السلام عليكم
أنا امرأة سني 33 سنة أريد أن أشارككم قصتي التي ربما لا يفهمها غيري أحد. أشعر بالتعب الشديد، وأنا في حالة يرثى لها، لا أشعر بالأمان أو الدعم في هذا العالم؛ لا أحد بجانبي سوى الله. كنت متزوجة لسنوات طويلة، وحاولت كل شيء لإنجاح هذا الزواج. حاولت إسعاد شريكي والبقاء معه، حتى بعد أن استنفدت كل طاقاتي. لكن للأسف، لم يكن يقدرني أو يحترمني.
بل على العكس، كان ينكر عليّ كل ما أريده أو أحتاجه، وأقصد هنا ليس الحاجات المادية فقط، بل النفسية والعاطفية. كنت أتنازل وأرضي رغباته حتى يستمر الزواج. كان يبحث باستمرار عن حسابات صديقاته السابقة على إنستغرام، ويخلق حسابات مزيفة للتواصل مع أي فتاة يعجب بها. هذا جعلني أشعر أنه لا يهتم بي.
حاولت الانتحار مرتين خلال فترة زواجي بسبب شعوري باليأس. لقد جعلني أشعر بالضعف، حتى وصلت إلى مرحلة اعتقدت فيها أنني لا أستحق الحب أو الاحترام أو حتى الكلمة الطيبة. في يوم الطلاق، شعرت وكأنني خرجت من حرب، وليس مجرد زواج. حتى الآن لا أستطيع النوم بشكل طبيعي؛ لديّ اضطراب ما بعد الصدمة، لأنه حرمني من الشعور بالأمان الذي كان يجب أن أشعر به مع زوجي.
أتذكر أيامًا كثيرة كان يبتعد فيها عني، ولا ينام بجانبي. والأمر الذي صدمني أكثر هو اكتشافي أنه كان يخونني ليس لسبب، بل ليؤذيني. كان يتحدث مع نساء أخريات عن أمور كانت يجب أن تكون بيننا، أمور مباحة في ديننا، ومع ذلك كان ينكر عليّ حتى هذا. منذ ذلك اليوم، لا أستطيع النوم بدون أدوية. والأمر الأصعب هو أنه لم يعتذر أو حتى يحاول إصلاح الأمور.
حتى اليوم، التعامل معه مُهين ومؤلم. ربما لأن لدينا طفل، لكن نظراته تقول لي دائماً: "أنتِ لستِ جيدة بما فيه الكفاية... لستِ جميلة...". "أنتِ من النوع الذي لا يجب أن يقترب منه أحد". هذه النظرة أثرت فيّ بشدة، منذ كنت صغيرة، عندما رأيتها في عيني أمي، ولا تزال تؤرقني حتى اليوم. وصلت إلى قناعة بأنني لست جذابة، وأنني لا أمتلك الصفات التي يبحث عنها الناس في شريك الحياة.
بعد طلاقي، حاولت أن أعطي نفسي فرصة جديدة. التقيت ببعض الرجال بهدف الزواج، ولكن للأسف، ما اكتشفتُه أوجعني أكثر. لقد تبين لي أن هؤلاء الرجال كانوا يحاولون استغلال وضعي، سواء مادياً أو نفسياً. عندما أدركت ذلك، شعرتُ بمرارة شديدة. شعرتُ بفقدان الصلة بالواقع، وكأنني ضائعة بين شخصيتي الحقيقية والصورة التي يراني بها الآخرون.
أحياناً، أنظر إلى صور لي أو إلى صورتي في المرآة، وأشعر أنني إنسانة عادية، بل وربما جذابة. أحب الاعتناء بنفسي والظهور بمظهر أنيق. قد يكون وزني زائدا قليلاً، لكنني لم أكن قط ذلك الكائن المرعب الذي وصفوني به. لقد كانت كلماتهم كالسيف، اخترقت أعماقي وخلفت جرحاً عميقاً. حتى اليوم، أشعر برغبة في العزلة والانزواء عن العالم.
أنا متعبة جداً. كل يوم هو معركة جديدة: معركة مع نفسي، ومع نظرات الآخرين، ومع ذكرياتي المؤلمة. كل ما أتمناه هو بعض الهدوء، ولو لمرة واحدة.
أريد أن أشعر بقيمتي، وأن أشعر أن هناك من يراها كما أنا، دون أن يستغلني أو يؤذيني.
17/09/2025
رد المستشار
سيدتي
أهلا وسهلا بك علي مجانين ونأمل أن نكون عونا لك.
عشت حياة زوجية مؤلمة لم تحددي مدتها أو كيفية الارتباط أو الانفصال لكن يبدو أنها كانت حياة ضاغطة بالنسبة لحضرتك. فتعالي نناقش الأمر حسب المعلومات المتاحة
أولا أن ترضي أحد معناها أنك بدأت في التنازل التدريجي الذي لا ينتهي وهو أول أخطاء أي علاقة زوجية لغياب تحديد الأدوار ووضع حدود واضحة لكل شيء بمعيار ديني أو اجتماعي حسب ما يتفق الزوجان مع وجود بعض المرونة في هذه الأدوار والحدود وتغليب المودة والرحمة علي المصالح أو الأطماع. وهو للأسف ما أعتقد أنه لم يتوفر في حالتك.
ثانيا خبرة الانفصال يبدو أنك لا زلت أسيرة لطليقك وتستمدين منه ثقتك بنفسك ورؤيتك لذاتك وهذا أخطر ما في الأمر لأن بينكما علاقة مختلفة الآن لها حدود مختلفة وأدوار مختلفة. وهو ما يحتاج منك وضع إطار مختلف للعلاقة يحكمها الاحترام المتبادل يعني بالبلدي يخرج من الدائرة السابقة إلي دائرة المعارف أو المصالح المشتركة (الطفل).
ثالثا مجتمعنا للأسف الشديد لا زال يرى المطلقة لقمة سائغة وأغلب من يتعاملون معها يكون بنية الطمع والملتزم من أغلب الرجال سيطلب زواج عرفي وغير الملتزم سيطلب علاقة سرية ونادرا ما سيكون منهم من يطلب الزواج الجدي. وبالتالي الأفضل هنا هو وضع قواعد صارمة للتعامل مع الرجال وهو حماية لك قبل أن يكون معيارا لجديتك والتزامك. وعليك أن تعتمدي على نفسك في إدارة حياتك وعلى من تثقين فيهم لترشيح من تتوفر فيه معايير الجدية.
رابعا لم تتحدثي عن حياتك الشخصية والعملية مما يظهر أنك لا زلت تدورين في فلك علاقتك بالرجل السابق والحالي وهذا يمنعك من التوازن النفساني والاجتماعي ويمنعك من الاستمتاع بما هو متاح لك.
وأخيرا أرى أنك تحتاجين إعادة تقييم حالتك من خلال متخصص لمعرفة نوعية الضغوط ومصادرها وشدتها وتأثيرها على حياتك النفسية والاجتماعية وغالبا ستحتاجين جلسات لزيادة الثقة بالذات ورفع الوعي الشخصي بقدراتك وكيفية تحقيق التوازن الرباعي لحياتك للوصول إلى أهداف شخصية ترفع من قدرك واحترامك لذاتك.
تابعينا.
واقرئي أيضًا:
المرأة بعد الطلاق.. انتظار أم انطلاق؟
كل ما قد فات فات ....وكل ما هو آتٍ آت