السلام عليكم
أنا شاب أعزب بلغت الرابعة والثلاثين من العمر، أعمل بإحدى المؤسسات موظفاً إدارياً بمرتب جيد، متدين ولله الحمد نسبة إلى أبي. رغبت في الزواج بالطرق التقليدية وبحثت عن زوجة من خلال المعارف والأقارب وتعرفت على الكثير من الفتيات خلال هذه الفترة بقصد الزواج من إحداهن ولكن لم يحصل ميل إلى أي واحدة بالرغم من تمتع الكثير منهن بالصفات الحسنة.
ء معاملة زوجها وإهماله لولديها وكثرة شربه الخمر، استمر الحال على هذا حتى فوجئت بها تخبرني في أحد الأيام بأنها قد طلقت وادعت أني تقريباً أول من يعرف الخبر، عندها بدأت أفكر في الزواج منها.
لقد استشرت أخي الذي يصغرني بخصوص التقدم لهذا الفتاة فأخي قد تزوج في خارج البلاد من مطلقة ولديها أربعة أولاد من زوجها الأول، نهاني وعنفني وسخر مني وطلب ألا أكرر
لم يحدث أني اختلطت مع فتيات من قبل وكان أول اختلاط بالنساء خارج إطار العائلة كان بالمؤسسة التي أعمل بها، وجدت نفسي محاصراً بالموظفات والعاملات على نطاق واسع، ولأني بفضل الله تعالى متدين فقد كانت علاقتي مع الزميلات محدودة بنطاق العمل ولم يتجاوز حدود المؤسسة التي أعمل بها.
خلال الفترة الماضية تعرفت على فتاة عاملة كانت تبادلني الود وأبادلها الود ولكن دونما أن أختلي بها أو أسير معها خارج المؤسسة فليس هذا من طباعي ولم أحاول أن أظهر إعجاباً بها ولكني كنت بالفعل قد أعجبت بها منذ بداية عملي ولكني لم أحاول التعرف عليها أكثر لأنها كانت متزوجة ولديها ولدان، كانت كثيراً ما تتحدث إلي كصديق حيث أطمأنت إلي، وكانت تشكو من سو غلطته التي يصفها بأنها عار لحق بالعائلة قائلاً بأن مثل هذه الفتاة تبحث عن أبله لكي يربي أولادها، كما ذكر بعد سماع قصتي بأنها كانت تخطط لذلك منذ فترة وقصدت اتخاذي ضحية لافتراسي.
كما أن مستواي الاجتماعي يختلف كثيراً عنها فأنا موظف محترم بالمؤسسة وهي مجرد عاملة وربما مستواي هذا كان مقصداً لها منذ أن تعرفت علي، وقد يتسبب اختلاف المستوى في الكثير من الحرج والغمز واللمز من قبل موظفي الإدارة التي أعمل بها لاختياري تلك الفتاة، ولكني لم أتأثر بكلام أخي كثيراً في المبررات التي ساقها لإقناعي بالابتعاد عن تلك الفتاة سوى أمر واحد أثارني غيرني جداً، وهو قوله أنه فيما يتعلق بالجنس أنها كانت لغيري ونامت معه في الفراش وإلا فكيف أنجبت منه ولدين، وقد أكون موضع مقارنة بيني وبين زوجها الأول في العلاقة الجنسية لأنها جربت رجل قبلي وأنا ليست لي تجارب، ومثل تلك الفتاة لا تصلح إلا لرجل مطلق مثلها أو زوجة ثانية ولا تصلح لشاب أعزب ليست لديه أي تجارب أو خبرة فهي لا تستحق.
وفي الواقع أنا بدأت ألاحظ علي تلك الفتاة بعض التغيرات التي لم تكن عليها قبل أن تطلق فهي أصبحت أكثر حرية وبدأت تكثر من المجيء لمكتبي والتحدث معي في مواضيع أكثر ولأني متدين فلم استغل هذا الأمر وكنت على نفس المنوال والحدود في العلاقة معها ولم أحاول إظهار مشاعر نحوها.
إن مدى قناعتي بتلك الفتاة أنها بالفعل مرت بتجربة قاسية في حياتها وأنها تلتمس أن تبدأ حياة جديدة مع من يفهمها، فهي تزوجت في عمر صغيرة 17 سنة ولم يكن لديها قدرة على الاعتراض علي الزواج آنذاك نظراً لظروفها الشخصية، لقد فكرت فيها كثيراً وأحس أنها متوافقة ومناسبة لي.
وفي نفس الوقت أفكر في نفسي وفي كلام أخي صاحب التجربة، كما أني كثير التفكير في عائلتي التي لن توافق بالطبع على تلك الزيجة وليست لدي قوى لمواجهة أفراد العائلة بتلك الزيجة، كما أني لست مستعداً لسماع السخرية أو الاستهزاء من جانب أفراد العائلة ونظراتهم لأنني حساس وهذا شيء قد يؤثر في كثيراً.
إن البحث عن فتاة بكر للزواج أمره سهل وما أكثر البنات البكر الراغبات في الزواج ولقد حاولت البحث ولكن ميولي النفسية كانت متجه نحو تلك الفتاة وراغبة فيها، إنني أستشركم أهل الخبرة في هذه الزيجة وكيفية التوازن بين متطلباتي الشخصية ومتطلبات العائلة؟
شكرا لكم من القلب
وجزاكم الله تعالى.
