خوف .. غموض .. وأمل
أختي العزيزة امل
أعانك الله في مشكلتك ووفقك للتغلب عليها وأعتذر أنني أبدي برأيي مع أنك وجهت رسالتك للدكتور وائل حفظه الله ولكن بما أن إبداء الرأي مسموح للجميع فأتمنى أن تعذريني.
أما عن مشكلتك فخلال قراءتي للمشكلة أحسست أنك حساسة جدا في موضوع التربية وهو أمر حسن ولكن أحس أنك تهتمين بهذا الأمر إلى حد مفرط يصل إلى الوسواس. وربما هذا الوسواس أدى إلى عناد طفلك دون أن يشاء أمام ما تطلبينه منه.
ومن جهة أخرى ذكرت أنك تعملين خارج البيت فلم تذكري كم ساعة تتركين ابنك؟ وماذا يعمل في هذه الساعات وهل يرتوي طفلك من الحنان الكافي أم لا؟؟ فأحيانا كل هذه التصرفات تكون ردة فعل من الطفل تجاه ما منعه منه أبواه فهو يريد منكما الحنان والمحبة ولكن ربما يفقدها وأنتما تريدان منه الانتباه وووو و لكن تفقدانه، يريد بهذه الطريقة أن يبدي اعتراضه علي الوضع الموجود.
ربما تكون نسبة ذكائه منخفضة قليلا ولذلك لا يستطيع أن يتأقلم مع المدرسة وفي نفس الوقت ربما تكون مرتفعة بحيث يتفنن في ردة فعله تجاهكم.
ثم لم تذكري كيف كانت درجاته الدراسية في هذا العام؟ هل استطاع أن ينهي دراسته بسهولة؟؟ خاصة انه يتعلم لغتين وفي البيت والداه يتكلمون بلغة ثالثة فهو يجب أن يتقن ثلاث لغات ومقدرته علي انجاز هذا الأمر تدل علي ذكائه.
ثم بما أنك تعيشين في الغربة هل لديك من يحميك عاطفيا مثل بعض الأهل أو الصديقات؟؟ ففقدانهم يؤدي إلى الضعف النفسي وهو يؤدي بذلك إلى فقدان التحكم على الأعصاب وبالتالي يسبب إلى العصبية في التعامل مع الأطفال.
9/7/2005
رد المستشار
السلام عليكم
أهلا بك وبمشاركتك يا أخت الزهراء وبالطبع فإن المشاركة وإبداء الرأي والمعارضة في وجهات النظر حق مكفول للجميع ما دام يجمع بيننا الحب في الله والحرص على مصلحة أخوة لنا.
عزيزتي أنها ليست الوسوسة بقدر ما هي تعبير عن الشعور بالذنب في صورة الخوف من أن تكون هي كأم من خلال دورها مسئولة عن تراجع طفلها, والشعور بالذنب ,ولوم الذات وتدني مفهوم الذات والذي عبرت عنه أختنا بقولها "لا تظن أنني أتساهل معه" من أكبر المشكلات التي تواجه معظم أهالي الأطفال ذوي الحاجات الخاصة وحتى الأطفال المرضى بأمراض مستعصية والتي لا يمكن للإنسان أن يلعب دورا في وقفها.
وعن موضوع درجة الذكاء فحتى وقت قريب كان يطلق على من يعاني من صعوبات التعلم مسمى المتعلم البطيء أو الضعيف slow student/learner وهم كذلك بالفعل ولكن التسمية تشمل انخفاض أكيد في نسبة الذكاء وهو الأمر الذي نفته الدراسات الحديثة, فبطء التعلم لا يعكس بالضرورة انخفاض في درجة الذكاء بقدر ما يتعلق بضعف القدرة على تعلم قضايا اللغة بكافة أ أشكالها (قراءة – كتابة- إتباع تعليمات شفهية) وطبعا تعلم أكثر من لغة في نفس الوقت لطفل يعاني من مشكلات أساسية في اللغة حتى وإن كانت واحدة يضاعف من المشكلة, غير أنه ظهر أن صعوبة التعلم تطال في بعض الحالات مواد العلوم والحساب.
صعوبة التعلم مرتبطة بزيادة النشاط ويعتبر واحد من مؤشراتها, والنشاط الزائد الناتج عن ضعف وقصر فترة انتباه الطفل يؤدي إلى ضعف تحصيله الأكاديمي وهذا أيضا بعيدا عن تدني درجة الذكاء. أما اضطراب الطفل الموهوب في الدراسة فيظهر من خلال الزهد في المدرسة وعدم الرغبة في الذهاب إليها كون المهمات المقدمة له اقل من قدراته وبالتالي تكون فاقدة للجاذبية بالنسبة له ولكنه قادر على إنهائها وقادر على الالتزام بقوانين الصف وهو ما يخالف ما ذكرته أمل في وصف ولدها.
كون طفل ما يعاني من مشكلة مهما كان شكلها صحية أو نفسية أو عقلية ليست مسئولية الأهل في معظم الحالات بل هي أقدار رب العالمين, ولاحظي أنني أتحدث عن أمور يولد بها الطفل وهي مختلفة بالتأكيد عن الاضطرابات الناشئة عن طرق التربية القامعة والمؤذية وحتى الحارمة من مدخلات ومثيرات التعلم والنمو والتي تؤدي لما ذكرته أنت بالفعل من عناد الطفل ورغبته في تحدي سلطة الوالدين للفت الانتباه.
أرجو أن تضع أختنا أمل كلماتك عن احتمالية كونها تعاني من ضغوط عالية تقلل من قدرتها على التعامل مع حاجة أبنها الخاصة في عين الاعتبار فالدعم الاجتماعي يعتبر من أهم استراتيجيات التعامل مع الضغوط المختلفة وهو الذي نحصل عليه من الأهل والأسرة الممتدة والأصدقاء, ولكن تقشف الحياة الاجتماعية هو ضريبة للاستقلالية والغربة التي من النادر أن تكون خيار طوعي للفرد.
أشكرك ثانية على مشاركتك معنا وأرجو أن تتمعن أختنا أمل في كل ما كتب مع دعواتنا لها بأن يفرج الله كربتها ويعينها على القيام بما كلفها.
ويتبع >>>>>>: خوف .. غموض .. وأمل م