لا أعرف نفسي
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولاً أشكركم على هذا الموقع الجميل وأنا بستفيد منه جداً فى حياتي العملية، ومن خلال قراءة المشاكل وأستطيع حل بعض المشاكل التي تواجهني مثل تلك المشاكل وكيفية حلها.
حتى لا أطيل عليكم أنا فتاة عمري 20سنة. طالبة في إحدى الكليات العملية، أخالط الكثير من الصديقات، المشكلة تكمن أني لا أستطيع التجاوب معهم يعني يفعلوا بعض المواقف وأنا أحس بالضيق من هذا الموقف، ولأني صريحة أحب لما أغضب من أحد أو أزعل منه أو أعمل حاجة غلط فيا أو سواء مع حد تاني، أحب أنصحه وأقوله على الصح علشان مش يقع فيه تاني أو يتجنبه، بس مشكلتي أني بحب أشارك معهم في كل حاجة، بحب نشتغل مع بعض في الكلية ونكون مثلاً متفقات إنا إحنا نعمل الحاجات دي مع بعض، وأتفاجأ أنهم عملوا الحاجة دي من ورايا ويعملوا حاجات تانية، ومش يرضوا يقولوا لي، ولما أجي أعاتبهم يقولوا أن الموضوع فجأة وكانوا هيقولولي بس نسيوا، وتكررت المواقف، وأنا أقول لنفسي لو هما عاوزين يقولوا لي حاجة يقولوا ده، حتى يبقوا بيتكلموا في حاجة ولما آجي أقف معاهم يسكتوا ويغيروا الموضوع، أنا كنت بتضايق جداً من كده، بس رجعت قولت لنفسي دي راحة نفسية لو عايزين يتكلموا قدامي يتكلموا وغير كده هما حرين، بس حاولت أقنع نفسي بكده، وأحاول إني أبتعد لما أشوفهم عايزين يتكلموا فى حاجة، وأكون معاهم كويسه جداً،
بس رجعت لي نفس الحالة تراودني وأحسست أني وحيدة، الكل بدأ يبعد عنى لدرجة أني بقيت على طول قاعدة لوحدي، وأروح لوحدي، ومفيش حد يسأل عليا سواء جيت أو مجتش، وفى مرة حكيت لوحدة منهم إنهم مش بقوا معايا زي الأول قالتلي لا إحنا زي ما إحنا، والكل لاحظ إننا مش زي الأول مع بعض، وغير كده أنا لما حسيت إني بقيت وحيدة طبعاً اهتمامي بدراستي قل، وبقيت مش مهتمة بأي حاجة ولا الكلية نفسها. واتقلبت معايا الحكاية في البيت حسيت أنهم بيعاملوني عادي من غير اهتمام، مع أني للعلم مبحبش أتدخل في اللي ماليش فيه، وأتكسف أسأل عن حاجة مش تخصني، بس لقيت أخويا الصغير لما لاقاني مش بحاول أرد عليه في بعض المواقف، والكلام اللي يقعد يقوله عليا ويكون قاعد أمام الكل، وأقول لوالدتي شوفي يا ماما عمل إيه فيا، بس الكلام دا بيبقى لوحدنا تقول لي معلش استحملي ده أخوك الصغير ده بيهزر معاك، الموضوع تكرر معاه خالص وبقى يقول أمام الناس وكمان زوج أختي، وبقى زوج أختي هو كمان يتريق عليا حتى أمام أختي والكل، وماما مبتعملش حاجة لأخويا خالص لدرجة أنه اتعود على كده،لأني مبعملوش حاجة ومش برد عليه أعتبر نفسه هو الكبير وأنا الصغيرة وبقى يزعق فيا بصوت عالي وكل ما أقوله حاجة يقعد يتريق عليا ويقول هو أنت عارفة حاجة، وبكده خلى الناس يتعودوا إنهم يستهزئوا بيا حتى زوج أختي، أنا بروح أشتكي لماما وأقولها تقولي استحملي أنت الكبيرة، حتى بيحرجني أمام الناس. أنا فعلاً تعبانة، استحملت كتيير، أنا بشر ماقدرش أتحمل كل الضغط ده كله عليا، ده غير كده للعلم أن كل أخواتي متزوجات وأنا اللي فاضلة،
وهو مش كده وبس أنا بحس دايماً أني ثقيلة على الناس، بحس أنهم مش بيحبوني، بحب أقعد لوحدي جداً، ما بحبش أقعد مع حد، هل أنا كده منطوية، قولوا لي بالله عليكم لأني تعبت من كل اللي بيدور في مخي، أن الناس مش حباني وصحابي، وحاسة أني ثقيلة على أهل البيت كلهم والناس كلهم، ماعدتش بكلم حد على طول لوحدي.
