ماذا بعد
أتقدم للشكر الخاص للقائمين على هذا الموقع المبارك لما يبذلون من جهد في سبيل خدمة مجتمعهم...
أما بعد: المشكلة بدأت معي منذ ولادتي فأنا أعتبر نفسي منذ ذلك الحين أني ناقص وأتأثر من أي شيء، وأنا عديم المهارات من الناحية الاجتماعية. ومن ثم تربيت على يد أبي وأمي، وبصراحة أنا أحب أمي فقط، أما أبي فكثير المشاجرات مع أمي ومع أي شخص آخر وباختصار لا شيء يعجبه. تربيت في ظل العمل بالأرض والفلاحة مما أدى إلى انحصاري وانزوائي عن باقي الناس علماً لقلة من يعملون بالفلاحة. أنا أعاني من العقد النفسية والتزعزع النفسي ولا أريد أن أكون سلبياً وأرجع هذا إلى أهلي. أنا أجد صعوبة كبيرة في الاندماج مع الناس والانصهار معهم وأعاني من تلعثم في الكلام، فكلامي غالباً ما يكون غير مفهوم كذلك قدرتي على إقناع الآخرين وكسب الأصدقاء والتأثير بهم قليلة جداً وضحلة. وعانيت منذ الصغر من سخرية الآخرين وابتعادهم عني حتى باتت هذه صفة من صفاتي.
إن سبب وجود الصعوبة في التعامل مع الآخرين هي الخوف من الخطأ وكشف شخصيتي الضعيفة فتجدني عادة منزوياً عن الآخرين فوقوفي أمامهم يسبب لي الشعور بالخوف والقلق ، حاولت التخلص من هذا الشعور عدة مرات دون جدوى فأنا هزيل شاحب الوجه ومظهري يثير الشفقة!!!!
أعيش في بيت ضيق لا يسعنا جميعاً مع إخوتي وأهلي، أما علاقتي مع إخوتي فهي متوترة نتيجة الضغوط النفسية والحرمان العاطفي منذ الصغر، فأنا أعبر عن الكبت والحرمان بطريقة سلبية أعاملها لإخوتي عن طريق الاستهزاء بمن أصغر مني منهم، والتشاجر مع من أكبر مني سناً، مع العلم أني عندما أكون خارج البيت تجدني لا أكاد أن أنبز بكلمة من الخجل والخوف الاجتماعي. كذلك فإن حركاتي غير متزنة وتعبر عن النقص بداخلي مما يسبب لي الحرج.
حاولت أن أتخلص من الشعور هذا فالتجأت إلى الدين منذ كنت 12 سنة وهكذا أصبح يتطور وعيي الديني دون أن يتطور معه شيء، وأصبحت أحضر دروس الكثير من المشايخ حتى ملأتني أفكارهم الدينية، ودخلت دورة لتحفيظ القرآن في هذا الجيل وختمته بعدها بثلاث سنوات في معهد التحفيظ عن ظهر قلب. وأقول بحق أن حفظ القرآن كان له مردوده الإيجابي علي وزيادة الثقة في النفس من خلال تكريمي في الحفلات وتغيير نظرة الناس لي، إلا أنه كان أيضاً له مردوده السلبي فأصبحت من المتشددين الغلاة في الدين أكثر من اللازم، فكنت أعتبر تارك الصلاة كافر، وأمنع من سماع الأغاني والمسلسلات بتاتاً حتى ولو لم يكن فيها أمور سيئة، وهذا أيضاً كان له تأثيره السلبي من ناحية العلاقات الاجتماعية، فأصبحت أحتقر الناس وأخفض من منزلتهم والجزاء من جنس العمل... مع أني لو انتبهت قليلاً لوجدت أن الرسول بعث للرحمة والمحبة والسلام وليس للتشدد والتزمت والخلافات.
