وطني المريض، وطفلي العزيز: سبيل العاشقين
الحب في الله
الأخت الكريمة المحبة لله:
أنا صاحبة الاستشارة التي أشرت إليها، أود في البداية أن أشكرك الشكر الجزيل على ملاحظتك ونصيحتك، ولكن في الوقت نفسه أريد أن أنبهك إلى أسلوبك في الكلام والذي يبدو خالياً من الحكمة والموعظة الحسنة التي دعانا الإسلام إليها عندما نريد النصح والإرشاد. لاحظي يا أختي الكريمة أنك اتهمتني بقلة الحياء والعفة بل وأن كلامي جارحاً للكرامة والعفة مرة أخرى.
أفلا تعتقدين أن هذا اتهام خطير وقد يكون أخطر من اعتراف إحداهن بحبها؟ فماذا يعني- بالله عليك- أن تكون إحداهن قليلة العفة؟ وكيف تلقين هذا الاتهام من خلال سطور إلكترونية قرأتها؟ أرجوك يا أختي انتبهي لألفاظك فما هكذا تكون الدعوة والنصيحة... أبداً... أبداً
أختي: لقد كان كلامي واضحاً فأنا عشقت ذلك الإنسان من خلال كتاباته وأنا لا أعرفه ولن أعرفه شخصياً أبداً، وعلى فكرة قد يدهشك أنه ليس الوحيد الذي أحببته بهذه الطريقة فهناك العشرات من الكتاب والشعراء الأحياء منهم والأموات الذين أعشقهم فهل أسرد لك قائمة طويلة عريضة من هذه الأسماء؟ وماذا سيكون اتهامك هذه المرة إذا كنت قد اتهمتنني بقلة الحياء من أجل واحد؟
ثم ملاحظة أخرى: لنفرض أن إحداهن أحبت شخصاً حتى بالمعنى الخاص للحب، وعبرت عن حبها بدون تجاوز لحدود الله، فهل تعتبرين هذا قلة حياء وعفة؟ أعتقد أن مشكلتك هي في فهم الحب... فأنت لا تفهمين الحب إلا من خلال ما تشاهدينه على التلفاز من أفلام وفيدو كليب!!!
فوالله الذي لا إله غيره ما عن هذا الحب تحدثت ولم أعرفه في حياتي.
أختي الكريمة أنا فعلاً لن أعاود الكرة ولكن ليس لاقتناعي بكلامك بل لأنك نبهتني إلى وجود أمثالك وهن كثيرات مع هذا الإعلام الفاضح والمخزي والذي لم يترك مجالاً لوجود مشاعر صادقة بريئة وروحانية وفكرية بين ذكر وأنثى في هذا الوجود.
أخيراً كنت أتمنى منك أن تشاركينني بمقترحاتك حول أسئلتي في تلك المقالة بدلاً من أن تتركي الرسالة كلها لتقرئي فقط عن حبي وعشقي لروح وفكر ذلك الإنسان الرائع حقاً.
4/7/2005
ومن المستشارة أ.لمى عبد الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أتفق مع الدكتور أحمد على أن الحب والإعجاب يمكن أن يكون لعمل شخص ولشخص شخص ولكن بما لا يفضي إلى علاقة خاصة, فهذا يحدث كثيرا لأشخاص نسمع عنهم ونقرأ عنهم وحتى نراهم وسواء كان ذلك لأشخاص حقيقيين موجودين الآن أم كانوا موجودين في التاريخ, وليس بالضرورة أن يكون حبا عاطفيا كهذا الذي نراه في التلفزيون, أعتقد أن المشكلة هي في فهمنا لكلمة حب على أنها العشق والغرام في الحالة الخاصة بين رجل وامرأة, مع أن له مفهوما أعمق وأشمل من ذلك بكثير..