29/07/2005
رد المستشار
الأخ الكريم: أهلا ومرحبا بك صديقا لهذه الصفحة وهذا الموقع الذي يتطور بفضل ثقتكم فيه وجهدكم المبذول لتطويره.
يعيش الإنسان على وجه هذه الأرض حالة من الاختيار المستمر.... ففي كل أمر من أمور حياتنا –دق أو عظم- علينا أن نفاضل بين خيارات متعددة... وتزداد صعوبة اتخاذ القرار كلما كان الأمر مصيريا.... مثل اختيار مجال الدراسة أو العمل أو اختيار شريك الحياة.... والمفترض أن يتم تدريب الإنسان منذ نعومة أظفاره على المفاضلة بين الخيارات المختلفة حتى في ابسط الأمور وذلك لأنها مهارة تحتاج للتدريب المستمر وإهمال تدريبها يفقد الإنسان قدرته على الاختيار ونجده دوما مترددا ولا يستطيع حسم أي من أموره.
والمفاضلة بين الخيارات المختلفة يحتاج منا أن نضع في ورقة مميزات كل اختيار وعيوبه، ثم نقارن بين هذه الخيارات ونختار منها ما نحتاجه وما يناسبنا وما يمكننا تحمله.
والزواج هو علاقة بين زوجين يرضى كل واحد منهما عن ميزات الآخر ويتقبل عيوبه، وهو أيضا تزاوج بين عائلتين، حيث يتحتم على كل طرف من طرفي العلاقة أن يتعامل بإنسانية وأن يتوافق مع عائلة الطرف الآخر.
وبالنظر للميزات والعيوب التي تتمتع بها هذه الفتاة.... نجد أن أبرز هذه الميزات هو توائمك النفسي معها، وميل قلبك لها وهو ما لم يحدث لك مع أي فتاة أخرى غيرها، أما عن عيوبها فمنها غياب التكافؤ الاجتماعي بينكما وهو عنصر مهم لنجاح الزواج.... ومن وجهة نظرك ترى كونها امرأة مطلقة أحد عيوبها الهامة، وتتوقع رفض الأهل وسخرية المحيطين بك لهذين السببين، فهل أنت قادر بالفعل على التعامل مع رفض أهلك لهذه الزيجة؟ هل يمكنك إقناعهم؟ وهل يمكنك أن تصمد وتصد كل من تسول له نفسه أن يلقي عليك قولا مستفزا أو تلمح في عينيه أي نظرة هازئة؟!!!
وكون المرأة مطلقة لا يعتبر عيبا في حد ذاته.... وقد يكون ميزة عند من يريدون المرأة المجربة والخبيرة بطبائع الرجال.... وذلك لأن الفتاة البكر تحتاج لبعض الوقت الذي قد يطول أو يقصر حتى يمكنها التواؤم مع احتياجات زوجها.... ولكنه يصبح عيبا إذا شعرت أنت به على أنه عيب.... فأنت لا تحتمل كونها كانت لرجل غيرك من قبل.... رغم أن هذه العلاقة كانت في إطار زواج شرعي.فما هي خطتك للتعامل مع غيرتك لو كنت تنوي بالفعل الزواج منها؟
وهذه المرأة عندها طفلين.... فما هي خطتكما للتعامل مع أمر هذين الطفلين؟ وهل ستحتمل أن تتواصل هي مع زوجها السابق لتدبير شأن من شئون الطفل.... أنت الآن تغار من وجوده السابق في حياتها.... فهل ستحتمل وجوده في حياتكما بعد الزواج؟ وهل ستحتمل تواجد الطفلين في حياة أمهما أم أنك لن تحتمل هذا الأمر وتدفعها للتخلي عنهما لأنهما يذكرانك بأنها كانت لغيرك في يوم من الأيام؟!!!!
من المهم أيضا الالتفات إلى الفارق في مستوى التدين بينكما.... حيث يبدو من حديثك أنك أكثر منها تدينا.... فهل يمكنكما التعايش في ظل هذا الاختلاف؟ وهل تساهلها في التعامل معك فقط أم مع المحيطين بك أيضا؟ وهل يمكنك أن تتحمل هذا الوضع وأنتما تعملان معا في مكان واحد؟
الأخ الكريم: ضع قلبك جانبا الآن ولا تتسرع وأدرس الإيجابيات والسلبيات جيدا.... وتأكد من قدرتك على تحمل تبعات اختيارك وسلبياته قبل أن تتقدم أي خطوة في اتجاه الارتباط بهذه المرأة.... وحبذا لو جاء قرارك وأنت بعيد عنها وبعيد عن تأثير إلحاح تواجدها المستمر معك.... وبحيث يأتي قرارك بعد روية وتدبر لتختار ما يناسبك وما يمكنك تحمله، مع دعواتي أن يبارك الله لك وأن يرزقك الحكمة حتى تختار لنفسك ما يناسبك من الخيارات.
ويتبع>>>: الزواج من مطلقة .. ومنهج الاختيار مشاركتان