أنا آسفة طولت عليكم بس نفسي أطلع اللي جوايا كله ومش لاقيه غيركم اللي يسمعني ويقدر يحل لي المشكلة أشكركم كثيراً
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
8/7/2005
رد المستشار
بكاء سيدنا يعقوب على ابنه أفقده بصره!!
وغم أمنا عائشة مما فعله الأفاكون جعلها تبكي حتى قالت ظننت أن الحزن فالق كبدي!!
بينما صمود وسعة أفق سيدنا يوسف جعلته وزيرا بعد عبودية
ورجاء أمنا عائشة في الله جعلها مبرأة إلى يوم القيامة بآيات ستتلى حتى تفنى الحياة
فأين أنت من النموذجين؟
ودعيني أوضح أكثر
إذا كانت تصرفات الآخرين معك تحمل معنى البعد فدعيه يعلمك ولا يدمرك وإذا كانت تصرفات الآخرين تحمل معنى القرب فدعيه يشجعك ولا يغرك وكوني صادقة مع نفسك أمينة معها وعليها فلا تدلليها ولا تجلديهافلقد اعتدنا دوما أن نلقي على الآخرين تبعة ما نواجهه من مشكلات ولكن الحقيقة أننا الوحيدون المسؤولون عما يصيبنا من سوء، وتبقى تصرفات الآخرين معنا في المساحة المخصصة لها دون زيادة أو نقصان وعلينا فقط أن نستنير منها وكلما درسنا أنفسنا أكثر كلما رأينا أفضل واستطعنا أن نحكم بقدرة أعلى
فهل حقا تؤمنين أن كل زميلاتك كلهم يتفقون على البعد عنك وعدم مشاركتك؟
ألا تذكرين أن إحداهن قالت لك أن هذا ليس صحيحا فلعل فعلا هذا ليس صحيحا وأنك تتوهمينه وقد يرجع ذلك لفرط حساسيتك لأمور قد يقبلها الآخرون ولكن دعيني أقترح عليك عدة نقاط
استسلام الإنسان لفكرة سيئة يصيبه بتعاسة نفسية وهوان اجتماعي يضغط عليه فيقعده ويجعله سيء التفكير كثير التشاؤم قليل الإنتاج فأول دعوة لك هو ألا تستسلمي لفكرة أن الكل لا يحبونك فلو تلاحظين ستجدين أنك بدأت تنظرين بنفس النظرة لمن معك في البيت رغم أني متأكدة أن ما تتصورين حدوثه الآن كان دوما يحدث طوال الوقت
فانظري يا ابنتي نظرة أكثر وسعا ستجدين تصرفات معك ليس لها معنى من الآخرين إلا الحب فلا تهدريها بعدم التفاتك إليها
كوني صادقة مع نفسك واجعلي نفسك وضميرك مصفاة تمر من خلالها تصرفات الآخرين حتى تضعي يديك على الأسباب التي جعلت تصرفاتهم تبدو لك كذلك وأنصحك بدفتر تكتبين عليه "حماقات ارتكبتها" فيه تكتبين الموقف الذي ضايقك وتحاولين أن تنظري لنفسك كما اتفقنا بصدق عن السبب فستجدين عجبا!!
وبعد مرور بعد الوقت ستكتشفين أنك كنت أحيانا سببا في ذلك فقد تكتشفين أنك كنت دقيقة أكثر من اللازم أو أنك حساسة جدا أو عندك بعض الفضول الذي لا يحبه الآخرون أو جدل أو أنك تتحدثين حديثا صحيحا سليما ولكن تقولينه بطريقة خاطئة فيها لهجة العنف أو الشدة فيفقد من أمامك حب سماعك أو يتركز اهتمامه في أسلوبك أكثر من كلامك
كوني سباحة لا تتعاركي مع الأمواج الشاهقة وقد يكفي في البداية أن تقفي في مكانك فترة وأنك لم تتأخري ولم تغرقي فهذا إنجاز يحتاج إلى صبر ليحقق نجاحا اكبر
أنت قوية تحتاجين لبذل بعض المجهود فلا تتركي الحظ يصنع لك شيئا أو أن تنتظري الأقدار تدبر لك ما قصرت أنت في تدبيره فالقوة تحتاج إلى صراحة وفهم وإرادة
فهل قررت أن تكوني قوية؟