ولكن يجب أن نبيّن حين نستخدم كلمة الحب وأخواتها, يجب أن نبين نوع هذا الحب, لأنه وبعقليتنا صار مجرّد إطلاق هذه الكلمة فإنه ينصرف إلى المعاني "المريبة", فيجب أن نراعي مفاهيم مجتمعاتنا حتى لا نقع في سوء فهم الآخرين لنا.. وهذه النقطة أتفق فيها مع صاحب المشاركة, حيث أن صاحبة الاستشارة الأصلية استعملت كلمة "العشق", فما المانع لو أنها ذكرت "في الله", هذا أفضل..
ولكنني لست أتفق مع الأخ صاحب المشاركة على أن ما قالته صاحبة الاستشارة الأصلية ينبع من قلة حياء فطري.. بل بتقديري ينبع عن سوء تقدير منها لأبعاد استخدامها هذه الكلمة, ولا تنسى أنها تقولها على النت, هذه المساحة التي نتصرف فيها عادة كما نتصرف في بيوتنا, والتي نقول فيها مع الشخص الذي نحدثه ما لا نقوله عادة عندما تكون المواجهة..
والله أعلم.
ودمتم في رعاية الله.
5/7/2005
الحب في الله ملاحظة وسؤال مشاركة
نعم أعقب على رد الدكتور أحمد على هذه المشاركة وأضم صوتي لصوت الأخت ارجعوا إلى قرينكم وادعائكم بأنكم مسلمون وكتابة هذا على مخطوطاتكم فالقرآن يقول ما اجتمع رجل وامرأة إلا وكان الشيطان ثالثهما ويجتمع الطبيب النفسي بالمرأة في أي وقت مع أنه لا يجوز حتى ولو كان بغرض تحفيظ القرآن.
كل شيء متناقض الخلوة حلال والحب والألفاظ حلال والقرآن يندثر ونحن المتخلفون وأنتم المتحضرون فما هو النص القرآني الذي يحلل أن يجلس طبيب مع مريضة في جلسة طويلة دون محرم وهو في النهاية رجل وهي امرأة هكذا أصبحت بلادنا وبرغم هذا حاولوا أن تكونوا إسلاميين قدر الإمكان بما أمر الله ورسوله.
4/7/2005
الحب في لله بين الجنسين
حقيقة أؤمن جدا بذلك.... (الحب لله وفي لله) مادام كانت النية لله وشابها طابع الأخوة سيكون تقدير المتبادل والضوابط المحترمة وستكون الأفعال مطابقة لذلك...
أما ما يعتد به كثيرين من أن ذلك غير ممكن بين الرجل والمرأة فأقول المسألة تعود إلى منطق وقيم الطرفين، وهذا أحد الجوانب التي يجب مراعاتها بمعنى لا يمكن إظهار تقدير والمودة لمن لا يعي معناها أو حدودها، وأعتقد أن تحديد الأهداف والتجديد في العلاقات والتعاملات هو أهم نقطة..... والله أعلم.
أختكم أمل
8/7/2005
رد المستشار
موضوع العلاقة بين الرجل والمرأة هو من أهم مسائل الحياة، وبالتالي فإن الإسلام يهتم برسم حدود الحركة فيه، ونحن نهتم بالتقليب في أوراقه، ولا نمل من ذلك، ونرجو ألا تملوا!!!
بداية الأخت التي تشير إلى طبيعة عملنا كأطباء نفسيين، وهي تنطلق من أن جلسة الواحد منا مع المريض هي من الخلوة التي تحتاج إلى وجود محرم، وهذا خطأ أحب أن أوضحه.