حتى هذه اللحظة من الحياة الذي كان الدين المحرك الأساسي فيها لم أكن أمارس العادة السرية لأنني بحق لا أعرف شيئاً عن الجنس، وفجأة حدث شيء غيّر جزءاً لا بأس به من حياتي فقد أحضر والدي جهاز الحاسوب وركب فيه الإنترنت، ومن حسن الظن بي وضعه في غرفتي، وحدث صدفة أنه عندما كنت أتصفح مواقع الإنترنت أن رأيت صورة لامرأة مثيرة، فانتصب قضيبي دون إرادة مني وتصبب عرقاً فجربت أن أمسكه فشعرت بلذة شديدة لم أقدر على مقاومتها، وفعلت العادة السرية لأول مرة، بعد هذه الحادثة شعرت بالذنب العظيم وكأني فعلت كبيرة من الكبائر وأخذت بلوم نفسي، إلا أنه فيما بعد بدأت بتذكر تلك الشهوة وأصبحت غير قادر على ردعها وأصبحت أمارسها بشكل انتظامي.
لم يلحظ أحد شيئاً من هذه التغيرات وعندما كان أولاد جيلي يسألونني إذا كنت أمارس العادة السرية كنت أتظاهر بالجهل التام وأتهرب منهم.
كنت أمارس العادة السرية للتخلص من الشعور بالنقص، إلا أن ذلك كان لمدة وجيزة فقط بل عندما أخرج بعدها أكون أكثر حرجاً وخوفاً من أن يكتشفني الناس وهكذا أخذت تدريجياً بالبعد عن الدين، إلا أنني ما زلت متمسكاً بكتاب الله، وأداوم على صلاة الجماعة ....
إلا أنني نسيت أن أذكر شيئاً مهماً وهو أني والحمد لله متفوق في دراستي وأنا متفوق على أولاد صفي الآخرين من الناحية التعليمية، ولا أجد أي صعوبة في التعليم وأنا أحبه كثيراً، كذلك أنا مداوم على قراءة الكتب والقصص منذ الصغر، وعندي آفاق وأفكار إصلاحية تقوم على نقد المجتمع والتخلف العربي والبعد عن الحضارات العالمية وهذا كسبته من قراءة الكتب.
ومع كل هذه التطورات إلا أنني لم أتخلص من شعوري بالنقص واحتقار الذات وعدم التقدير وما زلت على هذه الحالة حتى الآن.
لذلك استشارتي تعتمد على الأسئلة التالية:
- هل يمكنني أن أتحول من ضعيف الشخصية إلى قوي الشخصية
- هل يمكنني التخلص من الشعور بالنقص والخوف الاجتماعي
- هل يمكنني أن أكون علاقات اجتماعية متينة
- وهل هناك تضارب بين تمسكي بالدين وحفظي للقرآن مع استمتاعي بالعادة السرية
- وهل يمكنني أن أكون سعيداً في حياتي
- وهل يمكن أن أحسن علاقتي مع أفراد أسرتي
- وهل يمكن أن أظل بعد كل هذا متمسكاً في الدين
- هل يمكن أن يتحول جسدي الهزيل الضعيف إلى جسد قوي البنية
- وهل تتعارض الحياة مع الدين
وأخيراً وليس آخراً فإني أتوجه إلى الدكتور وائل أبو هندي لمساعدتي في حل المشكلة المعقدة وإرشادي النفسي، وكذلك إعطائي كتب يمكن أن أستفيد منها غير كتب ديل كارنيجي لأنني قرأتها وكذلك إعطاء أسس ومراحل لتغيير حياتي الجذري.
وأتأسف على طول الكتابة..
والسلام
08/07/2005
رد المستشار
وعليكم السلام
أجيب باختصار عن جميع أسئلتك بنعم جازمة، ما عدا السؤال الأخير الذي أجيبه أيضا ولكن بنفي قاطع.
هل تتعارض الحياة مع الدين؟؟؟
لا حول ولا قوة إلا بالله !! هذا سؤال أجيبك عنه بمنتهى الثقة... لا ...أبدا ...إطلاقا بل يا ولدي لم يجعل الدين إلا من أجل الحياة لينظمها ولكنه لا يتعارض معها ولكنها وجهة نظر الخبثاء الذين يريدون منا أن نتبع الشهوات فنضل كما ضلوا والعياذ بالله.
