الوحدة والملل
أنا سيدة متزوجة من 10 سنوات زوجي طيب جدا ومحترم ويحبني وبحبه جدا
لكن لا يوجد عندي أولاد هذه لم تكن تمثل لي مشكلة في أول حياتي لكن مع الوقت واندماج زوجي في عمله بصورة قوية بدأت أشعر أن عمري ضاع،
وأنا أعيش حياته هو ومشاكله في العمل وأحفظ أسماء جميع زملائه، رغم أن طبيعة عمله تجعله يتنقل في أماكن كثيرة لكني حافظة تاريخ حياته بكل تفاصيله
لكن فجأة وربما بعد وفاة والدتي شعرت بأني وحيدة ولا يوجد لي حياة خاصة أفعلها فأصبحت دخنة بدرجة قوية غيورةعلى زوجي جدا رغم ثقتي في إخلاصه لي فماذا أفعل؟
هل أستطيع أن تكون لي حياة واهتمامات خاصة بالرغم من مرور كل هذه الفترة فأريد أن أتكلم مع أي شخص وأحكي له، لكن من شدة حبي لزوجي تخليت عن جميع الأصدقاء فلا توجد لي صديقة واحدة أتكلم إليها رغم أنى شخصية محبوبة جدا في عملي من جميع الزملاء والمديرين وحتى العاملين ولكن زوجي لا يرى مشكلة في العمل، لكن بعد عودتي من العمل لا يوجد شيء آخر أفعله وهو يرفض أن أخرج بمفردي حتى ليوم إجازة في الصباح يرفض أي شيء يبعدني عن المنزل إلا العمل أو زيارة أخواتي
فماذا أفعل في وحدتي إنه أيضا يرفض أن أقوم بشراء قطة في المنزل حتى تسليني لأنه لا يحب القطط فإني أشعر دائما أنني تابعة له أريد أن أكون شخصية مستقلة كما أنه بيزعل جدا من غيرتي عليه أنا عارفة أنها زيادة لكن ماذا أفعل ولا يوجد أمامي شخص غيره
13/6/2005
رد المستشار
سيدتي الكريمة
أسعدتني رسالتك كما أحزنتني
أسعدتني لنبل أخلاقك واختيارك للاستمرار في حياتك الزوجية مع زوجك الحنون رغم يقينك بعدم الإنجاب
ولكن أحزنتني لأنك مارست الاختيار بشكل خاطئ، فلقد خلطت بين العطاء المبصر والعطاء الأعمى، فالحب عطاء ولكنه لا يفقدنا إرادتنا لأنه تواصل فيه متعة العطاء ومتعة الأخذ ولكنك وقعت في تلك المساحة المشوشة ولكن رغم ذلك لدي ما أقترحه عليك، ولكنه اقتراح مشروط بالتدرج والحكمة:
فأنا أقترح عليك أن تتحدثي معه حديثا جادا تعطين فيه الشعور بالإصرار الممزوج بالرجاء بعمل أي نشاط تحبينه ولتشرحي له بوضوح كيف تمر عليك الأوقات والأيام والسنون فأنت إنسانة قبل أن تكوني زوجة تحتاجين لشعورك بأن لك قيمة تضيفيها لنفسك ولغيرك ولتظلي على طلبك هذا فترة تستطيعين أنت أن تحدديها حسب تقديرك، ولكن على نفس الوتيرة:
الإصرار مع الرجاء ليشعر بأنك تعنين ما تقولين، وأن ذلك سيخفف من حدة شعورك بالملل والوحدة بل سيخفف عنك شعور الغيرة لأنها كذلك من نتاج الفراغ لأوقات كثيرة ولا مانع من أن تتخيري شخصا يقدره ويحبه ويحترم رأيه ليعاونك في ذلك
وأخيرا إذا فشلت تلك المحاولة فلا تلومينه ولا أملك إلا أن أقول لك أن تشغلي نفسك بأمر يهمك في شكل هواية أو عمل من خلال بيتك دون أن يستدعي ذلك الخروج منه مثل مجموعات النشاط المختلفةعلي شبكة الإنترنت أو التعلم عن طريقها أو ممارسة أعمال يدوية مثلا، والأفكار كثيرة......
وتابعيني بأخبارك