مساء الخير عليكم
موقع لذيذ بس يتوه صراحة وكلامه علمي زيادة، عندي مشكلة - أجد نفسي دائمًا منجذبة، بل أنجذب، إلى أشخاص أكبر مني سنًا بقليل، وغالبًا ما يكونون متزوجين. أشعر أنهم أشخاص مستقرون عاطفيًا ومهنيًا وماليًا، وهذا ما يجذبني إليهم.
أحيانًا أشعر أن المبادرة تأتي منهم. بالطبع، لا أتصرف بناءً على هذه المشاعر، لكنها شيء أشعر به في داخلي.
ليس لديّ أي مشاكل عائلية، فقد يقول البعض إنني أشعر بذلك بسبب مشاكل (عائلية/والدية)، وهي غير موجودة على الإطلاق، لذا فالأمر ليس كذلك.
لستُ إنسانة سيئةً، ولا أتصرف بناءً على مشاعري بأي شكل من الأشكال، فأنا لستُ خرابة بيوت.
أحتاج إلى نصيحة، فأنا لا أعرف ماذا أفعل.
26/10/2025
رد المستشار
أهلا وسهلا بك آنستي الغالية ونشكرك على حسن ظنك بنا ونرجو أن نعاونك دون كلام علمي معقد إن شاء الله
يظهر من وصفك أنك تميلين عاطفيًا إلى النضج والاستقرار، وأنك تبحثين عن شخص يمنحك شعورًا بالأمان، والاحتواء، والثقة فانجذابك لأشخاص أكبر منك سنًا (وغالبًا متزوجين) لا يعني انحرافًا أخلاقيًا، بل يشير إلى نمط نفسي غير واعٍ يرتبط ببحثك عن نموذج الرجل المكتمل من وجهة نظرك الذي تشعرين أنه قادر على القيادة والحماية.
من زاوية علم النفس التحليلي، قد يعكس ذلك تعلقًا رمزيًا بصورة الأب الحامي وليس بالضرورة وجود مشكلة فعلية مع الأب، بل تثبيتًا وجدانيًا (يعني نموك النفسي العاطفي مرتبط وواقف) عند صورة الرجل الناضج المسؤول.
وقد يُفَسَّر هذا على أنه احتياج عميق للأمان والاتساق الداخلي، حيث يجذبك الشخص الذي يجسد هذا التوازن الذي تسعين لتحقيقه في ذاتك.
الأدلة والمؤشرات على هذه الرؤية سنجدها في أقوالك (أشعر أنهم أشخاص مستقرون عاطفيًا ومهنيًا وماليًا) حيث يدل على أن الدافع الرئيس هو الشعور بالأمان والاستقرار، وليس مجرد الانجذاب الجسدي أو الرومانسي.
كما تقولين (المبادرة أحيانًا تأتي منهم) قد يعكس أنكِ تمتلكين طاقة أنثوية جذابة لكنها غير مقصودة، تجذب هذا النمط من الرجال، ربما لأنك تتحدثين أو تتصرفين بنضج يثير انتباههم.
وتقولين (لا أتصرف بناءً على هذه المشاعر) وهو مؤشر على قوة الضبط الذاتي والأخلاقي لديك، مع وجود وعي ناضج وتحكم سلوكي.
العوامل المحتملة التي قد تكون ساعدتك على هذا التوجة
1. العوامل النفسية اللاواعية: الميل لمن يملك سمات أبوية: احتواء، حزم، توجيه، دعم. إعجاب بالسلطة والنضج كرمز للقوة والطمأنينة.
أحيانًا يُفسَّر على أنه تعويض لاشعوري عن تجربة فقد أو فراغ داخلي قديم، حتى لو لم يكن ظاهريًا في الأسرة.
2. العوامل الاجتماعية والثقافية:
نضوجك المهني كمحامية يجعلكِ محاطة برجال ناجحين ومتزوجين، ما يزيد من فرص هذا النمط من التفاعل.
النظرة الواقعية للحياة المعاصرة (الاستقرار أهم من الرومانسية)، مما يجعل اللاوعي ينجذب لما يبدو "آمنًا".
3. العوامل الشخصية
تقديرك العالي للنجاح والنضج يجعلكِ ترين في الرجل الأكبر رمزًا للقيمة الذاتية التي تتمنينها في شريك حياتك.
قد تكونين شخصية عقلانية، مستقلة، ناضجة مبكرًا، فتجدين صعوبة في التفاعل العاطفي مع من هم في سنك لأنهم أقل خبرة أو مسؤولية.
التوصيات النفسية
اسألي نفسك بصدق: ما الذي يعجبني حقًا في الرجل الأكبر؟ هل هو الأمان؟ الإعجاب؟ التقدير؟ الحماية؟ لتحديد الجذر الشعوري فيساعدك على التحرر من التعلق بالنمط نفسه.
إعادة تعريف مفهوم الاستقرار فهو لا يأتي فقط من العمر أو الزواج، بل من النضج النفسي والقدرة على التواصل الصحي فابحثي عن هذه الصفات في شخص حرّ عاطفيًا وغير مرتبط فقد تجدينها في جيلك أو قريب منه.
العمل على الوعي العاطفي الذاتي من خلال أن تكتبي كل مرة تشعرين بانجذاب لرجل أكبر ما الذي جذبني فيه؟ ما الذي أحتاجه من هذا الانجذاب؟
مع الوقت ستكتشفين أن المشاعر ليست تجاه الشخص بحد ذاته، بل تجاه إحساس يمنحك إياه (الطمأنينة – التقدير – القوة).
وضع حدود عاطفية صارمة حتى لو كانت المبادرة منهم، فاحمي نفسك من علاقات رمادية أو ضبابية وتذكّري أن الفضول العاطفي لا يبرر التورط الأخلاقي وما دمتِ واعية ومتماسكة كما تبدين، فحافظي على هذه القوة.
محاولة التوازن بين الحاجة للعاطفة وتحقيق الذات فكلما عملتِ على توسيع دوائرك الاجتماعية والتطوعية والمهنية مع أشخاص يشبهونك في الطموح، زادت احتمالية الانجذاب السوي لشريك مناسب لا يستمد قيمته من فارق السن أو الوضع الاجتماعي.
وأخيرا يمكنك الاستعانة بمعالج نفسي لأن هذه الميول قد تخفي احتياجًا وجدانيًا عميقًا يمكن معالجته بالوعي الذاتي، عبر جلسات تحليلية أو معرفية قصيرة المدى، لتفكيك جذور الانجذاب اللاواعي.
وتابعينا