خلق الله الناس ليعبدوه وجعل لهم متع في الحلال يثاب من يقوم بها مثل الزواج فهل رأيت أكثر من هذا دين يحب الحياة، ويدعوك للحرص عليها فيقول رب العالمين "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة"، وينهى الحديث الشريف عن تمنى الموت وعن المبادرة بإنهاء الحياة بالانتحار ويغلظ العقاب أليس كل هذا ترغيبا في الحياة التي أنعم الله بها علينا؟؟ ومن نعمه أن سن لنا دين ينظمها، اجعل هذه هي نظرتك لكل أمور دينك فالدين لم يفرضه الله علينا للتضييق والتعذيب بل لإرشادنا إلى سواء السبيل، ولنا في رسول الله أسوة حسنة في التمتع بالحياة فيما هو حلال على ألا يعيش الإنسان حياته فقط باحثا عن المتع ناسيا الهدف الأساسي من خلقه وهو عبادة الله وعمارة الأرض، وهي المهمة التي سهلها له الله بأن جعل في الدنيا متعا عديدة من طعام وشراب وزواج وأولاد وجمال في الطبيعة، هل تفكرت لم خلق الله مثل هذه الأزهار البديعة إنها زينة ومتعة للنظر تذكرنا في نفس الوقت بقدرة الخالق وعظمته وكرمه، وعندما يختل التوازن ويغفل الناس يظنون أنهم خلقوا ليتمتعوا فقط فتشغلهم وسائل المتعة عن الهدف الأساسي لوجودهم ويصبح أي منظم في سبيل هذه المتعة تضييق وهذا قلب محزن للصورة.
لا تعتذر عن تعبيرك عن نفسك، اقرأ ما كتبت بصوت عالي وكرره لنفسك أكثر من مرة وهذا تدريبك الأول لكسر حاجز الخجل الذي تشعر به عند التعامل مع الناس لأنك لم تعتد أن تعبر عن نفسك، فضعف قدرتك في التعبير عن نفسك واحد من الأمور المسئولة عن ضعف علاقاتك الاجتماعية.
يؤثر جو الأسرة الانفعالي العام على نفسية الأبناء وما تذكره أنت من ضعف قدرتك ورغبتك في التعامل مع الناس نتيجة تكاد تكون حتمية لمن ينشأ في ظروف عنيفة ومسيئة لا تراعي ضعفه وحاجاته النفسية وتعيقه عن اكتساب الطرق الصحيحة في التعامل مع الناس، إضافة إلى اعتقاده بأن هذا نموذج التعامل السائد والطبيعي، وبالتالي تزهد ضحية العنف والإٍساءة في الآخرين أو من محاولة التقرب إليهم بحجج عديدة، وتشير كثير من الدراسات أن الطفل ضحية الإساءة غير محبوب من قبل زملاؤه حتى وإن لم يكن سلوكه عنيف فهو على الأغلب حزين وخائف ولا يبدي رغبة في مشاركة الآخرين ألعابهم أو مصادقتهم وتكون النتيجة كما ذكرت ابتعادهم عنه.
ولكن هذا كان في الماضي عندما كنت مجرد طفل ضعيف وليس شاب واعي وذكي قادر على تعلم أي مهارة يحتاجها فلا يفيدنا أن نقضي حياتنا نلوم أهلنا على سوء أدائهم فلومهم لن يصلح حالنا، لذا ابدأ من اليوم وأقرأ من على الموقع كيف تعزز ثقتك بنفسك وكيف تكسب الأصدقاء.
