لقد أغلقت الأبواب فلم أجد حلا لمشكلتي... وأنا أسأل الله العلي القدير أن أرى ما يثلج صدري...
أنا فتاة في منتصف العشرينيات من الخليج... تعرفت على صديقة عبر المحادثة في الإنترنت من لبنان. وفي الإجازة كتب الله لي أن التقي بها أنا والأسرة، وفي أثناء اللقاء تعرفنا على أخيها الذي يعمل بإحدى الشركات في بلدي.
وبحكم المعرفة التي جمعت بيننا ومع مرور الوقت وجدت نفسي متعلقة به، وقد أفصح عما في نفسه بالنسبة لي، وأخذ الإذن مني ليتقدم لخطبتي، وتقدم لي ولكن جواب أهلي كان الرفض رغم عدم معرفة أبي به، وكان السبب فقط أنه أجنبي، وأن التقاليد تمنع ذلك، وليس لشيء يعيبه.
أبي يرفض الحديث في الموضوع، وأنا أرى حياتي من خلال عيون حبيبي... لقد تم توسط أشخاص، لكن كل ذلك بدون نتيجة، وإخوتي يضغطون على أبي ليرفض بحجة أنه طامع في المال أو غيره، رغم أن وضعه الاجتماعي جيد وقادر على فتح بيت دون الاستعانة بما أملك... مشكلتي تتلخص في كيفية إقناع الأهل ليتم القبول. ولكم جزيل الشكر.
30/6/2025
رد المستشار
حبيبتي الغالية...
إني أقدر وأشعر بك وبحياتك التي ترينها من خلال عيون حبيبك، ولكن يا حبيبتي كثيرا ما تدخل القلوب في غمرة حبها وتغفل عن أمور هامة ودقيقة ومصيرية، فقرار ارتباطك بهذا الشاب واختيارك له هو أهم من كيفية إقناع والديك؛ لأنهم أمام صلابة موقفك وإقناعهم بوجهة نظرك قد يلينون ويوافقون على قرارك، ولكن الأهم الآن أن تفكري بعمق في تصورك عن الشاب الذي تريدين الارتباط به: ما هي اهتماماته طباعه طريقة تفكيره ثقافته تعليمه، بيئته، تنشئته، وعلاوة على ذلك ما هي عيوبه؟ وهل تقبلينها؟
حبيبتي، الشاب الذي تحبينه من ثقافة مختلفة ومن عائلة مختلفة عنك قد لا تستطيعين التكيف معها؛ فلبنان والخليج يختلفان كثيرا في الطباع والتقاليد والثقافة والانفتاح، وهذه نقطة يجب أن تدركيها.
فالحب وحدة لا يكفي لتذويب الفروق بين الثقافتين؛ فيجب أن تكون على درجة من الوعي باختلاف الفروق وكيفية إدراكها والتعامل معها وفي المستقبل مع إنجاب الأطفال واختلاف طرق التربية بين الثقافتين، كل هذا وما قد ينتج عنه من صراعات قد تقضي على حبك؛ فاختيارك لمن يشاركك الحياة يجب أن يحتوي على العقل بجانب القلب.
أختي الحبية، لا تتعجلي في اختيارك لشريك الحياة؛ فالاختيار الصحيح من أساسيات نجاح الزيجة في الحياة، فقد تقنعين والديك وقد تحاربين الدنيا بأكملها للارتباط بهذا الشاب، وبعد ذلك تدركين أنه ليس الذي كنت تحلمين بالارتباط به، وهذا ما يحدث لكثير من الفتيات.
حبيبتي الغالية، إذن دعينا نفكر معا بعمق ما هي مواصفات الشاب الذي تريدين الارتباط به؟ وهل تستطيعين التكيف مع ثقافة مختلفة عنك ومع عائلته وطباعهم المختلفة؟
وإن جاء يوم يطلب منك أن تعيشي معه في بلده، فهل هذا الشاب حقاً يستحق أن تضحي وتتركي بلدك ووالديك من أجله؟ وما هي معاييرك في اختيار شريك الحياة؟ وما الذي جذبك لشخصية هذا الشاب بعينه؟ وهل لديك المعرفة الكافية العميقة بظروفه وشخصيته؟
فكري في هذه التساؤلات والرد عليها، ويمكنك الاستعانة بإجابات سابقة تعينك في أمرك منها: رفض الأهل ليس أهم الجوانب، حسن الاختيار ثم الإصرار.
فيجب أن تعطي مساحة تعارف أكثر على هذا الشاب وعلى عائلته، وبعد أن تقنعي عائلتك بأن يلتقوا بالشاب وبعائلته أكثر من مرة، وتشعري والديك أنك ناضجة وأن قرار اختيارك لهذا الشاب ليس نهائيا وتشركيهما في دراسة ظروف هذا الشاب وعائلته؛ فوالداك لن يقفا في طريق سعادتك، إن استشعرا صدق هذا الشاب وكفاءته في الارتباط بك وحسن اختيارك له ومشاركتهما الأمر في ذلك.
وتابعينا بأخبارك واستعيني بالاستخارة، وادعي الله أن يختار لك الخير، وأهلا بك دائما.
واقرئي أيضًا:
الأهل يرفضون.. فهل تهرب معه وتتزوجه؟
حبيبتي خليجية... أهلها يرفضون زواجنا
نريد شرع الله والأهل يرفضون ما العمل
أحبها وتحبني وأهلها يرفضون!
رفض الأهل لا يبرر الزواج سرا
رفض الأهل وزلزلة قرار الاختيار