الله لنساء الجنة وحسنهن وجمالهن وجمال صدورهن التي لم تتدلى بحمل ورضاعة وغيرها، أي: الصدر الذي تبحث عنه ملكات الجمال والفنانات والنساء من خلال مراكز التجميل وغيرها، ذكر تلك الأوصاف التي يهواها الرجل في المرأة، إلى جانب ذلك ذكر تفاعلهن مع أزواجهن في العلاقة فقد ورد في تفسير كلمة {عربا} الكثير من المعاني وكلها تصف المرأة التي تعبر عن شوقها لزوجها واستمتاعها به بكل الصور {إنا أنشأناهن إنشاء فجعلناهن أبكارا عربا أترابا}.
نعم تلك نساء الجنة لمن عف نفسه واستغنى بالحلال عن الحرام وحفظ نظره ورضي بما قسمه له ربه، فهلا تشبهت بهن مع زوجك في الدنيا حتى يتم الله عليكما النعمة في الجنة ويزيدكما من فضله؟
ذلك هو الأساس في العلاقة، وبناء عليه ستكتشفين بفهمك وقربك لزوجك أكثر الأوضاع المناسبة لكما، وأكثرها إثارة وقد تكتشفا أوضاعا جديدة، كل هذا يتوقف على مدى قربكما وتفاهمكما، لا تتعجلي واتركي نفسك مع زوجك واستمتعي به بالشكل الذي يروق لك ويثيرك.
وفقك الله، وزوجك ورزقكما السعادة والذرية الصالحة.
اقرأ أيضًا:
العلاقة الحميمة بين الزوجين ..هواجس مستوردة
فشلت العلاقة الحميمة... فتزوجت خيالات السينما