مساء الخير
مشكلتي هي أنني مُرهقة من كثرة الركض والكفاح طوال الوقت، مع أنني لا أفعل شيئًا حاليًا... لا أستطيع العمل أو حتى مغادرة المنزل.
كنتُ شخصًا يُكتم مشاعره. لم أبحث يومًا عن الحب أو العلاقات، وبصراحة، حتى العلاقات غير الرسمية أعتبرها محرمة. الآن تخرجتُ وبدأتُ العمل، ثم أتيحت لي فرصة السفر إلى الخارج لفترة. سافرتُ ورأيتُ العالم والتقيتُ بالكثير من الناس، ثم عدتُ وأنا أشعر أنني مضطرة للبدء من الصفر من جديد في بلدي الصغير حيث حتى الناس ليسوا مثلي. أي شخص يمر، حرفيًا، ولم يغادر شارعه، يسألني عما استفدتُ منه سوى أنني أضعتُ عامًا من عمري.
بصراحة، كانت هذه أفضل سنة في حياتي، ولا أشعر أنني فاتني شيء! أجد كل شيء صعبًا منذ عودتي، ولا أستطيع التكيف، ولا أعرف كيف..." السفر مرة أخرى لأنني لا أقبل أي فرص." ثانيًا... أشعر أنني متأخرة في مسيرتي المهنية ومتأخرة في زواجي... وبعد تجربة الحياة بمفردي واكتشاف نفسي، أشعر أنني مستعدة لمشاركتها مع شخص ما الآن، وهو أمر لم أفكر فيه أبدًا من قبل...
الآن أنا متعطشة للتقييم والمشاعر الموجهة نحوي... عادةً ما أكون شخصًا محبوبًا وذكيًا واجتماعيًا، لذلك أعرف كيف أتفاعل وأتعرف على الناس، لكن دائرتي الآن صغيرة جدًا ولا يوجد أحد مناسبا من حولي... أنا مشتتة للغاية. اعتقدت أنني في هذا العمر سأعرف ما أحب أن أفعله وسيكون لدي أصدقاء وشخص أحبه على الأقل... لم أعد منذ فترة طويلة، لكنني مكتئبة حقًا منذ عودتي... المواصلات العامة صعبة والناس مشغولون دائمًا، ولا يمكنني حتى الركض أسرع من ذلك...
أدعو الله أن يرزقني بلا سبب لأنني كنت أدفع نفسي إلى أقصى حد في كل شيء، وأنا أعلم أنه لم يكن من صنع يدي، ولكن لأنه سمح بذلك. أنا الآن منهكة للغاية، نفسيًا وجسديًا، لدرجة أنني استسلمت تمامًا وتركت الأمور لله...
خاصة وأن شيئًا كالزواج لا يتطلب أي جهد على الإطلاق... الأمر كله بيد الله.
أنا مشتتة، والناس يضغطون عليّ كثيرًا.
22/11/2025
رد المستشار
مساء النور "مي" يبدو أنك مررت بتجربة السفر وجعلتك واعية أكثر بالكثير من الفوارق سواء في البيئة وتيسيرات الحياة وتعاملات الأشخاص، فدائما يصنع السفر تحولا في فهمنا للأمور ووعينا وبعد العودة نحتاج لوقت من أجل التكيف على الحياة التي كنا قد اعتدنا من الأساس عليها ولم نكن نفكر كثيرا فيما هو عادي كالمواصلات، وطبائع الناس، بينما الآن تشعرين بأنه ليس عاديا أو صعبا إلى حد ما، هذا الارتباك طبيعي وصحي لفترة ما.
وأعتقد كل من يسافر ويرجع يحاول أن يعيد التكيف ويرتب بعض الأمور التي اعتاد عليها من جديد للتقارب نوعا ما مع خبرته التي عاشها في السفر، ويحدث أحيانا ما يسمى بكآبة ما بعد السفر Post-travel blues ولذلك من المهم العودة للتكيف والتفاعل مع من حولك بدون استغراب أو اندهاش ولا تكثري من معايشة ذكرياتك في بيئة السفر، وهذا التكيف أعتقد يتطلب منك العودة للعمل أو الدراسة وبدء التقارب الاجتماعي وتقليل المقارنات بين خبرتك الحالية المحلية وخبرتك الخارجية.
مع الوقت سيحدث التكيف المهم أن تكوني في الحياة وتتجنبي تجنبها قدر الإمكان، وتجربة السفر قد أعطت لك شيئا جيدا ووعيا ملهما فلا تجعليه عبئا عليك يسبب معاناة.