السلام عليكم
أنا طالبة جامعية كلية طب بشري... عرفت الموقع بالصدفة وتعجبت لماذا لا يعرفه الجميع؟
ترددت كثيراً في كتابة كل هذا، لكنني لم أجد من أُشارك معه مشاعري. أنا أعاني كثيراً. منذ أن علمتُ أن أمي كانت تخون أبي، تدهورت حالتي النفسية يوماً بعد يوم. لقد مرّ على ذلك أكثر من عشر سنوات. أعلم أنني لم أكن كبيرة بما يكفي لفهم كل شيء آنذاك، لكن منذ ذلك الحين، تغيرت نظرتي للحياة ولأمّي تماماً.
ومع مرور الوقت، زادت معاناتي. من الصعب جداً أن أكون بجانبها وأشهد خيانتها. أعلم أن أبي ليس حاضراً دائماً، لكنني لا أفهم لماذا تفعل هذا بنا. ألم تفكر في أنني أو إخوتي، أو حتى أبي، قد نكتشف الأمر؟ لماذا فعلت هذا؟ لماذا اضطررتُ لرؤية هذه الخيانة؟ لماذا جعلني الله أعيش هذا؟
أنا أكثر انفعالاً من أي وقت مضى، لكنني لا أستطيع التعبير عن سبب ذلك.
كل ما أريده هو الابتعاد عنها، لأنني لا أطيق رؤية كل ما حدث، منذ طفولتي وحتى الآن.
13/10/2025
رد المستشار
تعالي نناقش المشكلة بعمق ليستفيد منها الآخرون وربما تكون والدتك إحدى قارئات الموقع
فالمشكلة الرئيسية أنك تعانين من اضطراب داخلي شديد نتيجة اكتشافك خيانة والدتك منذ الطفولة، وما تزالين تشهدين سلوكًا مشابهًا حتى اليوم فمعاناتك مستمرة منذ أكثر من عشر سنوات، وتتجلى في:
انفعالات قوية (غضب، نفور، حزن، شعور بالخذلان).
فقدان الثقة في الأم وصعوبة التواصل معها (اضطراب في صورة الأم الداخلية)
شعور دائم بالذنب والارتباك الأخلاقي والديني.
رغبة في الهروب أو الابتعاد.
تساؤلات وجودية ودينية ("لماذا جعلني الله أعيش هذا؟").
اضطراب في العلاقة مع القيم الأخلاقية والدينية نتيجة الصراع بين المحبة للأم وإدانة سلوكها.
التشخيص المحتمل:
1. اضطراب تأقلم أو تكيف Adjustment Disorder مع مزاج اكتئابي أو انفعالي.
2. اضطراب قلق أو اكتئاب جزئي مرتبط بصدمات الطفولة.
3. صدمة نفسية غير معالجة (PTSD خفيفة إلى متوسطة) نتيجة التعرض المبكر لموقف صادم متكرر.
4. مشكلات في الهوية الأخلاقية ناتجة عن صراع القيم Moral injury.
وأنا أرجح التشخيص الأول وهذا في صالحك.
العوامل المسببة والمُحفِّزة
التعرض المبكر لحدث صادم (رؤية خيانة أحد الوالدين) أدى إلى فقدان الإحساس بالأمان الأسري وتزعزع صورة الأم كرمز للرعاية.
كبت مشاعر الغضب والخيانة أدى إلى صراع بين التعلق بالأم ورفضها وغياب الدعم النفسي أو المساندة الأسرية.
استمرار الأم في السلوك ذاته والصمت الأسري حول الموضوع وغياب شخص بالغ داعم أو وسيط.
وجود حساسية وجدانية عالية ومستوى إدراك مرتفع وتحليل أخلاقي عميق وميل للتأمل والشعور بالذنب الديني أو الأخلاقي.
الآثار النفسية الحالية
اضطراب في الثقة بالآخرين، خاصة في العلاقات العاطفية المحتملة.
انغلاق عاطفي، وميل للعزلة عن الأم والأسرة.
أفكار سلبية متكررة عن العدالة والقدر.
قلق مستمر وصعوبة في التركيز العاطفي والدراسي أحيانًا.
التوصيات العلاجية في حالة عدم قدرتك على التعامل مع المشكلة فعليك بطلب التدخل نفسي في صورة علاج نفساني فردي ع.س.م CBT أو Trauma-focused CBT يركز على:
إعادة صياغة المعتقدات السلبية حول الذات، الأم، والحياة.
معالجة صدمة الطفولة وإزالة الشعور بالذنب.
تعزيز المهارات الانفعالية للتعبير الآمن عن الغضب.
تقنيات تقبل المشاعر دون الحكم عليها.
تعلم مهارة الحدود النفسية Boundaries في العلاقة مع الأم.
تمارين الكرسي الفارغ للتنفيس عن مشاعر الغضب المكبوتة.
إعادة بناء العلاقة بالله على أساس الفهم والرحمة، لا العقوبة.
استخدام التأمل والدعاء كوسيلة للتهدئة لا للوم الذات.
تقبل الماضي دون أن يُهيمن على الحاضر.
الفصل بين صورة الأم كشخص وصورتها كرمز أخلاقي
ب. دعم ذاتي وسلوكي:
كتابة مشاعرها في دفتر يومي دون رقابة.
ممارسة نشاط بدني منتظم لتفريغ التوتر.
عدم مواجهة الأم مباشرة في المرحلة الأولى، بل بناء حدود هادئة وصحية.
البحث عن دعم اجتماعي آمن (صديقة موثوقة، مستشار جامعي).
وفي النهاية الأمر مجهد لكنه ليس مستحيلا فتوكلي على الله وتابعينا.
واقرئي أيضًا:
متى تخون المرأة؟
خنت زوجي... هل الطلاق هو الحل؟
الخيانة المزمنة والأسباب الكامنة!
معاشرة رجل غير الزوج!
برنامج التعافي من الخيانة الزوجية
هل الخيانة الزوجية مرض نفسي أو اجتماعي؟!!