تقول أنك تجد صعوبة في التعامل مع الآخرين لأنك ولدي لا تعرف كيف تتعامل معهم ولكن حين تتعلم ستزداد ثقتك بنفسك. والبداية بنجاح صغير سيشجعك على الاستمرار بالمحاولة فالبناء أي كان لا يتم في غمضة عين بل يحتاج إلى وقت، وعندما تزداد ثقتك بنفسك ستبرق عيناك ويزداد مظهرك جمالا، فقط ابدأ وواجه مخاوفك بالقول ماذا سيحدث أكثر من كوني بلا أصدقاء؟؟ كيف يمكن لوضعك أن يزداد سوءا؟؟ أنت بالفعل خائف وقلق وهي أمور تحرمك التمتع بالحياة.
من المتوقع أن يكون تعاملك مع أخوتك نموذجا مكررا لتعامل والدكم معكم، وقد لا يكون لك سلطة ولا دور في الطريقة التي يعاملكم بها والدك ولكنك بالتأكيد قادر على أن تغير ما بنفسك وتعاملك مع أخوتك، سبحان الله لم تذيقهم مما عانيت وتعاني على يد والدك، ورب ضارة نافعة لعل إتباعك أسلوب والدك يساعدك على تفهم السبب وراء سلوكه من أنه يعكس فشله وإحباطه ليس أكثر ، أريدك أن تتفهم دوافعه ولكني لا أريدك أن تتبع أسلوبه فمن يعاني من رفض الوحدة في الخارج متوقع منه أن يفيض حبا وحنانا وتقربا من أهله. أصلح علاقتك بأخوتك وابدأ بناء ثقتك بنفسك من خلال التعامل معهم بطرق ايجابية تطبقها فيما بعد في باقي علاقاتك، فلا تضاعف مأساتهم فتجعلهم يعانوا من أب عنيف وأخ سليط.
لن نلومك نحن أو ننظر لك من علياء _كما تفعل أنت_ ولكني أذكرك بأن الله يعفو عن السيئات جميعا إلا أن يشرك به، بما فيها العادة السرية مع وجوب ابتعادك عنها ومجاهدة نفسك على ذلك وتكون البداية بتجنب المثيرات من صور أو مواقع على النت وتعلم غض البصر بالطريقة الصحيحة.
اقرأ عن العادة السرية والتخلص منها على موقع إسلام أون لاين، وعلى موقعنا مجانين ستجد الكثير من الفائدة والعون بإذن الله، ذكر نفسك دائما أن لا معنى لمتعة عابرة تخلف حسرة باقية!!! وأن مجاهدة النفس شكل من أشكال الجهاد. ذكرتني استشاراتك بأخرى أعتقد بعنوان فضفضة جنسية لفتاة عادية، لسنا كاملين لست وحدك من فيه عيوب فأنا المختصة أعجز عن تذكر استشارة سابقة عملت عليها!! ولكني لا أخجل من إظهار ضعفي وجهلي فأنا في النهاية إنسان عادي له نقاط قوة ونقاط ضعف، ولكن لا تضع نفسك في الميزان لتعرف أيها يفوق الآخر فمثل هذه الطريقة في التفكير ستقلل بالتأكيد من ثقتك في نفسك.
ركز تفكيرك في ايجابياتك مثل تفوقك الدراسي وحفظك للقرآن ومواظبتك على الصلاة، ثم ركز على ما ترغب في تغييره في شخصيتك ونمط حياتك ولنقول بالنسبة لجسدك الهزيل تستطيع أن تعتني بالتأكيد بطعامك، وبالمواظبة على التمارين الرياضية سيكسب جسدك التناسق المطلوب وتقل الطاقة المصروفة في العادة السرية التي تزيد من شعورك بالذنب وقبل هذا ستكون قد عززت داخلك قدرتك على الفاعلية التي تشعر بها عند ممارسة التمارين المختلفة أي كان نوعها والتي لا تحتاج إلى كثير من الأدوات إن لم تكن تسمح بها ظروفك فمثلا الركض لا يحتاج لأكثر من حذاء مناسب، وركوب الدراجة لن يكلفك كثيرا . هذه مجرد اقتراحات عليك أن تطورها أثناء التطبيق كي تصل إلى أفضل أداء ولكن يجب أن تؤمن بأنك قادر على السعي لتكون ما تحب أن تكون عليه، وتابعنا بأخبارك.