السلام عليكم
أحب زميلة لي في الكلية لتدينها، وأريد التقدم إليها وأعرف أن والدي لن يمانع.
لكن المشكلة أنني لا أعرف اسمها، وهل تقدم أحد إليها أم لا، كما أننا لا زلنا في مرحله الدراسة، ويبقى عامان على التخرج.
كما أنها أكثر تدينا مني، لذا فأنا متمسك بها. فكيف أتقدم إليها؟
وماذا لو رفضني أهلها أو هي نفسها؟
5/3/2025
رد المستشار
ولدي
أجمل ما في رسالتك أنك تبدو فيها واضحا صريحا نقيا. فقد رأيت فتاة في الجامعة متدينة -وعلى ما يبدو أنك تعني بتدينها أنها محجبة- فأعجبتك، وكان أول ما تبادر إلى ذهنك أن تذهب إلى بيتها وتطلب يدها رغم أنه مازال أمامكما عامان من الدراسة، ورغم أنك لا تعرف عنها أي شيء ولا حتى الاسم، وهل ستقبلك الفتاة أولا أم لا؟ وهل سيقبلك أهلها بعد ذلك أم لا؟
والسؤال الأهم الذي يطرح نفسه هو:
هل والدك الذي تقول عنه إنه لن يمانع سيسعد ويبارك هذا الاختيار أم لا؟
وقبل أن أحاول مساعدتك فهناك معلومة أحب دائما أن أوضحها وأصححها بعد أن أفسدتها وسائل الإعلام.. إن مشاعرك تجاه تلك الفتاة لا يمكن أن تسمى حبا بأي حال أو بأي صورة من صور الحب؛ فإن المشاعر الفجائية أو التلقائية التي تتولد بين اثنين أو حتى من طرف واحد بدون علاقة حقيقية، أو معرفة وثيقة، أو معاملات مختلفة تدخل تحت مسميات أخرى غير الحب، منها: الإعجاب، ومنها التوافق النفسي، أي توافق بين شخصيتين،
ومنها أخيرا ما أحب أن أسميه مردود المخزون، أي أن يكون لأحد الطرفين "شكلي" مع شخصية حقيقية في حياة الآخر، وكلمة "شكلي" لا تعني الملامح بالقطع، ولكن قد تكون في الروح أو التركيبة النفسية؛ فيظهر من اللقاء الأول أو النظرة الأولى شعور خاص لا يتوفر للعامة، وهذا الشعور قد يكون بذرة لحب عظيم سينمو مع الزمن، أو قد يختفي تماما تاركا لمحة من الذكريات اللطيفة التي تضيء من آن لآخر.
ومادامت الظروف -يا ولدي- مازالت غير مناسبة فلماذا لا تستغل الفرصة وتحاول الاقتراب منها والتعرف عليها في هذا المحيط الطبيعي الذي جمعكما.. محيط الدراسة؟ فهذا سيتيح لك أن تراها من قريب وتتعرف إليها وتسمعها وهي تتكلم وتفكر وتتعامل، وهذا قد يزيد إعجابك بها، أو قد يطيح به تماما.
كما أن هذا القرب الطبيعي سيجعلها تراك، مما يسمح لها بتكوين رأي في مسألة الارتباط بك على ضوء ما ستراه منك، وهذا الرأي قد يكون موافقة، أو لا مانع، أو استحالة.
ومادمت -يا ولدي- ستنتظر الانتهاء من الدراسة فحاول أن تكون عنها صورة أكثر وضوحا، فعلى الأقل تعرف اسمها.
وأحذرك يا ولدي من أن تنقلب هذه العلاقة إلى علاقة غرام غير شرعية، وإن كنت تحبها فعلا فاتق الله فيها، وحافظ عليها، فإن أتم الله عليك النعمة وجعل لك فيها نصيبا ونعمة، وإلا.. فتكون سلمت من كيد النفس ومن كيد الشيطان، واعتبر هذه الفتاة أختك أو امرأة من محارمك، وتعامل معها كما تحب أن يتعامل الناس مع محارمك، فاتق الله، ولا تتجاوز الحلال باسم الحب.
مشكلتك -يا ولدي- أنك متعجل للأمور، وهذه سمة سنية مرحلية طبيعية، فتتصور أن ما فاتك لن تدركه، ولكن صدقني لا يوجد شيء اسمه ما فات؛ لأنه ببساطة لم يكن مكتوبا.
استعد لمتطلبات الزواج أولا، ثم تعرف عليها وعلى أهلها أكثر، واستخر الله، ثم تقدم ، و... مبروك مقدما.
وتابعنا دائما بأخبارك