مفهوم الخلوة بالمعنى الشرعي يا أختي يعني أن يختلي رجل بامرأة في أمن من أن يقتحم عليهما هذه الجلسة أحد، يعني لو عاشرها ما أزعجهما أو قاطعهما أحد، وهذا بالنسبة لأية خلوة بالمعنى الشرعي بين أي رجل وامرأة، وإذا كنت لا تعلمين فأقول لك أن هذا غير متحقق في عملنا، فأنا في عيادتي، إذا حدث، وجلست مع المريضة، ولا ثالث لنا، فإن هذه الجلسة يمكن أن ينفتح بابها بأي وقت، فالممرضة تدخل وتخرج، وتقول لي أحيانا أن هناك اتصال هاتفي لأرد عليه، وأحيانا تأتي لتومئ لي أن الجلسة قد طالت، وأن بقية المرضى يتململون، وهكذا. فأين هذا من الخلوة الشرعية؟!!
وأين يمكن تأمين مرافق لكل من تراجع طبيبا نفسانيا، والكثير من المراجعين والمراجعات للعيادة النفسي يريدونه سرا أنهم يعالجون عندنا أصلا، بل قد يكون المرافق الوحيد الممكن هو نفس مصدر الشكوى، الزوج مثلا –فعن أي شيء تتحدثين يا أختي الكريمة؟!!
ببعض التمهل والتفكير والمراجعة ستجدين أن كلامك لا محل له البتة، إلا من باب النصيحة التي نقبلها، ونرجو أن نكون على قدر مسئولية الأمانة التي نحملها، وعند حسن ظن من يحبنا ويحترمنا، وأكثر بمشيئة الله.
أما أختي التي تقول أن المهم هو النية في العلاقة بين الرجل والمرأة فألفت الانتباه إلى ما تعلمناه قديما، وما يتعلمه كل مبتدئ أو طالب علم أن العمل لكي يكون صحيحا ومقبولا عند الله ينبغي توافر شرطين:-
الموافقة للشرع، وإخلاص النية، فلا تجوز علاقة تتضمن خلوة مثلا، حتى لو كانت النية سليمة، وقلت أنا قبل ذلك أن العلاقة الأخوية العامة بين رجل وامرأة ينبغي أن تكون (عامة)، فتكون في إطار جماعية، والمجتمعية أي لمصالح المجتمع، وعلنية أي معروفة للجميع وأمامهم، أما إذا تخلف شرط من هذه الشروط أو أكثر، لم تعد العلاقة أخوية ولا عامة، مهما كانت النية حسنة.
إذن العلاقة بين الرجل والمرأة مثل أية علاقة في الدنيا لها شكل ولها مضمون، ولكي تكون علاقة أخوة حقيقية فينبغي أن تكون سليمة في شكلها وفي مضمونها، ويأتي مع ذلك ما تشيرين إليه من تحديد للأهداف، وتجديد للنية، وحسن اختيار الأطراف الأخرى، إضافة إلى ما أشرت أنا إليه من مراعاة الحدود.
وأية علاقة بين رجل وامرأة لا تلتزم بهذه الجوانب جميعا تصبح علاقة خاصة تجري على مسئولية أصحابها، فهي علاقة صداقة أو حب أو تمهيد لزواج، ولم تعد علاقة الأخوة العادية التي تشيرين إليها، والله أعلم وفي ضوء ما تقدم يمكن أن نفهم خريطة العلاقات وكيفية إدارتها فهي إما علاقات عامة كما شرعت، أو هي علاقات خاصة، ولكل واحدة من هذه العلاقات معالم والتزامات، ولا ينبغي الخلط بين علاقة مريض أو مريضة بالطبيب، وبين علاقة نفس الطبيب بامرأة أخرى لا تراجعه كمريضة وتخضع كل الصيغ –بحسب التفاصيل– إلى قواعد تنظمها أو هكذا ينبغي!!!، وأتفق مع الأخت لمى عبد الله في ما ذهبت إليه عموما.
أرجو أن يكون كلامي واضحا، وأرجو أن يزول الالتباس، وينتهي الخلط أو سنكون على موعد مع جولة جدية من المناقشات حول نفس النقطة، والله الموفق.
ويتبع>>>>>>: الحب في الله: وطني المريض ملاحظة وسؤال مشاركة